()
السلام عليكم
()
اجل ان الصحة تاج على راس الانسان يحملة بلا مبالاة غير واع باهميته
وغير واع بمسؤولية المحافظة عليه الى ان ياتي اليوم الذي يسقط فيه التاج
عن راسه او راس اقرب الناس اليه .. فيذهل ويتملكه الرعب ويفهم انه كان في نعيم ربما ذهب بلا رجعة
..
وتتغير عندئذ نظرته للناس والحياة اذ يواجه فجاة ودون سابق انذار ضعفه
مدركا انه اصبح في يد الاقدار تعصف به كما تشاء .. ويتعلم حينئذ النظر الى رؤوس الاصحاء
فيخطف بريق التاج بصره .. مما يجعله يقدر الخسارة الفدحة التي لحقت به
انه لا معنى للمطالبة بممارسة الحقوق الشرعية الاقتصادية والسياسية والثقافية
مالم يتوفر للانسان حقه الاساسي ( حق الصحة ) وبما ان الحقيتفق مع الواجب
فان واجب الانسان الاساسي هو المحافظة على هذا الكنز الثمين الذي لا بديل له ولا غنى عنه
صحيح ان قدرتنا محدودة ولكن بامكاننا تفادي الكثير من الكوارث الصحية
والتغلب عليها وتمكننا من الحياة الكريمة الى غاية الاجل المحدد
قد تسال.. اليس المرض مشكلة طبية من اختصاص الطبيب وحده نستشيره اذا الم بنا خطب
ونترك الباقي للقضاء والقدر
ترد بالنفي كلا الصحة ليست من اختصاص الطبيب وحده ان الصحة مشكلة اخطر من ان يعهد
بها الى الطب والاطباء وحدهم
ولكن تلك الحالات قليلة اذا قيست بالامراض الناتجة عن الجهل والفقر والتلوث بكل اشكاله
والقذارة ( باانعدام النظافة )
الوضع الصحي لعالمنا المعاصر
ينقسم العالم من الوجهة الصحية الى عالمين ..
عالم الغنى وعالم الفقر ويشمل العالم الاول بلدان اوروبا وامريكا الشمالية وروسيا
اما العالم الثاني فيشمل افريقيا وامريكا الاتينية واغلب بلدان اسيا وغيرها . من الطبيعي ان تختلف
اوضاع العالمين الصحية نظرا لاختلاف ظروفها كمستوى المعيشة ونويعيتها .. والمستوى الثقافي العام
للمواطن العادي
امراض العالم الغني
تفتك الامراض الناتجة عن اصابة القلب والشرايين بمئات الالاف
من المرضى سنويا في كل البلدان المتقدمة واسبابها الرئيسية الافراط في التغذية والتدخين
والارهاق العصبي .. كما يتسبب السرطان ثاني اسباب الموت في البلدان كما يستفحل ادمان الخمر
والمخدرات بين صفوف الشباب الاولى في ارتفاع ضحايا المرور .. وتتصف وضعية هذه
البلدان بالمقابل بالقضاء الشبه كلي على الامراض المعدية نظرا لارتفاع المستوى
المعيشي والثقافي للسكان وانتشار التلقيح وكثرة الاطارات الصحية والمختبرات العلمية
الحديثة .. التي تسمح بتشخيص الامراض المستعصية والنادرة وعلاجها كما تملك البلدان
الغربية جل صناعة الادوية وتسيطر على هذا الميدان سيطرة تامة
امراض العالم الفقير
يشكل الجوع المزمن سببا من اهم الاسباب المؤدية
الى الموت خاصة في افريقيا والهند والبغلاديش والصومال .. يعاني اطفال العالم الثالث من سوء التغذية
وما ينجر عنها من امراض كفقر الدم والنحافة .. الخ .
ان علاج هذه الامراض لا يمكن في الطب وانما في التقدم الاقتصادي
والعدالة الاجتماعية في البلدان المختلفة ومن الامراض الجرثومية وعلى راسها السل من المعروف
ان هذا الداء لا يصيب الا افقر المجتمعات وان علاقته بالفقر والتخلف وسوء التغذية
علاقة وطيدة
يضاف اليها مرض الكوليرا والتيفوئيد نظرا لانعدام الماء الصالح للشرب او نتيجة
تلوث المياه ومنها الامراض الناتجة عن الطفيليات
وباختصار ثلاثة ارباع البشرية تدور في حلقة مفرغة اسمها الحاجة والمرض
ما العمل !
المشاكل في جوهرها هي غير طبية الاجدر القضاء على
الاسباب الاساسية كسوء التغذية وتلوث الماء والهواء ونشر الثقافة الصحية بدلا من محاولة العلاج ..
اليس المرض في اغلب الاحيان نتيجة التخلف الاقتصادي من جهة وانعدام الثقافة الصحية من جهة اخرى
المطلوب توفير الثقافة في الميادين الحيوية واولها ميدان الصحة حتى لا يوكل الناس باهم
ما يملكون الى الطبيب الذي يجب ان يكون اخر حلقات السلسلة لا اولها او كلها
الروابط المفضلة