الحمد لله الذي جعل لنا من العلم نورا نهدي به و بعد...
أقدم ببحثي هذا الى كل من يجمعنا بهم رباط العلم من مستمعين
و قراء.. البحث العلمي الذي آمل ان يعجبكم ويكون في المستوى
وأتمنى لو أنني لم أقصر و لم أهمل تبيان جواهر عناصر البحث
والله الشاهد على نية الإخلاص.
كان لنا بحوث سابقة عن الخلية ومكوناتها تعرفنا من خلالها
على معظم المكونات في هذه العناوين
ولنا بعون الله في عددنا هذا من سلسلة البحوث العلمية
شرح وافي لبعض المكونات الأخرى ومنها :
جهاز كولجي
اكتشف هذا التركيب الخلوي العالم كاميللو جولجي عام
1898 م في الخلايا العصبية للقط و
بعض الطيور ، و قد وصف جولجي هذا التركيب بأنه جسم شبكي له قابلية شديدة لترسيب
نترات الفضة و رابع أكسيد الأزميوم
و قد أمكن التحقق فيما بعد من وجود هذه التراكيب في أنواع عديدة من الخلايا الحيوانية و
Golgi Apparatus أو جهاز جولجي Golgi Network أطلق عليه اسم شبكة جولجي
و توجد في الوقت الحالي عدة دلالات علة وجود هذا الجهاز في الخلايا النباتية
مظهر الجهاز و أماكن تواجده
يوجد جهاز جولجي في الأنواع المختلفة من خلايا الفقاريات – باستثناء الخلايا التناسلية -على هيئة تركيب شبكي
أما الخلايا التناسلية و جميع خلايا اللافقاريات ، و كذلك الخلايا النباتية ، فإن جهاز جولجي
Dictyosomes يوجد فيها على هيئة أجسام مقوسة يطلق عليها الدكتيوسومات
لجهاز جولجي موقع خاص مميز في الأنواع المختلفة من الخلايا ، مثال ذلك أنه في بعض
أنواع الخلايا الإفرازية ، مثل خلايا الأجزاء القنوية من البنكرياس ، يوجد جهاز جولجي في
القطب الإفرازي للخلية ، أي بين النواة و الحافة الحرة للخلية ، بينما يحيط بالنواة في الخلايا العصبية
يختلف مظهر جهاز جولجي اختلافا بينيا تبعا للحالة الفسيولوجية للحيوان ، فيبدو مثلا في
الخلايا الطلائية لأمعاء الحيوان الجائع على هيئة جسم صغير كثيف يحتل منطقة صغيرة من
السيتوبلازم ، إلا أنه بعد التغذية ، يزداد حجمه تدريجيا ليحتل حيز أكبر من السيتوبلازم ، هذا
بالإضافة إلى ظهور كثيرة من إنتاج جهاز جواجي في المنطقة المحيطة به
كذلك يظهر جهاز جولجي تغيرات واضحة في الشكل أثناء تكوين و نمو الحيوان خاصة في
الخلايا العصبية ، ففي خلايا الحيوانات الصغيرة يكون جهاز جولجي على هيئة تركيب شبكيصغير يقع عند القطب المحوري للخلية ، و يزداد حجم هذا التركيب تدريجيا مع نمو الحيوان ،
حتى يحيط بالنواة إحاطة تامة ، و مع تقدم الحيوان في العمر ، تتهدم هذه الشبكة و تتفتت إلى
حبيبات صغيرة تظهر متناثرة في أنحاء الخلية
البنيان الدقيق
يبدو جهاز جولجي في صورة الميكروسكوب الإلكتروني مكونا من ثلاثة أجزاء رئيسية هيعدد من الحويصلات المحدودة رقيقة الجدران تجري موازية لبعضها البعض
عدد من التجاويف الكبيرة المستديرة المغلفة بأغشية رقيقة تقع عند نهاية الحويصلات
مجموعة صغيرة من التجاويف الدقيقة
التركيب الكيميائي
يتركب جهاز جولجي من مواد دهنية و بروتينية متحدة مع بعضها البعض في مادة
ليبوبروتينية معقدة التركيب يوجد الجزء الدهني في حالة مقنعة غير ظاهرة تحيط به طبقة رقيقة من البروتين ، إلا أنه
يمكن تعرية الجزء الدهني و إظهاره عن طريق معاملة الخلايا بإنزيمات خاصة تهضمالبروتينات الخارجية و تذيبها و يحدث هذا بصورة طبيعية عادة في بعض خلايا الحيوانات المسنة و في بعض الحالات المرضية
الوظائف يقوم جهاز جولجي بدور هام في تكوين المواد الإفرازية ، مثل المواد الخام التي تتكون منها
الإنزيمات و تعرف بالزيموجين و إفراز الصفراء و المواد المخاطية و الهرمونات و فيتامين ج، و غيرها
يلاحظ تراكم كل من إنزيمي الفسفاتيز الحمضي و القلوي في المنطقة التي يحتلها جهاز
جولجي في الخلايا الطلائية ، مما يشير إلى أنه وثيق الصلة بتكوين هذه الإنزيمات يعتقد أن جهاز جولجي يرتبط ببعض النشاطات الخلوية الأخرى ، مثل تكوين الجسم القمي
للحيوانات المنوية ، و تكوين السائل الزلالي في الفاصل و الطبقة العاجية للأسنان
الميتوكندريا
الميتوكندريا عضيات خلوية حية توجد في جميع أنواع الكائنات ، ابتدا من أبسط الأشكال مثل وحيدة الخلية كالأميبيا ،
إلى أكثر الأشكال الحيوانية و النباتية تعقيدا .
و قد وصف فلمنج الميتوكندريا لأول مرة عام 1882 م ، و أسماها الخيوط أو ( فيلا ) .و أعاد ألتمان وصفها عام 1890 م ،
و لكنه أطلق عليها ( بيوبلاست ) أي الأجسام الحية . و يعتبر بندا أول من استعمل كلمة( ميتوكندريا )
لدلالة على هذه الأجسام عام 1897 م .
المظهر و أماكن التواجد
توجد الميتوكندريا في الخلايا المختلفة على هيئة حبيبات دقيقة أو عصى قصيرة أو خيوط .
يتراوح طولها بين 0.5 – 1 ميكرون ، و يصل طول لأنواع الخيطية منها إلى 10-12 ميكرون ،
و قد يوجد في الخلية نوع أو اكثر من هذه الأشكال .
عدد الميتوكندريا ثابت بالنسبة للنوع الواحد من الخلايا ، فيوجد في الأميبيا على سبيل المثال 500.000 ميتوكوندريون ،
و يوجد في الخلية الكبدية للفأر 2500 ميتوكندريون ، بينما ينخفض هذا الرقم إلى عدد يتراوح ما بين 175-800 ميتوكندريون
في خلايا الكبد السرطانية المعروفة باسم ( هيباتوما ).
و تكثر الميتوكندريا بصفة عامة في الخلايا الأكثر تخصصا ، مثل خلايا الكبد و خلايا الكلية ، عنها في الخلايا الأقل تخصصا
أو الأقل نشاطا ، مثل خلايا الغدة التيموسية .
توجد الميتوكندريا في معظم الحالات موزعة توزيعا منتظما متجانسا في السيتوبلازم ، و لكنه في أنواع معينة من الخلايا
يقتصر وجودها على مناطق سيتوبلازمية محددة ، و ذلك كما في خلايا الكلية ، حيث توجد في ألأجزاء القاعدية منها ،
و بذا تكون قريبة من الشعيرات الدموية التي تغذي هذه الخلايا .
الميتوكندريا لا يمكن مشاهدتها في الخلايا الحية بالميكروسكوب العادي ، و ذلك لأن معامل انكسار الضوء بالنسبة لها
منخفض بسبب ما تحتوية من مواد دهنية ، و لكن يمكن إظهارها بميكروسكوب التباين .
كمخا يمكن صبها بصبغات حيوية خاصة مثل صبغ أخضر جانس Janus Green ،
فتظهر بصورة أوضح نتيجة لأن المادة الصبغية لونها بتأثير الإنزيمات المؤكسدة المتوفرة داخل الميتوكندريا .
و تصبغ الميتوكندريا في التحضيرات المثبتة المستديمة يصبغ الفوكسين الحمضي ، و صبغ الهيماتوكسيلين .
البنيان الدقيق
تظهر الميتوكندريا في صور الميكروسكوب الإلكتروني على هيئة أكياس يحيط بكل منها غشائيين رقيقان .الخارجي مهنا مستوي ،
اما الداخلي فمتعرج و يمتد إلى الداخل في تجويف الميتوكندريون مكونا عدد من البروزات أو الحواجز يطلق عليها الحواجز الداخلية Internal Ridges
أو الأعراف الميتوكندرية Cristae Mitochondrialis .تقسم هذه الحواجز التجويف الداخلي للميتوكندريون تقسيما غير تام إلى عدد من الحجرات الصغيرة .
تختلف شكل الحواجز الداخلية فهي قد تكون صفيحية أو ورقية ،
و قد تكون أنبوبية أو على هيئة خملات دقيقة .تعمل هذه الحواجز على زيادة السطح الداخلي
الذي تحدث عليه التفاعلات الكيميائية العديدة داخل الميتوكندريا ،
و يتضح ذلك بجلاء في بعض الخلايا النشطة ، مثل خلايا عضلات الطيران في الحشرات و الطيور ،
التي تحتوي الميتوكندريا فيها على أعداد كبيرة نسبيا من الحواجز الداخلية
التركيب الكيميائي
تتكون الميتوكندريا أساسا من الدهون و البروتينات ، بالإضافة إلى بعض المواد العضوية الأخرى ،
و الأملاح و الفيتامينات .و لقد لوحظ حديثا وجود جزيئات دقيقة من حامض دي أكسي ريبوز النووي في ميتوكندريا
بعض الخلايا .كما تعتبر الميتوكندريا المستودع الرئيسي للإنزيمات التنفسية في الخلية ، مثل مجموعة إنزيمات السيتوكروم المؤكسد ،
و الإنزيم نازع الأكسجين السكسيني ، و غيرها .و هذا يفسر تسمية الميتوكندريا بالبطاريات الإنزيمية .
الوظائف
يطلق على الميتوكندريا اسم مولدات الطاقة في الخلايا ، و ذلك لأن الكثير من التفاعلات الكيميائية
التي تتضمن أكسدة المواد الغذائية و استخلاص الطاقة منها تتم داخل الميتوكندريا بتأثير الإنزيمات الموجودة بداخلها .
و لقد لاحظ جرين عام 1961 م أنه حتى لو فتت الميتوكندريا إلى جزيئات صغيرة فإنها
تظل تؤدي بعض وظائفها الخاصة بأكسدة المواد الغذائية .و لقد لوحظ أن السيانيد المعروف بأنه
مثبط لنشاط الإنزيمات التنفسية له تأثير واضح على الميتوكندريا ،
فهو يمنعها من تأدية وظائفها .ترتبط الميتوكندريا ارتباطا وثيقا بالنشاط الأيضي العام للخلية ، خاصة فيما يتعلق بأيض الدهون ،
و الأحماض الأمينية .و هي أيضا مسؤولة عن تكوين غمد الذيل في الحيوانات المنوية .
تحت المجهر وفي الموضوع دائما نستهل جزءنا المفتوح في هذا العدد
بالتعرف على تطور العلم والتكنولوجيا
بصور شيقة جدا عن
المخبر القديم كيف كان
والأن المخبر العصري كيف هو
ولك التعليق
الروابط المفضلة