انخفاض حرارة الجسم العلاجية

... موضوع شائك ومعقد ويصعب الكتابة فيه، لكنه مثير للاهتمام والدهشة وآية عظيمة من آيات الله المبثوثة في خلق جسم الإنسان للمتفكر المستبصر الفطن.
قصة الموضوع
... تبدأ من دخول مريضة في ردهة الباطنية التي أعمل فيها وقد أصابها توقف القلب المفاجئ في الشارع العام وأنعشت من قبل رجال الإسعاف، وفي المستشفى أجري لها العلاج الطارئ عن طريق التنفس الاصطناعي وإنعاش القلب والعلاج بطريقة مدهشة وهي طريقة خفض حرارة الجسم.
بقيت المريضة تحت العلاج المكثف في المستشفى لمدة شهرين تقريبا ثم تعافت بعدها بإذن الله الشافي المعافي وبوساطة طرق العلاج المدهشة ومنها طريقة خفض حرارة الجسم العلاجية.
تتلخص هذه الطريقة بخفض حرارة جسم المريض العلاجية وذلك بزرق المحلول الملحي البارد في الدم عبر وضع قسطرة في الوريد الأجوف السفلي عبر الوريد الفخذي، أو عن طريق بطانية المياه المبردة أو سترة الجذع والساق التي تكون بتماس مباشر مع الجلد.
درجة حرارة الجسم المطلوب الوصول اليها هي 33 درجة مئوية، وتساعد هذه الطريقة على تقليل مخاطر الإصابة بتلف الدماغ بعد فترة من قلة تدفق الدم الى الدماغ بسبب السكتة القلبية.
التفسير العلمي الفسلجي لهذه الطريقة المذهلة هو أن خفض حرارة الجسم درجة مئوية واحدة يؤدي إلى إبطاء عملية الأيض الخلوي بنسبة 5-7% وتبعا لذلك تقل حاجة الجسم إلى الأوكسجين فيتم بذلك الحفاظ على خلايا الدماغ في حالة نقص الدم المتدفق إلى الدماغ بسبب السكتة القلبية.
وبعد انعاش القلب واستقرار النبض تتم تدفئة المريض مرة ثانية تدريجيا من 33 الى 37 درجة مئوية على مدى 24 ساعة.
نستطيع أن نشاهد في هذه الطريقة العلاجية الذكية المدهشة آيات عظيمة وموضوعات تفكرية إيمانية راقية منها:
آية علم الإنسان الذي وصل إلى مراحل متطورة جدا بإذن العليم سبحانه "الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم" (العلق: 4-5).
آية توقف القلب المفاجئ وموت الفجأة الذي كثر في هذا الزمان تماما كما أخبرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف المبارك، وفي هذا عبرة لنا وموعظة كبيرة تنبه الغافل وتوقظ الوسنان وتنقذ من هاوية عبادة الدنيا إلى التفكر بالموت وتذكر الآخرة والعبادة الحقة للواحد الأحد جل جلاله.
آية الشفاء والسلامة بعد المرض الوخيم والإشراف على الموت، فسبحان الله الشافي المعافي جل جلاله.
آية افتقار الدماغ الى كمية الدم المناسبة التي يضخها القلب بجد واجتهاد بأمر وابداع واعجاز الباري سبحانه لكي يعمل الدماغ والجسم بصورة كفوءة وفاعلة، فسبحان من خلق وابدع ويا هناه من تفكر واعتبر ويا شقوة من غفل وتاه وعصى والعياذ بالله.
آية آلية حرارة الجسم الموزونة وضرورتها وأهميتها البالغة لفعاليات الخلايا الحية الضرورية وإلا فالعطب والهلاك إذا اختل هذا التوازن، فسبحان من أبدعه، الخالق الجليل العظيم.
وآيات.. وآيات.. وآيات..

هو تسبيح تفكري على طريقة الاستاذ السعيد النوري السروري رحمه الله أهديه إلى أحبابي في مدرسة النور والسرور، راجيا منهم الدعاء لي بظهر الغيب.





ــــــــــــــــــــ
ملاحظة: تفاصيل هذه الطريقة المدهشة والدراسات حولها أخذتها بصورة رئيسية من مجلة طبية سويدية اسمها:
Lakartidningen, Nr 17, 2004, vol 101
ومصادر أخرى:
N Engl J Med 2002:346:549-56
N Engl J Med 2002:346:557-63
إضافة إلى موسوعة(ويكيبيديا) ...

عماد البياتي
2010-12-05

جزاك الله خير أخي الكريم

بارك الله فيك

بارك الله فيك

جزاك الله خير الجزاء