جتئتكم اليوم هامسة باسمة حتى اننى
محملقة فى الضوء الاتى من الشرفة التى امامى
بعد ان غاب عنى طويلا اليوم
بسبب الانقطاع المأساوى للكهرباء
كثرت الشماعات وازدادت الاعذار والمبررات
فهذه تقول اولادى هم السبب والاخرى تقول
بل الزيارات والمناسات هى مشكلتى
وانا اقول (أم يزونة من منتدى لك ) اننا كثيرا
ما نعتاد وجود اشخاص بيننا من دون
ان نفكر كثيرا بالقصص التى يحملونها
وراء ابتسامتهم ولا بحقيقة ما يعانون منهم
فى المكتب او الشارع وحتى الجامعة
سرح خيالى "بمنى" زميلة دراسة لى كانت تذهب
دوما الى كافتيريا الجامعة
وتأتى الى القاعة قبل موعد المحاضرة
لتدخل وتلقى علينا التحية مع حرص دائم منها
بان تكون محملة بما لذ وطاب من بيتزا وشوكلاتة ومعجنات
وكان هذا ظاهرا عميقا فى قسمات وجهها الجميل
وتضاريس جسدها السمين
وعندما كنت أبادرها بالسؤال
ولم كل هذا يا منى؟
تقول بلهجتها الساخرة
"يا ستى هى الواحدة حتعيش كم يوم ولأن الدراسة صعبة وتحتاج
الى نسيان همومها"
انتهت دراستنا واصبحنا مهندسات والحمد لله
واغلقت شماعة الدراسة
وتزوجت منى وازدادت سمنتها
وكبرت كرشتها وصارت شماعتها
هى الحمل والولادة وحتى الرضاعة
وقرف الاولاد وشقاوتهم وعصبيتها
كما انها ذكرت لى شماعة اخرى انها لا تتمكن
من ممارسة الرياضة لانها لاتخرج من البيت
الا للضرورة
كما انها كل ما تنوى تعمل رجيم تأتى مناسبة
او تذهب لزيارة امها التى تعزها كثيرا بالطعام
فيتحطم املها بالرشاقة على صخرة الوجبات الدسمة كالعادة
اذن ما اريد ان اقوله ان منى تعيش
شباب حياتها المفعم بالابتسامة والود والتفاؤل
معلقة سمنتها على شماعات يكاد الدولاب
ان ينهار من ثقلها
ناقشى اختى الغالية:
كل ما تريه شماعة لفشل الرجيم
فقد تركت الباب مفتوحا للجميع
لنقف انا وأنت سد منيع امام كل الاعذار والمبررات الواهية
الروابط المفضلة