السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل شيء عن الإبر الصينية
الإبر الصينية ( acupuncture) مأخوذ من المصطلح اللاتيني :
: acus وتعني إبرة ، و:
أما في اللغة الصينية الحديثة فتسمى (جينبيان) وتعني الوخز بالإبر الصينية إضافة إلى العلاج بعشبة (الموكسا).
ويعتبر الوخز بالإبر الصينية تقنية علاجية قائمة على إدخال إبرة رفيعة خيطية الشكل في نقاط معينة من الجسد لتفيف الألم أو لأهدافٍ علاجية اخرى.
وبحسب نظرية الوخز بالإبر الصينية فإن هذه النقاط المحدة تتواجد إلى جانب خطوط تنصيفية يمر من خلالها ال (قي) والذي يعني (الطاقة الحيوية) ، ولا يوجد بالطبع معطيات تشريحية أو هيستولوجية (نسيجية) لوجود هذا المفهوم ، حتى أن الممارسون المعاصرون للوخز بالإبر الصينية يعرضونه كمفهوم وظائفي أكثر منه تركيبي تشريحي ( أو كمجازٍ يقودالتاقييم والعناية بالمرضى) . Pungere: وتعني الوخز.
ويعتقد أن طريقة الوخز بالإبر وجدت في الصين بدايةً ، وترتبط بالطب التقليدي الصيني ، كما أن هنالك عدة أشكال لهذه الممارسة صينية وتبتية ويابانية وكورية تمارس تقليدياً في كافة أنحاء العالم.
وبينما حظيت الإبر الصينية بالعديد من الأبحاث المكثفة حتى أواخر القرن العشرين ، إلا أن مفعولها لم يفهم تماماً ، وظلت مثار جدلٍ بين العلماء والأطباء حتى يومنا هذا ، ولم تحسم امر هذه الظاهرة بعد، ولكنها ما زالت تحظى بالدراسة النشطة والنامية، حتى أنه في عام 2007 وجد البروفيسور إدزار إرنست ، أول بروفيسور في الطب التكميلي في بريطانيا ، هو وزملاء له أنه( وبناءً على ظواهر سريرية متصاعدة أن الإبرالصينية فعالة ومفيدة في بعض الظروف ، ولكن ليس في جميعها).وقد قامت مؤسسات ومنظمات صحية عديدة مثل: منظمة الصحة العالمية، والمركز الوطني للطب البديل والطب التكميلي التابع للمركز الوطني للصحة ، والرابطة الطبية الأمريكية ، والعديد من الحكومات ، بدراسة الظاهرة والتعليق عليها من حيث فاعليتها (أو عدمها) ، وخلصت بالموافقة على أن ممارستها تكون آمنة إذا مورست من قبل أخصائيين متمرنين جيداً ، وشريطة أن تكون الإبر معقمة جيداً أيضا، وأوصت بالمزيد من الأبحاث حولها مستقبلا.
سنستعرض ، وعلى حلقات ظاهرة الإبر الصينية تاريخاً ، ونظريات تقليدية ، وممارسة سريرية ، وأبحاث ، ومدى سلامتها أو مخاطرها ، والمعطيات القانونية حولها ، وإلى غير ذلك مما يتعلق بها.
نقاط وخطوط الإبر الصينية:
معظم نقاط الإبر الصينية توجد على خطوط التنصيف الإثني عشر ، وعلى اثنين من خطوط التصنيف الإضافية الثمانية (دو ماي ، ورين ماي) ما مجموعه أربع عشرة قناة وصفت في نصوص الطب التقليدي الصيني كممرات يعبرها ال(كي) والدم . كما أن هنالك نقاط إضافية لا تنتمي لأية قنوات. هنالك نقاط أخرى حساسة تسمى (نقاط آشي) قد يتم وخزها حيث يعتقد أن الركود يتجمع فيها.
العلاج بالإبر الصينية قد يتم عبر طبقات متعددة من الممرات لا سيما القنوات ال 12 الرئيسية (أو ما يتعرف بال –ماي-) والمنتشرة عبر الجسد.
وهذه القنوات ال 12 تعبر عن أجهزة وظائف الجسم : الرئة ، المعي الغليظ ، المعدة ، الطحال ، القلب ، الأمعاء الدقيقة ، المثانة ، الكلية ، غشاء التامور ، سان جياو (جهاز غامض) ، المرارة والكبد.
أما الممرات الأخرى فتشمل الممرات الثمانية غير العادية (فوق العادية) مثل: مثل العروق ، القنوات المتفرعة ، والقنوات العصبية أو الوترية ، . أما نقاط (الآشي)-الحساسة) فتستخدم عادة لعلاج الألم الموضعي.
ومن ضمن الممرات الثمان فوق العادية هنالك اثنان يمكن ممارسة الوخز على نقاط فيهما ، وهما: زين ماي ، ودو ماي والموجودان على خط نصفي أمامي وآخر خلفي من الجذع ، أما الست الأخرى فتنشط عبر تقنيات رئيسية ومزدوجة يتم من خلالها وخز نقاط في الممرات ال12 العادية (الرئيسية)التي تتوافق مع نقاط فوق-عادية معينة
تاريخ ظهور الإبر الصينية
1- العصور القديمة
يعود تاريخ الإبر الصينية في الصين نفسها الى عصورٍ سحيقة من الصين تبلغ العصر الحجري،مع ما يعرف بال (بيان شاي) أو – الحجارة الحادة-. وقد وجد علماء الآثار إبراً صينية حجرية في منغوليا الداخلية تعود الى عام 3000 قبل الميلاد، وهنالك ظاهرة أوضح تعود الى القرن الأول حيث يعتقد أن اكتشاف علماء الآثار يعود الى الأسرة الحاكمة (هان) 202 ق.م – 220 م)
الفحوص الحالية التي اجريت على (اوتزي) وهي مومياء تعود الى 5000 عام وجدت في جبال الالب وجدت أكثر من 50 وشماً على جسده ، بعضها موجود على النقاط التي تستخدم لوضع الإبر الصينية اليوم لشفاء وعكة ما لديه آنذاك .
مومياء اوتزي
ويعتقد العلماء بناءً على ذلك أن هذا النمط من العلاج ربما كان شائعاً في أماكن أخرى من آسيا واوروبا في بداية العصر البرونزي.
وبحسب مقال نشر في مجلة (المبضع) لدورفير وآخرين فان العلماء يعتقدون وجود نمط علاجي في اووبا آنذاك شبيه بالإبر الصينية تمت ممارسته في وسط أوروبا عام قبل 5200 عام.
ومما سبق يوحى بأن النمط العلاجي الشبيه بالإبر الصينية كان قد استخدم طويلاً قبل ظهوره في الصين القديمة مما يوحي ان الوخز بالابر قد يكون ظهر في اسيا واروبا (يورواسيا) قبل ان يتم معرفته الظاهرة ب 2000 عام.
أما عن أصل الوخز بالإبر في الصين فهو غير مؤكد ، ذلك أن أول نص يشير اليها هو النص الكلاسيكي للامبراطور الأصفر في الأمراض الباطنية (تاريخ الوخز بالإبر) هوانغدي نيينج) والذي كان قد جمع بين 305-204 قبل الميلاد .
ومع ذلك فان النصوص الطبية الصينية ( قبور ماوانغ توي عام 68 ق.م) لا تذكر شيئا عن الابر الصينية ، كذلك فان بعض الرسوم الهيروغليفية وجدت مؤرخة لما قبل 1000 ق.م ربما تشير الى استخدام الوخز بالابر انذاك.
حجارة بيان: حجارة حادة مدببة استخدمت في علاج الأمراض في العصور القديمة قد تم اكتشافها أيضا بين الآثار ، ويعتقد العلماء أنها استخدمت لفصد الدم بطريقة مشابهة لتقنيات الإبر الصينية.
وبحسب اسطورة قديمة فان الوخز بالابر بدأ في الصين عندما أصيب بعض الجنود بجروح بالنبال فاستشعروا تخفيفا لالام في اماكن اخرى من اجسامهم ، ومن بعدها بدأ الناس تجريب الوخز بالنبال ثم بالابر كطريقة للعلاج.
الروابط المفضلة