ماذا تعرف عن الشمر ؟؟
الشـــــــــــــــــــــمر ...ماله وماعليه

السنوت (FANNEl) أو الشمر نبات عشبي ثنائي الحول أو معمر، يبلغ ارتفاعه حوالي متر ونصف، له أغصان كثيرة وأوراقه خيطية تتدلى عادة إلى أسفل، لونها أخضر يميل إلى الزرقة، وساقه مبرومة زرقاء إلى حمراء داكنة والأزهار ذات لون أصفر لها شكل الخيمة.
يعرف السنوت بعدة أسماء شعبية ومن أهمها الشمر والشمار والرازيانج والشمرة والبسباس. وفي الغرب يعرف بالشمر المر والشمر الحلو والشمر الكبير وشمر الحدائق والشمر الوحشي والشمر الزهري. أما بالنسبة للاسم العلمي للسنوت فيعرف باسم(Feoniculum Officinale أو Feoniculum Vulgare ) التابع للفصيلة الخيمية (Umbelliferae)



عرف قديماً:
استخدم السنوت من آلاف السنين لعلاج كثير من الأمراض، فقد استخدمه الفراعنة تحت اسم شماري، وعثر علماء الآثار على حبوب الشمر في مقابر بني حسن ودهشور، بينما ورد ذكره في بردية هاريس الطبية تحت اسم «شامارن» ومن المعروف أن اسمه بالقبطية القديمة «شمار هؤت» ولكنه جاء في بردية إيبرز وبرلين تحت اسم «بسباس» الذي احتفظ به العرب وحرفوه بعد ذلك إلى بسباسة. وقد جاء الشمر في بردية هيرسيت كمنبه عطري للمعدة، أما في بردية إيبرز الطبية فكتب عنه لعلاج حالات انتفاخ البطن وكثرة الغازات ويدخل ضمن عدة وصفات لعلاج نزلات البرد وتسكين الآلام ويستعمل الزيت في وصفات لم تعرف حتى اليوم.



أما في الطب العربي فقد ورد عن السنوت عدة أحاديث، فقد ورد عن إبراهيم بن أبي عبلة قال: سمعت عبدالله بن أم حرام، وهو ممن صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلتين «عليكم بالسنا والسنوت، فإن فيهما شفاء من كل داء». أخرجه ابن ماجة في السنن، وذكر عبدالملك بن حبيب قال: عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «عليكم بأربع فيهن شفاء من كل داء إلا من السام «وهو الموت»: السنا والسنوت، والثفاء والحبة السوداء».



وقد ذكر في الطب القديم أن السنوت بري وبستاني ومنه صنفان نبطي ورومي، وأشاد الأطباء القدماء من عرب وغيرهم بفوائده أنه يفتح السدد ويحد البصر وخصوصاً صحفه، وينفع من ابتداء الماء الأزرق، ورطبه يفرز الحليب ويدر البول والطمث، ويفتت الحصاة، ويفيد الكلية والمثانة وفي الحميات المزمنة، ويسكن الأوجاع، ويحلل الرياح، وينفع من التهيج في الوجه وورم الأطراف، والتبخر به يسكن الصداع وينفع من غشاة العين المزمنة، ويسهل النفس ويدفع ضرر السموم والهوام (هذا جزء مما قالوا عنه قديماً)، وموطن السنوت هو بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، ولكنه انتقل إلى أمريكا الجنوبية عن طريق الأسبان ثم انتشر بعد ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية كما أحضر إلى ولاية فرجيينا الأمريكية بواسطة الإنجليز. وينتشر نبات السنوت في كل من مصر وسورية واليونان وبلدان المغرب العربي وفي جنوب المملكة واليمن، ويعرف في تلك الجهات بالسنوت وتعتبر مصر وسوريا من أكثر البلدان المنتجة للسنوت.



للإستعمال:
الأجزاء المستعملة من السنوت هي الأوراق والسيقان والثمار (البذور) وكذلك زيت الثمار.

حقائق حديثة ووصفات:
لقد درس السنوت دراسة علمية مستفيضة، وقد أثبت الألمان ممثلة في السلطات الصحية الألمانية أن السنوت من أفضل الأعشاب لعلاج تعب المعدة وكذلك مشكلات الهضم ولعلاج النفخة والغازات وكذلك لإزالة المغص، وذكروا أن أفضل طريقة لاستعماله هو سحق ثمار السنوت ووضعها مع كاس حليب وشربه وأوصوا أيضاً، أنه يمكن أن يُعطى حتى للأطفال دون سن الثامنة لتخفيف آلام المغص لدى الأطفال، وذلك بسحق ملعقة صغيرة ونقعها في الماء (فنجان قهوة عربي) لمدة 15 دقيقة ثم يُسال الماء ويضاف إلى حليب الطفل. ويمكن أن يُعطى الأطفال الوصفة السابقة نفسها لعلاج آلام القولون وكذلك لايقاف الإسهال. كما أوصى أحد مؤلفي كتاب عن طب الأعشاب «وهو ألماني» أنه يمكن استخدام السنوت لتهدئة وتنويم الأطفال. كما أثبت العلماء أن مركب الاسترجول الموجود في السنوت أن تأثيره يشابه تأثير الهرمونات الأنثوية حيث اتضح أنه يزيد من إفراز الحليب لدى المرضعات وأنه يساعد في إدرار الطمث بالإضافة إلى تنشيط الناحية الجنسية لدى النساء ويخففها لدى الرجال كما أثبتت السلطات الصحية الألمانية استعمال السنوت في أشكال مختلفة مثل الأشربة وشراب العسل بالسنوت كأدوية لعلاج احتقان الجهاز التنفسي، حيث أثبتوا أن السنوت يذيب المخاط المفرز في قنوات الجهاز التنفسي وبالتالي يعمل كمقشع أو طارد للبلغم، وقد أصبح السنوت في كثير من دساتير الأدوية الأوروبية يستخدم لهذا الهدف. كما أثبتت الدراسات العلمية أن السنوت له تأثير على بعض أنواع البكتيريا، ولهذا السبب فإنه يستخدم لإيقاف الإسهال المتسبب عن بعض أنواع البكتيريا.



كما أن السنوت يستخدم على نطاق واسع في الغذاء حيث يؤكل السنوت طازجاً مع الطعام تابلاً ومقبلاً ويمكن إضافته يابساً أيضاً فيكسبها طعماً شهياً ورائحة ذكية.
وتدخل جذوره في صنع شراب معروف باسم «شراب الجذور الخمسة» كما تدخل في تركيب مسحوق العرقسوس المركب بنسبة 2 إلى 4 جرام من المسحوق. كما يستخدم زيته في صناعة العطور والصابون ولتعطير الحلويات والمشروبات، ويستعمل في الطبخ الفرنسي والإيطالي بكثرة ويؤكل مسلوقاً بعد إضافة الزبدة إليه.



ثمة محـــــــــاذير:
إن المبالغة في استخدام أي شيء مضر، ومن ذلك فإن هناك بعض المحاذير وخصوصاً عند استعمال زيت السنوت إذ إن استخدام جرعة عالية من الزيت المركز تسبب احتقاناً وهبوطاً في القلب وكذلك دوخة وغثيان بالإضافة إلى ظهور طفح جلدي وربما يسبب حدوث نوبة تشبه نوبة الصرع. ويفضل عدم استعمال المرأة الحامل للسنوت وخصوصاً كدواء لأنه يسبب تنشيط الرحم، أما إذا كانت تستخدمه استخداماً عادياً مع الأكل وما شابه ذلك فليس فيه ضرر.
لذا فإنه يفضل الاستفادة من فوائد الزيت بصورة عادية ودون مبالغة أما الأوراق والثمار فيمكن استخدامها بحرية أكثر



أهم الوصفات المستعملة للسنوت(الشمر):

لتسكين المغص..للهضم..لإدرار الحليب:
- تستعمل ثمار السنوت بنسبة ما بين ملعقة إلى ملعقتين مع ملء كوب ماء يغلي حيث تجرش البذور وتضاف إلى الماء المغلي لمدة 15 دقيقة ثم يصفى ويشرب وذلك لتسكين المغص والمساعدة في عملية الهضم، وإدرار الحليب لدى المرضعات وكذلك إذا رضع الطفل من حليب أمه فإنه يخفف المغص إذا كان لديه مغص، كما تستخدم هذه الوصفة في الصين لتقوية الطحال والكليتين وهي تستعمل لمعالجة اختلال التوازن والتناغم في الجهازين البولي والتناسلي.

لعلاج الإضطرابات الهضمية والإمساك:

يشرب مغلي ثمار السنوت بمعدل كوب في الصباح وكوب في المساء ويحضر المغلي بإضافة ملعقة أكل من ثمار السنوت المجروش إلى كوب ماء سبق غليه ويترك لمدة نصف ساعة ثم يشرب.

مهدئ ومنوم للأطفال:

تُغلى نصف ملعقة من الثمار المجروشة في نصف كوب ماء ثم يبرد ويصفى ويضاف إلى حليب الطفل.
للمشكلات البولية مثل حصى الكلى أو الاضطرابات المرتبطة بارتفاع نسبة حمض اليوريك في البول وتستخدم جذر السنوت بكمية ملء ملعقة من مسحوق الجذر مع كوب ماء سبق غليه وينقع فيه لمدة 15 دقيقة ثم يشرب كوب صباحاً وآخر مساء.

أما بالنسبة للإستعمال الخارجي فتوجد عدة وصفات منها:

- تستعمل كمادات من مغلي ثمار الشمر أو أوراقه الطازجة لحالات إجهاد العينين.
- يستعمل مغلي السنوت (الثمار والأوراق والجذور) غرغرة لعلاج التهابات الفم واللثة.
- يستعمل مغلي أوراق السنوت كحقنة شرجية لعلاج المغص المعوي لدى الأطفال.
- تستعمل الأوراق الطازجة للسنوت بعد غليها في الماء على هيئة كمادات أو لباخات لحالات التهابات الأعضاء التناسلية.