الدوافع والأسباب
وفي دراسة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر حول وبائيات التعاطي والإدمان بين طالبات الجامعات في مصر أظهرت النتائج أن 40% من الطالبات المشتركات في العينة وعددهن 7255 يدخن أكثر من 20 سيجارة يوميا وأعلى نسبة في عمر الطالبات المدخنات كانت أقل من عشرين عاما.
أما المناسبات التي تدخن فيها الطالبة لأول مرة فأشارت الدراسة إلى أن 21% من دوافع المدخنات كان سببها مجالسة الصديقات والأصدقاء المدخنين في حين كانت دوافع 16% منهن هو التقليد والتجربة والمظهر ونسبة 5% لمواجهة مشكلة و8.8 في مناسبات سعيدة.
وعلى هذا النمط فقد أجريت العديد من الدراسات في بعض البلدان العربية التي توصلت إلى نفس النتائج أو ما يقاربها وهي إشارة إلى أن ظاهرة تدخين الفتيات والنساء أضحت ظاهرة عامة.
تقول الباحثة والإخصائية الاجتماعية مروة محمد ربيع إنه ومن خلال العديد من الدراسات والأبحاث التي أجريت على عينات من النساء والفتيات المدخنات تبين أن هناك عددا من الأسباب التي تدفع هؤلاء إلى التدخين ومنها:
1- التشبه بالرجال: حيث تسعى بعض النساء إلى أن تتقلد الرجال في بعض المظاهر ومنها التدخين مظنة أنهن يمكن بذلك أن يكتسبن احتراما وتقديرا.
2- الإتباع: لما تروجه الأفلام والمسلسلات والفضائيات لبعض النماذج النسائية.
3- المشكلات الحياتية والأسرية: تعتقد بعض الفتيات والنساء أنهن بتدخين السجائر أو الشيشة يستطعن الهورب من مشكلاتهن.
4- الموضة: تعتبر بعض النساء أن التدخين نوعا من أنواع الموضة.
5- الإغراءات الإعلانية: حيث يستجيب بعض النساء للإغراءات الإعلانية التي تستخدمها شركات إنتاج التبغ والتي تربط بين السيجارة والجمال من خلال استخدام نساء جميلات في هذه الإعلانات.
6- التأثر داخل الأسرة: إذ أن عددا كبيرا من المدخنات يرجع سبب تدخينهم إلى تأثرهن بآبائهن أو أقاربهن الذين يقيمون معهن في نفس المنزل.
7- التسلية: بعض المدخنات أكدن أن التدخين لديهن نوع من التسلية.
8- قلة الوعي الديني.
الموقف الشرعي
بعد أن أثبتت الدراسات الطبية والعملية المتخصصة بما لا يدع شكا أن للتدخين أضراره الخطيرة فقد اتفق أغلب العلماء على حرمة التدخين سواء كان ذلك باستخدام السجائر أو الشيشة وقد حرصت أغلب المؤسسات الدينية في البلدان العربية والإسلامية فضلا عن المجامع الإسلامية في البلاد الإسلامية على تأكيد هذه الحرمة ودعوة المسلمين إلى الإقلاع عن هذه العادة المحرمة.
يقول سماحة الشيخ "الشيخ عبد العزيز بن باز" رحمه الله ، المفتي العام للمملكة سابقا ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء : قد دلت الأدلة الشرعية على أن شرب الدخان من الأمور المحرمة شرعاً وذلك لما أشتمل عليه من الخبث والأضرار الكثيرة والله سبحانه لم يبح لعباده من المطاعم والمشارب إلا ما كان طيباً نافعاً ، أما ما كان ضاراً لهم في دينهم أو دنياهم أو مغيراً لعقولهم فإن الله سبحانه قد حرمه عليهم وهو عز وجل أرحم بهم من أنفسهم وهو الحكيم العليم في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره فلا يحرم شيئاً عبثاً ولا يخلق شيئاً باطلاً ولا يأمر بشيء ليس للعباد فيه فائدة لأنه سبحانه أحكم الحاكمين وارحم الراحمين وهو العالم بما يصلح العباد وينفعهم في العاجل والآجل
بل إن الأستاذ الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر السابق كان قد أصدر فتوى أكد فيها جواز وقوع الطلاق سواء للمرأة المدخنة أو الرجل الذي يدخن إذا تضرر أحدهما من الآخر أو رفضت المرأة المدخنة الانصياع لطلب زوجها وأوقفت التدخين.
وقال الدكتور واصل – ردا على سؤال من مجلس إدارة الجمعية المصرية الدولية لمكافحة الإدمان- بإباحة تطليق الزوجة المدخنة التي يتضرر زوجها من تدخينها وترفض الاستجابة لنصائحه بالإقلاع عن التدخين مضيفا أن كل البحوث والتقارير الطبية تؤكد أن التدخين من الخبائث وأنه ضار جداً بالصحة والحياة الزوجية تقوم على المودة والرحمة والتفاهم بين الزوجين والقاعدة الشرعية تقول: لا ضرر ولا ضرار وبالتالي فإن من واجب الزوجة أن تحافظ على مشاعر زوجها ولا تضايقه بالتدخين الذي يضر بصحتها ويؤثر سلبياً في صحته.


منقول بتصرف من موقع وفاء لحقوق المرأة