كم هي مزعجة السمنة! وما إن أحس بأنَّ جسمي بدأ يترهل أو يزداد وزني إلا وأبدأ بالبحث عن "برامج الرجيم" المتعددة. وقد جرَّبت عددا منها وقد آتت مفعولها. ولكن.. خلال الفترة الماضية انتشر بين الناس رجيم "بصمة الدم!!"، وقد سمعت عنه كثيراً وقابلت بعضاً ممن استخدموا هذا الرجيم، ولكن كانت المفاجأة!! إنَّ سعر إجراء هذا الرجيم مكلف جداً (حوالي 700 دولار)، مقابل فحص دمك وإعطائك قائمة بأصناف الأطعمة التي تلائمك والتي عليك تركها. والمفاجئ أنه لا توجد جهة صحية محلية أو عالمية ـ سواء أكانت رسمية أو هيئة طبية مستقلة ـ أثبتت صحة هذا البرنامج.
والشيء الغريب فعلاً، أنك تُخبر بأنَّ دمك يذهب إلى بريطانيا حتى يتم تحليله هناك!! وبعد ذلك يحدد لك ما هي أنواع الأكل التي تسبب لك السمنة فتمتنع منها!!
ولزيادة مفعول البرنامج يلتزم الشخص بالتقيد ببرنامج رجيم آخر يمتنع فيه من السكريات والدهون والنشويات، ويكتفي بالخضار والفواكه والأطعمة التي تحتوي على الألياف. أي أنك تطبق رجيماً إضافيا مصاحبا، وبالتالي سيخف وزنك بالتأكيد، ولكن ليس بسبب (بصمة الدم)، بل ببرامج الرجيم المصاحبة.
وخلاصة القول أنَّ المراكز الطبية وعيادات التغذية استغلت بشكل جيد رغبة الناس في النحافة، وحرصهم على (الرشاقة)، وخصوصاً النساء، وأخذت كل يوم تخترع طريقة رجيم جديدة لكسب المال من أصحاب الأجسام البدينة؟!
وقد قابلت أحد الذين جربوا ريجيم بصمة الدم، ولاحظت عليه تقيده بشكل كبير ببرنامج الريجيم المصاحب، أي الامتناع عن الدهون والنشويات والإكثار من الخضار والفواكه، وأعرف أنه نادراً ما يتقيَّد بـ "برنامج" ما، وكثيرا ما يبدأ "برنامجا" وسريعا ما يتركه!
فسألته عن حرصه على التقيد بالريجيم المصاحب فقال لي نصاً: "يا أخي اتركني (أحلل) المبلغ الذي دفعته"!!
منقول
الروابط المفضلة