إن كل مرة تملأ فيها فمك ببعض الطعام فإنك بذلك تقوم بإعادة تزويد الوقود لأبدع ميكانزم كيميائي يسمّى (جسم الإنسان)، فالطعام والماء يمدان ذلك الجسم بخليط الوقود المكوّن من المواد الغذائية التي تمكّن جسم الإنسان من القيام بوظائفه.
كما تمكّنه من محاربة ما يهاجمه من بكتيريا ضارة، كما تساعد على توازن السوائل حتى تظل ثابتة حتى في أشد الأيام حرارة.
كما أن هناك الملايين من العمليات الحيوية الأخرى التي في حاجة لكيماويات تستمدها من الغذاء لكي تعمل بكفاءة. فبعض الأطعمة لديها الكثير من هذه الكيماويات المهمة تقدمها لهذه العمليات أكثر من أطعمة أخرى. ولكن ليس من الضروري أن تتجنب الأطعمة التي تستمتع بتناولها وتحرم نفسك منها إلى الأبد لمجرد المحافظة على الصحة. ففي الحقيقة أي نوع من أنواع الأطعمة من الممكن أن يصبح ملائماً في إطار أسلوب صحي لتناول الطعام، وإن كان بالمصادفة. إن هذا يكون نتيجة انتقاء الكميات والنسب بينها وطريقة خلطها هي التي تكون مهمة من أجل المساعدة على المحافظة على صحة دائمة.
مجموعات الطعام الرئيسية
تتفاوت نسب المواد الغذائية من حيث ملاءمتها للجسم للحصول على وجبة صحية متوازن، فلكي يسهل علينا اختيار تلك الوجبة المتوازنة فليس من الضروري اتباع نظام ريجيم غذائي صارم من أجل ضبط نسب المواد الغذائية المختلفة التي تتناولها. فالجسم الإنساني بارع جداً في التكيف لمعطيات غذائية أعلى أو أقل من المطلوب. فعلى الرغم من أن الكمية الكلية التي نتناولها تتفاوات طبقاً للاحتياجات المطلوبة من الطاقة، ولكن هذا التوازن في تناول الطعام من مجموعات الطعام المختلفة يكون مرغوباً لكل إنسان ابتداءً من عمر الخامسة. فالوجبة الغذائية المتوازنة أمر ضروري جداً.
وتنقسم هذه المجموعات الرئيسة من الغذاء إلى الأقسام التالية:
1 مواد نشوية.
2 فواكه وخضراوات.
3 لحوم وأسماك وبدائل بروتينية.
4 منتجات ألبان.
5 أطعمة سكرية وأطعمة عالية الدسم.
* ما هي الكمية المناسبة من هذه الأطعمة في الوجبات؟
هناك إجماع عالمي مختص بنسب كل مجموعة من تلك المجموعات الرئيسية والتي ينبغى أن تتوافر في وجباتنا وهي كما يلي:
(1) الأطعمة النشوية: وتتضمن الأطعمة النشوية الخبز والحبوب والبطاطس وهي تعتبر قاعدة عريضة لوجبة غذائية متوازنة؛ حوالي 50% من هذا النوع من الأطعمة وخاصة الأنواع غير المقشورة من الحبوب هي التي تمد أجسامنا بالألياف والفيتامينات والأملاح المعدنية. ومن المواد النشوية أيضا المكرونة والبطاطس ومن أمثلة الحبوب الأرز، القمح، الشعير والذرة.
ويفضل عند تناول هذه الأطعمة تناولها بدون إضافة الكثير من الدسم أو السكر.
(2) الفواكه والخضراوات: يفضل تناول كمية كبيرة من هذه المجموعة على الأقل 5 ثمرات من الخضار أو الفاكهة في اليوم في كميات لا تقل عن 400 جم بشرط ألا تتضمن البطاطس أو البطاطا. حيث تدخل هذه الأطعمة ضمن الأطعمة النشوية. ومن الخضراوات التي ينصح بتناولها تلك الخضراوات ذات الأوراق وبالنسبة للفاكهة ينصح بالإكثار من تناول البرتقال وغيره من الفواكه ذات اللون الأحمر، ويمكن تناول هذه الفواكه أو الخضراوات في صورتها الطازجة أو المجمدة في حالة عدم توافر وجودها في نفس الموسم وبخلاف التجميد يمكن توافرها أيضا في صورة معلبات أو في صورة فواكه مجففه.
(3) اللحوم والأسماك وبدائل اللحوم: يفضل تناول الأسماك على الأقل مرتين أسبوعيا متضمنا مرة واحدة على الأقل من الأسماك الدهنية كالسردين أو المكاريل. أما بالنسبة للحوم الحمراء فيفضل تناول كميات معتدلة منها ويفضل انتقاء الأنواع قليلة الدهون. وينصح كذلك بأن تحتوي الوجبة الغذائية على كمية من النشويات والخضراوات والفاكهة تزيد على كمية اللحوم الموجودة بهذه المجموعة.
(4) منتجات الألبان: يفضل أيضا تناول كميات معتدلة من أطعمة هذه المجموعة من الجبن والزبادي واللبن والحليب، ويفضل كذلك انتقاء منتجات الألبان قليلة الدسم. فيفضل مثلا. اختيار الجبن الذي لا يزيد نسبة الدسم فيه عن 78% وبالنسبة للزبادي يفضل ألا يزيد نسبة الدسم فيه عن 12% ويفضل تناول الزبادي بأنواعه عوضا عن الكريمة والقشدة حتى لا نتناول دهونا كثيرة.
(5) السكريات والأطعمة عالية الدسم: تحتوي هذه المجموعة على أنواع الجبن المختلفة كالجبن المطبوخ والجبن الرومي وغيرها. كما تحتوي على الزيوت والأنواع المختلفة من البسكويت والكيك الدسم وعلى الرغم من أن هذه المجموعة تتضمن بعض الأطعمة الهامة كالجبن بأنواعه وزيت عباد الشمس وغيرها من الزيوت الهامة والمفيدة غذائيا في صورة كميات قليلة، إلا أن معظم الأطعمة عالية السكر أو الدهون تكون قليلة القيمة الغذائية بسبب ارتفاع كمية السعرات الحرارية بها ولهذا يفضل أن تؤكل هذه الأنواع بصورة متباعدة وليس بانتظام أو بكميات كبيرة. وتتضمن هذه المجموعة أيضا الزبد والكريمة والسمن والأطعمة المقلية والبطاطس المحمرة وجميع أنواع الحلويات المصنعة والشيكولاتة والبسكويت والمخبوزات على اختلاف أنواعها. وكلما تناولت كميات أقل من هذه الأطعمة كانت لديك فرصة لتناول كميات أكبر من الأطعمة النشوية والفواكه والخضراوات دون اكتساب وزن زائد غير مرغوب.
الروابط المفضلة