هل يمكن لطبع الإنسان وشخصيته أن يؤثر على شكل جسمه وصحة قلبه وجهازه الوعائي؟
يؤكد باحثون في جامعة بيتسبيرج الأميركية أن الأشخاص العدوانيين وسريعي الغضب الذين يتم استفزازهم وتوترهم بسهولة اكثر عرضة للبدانة الذي يكون الجسم فيها اقرب ما يكون لشكل التفاحة وهو الشكل الذي يتعرض لأعلى خطر إصابة بالجلطات القلبية.
وقالت الدكتورة كارين ماثيوس من كلية الطب بالجامعة إن الأشخاص الذين تتراكم دهونهم في البطن بدلا من الأوراك والأرداف يتعرضون لأعلى مستويات الغضب التي تزيد بدورها هرمونات التوتر في الجسم فتعرضه لخطر الإصابة بمشكلات قلبية متعددة.
وأشارت في دراستها التي استمرت 13 عاما إلى أنه كلما كانت مستويات الغضب عالية لدى السيدات تم تخزين دهون أكثر في بطونهن وبالتالي تكون ما يعرف شيوعا بالكروش الدهنية .
ونوهت في مجلة الجمعية الأميركية للعلوم النفسية والجسدية إلى دراسة أخرى مشابهة أجريت في الرجال كانت قد ربطت مستويات العدوانية العالية بزيادة الوزن الكلي ونسبة الخصر إلى الورك.
هذا من جانب ومن جانب آخر فمن المعروف أن التوتر والضغط النفسي يثبطان الجهاز المناعي في الجسم ويضعفان نشاطه وذلك من خلال التأثيرات التي تحدثها هرمونات التوتر على الأجهزة الحيوية في جسم الإنسان.
وللتغلب على هذه الحالة أكدت عدة دراسات عرضت حديثا أن العلاج بالتدليك والمساج يحسن وظيفة الخلايا المناعية في الجسم ويقلل حالات التوتر التي يتعرض لها الإنسان.
وأعرب الباحثون في الاجتماع السنوي لجمعية العلاج بالمساج الأميركية عن اعتقادهم بأن المساج أو التدليك الجسدي يؤثر على الوظيفة المناعية بتقليل مستويات هرمونات التوتر لدى الشخص وزيادة كمية خلايا الدم البيضاء في جسمه.
وفي دراسة من هذه الدراسات أجريت على 9 طالبات من الأصحاء خضعن لجلسة لمدة ساعة واحدة قبل التقدم لامتحان صعب وموتر، سجلت جميع الطالبات انخفاضا ملحوظا في مستويات القلق، بالإضافة إلى أن 5 فتيات منهن أظهرن زيادات ثابتة في أعداد خلايا الدم البيضاء وتحسنا في نشاط خلايا القتل الطبيعية التي تخلص الجسم من الخلايا السرطانية والخلايا المصابة بالفيروسات بعد جلسة المساج.
وأوضح الدكتور ديان زيتلين الأخصائي في مركز بحوث الطب التكميلي في مؤسسة كيسلر للتعليم وإعادة الإصلاح والتأهيل أن الزيادة في خلايا الدم البيضاء ونشاط خلايا القتل الطبيعية تجهز الجسم بشكل أفضل لمهاجمة الخلايا والأجسام الغازية.
كما توضح النتائج الأولية لدراستين أخريين أن المساج قد يساعد في زيادة النشاط المناعي للشخص فمن بين 20 امرأة مصابة بسرطان الثدي شاركن في الدراسة تبين أن 10 سيدات ممن خضعن لجلسات مساج مدة كل منها 45 دقيقة 3 مرات أسبوعيا لمدة 5 أسابيع يتمتعن بوظائف مناعية افضل من السيدات اللاتي لم يحصلن على هذا العلاج .
ولاحظ الباحثون زيادة في أعداد خلايا العمل الطبيعية في مجموعة المساج في حين أصبح الجهاز المناعي في سيدات المجموعة الأخرى أضعف كما أظهرت هؤلاء النسوة انخفاضا في مستويات العلف بعد أول جلسة مساج وكن أقل تعرضا لظهور أعراض الاكتئاب في نهاية الخمسة أسابيع مما كم عليه في بداية الدراسة بينما لم تظهر السيدات اللاتي لم يخضعن للمساج أي انخفاضات في مستوى القلق أو الكآبة في نفس هذه الفترة.
إما في الدراسة الثالثة التي شملت 20 فتى من المراهقين المصابين بفيروس الإيدز خضع 10 منهم لجلسات المساج مرتين أسبوعيا مدة كل منها 20 دقيقة فقد أظهر هؤلاء نفس الزيادات في فعالية وأعداد خلايا القتل الطبيعية على مدى 12 أسبوعا هي فترة العلاج.
وأوضحت الدكتورة ماريا هيرناندز ريف مديرة برنامج بحوث العلاج بالتدليك في معهد تاتش للبحوث في كلية الطب بجامعة ميامي الأميركية أن أعداد خلايا cd4 وهي الخلايا المناعية التي يستهدفها فيروس الإيدز زادت على مدى فترة العلاج كما ثبت أن التدليك حسن الوظيفة المناعية وقلل التوتر بين 29 رجلا من المصابين بفيروس الإيدز تلقوا هذا النوع من العلاج.
وبشكل عام تقترح هذه الدراسات أن المساج يلعب دورا في تخفيف الأمراض الناتجة عن التوتر حيث يمكن وصفه كعلاج وقائي يحافظ على الصحة.
هذا وقد استخدم التدليك العلاجي منذ أقدم العصور، واعتبره بعض مؤرخي الطب كأول علاج اكتشفه الإنسان مستندين إلى رسومات في المعابد والأماكن الأثرية لقدامى المصريين، وكذلك الإغريق والصينيين تدل على عملية التدليك.
الروابط المفضلة