في دراسة شملت نحو 39 الف اوروبي، توصل باحثون بريطانيون الى أول دليل على صلة جين معين بزيادة الوزن، ويطلق على هذا الجين «سمين»اسم «اف.تي.او».
وقال فريق الباحثين برئاسة أندرو هاترسلي من كلية طب بيننسولا، ومارك ماكارثي من جامعة أوكسفورد في دراستهم التي نشرت في العدد الاخير من مجلة «ساينس» العلمية، ان وجود نسخة من جين «اف.تي.او»، زاد احتمال إصابة الشخص بالبدانة، وأن ذلك كان شائعا للغاية لدى الاشخاص الذين أخضعوا للدراسة، حيث اتضح وجود نسخة أو اثنتين منه لدى 63 بالمائة منهم.

وقد ازدادت احتمالات الاصابة بالبدانة عند الاشخاص الذين وجدت لديهم نسختان من الجين بنسبة 70 في المائة مقارنة مع من لم يعثر لديهم على الجين، كما كان وزنهم أكثر بثلاثة كيلوغرامات في المتوسط عن أقرانهم الذين ليس لديهم أي نسخ من الجين. اما من لديهم نسخة واحدة فكانوا أقل وزنا لكنهم عرضة للزيادة في الوزن.

وفحص الفريق العلمي جينات اطفال وبالغين من بريطانيا وفنلندا وايطاليا كلهم من البيض، ووجد ان 47 في المائة منهم كانت لديهم نسخة واحدة من جين «اف.تي.او» و16 في المائة كان لديهم نسختان. وقالوا ان أثر الجين بدا واضحا في سن السابعة. وقال هاترسلي ان هذا الكشف يفسر التساؤل السائد وهو: لماذا يبدو واحد من شخصين يتناولان نفس الطعام وينفذان نفس التمرينات الرياضية، وهو يجاهد لخفض وزنه اكثر من الآخر؟ ونقل عنه موقع «بي بي سي» الالكتروني، ان الرأي السائد هو ان البدانة ناجمة عن الشراهة والكسل، «الا ان عملنا الحالي يفترض وجود عنصر جيني كذلك».

ولأن البدانة ترتبط بخطر حدوث داء السكري من النوع الثاني (الكهلي) الذي يصيب الكبار عادة، فقد نجح العلماء البريطانيون في رصد الجين «اف. تي. أو» عندما دققوا في الاختلافات بين الاطلس الوراثي (الجينوم) البشري الذي يضم كل جينات الانسان، لدى المرضى بهذا النوع من السكري، وبين الاطلس الوراثي للاشخاص غير المصابين بهذا المرض. وظهر لهم ان الاشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني هم اكثر عرضة لأن يحملوا نسخة محددة من الجين «اف. تي. أو» الذي كان له صلة ايضا بزيادة الوزن.

ورحب العلماء بهذا الكشف الجديد الذي يشير الى وجود «تقبل جيني» او وراثي يساهم في حدوث البدانة الا انهم اشاروا الى ضرورة الاهتمام بنوعية الطعام وكميته، والحفاظ على اللياقة البدنية كشروط جوهرية لمكافحة البدانة.

ونقلت وكالة رويترز عن الباحثين البريطانيين انهم لا يعرفون ما الذي يقوم به الجين في الواقع ليجعل الناس أكثر ميلا للبدانة. وهم يأملون ان تقود معرفة دور الجين الى التوصل لوسائل جديدة لعلاج ومنع البدانة، وقالوا انهم يأملون ان يبحثوا عن جين «اف.تي.او» لدى أناس أكثر تنوعا بينهم على سبيل المثال أناس من جنوب اسيا ومن الاميركيين السود.

وتمثل البدانة مشكلة متنامية للصحة العامة في العالم، فالبدّن أكثر عرضة للاصابة بداء السكري وامراض القلب والسكتة الدماغية وضغط الدم المرتفع وبعض أنواع السرطان. وقال الباحثون انه بينما لا يزال تحسين أسلوب حياة الشخص هو الاساس لتقليص وباء البدانة فان نتائجهم توضح لماذا سيجد بعض الناس صعوبة في تغيير أوزانهم مقارنة مع آخرين بسبب جيناتهم.

وتقدر منظمة الصحة العالمية ان 1.6 مليار بالغ في أنحاء العالم لديهم زيادة في الوزن وأن 400 مليون بالغ على الاقل بدّن، حسب تعريفات المنظمة التابعة للامم المتحدة، وتتوقع ان يصل عدد من يعانون زيادة في الوزن بحلول عام 2015 الى حوالي 2.3 مليار من البالغين وأن يصل عدد البدّن الى أكثر من 700 مليون بالغ.

ولا ننسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم"نحن قوم لانأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لانشبع"
صدق رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاه والتسليم

"استغفـــــــــــــــــــــــــــــــــــر الـــــــــــــله وأتــــــــــــوب إليه"