أثبتت إحدى الدراسات كلما زاد معدل النوم عن المعدل الطبيعى كلما زاد الإنسان كسلا وتقاعسا ويرى أنه يحتاج إلى النوم أكثر وأكثر.

وقد أثبتت دراسات أخرى أن النوم الزائد قد يسبب اضطرابات في الجهاز التنفسي ويضعف القدرة على الحصول على كميات كافية من الأكسجين فتجده يستيقظ من النوم فيشعر بالتعب والأرق. وقد يتوقع البعض أن الراحة هي في مدة النوم وهذا فهم غير سليم فالراحة لا تأتي من مدة النوم الطويلة أو القصيرة بل تأتي من عمق هذا النوم فمتى ابتعد الإنسان عن الأقراص المهدئة والمنومة وابتعد عن المنبهات وحصل له جو معتدل ليس بالبارد ولا الحار فبذلك تحصل له الراحة المطلوبة المستفادة من النوم ومن المنومات الخاطئة التي تحصل كثيرا خاصة في مجتمعنا هي النومات التي تأتي بعد الأكل مباشرة فمثل هذه النومات تتسبب في حصول السمنة وترهل الجسم وهذا أمر يجب معرفته على كل أفراد المجتمع فالبعض لا يعطي لهذه الأسباب القدر الكافي للابتعاد عنها فيقع فيها من غير انتباه. أما النوم الصحي فيجب أن يتحقق فيه ثلاثة شروط أولها الراحة الجسدية وثانيها الراحة العاطفية والأخيرة هي الراحة الفكرية فمتى تمت هذه الشروط الثلاثة فإنها تجذب للإنسان النوم الصحي الملائم لجسمه فإن هناك في جسم الإنسان هرمون (السيروتونين) الذي يتولى مهمة تنويم جسم الانسان والعجيب في الهرمون أنه يزداد إفرازه في الظلام فهو يعتمد على درجة الإضاءة المحيطة بجسم الإنسان قال تعالى( وجعلنا نومكم سباتا وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا). فالنوم الطبيعي لا يكون إلا في الليل. أما عن نوم القيلولة فمتى شعرت بالنوم في وقت الظهيرة فنم فهي فترة للراحة تعيد للجسم نشاطه من جديد ولا يلزم كونها ساعات بل يكفي فيها الاسترخاء لفترة قصيرة قد تتجاوز النصف ساعة. أما الأرق وعلاجه فيمكن التغلب عليه بتجنب النوم لفترات طويلة أثناء النهار والابتعاد عن المنبهات قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل وتهيئة الجو المناسب للنوم فبذلك يمكنك التغلب على الارق .
وعلى عكسه قلة النوم
جاء بجريدة الأهرام تحت عنوان‏:‏ الحرمان من النوم وراء كوارث العصر‏,‏ ان المعهد القومي الأمريكي لعلاج الاضطرابات العصبية قد حذر من خطورة نقص معدل نوم الإنسان المعاصر‏,‏ الذي اعتاد علي ساعات اقل بكثير من التي يحتاجها جسده‏.‏

واكد المعهد ـ من خلال دراسات ميدانية ـ حاجة الانسان الشديدة الي تعويض مافاته من ساعات النوم الطبيعية في اثناء الليل‏,‏ وذلك لما لنقص النوم من تأثير مباشر في جهاز الانسان العصبي‏,‏ والذي ينعكس سلبا علي أدائه وتفاعله مع المجتمع بشكل عام‏,‏ وعلي إصابته بحالة من التوتر وعدم التركيز‏,‏

وذكرت الدراسة ان من بين الأسباب الرئيسية وراء ارتكاب الحوادث المرورية الجسيمة النعاس والارهاق والإفراط في السهر‏.‏ والحقيقة إن القرآن الكريم قد ذكر الكثير من الحقائق عن النوم‏,‏ والتي سبقت هذه الدراسات الحديثة‏,‏ ومن ذلك‏:

‏ ان نوم الليل هو النوم الطبيعي‏,‏ الذي لايعوضه اي نوم آخر‏,‏ وهو النوم المنضبطة عليه ساعة الجسم الداخلية الحيوية‏,‏ حيث يزيد في الجسم خلاله افراز هرمون الميلاتونين المنظم للنوم‏,‏ وذلك لما يمتاز به الليل من ظلام وسكون وهدوء‏,‏ يقول تعالي‏:‏ هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه ـ يونس‏:67,‏ ويقول تعالي‏:‏ ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصرا‏..‏ ـ النمل‏:86,‏ ويقول تعالي‏:..‏ من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه افلا تبصرون ـ القصص‏:72

ولكم خالص احترامي