- تعتبر الانفلونزا أحد أمراض فصل الشتاء ، وهي تتسبب عن فيروس متغير معدي ، وتتنقل العدوى منه بشكل سريع جداَ، وهو يصيب الإنسان قبل يومين من ظهور أعراضه إلى خمسة أيام من بعد ظهورها .
وعادة ما يبدأ وباء الانفلونزا في نهاية شهر تشرين ثاني ، وينتهي بين شهري شباط وآذار .
أعــراض الانـــفلونــزا
عندما يشعر المريض بالارتعاش وارتفاع في درجة الحرارة وآلام في الرأس ، فهذه المؤشرات تعتبر من عوارض الانفلونزا ،ولكنها قد تتحسن بعد ثلاثة أيام من الإصابة بها ،كما أنها قد تتفاعل بشكل سيئ عند الأشخاص الذين لا مناعة لديهم.
وعندما يشعر المرء بحالات من الوهن العام وبألم في الحنجرة وبسعال وبسيلان من الأنف ،فهذه عوارض طبيعية تصيب الإنسان في فصل الشتاء ، ويجب ألا نشبهها بالانفلونزا التي قد تتطور إلى مشكلة تؤدي إلى الوفاة .
خطورة الإصــابة بالانـــفلونـــزا
إن خطورة الإصابة تكمن في أن الانفلونزا هي من أقدم الأمراض الفيروسية ،ولا بد من التمييز بين أعراض الانفلونزا ، والانفلونزا الحقيقية ، فالأعراض عادة تكون عرضية متوسطة الحدة ،وسببها فيروس تنفسي ،على عكس الانفلونزا التي تصاحبها أعراض عنيفة تحصل فجأة وتصيبنا بآلام في كل أنحاء الجسم مع الشعور بالبرد والحرارة المرتفعة ، وأحياناَ تترافق مع السعال أو مشاكل في الجهاز التنفسي .
وتتراوح مدة تخزين الفيروس بين (24-48) ساعة، ويمكن للمصاب بالانفلونزا أن ينقل المرض خلال فترة ستة أيام من إصابته ،علماَ أن الأشخاص الأصحاء يشفون من الانفلونزا بعد فترة تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين .
اللقـــاح المضـــاد للانـــفلونـــزا
يتم إعطاء لقاح فيروس الانفلونزا بواسطة حقن عضلية قبل (6-8) أسابيع من موسم الانفلونزا .
ويجب أن يتناول اللقاح المضاد للانفلونزا الأشخاص الذين يعانون من الأمراض التالية : السكري ، القصور الشديد في القلب ،الخلل في نبض القلب ،مشكلة في الصمامات ، قصور في التنفس ،الصرع ، القصور الكلوي ، أمراض الدم ،الربو ومشاكل في التنفس .
كما يجب تناول هذا اللقاح من قبل الذين تعرضوا إلى حادث في شرايين الدماغ ،أو من يعانون من نقص المناعة كالمصابين بمرض فقدان المناعة ، وكذلك الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و(12) سنة ، والشباب الذين تستدعي حالتهم الصحية علاجاَ طويل الأمد من التهاب المفاصل المزمن ، ومن يبقون في المستشفيات لوقت متوسط أو طويل .
ومع ذلك تبقى الوقاية من خلال اللقاح محدودة ، فهناك نسبة وفيات تصل إلى واحد في الألف سنوياَ.
الفرق بين الانـــفلونـــزا والرشــح
تتميز الانفلونزا بالحدة وارتفاع درجة حرارة الجسم وعدم القدرة على الحركة أو العمل ، بينما تتوزع الرشوحات على نوعين ، أحدهما قوي يرافقه ارتفاع في درجات الحرارة مع عدم القدرة على الحركة أو العمل وفقدان الشهية والشعور بالصداع وآلام بالمفاصل والعضلات .
والثاني يكون خفيفاَ يرافقه ألم بسيط في الحلق وسعال وشعور بالضيق ، ويمكن علاجه بواسطة المسكنات .
وتزيد خطورة الرشوحات عند كبار السن ممن يعانون من أمراض مزمنة كالتهاب الكلى والرئة وأمراض القلب .
علاج المـــرض والوقـــاية منه
لعلاج المصاب بالفيروس ، عليه أن يخضع المريض للراحة ، وتناول فيتامين (C) وشرب المياه بكمية كبيرة.
وللوقاية وتجنب الانتشار ، يراعى ما يلي :- 1ـ تجنب الاقتراب من الأشخاص المصابين بهذا المرض .
2ـ تجنب لمس العينين والأنف والفم .
3ـ غسل اليدين باستمرار واستعمال مطهر لليدين .
4ـ تطهير الأغراض التي يستخدمها الشخص المصاب .
5ـ تغطية الأنف عند السعال أو العطاس للشخص المصاب باستخدام المحارم الورقية .
التعـــامل مع انفلـــونــزا الرضـــع
وتبلغ فترة الاصابة عندما يلتقط الرضيع فيروس الانفلونزا ، تنتابه نفس الأعراض التي يعانيها الكبار ، (5-14) يوماَ ، يصبح خلالها مخاط الأنف أكثر لزوجة ويتحول إلى اللون الأخضر أو الأصفر .
وعادة يتكبد الصغار والرضع بشكل خاص معاناة كبيرة عند حدوث احتقان ولو كان خفيفاَ ، خاصة أنهم لا يستطيعون أن يمسحوا أنوفهم مثل الكبار ،إضافة إلى أنه يعيقهم عن الرضاعة والتنفس بشكل طبيعي .
ويؤكد الأطباء أن التعرض للهواء الجاف يزيد من درجة لزوجة المادة المخاطية داخل الأنف ، ويزيد الاحتقان سوءاَ ، بينما الهواء الرطب يساعد على تدفق المخاط إلى الخارج .
ولهذا ينصح بتزويد غرف الأطفال بأجهزة ترطيب الهواء ،على أن يتم تغيير الماء بصورة يومية لمنع العفونة .
ويرى البعض منهم أن هناك وسيلة أفضل من جهاز ترطيب الهواء ، وتتمثل في اصطحاب الطفل إلى غرفة الاستحمام وإغلاق الباب والنوافذ ، وترك الماء الساخن يتدفق من الدش العلوي ،وذلك لأن البخار الساخن سيخفف من حدة الاحتقان ويساعد على التنفس ، وتعتبر هذه الطريقة آمنة ، ويمكن تطبيقها مرتين في اليوم على أن لا تزيد الجلسة الواحدة على خمس أو عشر دقائق .
وهناك أيضاَ طريقة ثالثة تساعد على خروج المخاط من الأنف وتخفف من قسوة الاحتقان ، وهي استخدام بخاخ المحلول الملحي ثلاث مرات في اليوم .
كما أن إضافة مادة (المنثول )أو (الأوكلابيتوس) لماء الاستحمام يعتبر آمناَ للأطفال فوق ثلاثة أشهر ، ولكن يحظر استخدام هذه المواد مع الأطفال في سن أقل من ذلك ، لأنها من الممكن أن تلهب أجسامهم .
وفي حال سيلان الأنف بشكل متواصل ، تحتاج الأم إلى أن تدهن محيط أنف وفم الطفل (بالفازلين) لكي لا يصاب بالالتهاب .
وفي بعض الاحيان قد تسبب المناديل المعطرة نوعا من الحساسية لدى الأطفال لذا ينصح باستبدالها بمناديل من القطن الناعم .
التغذية ومقـــاومـــة أمــراض الشتـــاء
إن النظام الغذائي الجيد ، هو خط الدفاع الأول ضد أمراض الشتاء ، فهنالك فيتامينات ومواد غذائية محددة يمكن تناولها لدعم النظام المناعي في جسم الإنسان لمقاومة الأمراض ، ومنها على سبيل المثال : 1ـ تناول الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات واللحوم قليلة الدسم ، فهي تمد الجسم بالقوة اللازمة لمحاربة الانفلونزا والرشح .
2ـ إن تناول حبة من البرتقال يومياَ تزود الإنسان بالكمية التي تلزمه من فيتامين ، (C) كما أن البرتقال يحتوي كذلك على مضادات الأكسدة التي تفيد جسم الإنسان .
3ـ الإكثار من تناول الفلفل الأخضر الحلو ،لأنه يحتوي على فيتامين (C) وعلى مضادات الأكسدة وعلى بعض من مسكنات الألم .
4ـ ينصح بتناول الكثير من الثوم في فصل الشتاء ، لأنه يحتوي على (الأليسين ) وهو مضاد حيوي يقاوم أمراض البرد .
5ـ إن شرب السوائل بشكل عام ، والماء بشكل خاص ، هو مفتاح الشعور بالصحة الدائمة .
6ـ أثبتت الدراسات أن تناول كأس من اللبن يومياَ ، يحمي الإنسان من الفيكروسات التي تسبب الرشح .
منقول
الروابط المفضلة