العسل في السنة :
أخرج البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول اللهِ إن أخي استطلق بطنهِ ، فقال : اسقه عسلا فسقاه عسلاِ ثم جاء فقال : ما زاده إلا استطلاقا ! ، قال : اذهب فاسقه عسلا ، فسقاه عسلاِ ثم جاء فقال: ما زاده إلا استطلاقا! ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صدق الله وكذب بطن أخيكِ اذهب فاسقه عسلا " ، فذهب فسقاه فبرأ .
وأخرج ابن ماجه وابن السني عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من لعق العسل ثلاث غدوات كل شهر لم يصبه عظيم من البلاء " .
وأخرج البيهقي في الشعبِ عن عامر بن مالك قال : بعثت إلى النبي صلى الله عليه وسلم من وعك كان بي ألتمس منه دواء وشفاءِ فبعث إليّ بعكة من عسل " .
وأخرج حميد بن زنجويهِ عن نافع أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : " كان لا يشكو قرحة ولا شيئاً إلا جعل عليه عسلاً حتى الدمل إذا كان به طلاه عسلاِ فقلنا له تداوي الدمل بالعسل فقال أليس يقول الله فيه شفاء للناس " .
وفي أثر آخر : " عليكم بالشفاءين : العسل والقرآن " ، فجمع بين الطب البشري والإلهي ، وبين طب الأبدان وطب الأرواح ، وبين الدواء الأرضي والدواء السمائي .
العسل مع السلف الصالح :
قال ابن الجريج : قال الزهري : (( عليك بالعسل ؛ فإنه جيد لحفظ )) .
العسل في التاريخ :
عرفه الإنسان منذ القدم وذكر في التوراة أيام النبي يعقوب عليه السلام ، حين سافر أولاده للمرة الثانية إلى مصر إذ نصحهم بتقديم قدر من العسل إلى فرعون مصر كهدية من شعب إسرائيل .
وروي عن سليمان الحكيم : " اذهبوا وفشوا عن العسل واستعملوه " ..
وقد وجد أيضاً في مدن فرعونية مندثرة ومن الغريب أنه وبرغم من مرور آلاف السنين إلا أنه ظل سليماً لم يطرأ عليه أدنى تحول اللهم إلا ميل لونه إلى السواد والاكمداد ..
فوائد العسل :
جلاء للأوساخ التي في العروق والأمعاء ، ومحلل للرطوبات : أكلاء وطلاء ؛ نافع للمشايخ وأصحاب البلغم ، ومن كان مزاجه بارداً رطباً وهو مغذ ..
الحافظ الأمين : إذا جعل فيه اللحم الطري : حفظ طراوته ثلاثة أشهر . وكذلك إن جعل فيه القثاء والخيار والقرع والباذنجان ويحفظ كثيراً من الفاكهة ستة أشهر ، ويحفظ جثة الموتى حيث استخدمه المصريين القدماء في التحنيط .
للمعدة : ملين للطبيعة ، حافظ لقوى المعاجين ولما استودع فيه ، مذهب لكيفيات الأدوية الكريهة ، منق للكبد والصدر ، مدر للبول ، موافق للسعال الكائن عن البلغم ، ويغسل خمل المعدة ويدفع الفضلات عنها ويسخنها تسخيناً معتدلاً ، ويفتح سددها ويفعل ذلك بالكبد والكلى والمثانة ، وهو أقل ضرراً لسدد الكبد والطحال من كل حلو ، فيخلص الكبد من سمومها .
للشعر : يقتل القمل والصئبان ويطوّل الشعر وحسنه ويُنعّمه .
للبصر : يجلي ظلمة البصر .
للأسنان : يبيضها ويصقلها ، ويحفظ صحتها وصحة اللثة ؛ ويفتح أفواه العروق .
في الأمراض : إذا شرب حاراً بدهن الورد : نفع من نهش الهوام وشرب الأفيون . وإن شرب وحده ممزوجاً بماء : نفع من عضة الكلب ، وأكل الفُطُر - نوع من الكمأة سام قتال - .
للنساء : يُدر الطّمث .
وللعسل الأسود قيمة غذائية مرتفعة ويقي مستعمليه شر الإصابة بفقر الدم ويعطي الرطل الواحد منه مايعادل 1320 حرورة . يحتوي العسل على مجموعة فيتامين ب كاملة لذلك يفيد في مرض البلاغرا المتصف بخشونة الجلد وبالاضطرابات الهضمية والعصبية . ويكاد يكون العسل أغنى الأغذية بالمركبات المعدنية كالحديد ، والكلس والفسفور والكبريت .
ويحتوي على كثير من الفيتامينات منها هـ الذي يمنع انتشار الإكزيميا ، " ب" وهو مفيد في الالتهابات الجلدية ، و"ب12" في حالات فقر الدم و"ج" الذي يعين الجسم على مقاومة ..
للأطفال : وتحتوي أنسجة الطفل عند ولادته على كمية من الحديد تكفيه ثلاثة أشهر فقط ، ولما كان حليب الأم فقيراً جداً في الحديد فإن إعطاء الرضيع ملعقة عسل يومياً اعتباراً من الشهر الرابع ولذلك لوقايته شر الكساح وفقر الدم ، وكذلك الذين يعانون من التبول اللإرادي .
للأعصاب : يوصي العلماء الشاكين من الأرق وعدم النوم لساعات طويلة بعد ذهابهم إلى الفراش بتناول العسل في وجبه العشاء أو بأخذ ملعقة كبيرة منه أثناء الاستعداد للنوم كما أن مداومة استخدام الفرد لملعقتين صغيرتين من العسل مع كل وجبة يجعله هادئ الاعصاب .
للصداع النصفي : يساعد على التخلص من آلامه في مدة وجيزة .
العسل في الطب الحديث :
وفي دراسة حديثة عن أثر العسل على إفرازات المعدة من أحماض وأنزيمات تبين أن العسل يهبط بإفراز حامض الهيدروكلوريك إلى معدله الطبيعي ، مما يساعد على التئام قرحة المعدة والاثنى عشر .
وقد قام العالم البكتريولوجي ساكيت الذي راعه أن كثيراً من الأغذية الطبيعية تنقل الأمراض الجرثومية نتيجة لتلوثها ، في حين ماتت جميع الجراثيم في وسط العسل ، مما يثبت فعاليته في القضاء على الجراثيم التي توجد في الأمعاء والمعدة .
وكما لوحظ أنه مفيد لمرضى السرطان حيث يمكن لمريض سرطان الأمعاء أو الكبد استخدام العسل ممزوجاً بجرام واحد من مسحوق جذور نبات جاوى ثلاث مرات يومياً فيعينه على الشفاء ..
وقد أمكن الاستفادة من العسل كعلاج لأمراض التيفوئيد والباراتيفود والدوسنتاريا والنزلات المعوية والمعدية بعد أن ثبت أن به مواد تمنع الميكروبات سواء الفطرية منها أو البكتيرية ..
ويستخدم أيضاً كعلاج للبهاق وحب الشباب بعد مزجه بالثوم ، وفي حالات صديد الأذن ، وعلاج الحروق والجروح والخراريج ، ومن المثير للعجب أن معالجة هذه الأمراض بالعسل تشفيها بدون ظهور أثر أو ندبة بعد الشفاء ، ويمكن له معالجة أمراض الجهاز التنفسي ، والهضمي وطرد الديدان من الأمعاء ويعمل على زيادة هيموجلوبين الدم وزيادة كفاءة الجهاز الدوري ..
من كتاب الطب النبوي لابن القيم الجوزية ، وكتاب الإعجاز العلمي في الإسلام (السنة النبوية ) لمحمد كامل عبد الصمد
تابعوني
الروابط المفضلة