دراسة حول البدانة في سورية ...نسبتها عند النساء أعلى ..


تبرز الدكتورة الصيدلانية ملداء إكليل الأتاسي في رسالة الدكتوراه التي أعدتها حول البدانة في سورية, دراسة عينة من 200 شخص من ذوي زيادة الوزن والبدانة من عمر 4-50 سنة

ودراسة تكوين الجسم عن طريق قياس الطول والوزن ومؤشر البدانة ونسبة الكتلة العضلية والدهنية والوارد من الأغذية والطاقة والمكونات الأساسية وارتباط ذلك مع بعض المتغيرات الاجتماعية والسكانية والتدخين والوراثة والمستوى التعليمي.‏


وتجيب د. ملداء الأتاسي في رسالتها المعدة من جامعة كومبلتينسي- مدريد- إسبانيا حول بعض التساؤلات المطروحة ومنها أن البدانة مشكلة مهمة على الصعيد الوطني ويترتب على المؤسسات الصحية التصدي لها بشكل عام عبر نشر الوعي الصحي والتوعية العلمية حول مخاطر هذه الظاهرة فضلا عن النواحي الاجتماعيةوالجمالية فإن البدانة تعد مقدمة خطيرة لمجموعة كبيرة من الأمراض المتعددة والتي بمجملها تؤثر على نوعية حياة الإنسان ومعدل الحياة.‏


أمراض البدانة‏

وتقول د. الأتاسي في رسالتها: بأن البدانة مؤهب كبير لمرض السكري وعامل مهم في أمراض المفاصل ومحرض كبير في تفاقم أمراض الغراء وارتفاع التوتر الشرياني, بل هي العامل الأخطر في أمراض القلب الإكليلية التصلبية وما يرافقه من زيادة في الشحوم والكولسترول عدا عن أمراض سرطانات الجهاز الهضمي ما يُسفر عن اعتبار البدانة مرضا بحد ذاته وخاصة في استراليا وفرنسا وهولندا وبلجيكا فإن 7% من مخصصات ميزانية القطاع الصحي تصرف على النتائج المرضية للبدانة.‏


البدانة في سورية‏

وتوضح د. الأتاسي أنه في سورية وبإحدى الدراسات على عينة مختارة عشوائيا من 1076 شخصا من عمر 4-60 سنة فإن نسبة زيادة الوزن لدى هذه العينة هي 25,6% ونسبة البدانة 19,5% من عمر 10-15 سنة و23% من عمر 30-49 سنة 25% إضافة إلى أن نسبة زيادة الوزن والبدانة عند النساء أكثر من نسبتها عند الرجال في كل الأعمار وأن مواصفات العينة للدراسة التي شملت200 شخص من ذوي زيادة الوزن والبدانة من عمر 4-50 سنة نجم عنها أن أغلبية العينة كانت من النساء البالغات من عمر 19-50 سنة وأبناء الوالدين البدينين أو أحدهما وأغلبها من ذوي الوضع الاقتصادي الجيد وباقي البالغين من عمر 19-50 كان أغلبهم من طلاب أو حملة شهادة المرحلة الثانوية أو التعليم العالي ومن المتزوجين والمدخنين و50% منهم فقط يشعرون بعض الأحيان بالسعادة.‏

الدراسات الغذائية للعينة‏

وتلفت د.ملداء الأتاسي في الدراسة أن الوارد الغذائي للعينة يعتبر ضمن مواصفات حمية البحر المتوسط باستثناء السمك حيث أن معظم الاستهلاك كان من أصل نباتي (خضار- فواكه- حبوب- بقول) وقليل من الحليب والسمك, بينما كان استهلاك الأطعمة السريعة التحضير (Fast food) والحلويات والبوظة مرتفعا حتى أن النساء في العينة المذكورة تستهلك كمية أكبر من الخضار والفواكه والبقول, بينما الرجال يستهلكون كمية أكبر من الحبوب ومن ضمنها الأرز ومشتقات الحليب واللحوم والأطعمة السريعة التحضير مع الإشارة إلى أن نسبة الاستهلاك الوسطي للحموض الدسمة عند الجنسين تؤكد على وجود دلالة إحصائية أو فروق جوهرية بين استهلاك هذه الحموض عند الرجال والنساء مع وجود استهلاك أكبر عند الرجال حيث لوحظ أن استهلاك الحموض الدسمة وحيدة الاشباع كان مرتفعا بسبب الاستهلاك العالمي لزيت الزيتون 55 غ في اليوم, وهذا ما يميز حمية البحر المتوسط والتي تعتبر من أهم الحميات عالميا من حيث جودتها وتميزها بالاستهلاك العالي للخضار والفواكه والحبوب وزيت الزيتون.‏

علاقة البدانة مع المتغيرات الاجتماعية والسكانية‏

بعد ذلك ترى د. ملداء الأتاسي: إن أغلب العينة كانت تمارس نشاطا فيزيائيا خفيفا ومن بينها الأشخاص الذين لديهم مؤشر البدانة الأعلى ومن تلك النتائج التي ظهرت فقد لوحظ أن الأشخاص الذين يمارسون نشاطا فيزيائيا عاليا لديهم مؤشر البدانة ونسبة الكتلة الدهنية وعلاقة مقياس الورك أقل من الأشخاص الذين يمارسون نشاطا فيزيائيا خفيفا مع وجود دلالة إحصائية أو فروق جوهرية عند مؤشر البدانة بالنسبة للبالغين من عمر 19-50 سنة, إضافة إلى عامل الوراثة والمستوى التعليمي والوضع العائلي والاقتصادي المتعلق بالأشخاص الذين ينتمون إلى وضع اقتصادي جيد يوجد لديهم درجات بدانة أعلى يليه الوضع المتوسط ثم الضعيف ليتم التأكيد على أن نتائج هذه الدراسة التي استهدفت هذه العينة من سورية تشير إلى أن النسبة الأعلى من درجات البدانة لها علاقة مباشرة مع النشاط الفيزيائي ووجود محيط عائلي حيث أن الوالدين بدينان والمستوى الاقتصادي والتعليمي عاليان.‏


وتنصح د. ملداء الأتاسي بضرورة الحفاظ على حمية البحر المتوسط وتتمثل بالاستهلاك العالي من الخضار والفواكه والحليب ومشتقاته والسمك ومعدل من زيت الزيتون وتجنب الاستهلاك المتزايد للأطعمة السريعة التحضير والحلويات والبوظة مع زيادة النشاط الفيزيائي الذي يعتبر عاملا مهما في تجنب البدانة.

‏