هل يمكن التصور ان بامكاننا التمتع بتناول (المجابيس والمحمر والمطبق) والأكلات الشهية الاخرى وفي الوقت نفسه التمتع بحياة صحية سليمة وقوام رشيق والتخلص من كثير من امراض العصر مثل السمنة والسكر وامراض القولون وغيرها؟
الجواب عن ذلك هو لا كما أكد خبير التغذية الكويتي ومدير شركة «ارض الطبيعة» المتخصصة في الاغذية الطبيعية وليد سلطان العيسى في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) حيث ذكر ان السر يكمن في الحرص على تناول الاغذية الكاملة كالقمح الكامل والارز الكامل والسكر الكامل «واعني بالكامل الحبوب التي تحتفظ بالقشرة والجنين».
وتطرق العيسى الى الفرق بين الاغذية الكاملة والاغذية المسلوبة فبين «ان معظم غذائنا يتكون من الارز الابيض منزوع القشرة واننا عندما نتناول الارز بهذه الطريقة لا نشعر بالشبع الا بعد التهام كميات كبيرة منه نسبيا ولو ان احدنا تناول كمية تبلغ نصف او حتى ثلث تلك الكمية من الارز الكامل لشعر بالشبع».
وقال انه يتبين هنا كيف ان الحمية غير ضروريةلا لتخفيف الوزن عند استخدام الاغذية الكاملة لأن الانسان سيتوقف عن الطعام في الوقت المناسب ذلك ان الاحساس بالشبع هو الذي سيفرض ذلك وهذا خلاف لانظمة الحمية التي تعتمد على حرمان النفس والتجويع.
وحول كيفية اعداد وطبخ الارز الاسمر ـ وهو الارز غير منزوع القشرة ـ اوضح العيسى ان طبخه يستغرق حوالي 45 دقيقة.
وتطرق الى نوع آخر مهم جداً من الاغذية وهو كل ما يدخل فيه الدقيق مثل الخبز والبيتزا والفطاير والكيك والبسكويت مشيراً الى ان هذه الاغذية تشكل نسبة كبيرة من غذائنا.
وقال العيسى انه كي تكون هذه الاطعمة طبيعية وكاملة فإنه يجب استخدام دقيق القمح الكامل الطازج مبيناً ان كثيراً من الناس يعتقدون خطأ ان الطحين الاسمر او الطحين بالنخالة هو طحين كامل.
وبين العيسى ان حبة القمح تحتوي على ثلاثة اجزاء اساسية وهي جزء ابيض يسمى (السويداء) وجزء (النخالة) وهي طبقات القشرة الخارجية وجزء (الجنين) وهو الجزء الذي يبدأ في النمو عند زرع حبة القمح.
وذكر ان القمح الكامل يحتوي على 13 عنصرا غذائيا موجودة في القمح وهذا يعني ان القمح مصدر ممتاز لهذه المواد ومنها الالياف الغذائية التي تقي امراض الامساك والسرطان كما يحتوي القمح الكامل على مجموعة فيتامينات «ب» عدا «ب12» وهي فيتامينات يحتاج اليها الجسم لتوليد الطاقة ولمقاومة الامراض النفسية كما يحتوي على معادن مثل «ب1» و3 و 5 و 9 وعلى البوتاسيوم والفوسفور والمغنيزيوم وقد يسبب نقص هذا الاخير الاصابة بهشاشة العظام.
وكشف العيسى عن ان القمح الكامل يحتوي كذلك على الحديد والزنك الضروري لتقوية مناعة الجسم بشكل عام والنحاس والمنغنيز كما انه مصدر لفيتامين «ب2 و 6» مضيفا انه عند استخدام الطحين الابيض يتم فقدان من 60 ـ 80 بالمئة من هذه العناصر الغذائية.
وقال ان الطحين الاسمر هو طحين ابيض قديم اعيدت اليه بعض النخالة ولكن لم يعد اليه الجنين وبذلك يكون الفرق بين الطحين الكامل والمسلوب ان الطحين الكامل طحين طازج مطحون على الرحى لحبة القمح بكاملها اما الطحين المسلوب فهو طحين قديم يفتقر الى الجنين وقد يفتقر الى النخالة ايضاً وتم طحنه في مصانع كبيرة تولد حرارة عالية تفسد الجنين خلال عملية الطحن لذا يتم ازالة الجنين من الطحين الابيض او الاسمر قبل التصنيع التجاري للحفاظ على فترات الصلاحية الطويلة نسبياً.
وافاد ان امراض السمنة والقولون والسكري والروماتيزم تظهر في اي مجتمع خلال 15 ـ 20 عاماً من دخول الكربوهيدرات المكررة في النظام الغذائي اليومي فعلى سبيل المثال دخلت هذه المواد الولايات المتحدة عام 1890 وازدادت عندهم هذه الامراض في عام .1910
وذكر ان الباحث الامريكي تي. ال. كليف وضع قانوناً اسماه قانون الـ «20 عاماً» ربط فيه بين ظهور هذه الامراض في مجتمع ما وبين دخول الكربوهيدرات المكررة مثل الطحين الابيض والمعكرونة البيضاء والسكر الابيض اليهم.
وقال العيسى ان العناصر الغذائية التي تمت ازالتها من الطحين المكرر والسكر المكرر من اجل اطالة مدة صلاحية هذه المواد والتمكن من انتاج كميات تجارية منها كان ينبغي لها ان تدخل في تكوين الدم اوالهرمونات لتؤدي وظائف غاية في الاهمية منها مقاومة العديد من امراض العصر المذكورة آنفاً.
وذكر ان الدكتور بول بتشفورد وهو خبير في العلاج الشعبي وعلم التغذية الحديث يقول في كتابه (العلاج بالغذاء الكامل) ان الافراد الذين يعانون انخفاض السكر في الدم تقوم اجسامهم «باختلاس» هذه العناصر الغذائية الضرورية والمفقودة في الكربوهيدرات المكررة من انسجة اجسامهم وبالتالي يفقدون الاحتياطي الذي كان يعمل على استقرار الجسم تحت ظروف عدة وبالتالي قد يلاحظ هؤلاء تقلبات شديدة في معدل السكر في الدم تبعا لما تناولوه في آخر وجبة.
وأوضح العيسى ان الطحين يكون افضل ما يكون عند طحنه في البيت قبل خبزه بواسطة آلات الطحن الخاصة بالحبوب مشيراً الى ان هذه الطريقة قد لا تكون عملية وقابلة للتطبيق وانه ينبغي استخدام القمح الكامل المطحون حديثاً خلال اسبوعين من طحنه شريطة ان يحفظ في الثلاجة.
وعن استخدام المحليات (بضم الميم) فيقول ان السكر الابيض سكر مكرر غير كامل وان السكر الكامل ينتج فقط من خلال تبخير عصير قصب السكر وتجفيفه مشيراً الى ان كثيراً من انواع السكر الاسمر هو سكر ابيض تم اضافة دبس القصب اليه ولا يعتبر سكرا كاملاً.
وأفاد ان السكر الكامل على الرغم من كونه حلو المذاق مثل السكر الابيض فإنه يحتوي على معادن وعناصر غذائية تقي تلف الاسنان ومجموعة الامراض التي يسببها السكر الابيض.
وضرب العيسى مثلاً قائلاً «ان 150 غراما من السكر الكامل تحتوي على البروتين والفيتامينات «أ و ج و ب1 و 2 و 3» والكالسيوم والفوسفور والكروم (الذي يفتقر اليه المصابون بمرض السكر) وان السكر الابيض يخلو من جميع هذه العناصر فيما يحتوي السكر الكامل على 20 ضعفا من الحديد والزنك مما يحويه السكر الابيض.
وذكر ان السكر ليس عامل التحلية الوحيد فهناك مواد تحلية كثيرة كاملة مثل العسل «وهو اختياري الاول» وكذلك (قطر القيقب) وهو متوفر في السوق.
من جهة اخرى بين العيسى ان الانعام كانت في السابق تأكل الحشائش واليوم تأكل الحبوب المزروعة مع المبيدات والاسمدة الكيماوية ويتم تغذيتها بهرمونات مدرة للحليب وحليبها يمر بعملية تغير شكل حبيبات الدسم تسمى (عملية التجانس) التي قد تكون سببا في الاصابة بالربو والحساسية.
وذكر ان الدواجن اصبحت تتغذى على وجبات يدخل في مكوناتها فول الصويا الذي يتبقى من عملية استخلاص زيت فول الصويا باستخدام المذيبات البتروكيماوية آنفة الذكر.
وقال ان الملح البحري اصبح يسلب من جميع معادنه عدا الكلور والصوديوم ويضاف اليه مواد مانعة للتكتل مثل ثلاثي سيليكات الالمنيوم والالمنيوم وهو متهم بالتسبب بمرض التخريف.
وحول السبل المتاحة امام الناس للتمتع بالصحة والعافية بطرق سهلة واقعية قابلة للتطبيق قال العيسى انه توجد محلات متخصصة في الكويت تقوم بتوفير دقيق مصنوع من الحبوب الكاملة (الارز والقمح والجاودار والشوفان والشعير) وكذلك الخبز الطازج المصنوع من هذه الحبوب «ولا يتبقى علينا سوى تغيير نوعيات الزيوت المستخدمة في غذائنا فنستخدم زيوتا طبيعية غير مكررة معصورة عصرا ميكانيكا باردا وهي متوفرة في السوق ويمكن تمييزها من البطاقة الملصقة على العبوة الخاصة بها».
واوضح ان علاج السمنة لا يكون بالامتناع عن تناول الطعام وتجويع النفس بل باستخدام الاغذية الكاملة الطبيعية التي تجلب الاحساس بالشبع الحقيقي لا شبع المعدة بالرغم من قلة الكمية المتناولة نسبياً.
وأضاف ان هناك مرحلة اخرى لتخفيف الوزن تكمن في التركيز على اغذية خاصة يعرف لها دور في تخفيف الوزن مثل بذر الكتان والجريب فروت وحبوب الكينوا والجاودار والشوفان وفول الادوكي وحبوب اللقاح وهي مواد غذائية متوفرة في السوق المحلية ايضاً.
وأفاد انه تمكن شخصياً من علاج سمنة مزمنة لازمته 10 سنوات وكانت تزداد سوءاً مع كل نظام غذائي اتبعه.
واوضح العيسى ان العلاج الحقيقي للسمنة سهل التطبيق ولكنه يحتاج الى اعداد جيد في حين ان العلاج بالطرق التقليدية كالحمية صعب التطبيق وذلك ان الاحساس بالجوع كثيرا ما يفسد هذا النظام.
وأضاف ان علاج السمنة وامراض اخرى مثل السكري والقولون وارتفاع الكوليسترول والامساك المزمن بل وحتى امراض السرطان وامراض القلب يكمن في عبارة بسيطة.. تناول ما كان موجودا على سطح الارض قبل 1000 سنة.
وبين العيسى ان هذه عبارة بسيطة ولكن مفهومها عميق جدا ذلك ان «الماء لم يعد ماء والملح والزيوت والدقيق والخل واللحوم والالبان فقدت معظم خواصها وتغيرت كثيرا».
وضرب مثلا على الزيوت التي تستخدمها في المطبخ وقد لا يستثنى منها الا زيت الزيتون البكر ـ والزيت البكر هو الزيت الذي تم عصره دون تكرير ودون استخدام الحرارة مضيفا اننا نجد ان معظم زيوت الذرة مثلا لا تحتوي الا على 4 في المائة فقط من الزيت فيما تكون النسبة الباقية مواد اخرى».
واوضح انه نظرا لكون العصر الطبيعي للذرة للحصول على زيت طبيعي ذي تكلفة باهظة وقد لا يترتب عليه تحقيق ارباح مرجوة للشركات المنتجة فان الانتاج يبدأ بعملية بشر الذرة الى رقائق رفيعة يضاف اليها منتجات بتروكيماوية هي الهكسين والهيبتين (اي وقود سيارات) لاستخلاص اكبر كمية زيت ممكنة من هذه الرقائق».
وقال ان المزيج البترولي الملوث يسخن بعد ذلك الى حرارة تبلغ 150 درجة مئوية لتقطير الوقود المستخدم لاعادة استخدامه اما زيت الذرة الملوث فيصفى ليكون «صالحا للاستخدام البشري».
وذكر خبير التغذية ان هذه العمليات باختصار تتم لازالة المادة الصمغية في الزيت وتبييضه ليصبح لونه مقبولا ومن ثم يتعرض للتعطير لتزول روائح الزيت الملوث والتكرير قبل ان تتم معالجته لتحمل برد الشتاء وقد يتعرض لعملية هدرجة جزئية لزيادة مدة صلاحيته التي انتهت اصلا يوم صاحب الزيت مشتقات البترول».
وقال العيسى انه تمكن من انقاص وزنه من 132 كغم الى 97 كغم »يوم تخلصت من المعلومات المجحفة بحق ا لزيوت وتعرفت على الزيوت الصحية المعصورة عصرا دون تسخين او مذيبات او عمليات تكرير.
وبين ان الزيوت التي استخدمها البشر منذ الاف السنين وخص بالذكر زيت الزيتون وزيت السمسم تعتبر من افضل الزيوت لصحة الانسان منبها الى ضرورة عدم تسخين الزيوت الى درجة حرارة تتجاوز 150 درجة مئوية حيث ان الزيوت تتحول عندها من زيوت مقاومة للسرطان الى زيوت مسببة للسرطان.
وبين العيسى ان اضافة الماء الى الزيت تؤدي الى امتصاص الحرارة التي تزيد على 105 درجات مئوية وذلك بتبخره حيث يظل الزيت عند درجة حرارة امنة ما بقي الماء معه.
أختكم
أم رائده
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة