ما هوالعلاج؟
معظم أعراض الذئبة تحدث نتيجة للالتهاب ولذلك يكون هدف العلاجهو تقليل هذه الالتهابات وبصفة عامة هناك 4 مجموعات من الأدوية هي الأكثر استخداماًفي علاج الأطفال المصابين بمرض الذئبة الحمراء وهى:
1-مضاداتالالتهاب غير الكورتيزون: تستخدم هذه الأدوية للسيطرة على آلام المفاصل وينصحباستخدامها لفترات ليست بالطويلة ويتم تقليل الجرعة مع بدء تحسن التهاب المفاصل. وتشمل هذه العائلة مجموعة كبيرة من الأدوية منها الأسبرين (إلا أن استخدامه قلكثيراً في الآونة الأخيرة كمضاد للالتهاب) ولكنه يستخدم في حالة ارتفاع نسبة مضاداتالدهون الفوسفورية لمنع تجلط الدم.
2-الأدويةالمضادة للملاريا: مثل الهيدروكسى كلوروكين وهذا العقار مفيد جداً في علاج أنواعالطفح الجلدي الذي يظهر في مرض الذئبة الحمراء ويبدأ التأثير الإيجابي للدواء بعدفترة قد تستغرق عدة شهور إلا أنه يجب التأكيد هنا على أنه لا يوجد علاقة بين الذئبةالحمراء والملاريا.
3-الكورتيزون: مثل البريدنيزون والبريدنيزولون وهذا العقار هو العلاج الأساسي للذئبةالحمراء خاصة في المرحلة الأولى من المرض لتقليل الالتهاب والحد من نشاط الجهازالمناعي وتتراوح فترة استخدام هذا العقار ما بين الأسابيع والشهور وفي أغلب الأحوالقد يحتاج الأطفال المصابين بمرض الذئبة الحمراء إلى العلاج بهذا الدواء لسنواتعديدة. وتعتمد الجرعة الأولى وعدد تكرارها اليومي على شدة المرض والأعضاء المصابةوقد يحتاج بعض المرضى جرعات كبيرة من الكورتيزون سواء عن طريق الفم أو الحقن فيالوريد وذلك في حالات إصابة الجهاز العصب أو الكلى، كذلك في حالات الأنيمياالناتجة عن تكسير كرات الدم الحمراء. ويشعر الطفل بتحسن كبير في خلال أيام من بدايةالعلاج بالكورتيزون ويتم تقليل جرعة العقار تدريجياً بعد السيطرة على المرض حيثتقلل جرعة الكورتيزون مع تكرار التحاليل للتأكد من السيطرة على نشاط المرض حتى يصلالطفل إلى أقل جرعة ممكنة وفعالة في نفس الوقت في السيطرة على المرض.
كما يجبالتنبيه هنا إلى توعية الأطفال المصابين بالمرض وذويهم بكيفية عمل الكورتيزون وكيفأن تقليل الجرعة أو وقفها دون استشارة الطبيب من الممكن أن تؤدى إلى خطورة بالغةحيث يفرز هرمون الكورتيزون بصورة طبيعية في جسم الإنسان عن طريق الغدد جار الكلويةوعندما يأخذ المريض عقار الكورتيزون يتوقف إفراز هرمون الكورتيزون من الغدة الجاركلوية التي تصاب بالكسل لذلك فإنه عندما يؤخذ الكورتيزون من مصدر خارجي لفترة ثميتم إيقافه فجأة يكون المريض غير قادر على إنتاج الكمية الكافية لجسمه في هذا الوقتوتكون النتيجة تعرض حياة المريض للخطر بسبب نقص الكورتيزون.
4-الأدويةالمثبطة للجهاز المناعي: مثل عقار الآزاثيوبرين والسيكلوفوسفاميد وهما يعملانبطريقة مختلفة عن الكورتيزون إذ أنهما قادران على تثبيط الجهاز المناعي وتقليلنشاطه. وتستخدم هذه العقارات حينما يكون الكورتيزون وحده غير قادر على إيقاف نشاطالمرض أو عندما يسبب الكورتيزون أعراضاً جانبية خطيرة. ويعتقد أن استخدام مثل هذهالأدوية بالإضافة إلى الكورتيزون يعطى نتيجة أفضل من استخدام الكورتيزون وحده. ولكنيجب الإشارة إلى أن هذه الأدوية المثبطة للمناعة لا تحل محل الكورتيزون كما لايستخدم عقارى الآزاثيوبرين والسيكلوفوسفامين معا.ً ويمكن أخذ العقارين في صورةأقراص ولكن في حالات الإصابة الشديدة للكلى أو في حالة حدوث بعض الأعراض الخطيرة قديعطى عقار السيكلوفوسفاميد في صورة حقن وريدي وهو في هذه الحالة يعطى بجرعات كبيرةقد تصل إلى 10-15 مرة أكبر من الجرعة اليومية عن طريق الفم.
5-العلاجالبيولوجي: وهى أدوية تمنع تصنيع الأجسام المضادة; واستعمالها في الذئبة لا يزالتحت الاختبار والأبحاث. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الأبحاث في مجال الأمراض المناعيةوبالذات في مرض الذئبة الحمراء مكثفة وتهدف إلى معرفة كيفية حدوث الالتهاب وماهيةخلل الجهاز المناعي وذلك من أجل توجيه العلاج إلى نقطةمحددة بدلاً من تثبيط كلالجهاز المناعي، وتفتح مثل هذه الأبحاث مستقبلاً مشرقاً لمرض الذئبةالحمراء.
ما هيالأعراض الجانبية للأدوية؟
تمتاز الأدوية المستخدمة في علاج مرض الذئبةالحمراء بأنها فعالة جداً إلا أنها أيضاً لها أعراض جانبية كثيرة.
فمضاداتالالتهاب غير الكورتيزون قد تؤثر على الجدار الداخلي للمعدة، لذا ينصح بأخذها بعدالأكل. كذلك قد تسبب هذه الأدوية تغيرات في وظائف الكبد والكلى.
أما الأدويةالمضادة للملاريا فقد تؤدى إلى تغيرات في شبكية العين، ولذلك ينصح المريض بعمل فحصدوري للعين عند أخصائي العيون. بينما يؤدى استخدام عقار الكورتيزون إلى أعراضجانبية كثيرة سواء على المدى القريب أو البعيد وتزيد هذه الأعراض مع زيادة الجرعةوالاستخدام لفترات طويلة، وهذه الأعراض تشمل: تغيرات في هيئة الجسم (زيادة فيالوزن، انتفاخ في الوجه، كثافة في نمو الشعر في الجسم، تغيرات في الجلد مثل حبالشباب وظهور كدمات) ومن الممكن السيطرة على زيادة الوزن عن طريق تنظيم الغذاءوممارسة الرياضة. كذلك يجعل عقار الكورتيزون الشخص عرضه للإصابة بالميكروبات خاصةالسل والجديري. ولذا فإذا تعرض الطفل الذي يأخذ الكورتيزون إلى فيروس الجديري وجبعليه أن يتوجه للطبيب سريعاً لأخذ الأجسام المضادة لحمايته من هذا المرض. كذلك قديسبب عقار الكورتيزون مشاكل في المعدة مثل عسر الهضم وحرقان في فم المعدة وهذهالمشاكل تحتاج إلى أدوية مضادة للحموضة أو للقرحة المعدية. كذلك قد يسبب الكورتيزونارتفاعاً في ضغط الدم، وضعفاً في العضلات حيث من الممكن أن يجد الطفل صعوبة في صعودالسلم أو القيام من الكرسي، وقد يلاحظ الأبوين تغيرات في الحالة المزاجية للطفل أواكتئاب نفسي، وقد تحدث اضطرابات في نسبة الجلوكوز في الدم خاصة إذا كان هناك عواملوراثية تساعد في الإصابة بمرض السكر، وقد يؤدى استخدام الكورتيزون أيضاً إلى حدوثمشاكل في العين مثل المياه البيضاء أو الزرقاء، هشاشة العظام (وهذه من الممكنالسيطرة عليها ومقاومتها عن طريق ممارسة الرياضة وتناول الأغذية الغنية بالكالسيوموفيتامين د)، ضعف النمو.
ومن المهم أن نشير إلى أن الأعراض الجانبية للكورتيزونتذهب مع تقليل الجرعة أو وقف الدواء.
الأدوية المثبطة للجهاز المناعي لها أيضاًأعراض جانبية خطيرة ويجب أن يكون الطفل تحت إشراف الطبيب بصورة دوريةمنتظمة.
كم منالزمن يستغرق العلاج؟
يظل العلاج طيلة وجود المرض وبوجه عام وجد أنالأطفال المصابين بالذئبة الحمراء
يستغنون عن الكورتيزون بصعوبة بالغة خاصة فيالسنوات الأولى لتشخيص المرض. وقد وجد أن كمية ضئيلة من الكورتيزون لفترة طويلةتكون ناجحة في السيطرة على المرض وتمنع نشاطه، لذلك وجد أنه من الأفضل لمرضى كثيرينالاستمرار على جرعة ضئيلة من الكورتيزون بدلاً من التعرض لنشاط المرض.
ماذاعن الطب الشعبي / العلاج غير التقليدي؟
لا توجد علاجات سحرية لمرضىالذئبة الحمراء وقد يسمع المريض عن علاجات غير تقليدية عديدة إلا أنه يجب التفكيربمعية في مثل هذه النصائح الغير طبية وتبعتها. وإذا رغب المريض في تجربة أية علاجاتغير تقليدية وجب عليه أولاً استشارة الطبيب ومعظم الأطباء لن يعارضوا محاولة تجربةأشياء غير مضرة بشرطة إتباع النصائح المرضية. وتكمن المشكلة عندما تقتضى مثل هذهالعلاجات غير التقليدية توقف المريض عن أخذ الأدوية الطبية الأخرى، وعندما نحتاجدواء مثل الكورتيزون للسيطرة على المرض يكون من الخطورة إيقافه خاصة إذا كان المرضلا يزال نشطاً.
ما هيالمتابعة المطلوبة؟
يتطلب العلاج زيارات منتظمة للطبيب وذلك مهم جداًإذ أن معظم مشاكل الذئبة من الممكن تفاديها أو علاجها بسهولة إذا اكتشفت مبكراً.. كما يجب عمل المتابعة الدورية لقياس ضغط الدم، تحليل البول، عمل صورة دم كاملة،قياس نسبة السكر في الدم، قياس عوامل التجلط والكشف عن منسوب المكمل في الدم وكذلكالأجسام المضادة للأحماض النووية. وتكون اختبارات الدم الدورية هامة جداً أيضاًعندما يبدأ المريض أخذ العقاقير المثبطة للجهاز المناعى، إذ يجب التأكد من أنالخلايا المصنعة لكريات الدم (وهى خلايا موجودة في النخاع العظمى) لا تزال تعمل فيمعدلاتها الطبيعية ولم تقل بصورة كبيرة ومن الأفضل أن يوجد طبيب متخصص في الأمراضالروماتيزمية في الأطفال يكون المسئول عن متابعة الطفل مع اتخاذ آراء التخصصاتالأخرى مثل طبيب الأمراض الجلدية، أمراض الدم، الكلى إذا لزم الأمر. كذلك يمكنالاستعانة بالأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين وأخصائيي الأغذية.
إلىأي وقت يستمر المرض؟
تستمر الذئبة الحمراء لسنوات طويلة تمر خلالهابفترات من النشاط والتراجع ومن الصعب التكهن بالطريق الذي سيسلكه المرض حيث أنه منالممكن أن ينشط المرض أي وقت وبدون أية مسببات ملحوظة كما أنه قد يحدث تراجع تلقائيلنشاط المرض ولذلك يصعب الإجابة عن ماهية الفترة التى سيستمر فيها نشاط المرض أوكمونه.
ما هيتطورات المرض على المدى الطويل؟
تتحسن الذئبة الحمراء سريعاً مع أولاستعمال للكورتيزون والأدوية المثبطة للجهاز المناعي ومعظم المرضى يتحسنون بدرجةكبيرة إلا قلة قليلة قد يكون المرض عندها شديداً ليستمر نشاطه حتى فترة البلوغوتعتمد النتائج الإيجابية للعلاج على شدة إصابة الأعضاء الداخلية مثل الكلى والجهازالعصبي والتي تحتاج إلى علاج مكثف، وعلى النقيض فمن الممكن السيطرة على الطفحالجلدي والتهاب المفاصل بجرعات قليلة من الأدوية.
هل منالممكن الشفاء التام من المرض؟
إذا تم تشخيص المرض في مراحله الأولىوأعطى المريض العلاج المناسب فغالباً ما يتراجع المرض، ولكن وكما ذكر من قبل فمرضالذئبة الحمراء من الأمراض المزمنة الغير متوقع مسارها أو نتائجها لذلك يستمر الطفلتحت الرعاية الصحية والعلاج المستمر، وفي معظم الأحوال يحتاج الطفل المريض إلىالاستمرار في المتابعة مع طبيب متخصص عندما يبلغ.
كيفيؤثر المرض على الحياة اليومية للطفل وعائلته؟
بمجرد أن يتلقى الطفلالمصاب علاجه يستطيع أن يحيا حياة طبيعية آلا أنه يجب أن يتفادى التعرض المباشرلأشعة الشمس لأنها من الممكن أن تؤدى إلى تدهور الحالة، وذلك يشمل تفادى الذهاب إلىالشاطئ في الصباح أو الجلوس في الشمس عند حمام السباحة. وعندما يكبر الطفل ليبلغ منالعمر 10 سنوات أو أكثر يجب أن يتعلم الاعتناء بنفسه ووسائل العلاج، كما يجب علىالأهل أن يكونوا على دراية بمرض الذئبة الحمراء ليستطيعوا منع حدوث أى نشاطللمرض.
وقد تستمر بعض الأعراض مثل الشعور المزمن بالتعب لشهور طويلة حتى بعدالسيطرة على نشاط المرض إلا أنه في نفس الوقت ومع مراعاة هذه العوامل يجب أن نشجعالطفل على ممارسة حياته ونشاطاته قدر الإمكان مثل باقى نظرائه منالأطفال.
ماذاعن المدرسة؟
يجب أن يذهب الطفل المصاب بالذئبة الحمراء إلى مدرستهبصورة طبيعية ماعدا في أوقات النشاط الشديد للمرض. وفي معظم الأحوال وعندما لا يكونهناك أى تأثير على الجهاز العصبي للطفل يكون الطفل قادراً على التعلم والتفكيربصورة جيدة. أما في حالة إصابة الجهاز العصبي قد تحدث بعض المشاكل مثل عدم القدرةعلى التركيز والتذكر، كذلك قد يعانى الطفل من الصداع وتغير الحالة المزاجية، وفيهذه الحالة يجب تطوير الخطة التعليمية للطفل، وفي كل الأحوال يجب تشجيع الطفل علىالاشتراك في النشاطات المختلفة بالقدر الذى يسمح به المرض.