دراسات تثبت دور التمرينات الرياضية في شفاء الأمراض الناجمة عن التوتر
4/4/2007



عمّان – بعد معاناة طويلة من الإحباط والاكتئاب استطاعت رندة (33 عاما) التخلص من هذا الشعور بممارسة التمرينات الرياضية.
وتقول "كنت قد مررت بظروف صعبة جدا، مما دفعني لزيارة الطبيب ووصف لي أدوية مضادة للإكتئاب ومرخيات أعصاب، ولكن لم أشعر بالتحسن إلى أن تعرفت على صديقة تعمل في ناد رياضي ونصحتني بالانضمام اليهم".
ولم يمض أسبوع حتى بدأت رندة تشعر بالنشاط والحيوية، "لم أعد أشعر بالاحباط وعلى العكس أصبحت أشعر بالسعادة".
وكشفت دراسة جديدة أن ممارسة التمارين الرياضية فعّالة أكثر في القضاء على الاكتئاب والحزن من تناول العقاقير الذي يصفها الأطباء.
وأوضحت الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين من جامعة فري في برلين أن ممارسة التمرينات الرياضية لمدة 30 دقيقة في اليوم كفيلة بتعديل مزاج المريض المحبط وإزالة مشاعر الإحباط والتوتر والإرهاق والحزن، ليحل محلها المشاعر الإيجابية والاسترخاء والسعادة.
ولإثبات الفرضية قام الباحثون باختيار 12 شخصا مصابا بالاكتئاب وطلبوا منهم الجري على جهاز التريدميل لمدة 10 أيام. والنتيجة أن نصف المرضى شعروا أنهم تخلصوا نهائيا من الاكتئاب، والنصف الآخر شعر بتحسن بسيط.
ويقول الطبيب فرناندوا ديموا الذي أجرى الدراسة أن التمارين الرياضية لها نفس التأثير الذي تحدثه الأدوية المضادة للاكتئاب، ولكن الفارق أن التمرينات الرياضية ليست لها مضاعفات جانبية. ويضيف "تمارين الايروبكس تحفز الجهاز العصبي على افراز هرمون سيروتين الذي يجعلنا نشعر بالسعادة".
إن الفائدة الرئيسية من التمرينات الرياضية التي يقوم بها الانسان لتحسين المزاج هي أنها تحدث التغيير فورا، في حين أن مضاد الإكتئاب يحتاج الى اسبوعين لإحداث التغيير، الأمر الذي يعد وقتا طويلا لشخص يريد التتخلص من الشعور بالحزن والإكتئاب.
وتقول رندة "بدأت أمارس تمرينات الايروبكس ثلاث مرات في الأسبوع وشعرت بفرق كبير في صحتي ونفسيتي".
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الضغوط النفسية، خصوصا الناجمة عن العمل، تعتبر من أهم الأسباب التي تؤدي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إذ أن تلك الضغوط اليومية يرافقها أيضا اضطراب النوم وعدم أخذ قسط كاف من الراحة اليومية.
وللوصول الى حل لهذه المشكلات العصرية يمكن للمرء ممارسة الرياضة بأنواعها سواء اليوغا او السباحة أو حتى المشي.
ويقول مدرب الرياضة كابتن أيمن حداد "يمكن لأي شخص أن يصاب بالتوتر أو الاكتئاب أو الاحباط، فنقص التغذية وقلة الحركة، وزيادة التدخين وتناول المنبهات والتواجد في ظروف مزعجة مثل الحرارة العالية أو تلوث البيئة، كلها عوامل تساهم في زيادة حدة التوتر والاصابة بالاكتئاب وأمراض عضوية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والبدانة".
ورغم ان الانسان لا يستطيع أن يتجنب الأحداث التي تحدد اتجاه حياته، إلا أنه وبحسب المدرب أيمن، يستطيع إزالة التوتر والقلق والتغلب عليه بممارسة التمرينات الرياضية، مؤكدا أن هناك تمرينات تشعر المرء بالحيوية والنشاط وأخرى تشعره بالاسترخاء والراحة.
ويقول "هناك أشكال كثيرة للتوتر النفسي، كالشعور بالعصبية الدائمة، أو الشعور بالإحباط والإرهاق والشرود".
ويوضح "اذا شعر المرء بالعصبية والغضب، عليه ممارسة التمرينات المرهقة، مثل تدريب الأوزان أو الرياضة القتالية مثل الملاكمة وغيرها. ولكن اذا شعر المرء بالحزن والشعور بالتعب والكسل والاحباط، فعليه ممارسة تمرينات منخفضة الشدة مثل المشي وتمرينات الاطالة أو السباحة".
ويقول معلم المدرسة أكرم المغربي إنه مقتنع جدا بهذه الدراسات الحديثة، فبعد عناء طويل من آثار التوتر، استطاع أن يجد ضالته في التخفيف من حدة التوتر بممارسة التمرينات الرياضية.
فهو يستيقظ مبكرا، ليمارس رياضة الجري في الهواء الطلق، ويقوم بتمارين التنفس العميق ويقول "كنت أعاني الكثير من التوتر ولم اكن أستطيع النوم".
ومنذ ان قرأ المغربي إن الرياضة والتنفس السليم يساعدان على التخفيف من حدة التوتر، وهو ملتزم بممارستها.
ويقول "التغلب على الضغط والتوتر الناتج من العمل أمر في غاية الصعوبة"، لذلك كان لا بد من البحث عن الحلول حتى لا ينتهي الامر به على حد تعبيره في غرفة الإنعاش في إحدى المستشفيات.
وتشير دراسة حديثة أجرتها وزارة الصحة أن أمراض القلب هي السبب الرئيس في 40 بالمائة من الوفيات.


منقول عن صحيفة اردنية