يقول الحكيم الصيني كاكوزو اوكاكورا ان لا شيء «يضني فؤاده» اكثر من ثلاثة أمور:
إفساد الشباب بالتربية المنحلة، وافساد الصور الفنية بنظرات الجهلاء، وافساد الشاي بإعداده بطريقة خاطئة تذهب بطعمه ونكهته» كلنا يعلم ما يحظى به الشاي من شعبية واسعة واقبال كبير فهو مثالي للفطور في الصباح ولاستراحة قصيرة في الضحى لا يحلو الكيك اللذيذ في العصريات الا مع فنجان الشاي، اما المساءات وخصوصا الشتوية منها فلا شيء يدفئها ويزيدها حميمية كفنجان شاي يتصاعد منه البخار وتعبق رائحته العذبة.
للشاي انواع كثيرة وطقوس مختلفة وطرق اعداد خاصة حسب المناسبة والوقت لكن قليلون هم الذين يملكون خبرة في التعامل معه اختيارا واعدادا للحصول على شاي بلون مثالي ونكهة مميزة.
خصائص الشاي تختلف بحسب موطنه، فالشاي السيلاني مثلا لونه عنبري ورائحته قوية في حين ان الشاي الصيني أخف لونا وارق رائحة، اما الهندي فهو أخف انواع الشاي من حيث الطعم والرائحة. وأوراق الشاي الصحيحة تعطي شايا خفيفا شفافا
أما الأوراق المطحونة (الشاي الناعم) فتعطي شرابا قاتم اللون، قوي الطعم والنكهة اما النوع المتوسط من الشاي فهو ذو الأوراق الصغيرة الملفوفة.
وقبل الوصول الى امتلاك خبرة في الشاي لا بد من تذوق انواعه المختلفة للتعرف على نكهاته بنفسك وتكوين ذوقك الخاص في شرب الشاي.
وهذا لا يقتصر على تجريب كل نوع على حدة فقط، بل يشمل محاولات المزج بين صنفين او اكثر وتدوين النتائج إلى أن نصل إلى المزيج الذي يوافق ذوقنا سواء تعلق الأمر بالاستعمال الشخصي او عند تقديمه للضيوف.
حتى لا نساهم في زيادة احزان قلب الحكيم الصيني الكبير كاكوزو اوكاكورا من الممكن تعلم الطريقة الصحيحة لاعداد الشاي. فشراء صنف جيد أو اعداد خليط من أصناف جيدة مختارة بعناية لا يكفي لنيل رضا اوكاكورا بل يجب ان يعد الشاي بطريقة سليمة، ويتوقف نجاح الطريقة على عدة عناصر هي:

ـ عذوبة الماء وقلة نسبة الاملاح فيه. ـ تسخين ابريق الشاي السيراميك (براد الشاي) بشطفه من الداخل بماء يغلي قبل وضع اوراق الشاي فيه بحيث تخرج عصارتها فور صب الماء المغلي فوقها.
ـ المحافظة على النسبة المضبوطة بين كمية الشاي وكمية الماء بحيث لا تتعدى ملعقة صغيرة من اوراق الشاي لكل فنجان ماء.
ـ تخصيص إبريق خاص لغلي الماء الذي سيستعمل لاعداد الشاي بحيث لا يستخدم الابريق لأي غرض آخر.
ـ فور وصول الماء الى مرحلة الغليان وبداية تصاعد الفقاقيع الكبيرة يجب صبه فوق اوراق الشاي في الإبريق، اذ ان الماء حين يغلي لمدة طويلة يفقد نسبة الغاز اللازمة للتفاعل مع الشاي واستخراج عصارته على اكمل وجه.
ـ عقب صب الماء المغلي مباشرة يغطى ابريق الشاي لدقيقتين أو ثلاث وليس اكثر فعندما تطول المدة عن هذا الحد فان نكهة الشاي تتبخر مع بخار الماء ويفقد طعمه.
ـ يحرك الشاي بملعقة صغيرة وبسرعة كي تتوزع عصارات أوراق الشاي وزيتها العطري جيدا في السائل، ثم يصب الشاي في الإبريق المخصص للتقديم سواء كان من الفضة أو من الصيني.
ـ تجنب اعادة استخدام أوراق الشاي التي سبق استخدامها.
ـ يقدم الشاي في الفنجان الذي يناسبه ويحفظ نكهته وهو فنجان الخزف الصيني الرقيق سواء تم تقديمه وحده أو ممزوجا بالحليب أو مع شرائح الليمون او باضافة أوراق النعناع حسب ذوقك وذوق ضيوفك.
ـ يستعمل الحليب البارد على الطريقة الإنجليزية العريقة أي يصب الحليب أولا في الفناجين ثم يصب الشاي فوقه، فهذا مفيد لأنه يقلل من مفعول المادة المنبهة.
-كما يمكن إضافة الشاي الأخضر المخلوط مع القليل من الياسمين يدعى بشاي الياسمين الأخضر أو Jasmine Green Tea و هو من الأنواع الممتازة و يسود شربه في الفيتنام و كمبوديا و إلى حد ما في الصين أيضاً.
هذا الشاي لذيذ النكهة و هو يشرب من دون سكر و له فوائد كثيرة. يتم تقديمه قبل وجبة الغداء أو العشاء في معظم المطاعم الآسيوية و خاصة الفيتنامية. طريقة إعداده هي إضافة الماء المغلي إلى الشاي و تركه لثلاث دقائق و من ثم تقديمه.
ـ أما إذا كنت تفضل الطريقة الروسية فأنت بحاجة الى أوراق شاي صيني أخضر على ان توضع شرائح ليمون في قاع كوب الشاي الزجاجي ثم يصب الشاي فوقها. اما لتقديم الشاي على الطريقة العربية فتضاف بضع وريقات من النعناع الأخضر في اقداح الشاي الزجاجية الصغيرة المنقوشة (الاستكان).
اخيرا لنستمتع بشاي لذيذ بنكهة رائعة ترضينا وفي الوقت ذاته تجنبنا ذنب إضناء افئدة حكماء الصين والهند على السواء.

انا افضل الشاي بالقرنفل
مشكوره الموضوع اللذيذ