هل أنت مستعدة للمرض الصامت ؟


ما من أحدٍ إلا وقد أصابه مرض يوما ما، حتى وإن اختلفت شدة المرض بين الناس أو حتى نوعه أو أسبابه، وعند الحديث عن الأمراض فان الحديث غالباً لا يكون محبباً عند الفرد خصوصاً عند من يكون مصاباً بالمرض ذاته، فهناك الأمراض التي قد تكون ليوم أو يومين وهناك الأمراض التي قد تكون ملازمة للفرد لشهور أو سنوات طويلة، ومنها ما يشفى منها الفرد ومنها ما يكون الفرد في صراع معها لفترات طويلة في حياته فإما أن ينتصر وإما أن يخسر، وقد يكلفه خسران هذا الصراع فقد حياته في بعض الأحيان. ومن بعض الأمراض ما يكون لأسباب وراثية أي أن المرض قد يكون ملازما للمريض من يوم ولادته وقلما تجد مصاباً يشفى تماماً من ذلك المرض، ومنها ما يكون مكتسب أي أنه يكون بعد الولادة. وعند الحديث عن المرض في عصرنا الحديث فان الأمراض المزمنة تأخذ المرتبة الأولى بل وتشكل السواد الأعظم من بين جميع الأمراض، فعلى سبيل المثال لا على سبيل الحصر هناك: أمراض القلب والشرايين التاجية، ضغط الدم، السكري،الجلطة، الربو،معظم أمراض الجهاز الدوري التنفسي وأمراض الجهاز القلبي الوعائي ، وعادةً ما تكون تلك الأمراض تعطي إشارات أولية للفرد من لحظة الإصابة بالمرض وقد تزيد حدة المرض مع مرور الأيام أو قد تقل لأسباب مختلفة، ولكن المشكلة تكمن عندما يكون هناك مرض في الجسم وكل يوم تزيد شدة الإصابة به دون ظهور أي أعراض مصاحبة للمرض، بل إن المريض يمارس حياته بشكل طبيعي ولسنوات طويلة في الوقت الذي يستمر فيه المرض في التفشي في جسد هذا المريض دون أن يعلم. وإن أصعب اللحظات التي يمر بها الفرد عندما يقول الطبيب:

(آسف أنت مصاب بمرض) ويزداد الأمر سوء عندما يعلم ذلك المريض أنه مصاب بالمرض لعدة سنوات وأن الكشف عن ذلك المرض في مراحل مبكرة من حياته كان من الممكن أن يمنع حدوث المرض أو يقلل من فرص الإصابة به على أقل تقدير. وهذا هو المرض الذي نحن بصدد الحديث عنه والذي بدأ ينتشر في المجتمعات المتقدمة والنامية على حدٍ سواء، إنه مرض هشاشة العظام (Osteoporosis ) أو ما يسمى بالمرض الصامت (Silent disease )، حيث يعرف المرض على أنه انخفاض في كثافة معدن العظم ( Bone Mineral Density BMD )، وتعتبر النساء معرضات للإصابة بالمرض 4مرات مقارنةً بالرجال (1)، وكما ذكرنا سابقاً في حديثنا عن هذا المرض الذي يصاب به المريض دون حدوث أي أعراض أو علامات مبكرة ،فإنه ليس من الغريب أن تكون طريقة اكتشافه صعبة جداً ومحدودة، لذا فإن الطريقة الوحيدة لاكتشاف المرض هي الطريقة غير المباشرة ألا وهي قياس قوة العظام عن طريق معرفة كثافة معدن العظم BMD) ) والتي تستخدم كمعيار حسب ما اتفقا عليه كل من منظمة الصحة العالمية World Health Organization WHO) )

والمعهد القومي للصحة (National Institute of Health NIH) (2، 3)،

لذا فبعض الأفراد يتم تشخيصهم على أنهم مصابون بالمرض مع أنهم لا يعانون من آلام أو أعراض. وتشير تقديرات المؤسسة الوطنية لمرض هشاشة العظام أن 50% من النساء و 25% من الرجال الذين تتجاوز أعمارهم 50سنة غالباً ما يعانون من الإصابة بالمرض وأن 24% من الأفراد الذين يعانون من كسر عظام الحوض غالباً ما يموتون خلال سنة (1)، كما تشير التقديرات الحالية أن نسبة زيادة المرض قد تزيد بنسبة 25% عن النسبة الحالية خلال العقد القادم، وعن سبب إصابة النساء بالمرض بصورة أكبر عن الرجال فهذا يعود إلى نقص هرمون الايستروجين (Estrogen) بعد انقطاع الطمث الأمر الذي يجعل كثافة العظام تنخفض، كما تجدر الإشارة إلى أن النقص الحاصل في التغذية لدى الفرد خصوصاً الطعام الغني بالكالسيوم تجعل الجسم يبدأ في البحث عن مصادر أخرى تلبي احتياجاته اليومية وبالتالي يلجأ الجسم بطرح الكالسيوم الموجود في العظم للمساعدة في عمليات البناء الأخرى وبالتالي يبدأ حدوث نقص الكالسيوم في الجسم. كما أن متوسط فقد النساء لكثافة العظام تصل 2% كل سنة بعد انقطاع الطمث، لذا فإنه من السهل أن تفقد المرأة 20% من كثافة العظام خلال 5-7سنوات بعد انقطاع الطمث، ويجب التنويه إلى أن بعض النساء قد يحصل عندها انقطاع طمث مبكر عند 45سنة.

وتقدر الإحصائيات على أن 700.000 كسر في الفقرات يحدث سنوياً له ارتباط مباشر بهشاشة العظام وبالتالي تتسبب في حدوث آلام الظهر، كما أن أكثر من 300.000 كسر في عظام الحوض يحدث سنوياً له ارتباط مباشر بالإصابة بالمرض ( 4)، وللأسف فإن 40% فقط من المصابون بكسور في عظام الحوض يستعيدون مستوى قوة العظم قبل الكسر، كما أن 25% من المصابون بهشاشة العظام في الحوض يحتاجون لرعاية خاصة طويلة المدى في المنزل بعد الإصابة، وتشير الإحصائيات إلى أن 10-20% منهم غالباً ما يموتون خلال سنة (5). كما أن هناك ما يزيد على 250.000 كسر في عظام الرسغ تحدث سنوياً وتقريباً 300.000 كسر آخر تحدث في آماكن أخرى من الجسم، ومع أن تلك الكسور ربما لا تقود إلى الإصابة بإعاقات مستديمة إلا أنها عادةً ما تقود إلى حدوث مضاعفات وكسور أخرى في المستقبل.

وفي الحقيقة ومع تقدم العلم الحديث وتوفر خيارات متعددة للعلاج إلا أن هدف الشفاء من المرض لا يحدث، لذا فإن التركيز الأولي يجب أن يكون في الوقاية من الإصابة بهذا المرض. فإذا ما كانت كثافة العظام لدى الفرد كافية في العقود الأولى من العمر فإن الخوف من فقد كثافة العظم عند التقدم في العمر ربما لا تكون مشكلة، أما إذا ما عجز الفرد عن تحقيق ذلك فإن العلاج بالعقاقير وتناول الطعام المناسب هو الخيار الأفضل، حيث وجد أن العلاج ممكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بنسبة تتراوح من 10-40%.

وعند الحديث عن تأثير العلاج يجب أن لا نغفل العامل المؤثر في الوقاية من الإصابة بالمرض ألا وهو ممارسة الأنشطة البدنية، وهنا يجب الاهتمام بنوع النشاط الممارس وذلك لأن هناك أنشطة البدنية لا تؤثر في الوقاية من المرض أو المحافظة على كثافة العظام وهي تلك الأنشطة التي لا يكون فيها تحميل على العظم أو المفصل مثل المشي، السباحة، ركوب الدراجة (6)، لذا يجب ممارسة الأنشطة البدنية التي يتم فيها حمل وزن الجسم (weight-bearing activity ) بشكل واضح ولذلك لزيادة تأثير الجاذبية الأرضية على العظم مباشرةً سواء بالسحب أو الدفع أو الرفع.

كما أن تمرينات القوة العضلية التي تؤدى من وضع الوقوف على القدمين تعتبر أكثر تأثير من تلك التي تؤدى باستخدام الأدوات أو الأجهزة الثابتة (Machine-based exercises ) أو التي تؤدى من وضع الجلوس. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن تأثير الأنشطة البدنية على العظام يختلف باختلاف العمر( 7، 8).

كما أن الأنشطة التي تتسم بحمل وزن الجسم كما ذكرنا سابقاً مثل القفز تزيد كثافة العظام بنسبة 5-10% (7)، أما بالنسبة للأنشطة التي تتضمن تمرينات القفز والقوة العضلية والتي يتم ممارستها قبل انقطاع الطمث أشارت إلى زيادة 1-5% في كثافة العظام ولكن هذه الزيادة سرعان ما تفقد عند توقف الممارسة(9).

وتشير معظم البحوث إلى أن تمرينات القفز والقوة العضلية قد تقلل من فقد كثافة العظام المستمرة ولكنها لا تزيد من كثافة العظام لدى النساء بعد انقطاع الطمث (10-12)، إضافة إلى أن هناك تمرينات يمكن أن تزيد من كثافة العظام منها تمرينات صعود الدرج والجري(13، 14)، وبرامج تمرينات القوة المتضمنة: الأوزان الحرة- تمرينات الأجهزة الثابتة – تمرينات أجهزة التجديف (14).

ولعل ما دفعني لاختيار هذا المرض من غيره تلك الصفات التي تفرد بها هذا المرض، إضافةً أنه على أقل تقدير سمي بالمرض الصامت وإني لأخشى أن يفتك بالبعض دون أن يعلم كما فتك بأناس كثير من بينهم أقرب الناس لي والتي مازالت تصارع وتعاني من هذا المرض لأكثر من عقدين،،،،،،،،،،

المراجع:

1- National Osteoporosis Foundation. Disease Statistics "Fast Facts". Available at www.nof.org/osteoporosis/stats.html.

2- National Institutes of Health: Osteoporosis Prevention, Diagnosis, and Therapy. NIH Consensus Statement 17:1-45,2000. Available at http://consensus.nih.gov

3-World Health Organization: Assessment of Fracture Risk and Its Application to Screening for Postmenopausal Osteoporosis. Geneva: World Health Organization; 1994, 1-129.

4- National Osteoporosis Foundation: America's Bone Health: The state of Osteoporosis and Low bone Mass. Washington, DC: National Osteoporosis Foundation; 2002.

5- - National Osteoporosis Foundation. Physician's guide to prevention and treatment of osteoporosis. 2003. Washington, DC: National Osteoporosis Foundation.

6- Cavanaugh, D.J, and C.E. Cann. Brisk walking does not stop bone loss in postmenopausal women. Bone 9:201-204, 1988.

7- Khan, K, H. Mckay, P. Kannus, et al. Physical activity and bone in childhood and adolescence. In: Physical activity and bone health. Champaign, IL: Human Kinetics, 2001.

8- Khan,K, H. Mckay, P. Kannus, et al. Physical activity, targeted bone loading, and bone mineral in postmenopausal women. In: Physical Activity and Bone Health. Champaign, IL: Human Kinetics, 2001.

9- Winters, K.M. Snow. Detraining reverses positive effects of exercise on the musculoskeletal system in premenopausal women. Journal of Bone and Mineral Research 15:2495-2503, 2000.

10- Snow, C,M, J.M. Shaw, K.M. Winters, et al. Long-term exercise using weighted vests prevents hip bone loss in postmenopausal women. The Journal of Gerentology, Series A, Biological Sciences and Medical Sciences 55:M489-M491, 2000.

11- Khan,K, H. Mckay, P. Kannus, et al. Physical activity, targeted bone loading, and bone mineral in postmenopausal women. In: Physical Activity and Bone Health. Champaign, IL: Human Kinetics, 2001.



12- Vuori, I.M. Dose-response of physical activity and low back pain, osteoarthritis, and osteoporosis. Medicine & Science in Sports & Exercise 33 (Suppl.):S551-S586, 2001.

13- Dalsky, G.P, K.S. Stocke, A.A. Ehasani, et al. Weight-bearing exercise training and lumbar spine bone mineral content in postmenopausal women. Annals of Internal Medicine 108:824-828, 1988.

14- Kohrt, W.M, A.A. Ehasani, and S.J. Birge. Effects of exercise involving predominantly either joint-reaction or ground-reaction forces on bone mineral density in older women. Journal of Bone Mineral Research 12:1253-1261, 1997.

منقول

وينكم................!!!!!!!!!!!!!!!!!

جزاك الله كل خير على هذا الموضوع ...

وعلشان هيك كان اهلنا دايما بيقولو فى الحركه بركه...



وانو التمرينات الرياضيه خاصه العضليه مش بس فيدتها رشاقه ولياقه


وكمان صحه للعمر كله

جزاك الله خير
تسلمي اختي
الله يكفينا شر الامراض

أختي الغالية جزاكِ الله خيراً وبارك الله فيك
ونسال الله اللامة من كل شر

مشكورين خواتي على ردودكم الحلوة....

يرفع لأهميته