للتغير المفاجئ في مواعيد وأساليب ونوعية الطعام

نصائح تغذوية في عيد الفطر

المصدر: مجلة كلينيك




أكدت خبيرة التغذية الاستشارية فوزية العوضي أن إعداد الولائم وتبادل العزائم وإعداد أصناف الحلوى والطعام الخاصة بعيد الفطر تمثل جانبا تراثيا من جوانب الاحتفال بالعيد التي تجسد الطابع الإسلامي والوطني المميز لبر الوالدين وصلة الرحم والحرص على إنهاء القطيعة بين المسلم وأخيه وبذلك تعم الفرحة وتغمر قلوب الجميع.
وأضافت بانتهاء شهر رمضان يكون الصائم قد اعتاد على نمط تغذوي ومعيشي مغاير كثيراً لذلك النمط المتبع طوال العام فنتيجة للصوم يعتاد الجهاز الهضمي على عدم استقبال أي طعام أو شراب طوال النهار مما يجعله في حالة راحة نهاراً في حين يفرز العصارات الهاضمة ويتهيأ لاستقبال الطعام قبيل أذان المغرب.



مشيرة إلى أن أول أيام العيد ونتيجة للتغير المفاجئ في مواعيد وأساليب ونوعيات الطعام المتناول يعاني الكثير من عدد من العوارض الصحية الناجمة عن العبء الكبير الذي قد حملناه لجهازنا الهضمي دون سابق تمهيد أو إنذار. فترى أقسام الطوارئ بالمستوصفات والمستشفيات قد استنفرت كل أجهزتها لاستقبال الأعداد الكبيرة من حالات التلبك المعوي وآلام المعدة والأمعاء والانتفاخ والإسهال الحاد. وبالإضافة إلى كل ذلك كثيرا ما يرتفع عدد الحالات المسجلة للتسمم الغذائي في أول أيام العيد.



وأضافت لكي تدوم فرحة العيد وتكتمل بلا معاناة صحية أو مشاكل تغذوية ناجمة عن التغير المفاجئ في مواعيد وأساليب تناول الطعام، هناك عدد من الاعتبارات التغذوية التي يؤدي تطبيقها إلى تجنب حدوث هذه المشاكل بسهولة ويسر منها:

  • عدم الإفراط في تناول الحلويات صباح يوم العيد:
    تمثل حلويات العيد جزءا غاليا من تراثنا الإسلامي وعاداتنا العربية والكويتية الأصيلة ولعل أكثر الحلويات تميزاً لعيد الفطر الكعك والبسكوت والبيتفور وجميعها أطعمه عالية جدا في محتواها من الدهون والسكريات ومصدر مركز للطاقة. وتحتوي الكعكة الواحدة من كعك العيد التي تزن حوالي 05 جراما على حوالي 082 سعره حراريه أي ما يعادل كمية الطاقة الموجودة في خبزه زنة مائة جرام. ويؤدي الإفراط في تناول الحلويات في صباح يوم العيد إلى إرباك الجهاز الهضمي وحدوث تلبكات معوية، كما قد يؤدي إلى حدوث إسهال شديد مصحوبا بالعديد من المخاطر الصحية الأخرى. وتتضاعف المخاطر الصحية للإفراط في تناول الحلويات لدى المصابين بكل من داء السكري
  • والسمنة وارتفاع دهون الدم
  • . لذا يجب الحذر من أن نتناول كمية كبيرة من هذه الحلوى تحت ضغوط الضيافة والإلحاح والكرم الذي يشتهر به مجتمعنا. وللخروج من مأزق الحرج لعدم تلبية رغبة المضيف يمكن تناول حبة فاكهة أو كوب من عصير الفاكهة بدلا من تناول هذه الحلويات أو المشروبات الغازية كلما قمت بزيارة لمنزل أو قريب.
  • احذر التدخين أو شرب الشاي أو القهوة على معدة خاوية:
    من العادات السيئة ذات الأثر السلبي على الصحة اعتياد الكثير على بدء يوم العيد بإشعال سيجارة أو احتساء كوب من الشاي أو القهوة على معدة خاوية. ويضاعف ذلك من المخاطر الصحية الناجمة من التدخين أو شرب الشاي أو القهوة فيؤدي إلى اضطراب والتهاب المريء والمعدة، كما يؤدي إلى فقد الشهية وازدياد حموضة المعدة وزيادة ضربات القلب. ويجب الامتناع تماما عن هذه العادات السيئة سواء في أيام العيد أو في غيرها وخصوصا للمصابين بأمراض القلب والشرايين وداء السكري.
  • تدرج في تعويد معدتك على استقبال الطعام في الصباح:
    يعتبر تناول إفطار ثقيل في أيام العيد أحد الأخطاء التغذوية الشائعة. فحتى تعتاد المعدة على استقبال الطعام في الصباح يجب البدء بكميات قليلة من الطعام وتصغير حجم الوجبات لتجنب إرباك الجهاز الهضمي وإتاحة الفرصة لعملية هضم مريحة وكاملة.
  • تجنب الإفراط في تناول الأغذية الدسمة وعسرة الهضم:
    تمثل كل من الأطعمة المقلية والصلصات السميكة والفواكه والخضراوات غير المكتملة النضج وبعض أنواع البقول ذات القشور السميكة أغذية عسرة الهضم. ويجب تجنب الإفراط في تناول هذه الأغذية في أيام عيد الفطر وذلك حتى تستعيد المعدة نمطها المعتاد للعمل في غير أيام رمضان.
  • تناول طعامك في صورة وجبات محددة:
    من المفيد جدا البدء في تهيئة الجهاز الهضمي للعودة لاستقبال الطعام في صورة وجبات ويتيح تنظيم مواعيد تناول الطعام للمعدة وباقي أعضاء الجهاز الهضمي فرصة القيام بوظائفها على نحو طبيعي، كما يجب تجنب الاستمرار في التقاط الطعام طوال اليوم وعدم الجلوس على مائدة الطعام لتناول الوجبات في المواعيد المعتادة، حيث يؤدي ذلك إلى التهام كميات كبيرة من الطعام دون الشعور بذلك. وقد يكون من المفيد أن تكون هذه الوجبات صغيرة على أن يتم زيادتها إلى 4 - 5 وجبات يومية.
  • احرص على تطبيق قواعد سلامة الأغذية:
    عادة ما يرتفع معدل الإصابة بالإسهال والحمى في أيام العيد نتيجة للإصابة بتسممات غذائية ذات أنواع مختلفة ومن الضروري الحرص على اختيار مصادر الغذاء الآمنة والموثوق فيها وعدم شراء الوجبات الجاهزة من مصادر غير معروفة. أما بالنسبة للذين يقضون أيام العيد في رحلات خارج المنزل فيجب عليهم الحذر في تحضير أغذيتهم وعدم تحضير الوجبات قبل موعد تناولها بساعات طويلة مما يجعلها عرضة للفساد.
  • «كلوا واشربوا ولا تسرفوا»
    لا يوجد بين القواعد الصحية للتغذية حكمة واحدة تصلح لجميع الأعمار وجميع المناسبات أكثر من قول الله تعالى «كلوا واشربوا ولا تسرفوا» فاتباع هذا القول هو سبيلك إلى الصحة والسلامة.
  • تجنب الخمول:
    يجد البعض إجازة العيد فرصة للإفراط في تناول الطعام والراحة والاسترخاء فيصبح روتينهم خلال إجازة العيد هو الأكل ثم النوم والنوم ثم الأكل وينتابهم شعور بالكسل والخمول، ويؤدي تناول وجبات كبيرة ودسمة ثم النوم إلى عسر الهضم والتلبك المعوي والانتفاخ.



    أما على المدى البعيد فيؤدي ذلك إلى الاعتياد على الخمول والبدانة والسمنة بما يصاحبها من مخاطر صحية كثيرة. لذا فمن الضروري أن يتم تخصيص جزء من إجازة العيد لممارسة أي نشاط رياضي مناسب.