كشف باحثون عن علاج جديد برهن على فعالية كبيرة في مساعدة البدناء على التخلص من الوزن الزائد واتباع نمط حياة مليئة بالنشاط

إلا أنه لا تزال هناك أسئلة كثيرة حول التأثيرات الطويلة الأمد لهذا الدواء الذي يعرف باسم سيبوترامين

وقام الباحثون باختبار تأثيرات العقار، الذي اكتشف أصلا لمعالجة الكآبة، على متطوعين على مدى عامين

ووجد الباحثون أن العقار ساعد البدناء على التخلص من الوزن الزائد وعزز من المنافع الإيجابية لاتباع نظام غذائي ذي سعرات حرارية منخفضة

فقد قام الباحثون باختبار العلاج الجديد على أكثر من ستمئة بدين من ثماني بلدان أوروبية من خلال إعطائهم جرعة من الدواء قدرها عشرة مليجرامات يوميا لمدة ستة أشهر

ثم أخضعوا لنظام غذائي يتلاءم مع احتياجاتهم الفردية، وكانت النتيجة أن ثمانين في المئة من المشاركين في الاختبار استطاعوا أن يفقدوا أكثر من خمسة في المئة من إجمالي وزن أجسامهم

ثم شارك نفس الأشخاص في المرحلة الثانية من الاختبار التي استغرقت عام ونصف أعطي خلالها المشاركون جرعة يومية من سيبوترامين قدرها عشرة مليجرامات أو جرعة من علاج بديل للسمنة

ثم زيدت جرعة السيبولترامين إلى عشرين مليجراما لليوم الواحد في حالة استعادة الوزن المفقود

وفي نهاية الاختبار تمكن ثلاثة وأربعين في المئة من المشاركين الذين استخدموا عقار سيبوترامين من المحافظة على ثمانين في المئة من الوزن المفقود في المرحلة الأولى للاختبار، مقارنة مع ستة عشر في المئة من الذين استخدموا دواء بديلا

كما قام الباحثون باختبار مكونات الدم المشاركين لمعرفة تأثيرات سيب ولترامين على مستويات الكوليسترول والأنسولين وغيرها من الأحماض والمواد التي لها علاقة بنشوء الأمراض

وتبين لهم أن المشاركين الذين استخدموا سيبولترامين قد حافظوا على المستويات الطبيعية لهذه المواد في الدم مقارنة بأولئك الذين استخدموا عقاقير بديلة

وبالإضافة إلى ذلك فقد سجل مستخدمو سيبولترامين مستويات أعلى للكوليسترول من نوع أتش دي أل الذي يعتبر مفيدا في محاربة أمراض القلب

غير أنهم وجدوا أن بعض البدناء من مستخدمي العقار المذكور قد ارتفع عندهم ضغط الدم مما دعاهم إلى التوقف عن تعاطيه

ويحذّر الباحثون من أن البدناء الذين يستخدمون العقار على الأمد البعيد بحاجة إلى مراقبة مستمرة لضغط الدم

ويقول البروفيسور فيليب جيمس من معهد رويت لأبحاث البدانة إن سيبولترامين هو ثاني علاج يتمتع بفعالية كبيرة في معالجة البدانة بعد زينيكال

وقال البروفيسور جيمس لبي بي أونلاين إن هذا الاختبار هو الأول من نوعه الذي يهدف إلى المحافظة على فقدان الوزن، والأدلة تشير إلى أن له فعالية كبيرة في المحافظة على الوزن الذي فقده البدين خصوصا بعد فقدانه لعشرة في المئة من حجم جسمه السابق

ويضيف البروفيسور جيمس أن مشكلة البدانة لم تعط لها الأهمية التي تستحقها من قبل الأطباء والعالم أجمع

وكانت منظمة الصحة العالمية قد قالت مؤخرا إن البدانة تمثل أكبر مشكلة غير معترف بأهميتها في العالم

ويقول البروفيسور فيليب جيمس إن العلاج الجديد هو بداية لمرحلة جديدة في علاج البدانة

وقد أثبتت التجارب أن فقدان عشرة في المئة من الوزن يقلص معدل الوفاة بنسبة خمسة وعشرين في المئة في السنوات العشر التي تلي فقدان الوزن

في الوقت الحاضر يستخدم علاج زينيكال في التخلص من السمنة وقد أثبت فعالية كبيرة لكن الباحثين لا يعرفون السبب الكامن وراء ذلك

ويذكر أن هذه الدراسة نشرت في مجلة لانست الطبية