أظهرت دراسة استمرت نحو تسعة اشهر على مشروبات الطاقة واجريت مع مندوبين من وزارة الصناعة، والتجارة، وهيئة المواصفات والمقاييس السعودية، ومجموعة من الاختصاصيين في التغذية، بأن هناك تأثيرات جانبية على صحة الاشخاص الذين يتناولون هذه المشروبات، خاصة عند الافراط بتناولها بشكل يومي. وخرجت الدراسة باشتراطات مهمة منها ان تكون المنتجات مسجلة لدى وزارة التجارة، بالاضافة الى وضع بيان تحذيري على العبوات، وان تقوم الوزارة بفحص المشروبات المستوردة داخل مختبراتها، بالاضافة الى تسجيلها وترخيصها من قبل وزارة الصحة.
جدة: دارين جلال
يقول الدكتور شعلان الزهراوي استشاري الأمراض الباطنية والقلبية بالمستوصف السعودي الأمريكي بجدة:
يعتقد بعض الاشخاص ان الطاقة الحرارية الكبيرة الموجودة في مشروبات الطاقة شيء مفيد، وذلك اعتقاد خاطئ، حيث ان هناك اضرارا كبيرة تلحق بمن يتناول هذه المشروبات مقارنة بمنافعها، لما تحتويه من مواد منبهة للجهاز العصبي.
وعن تأثير هذه المشروبات على الجسم اوضح الدكتور شعلان: تحتوي مشروبات الطاقة على كمية كبيرة من السكر سريع الامتصاص (الجلوكوز) مما يعطي الجسم طاقة عالية، حيث يحتوي كل 100 مل على 45 سعرا حراريا (أي من 112 ـ 120 كيلو سعر لكل علبة بها 250 مل)، كما تحتوي تلك المشروبات على الكافيين (المنبه)، وبنسبة كبيرة جدا تصل الى 32 ملجم لكل 100 مل من المشروب.
بالاضافة الى احتواء هذه المشروبات على نباتات الجورانا والافيردين والماهونغ والجنسنغ، كما ان تركيز السكريات (كالسكروز، مالتودكسترين، الفركتوز والفلاكتوز) يقلل من امتصاص السوائل في الامعاء، وهذا ما لا يحتاجه الجسم، خاصة بعد تمرين رياضي يفقد به الممارس كمية كبيرة من السوائل بشكل يسبب الجفاف بالجسم.
ويضيف الدكتور شعلان: ان الكافيين غالبا ما تكون نسبته المكتوبة على العبوة مضللة وغير صحيحة وذلك يعود الى ان نسبة الكافيين في الاعشاب غير معروفة بشكل دقيق، ويبلغ مقدار الكافيين بين 25 ـ 35 ملغ بالقارورة الواحدة، وهو ما يعادل ثلث الى ربع فنجان قهوة، او ما يعادل محتوى علبة كولا من الكافيين، حيث ان فنجان القهوة المغلية يحتوي على 90 ـ 150 ملغ من الكافيين وفنجان القهوة سريعة التحضير (الجاهزة) يحتوي على 60 ـ 80 ملغ من الكافيين، اما الكولا فتحتوي على 30 ـ 45 ملغ من الكافيين.
لماذا يحتاج البعض الى مشروبات الطاقة؟
يقول الدكتور شعلان: تكمن حاجة بعض الاشخاص الى تناول مشروبات الطاقة الى التدني في نوعية الطعام الذي يتناولونه وفقره بالعناصر الغذائية المفيدة للجسم، بالاضافة الى كثرة التوترات النفسية والانفعالات السلبية ونقص ساعات النوم وعدم ممارسة الرياضة. وتناول هذه المشروبات قد يعطي طاقة، لكن على المدى القصير فقط ولفترة محدودة، اما كثرة تناولها فيسبب أضرار كثيرة على المدى البعيد.
أضرارها
يقول الدكتور شعلان: ان الدراسات الطبية أكدت ان هذه المشروبات تساهم في ارتفاع ضغط القلب وزيادة نسبة السكر في الدم، وآلام الصداع والقلق ونزيف الانف، بالاضافة الى بعض الاعراض التي قد يصاب بها الاشخاص الذين يتناولونها بافراط، حيث تزداد نسبة الكافيين لديهم، الامر الذي يؤدي الى الشعور بالتوتر والعصبية، والاثارة وقلة النوم واحمرار الوجه والادرار الشديد للبول واضطرابات المعدة والهضم وازدياد ضربات القلب والتأتأة بالكلام، بالاضافة الى الشعور بالاعياء العام والتشنجات بالجسم.
وتحتوي مشروبات الطاقة ايضا على المياه الغازية الكربونية التي تؤثر سلبا على صحة الفم والمعدة، حيث تؤدي الى زيادة الارتجاع الحامضي اي ارتجاع محتويات المعدة الى المريء، مما يؤدي الى تعرض المريء الى درجات من الحموضة غير معتاد عليها، الامر الذي قد يتسبب في المستقبل بحدوث سرطان المريء والحلق. كما تؤثر المياه الغازية الكربونية الموجودة بمشروبات الطاقة على صحة الاسنان، حيث انها تزيل جزءا من مينا الاسنان (المادة الخارجية للسن) وتزيد من انحسار اللثة، كذلك تؤدي الى زيادة افراز الانسولين بالجسم، مما يزيد من السمنة والتعرض للاصابة بداء السكري.
ايضا من التأثيرات الاخرى على صحة الانسان اضافة الكحول الى مشروبات الطاقة وهذا يحدث غالبا في البلاد الغربية ويؤدي الى اصابة الشخص بقصور بالقلب.
للمحافظة على الصحة
ينصح الدكتور شعلان الاشخاص الذين يتناولون مشروبات الطاقة بعدم شربها والاستعاضة عنها بتناول الاطعمة الصحية، خاصة الاطعمة التي تحتوي على احماض اوميجا 3 وهي مجموعة من الاحماض الدهنية المفيدة، وهذا النوع من الدهون لا يتم انتاجه في الجسم مما يحتم بالضرورة تناوله من مصادر خارجية، كما تؤثر العديد من العوامل على نسبته في الجسم سلبا مثل تناول الكحول، النيكوتين والكافيين والضغوط النفسية. وقد وجد ان نقصها له علاقة باصابات الجهاز العصبي مثل (الخرف المبكر) ونقص التعلم والتفكير والذاكرة.
وهي تقلل من الاصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين وتمنع حدوث بعض حالات السرطان. اما اهم مصادر اوميجا 3 فهي الاسماك الزيتية مثل التونة، الرنجة، السلمون، الماكريل، الانشوجة، السردين، والكركند، بالاضافة الى انه يمكن الحصول عليها من زيت الزيتون.
وينصح الدكتور شعلان ايضا بتحسين نوعية الغذاء وتنويعه وتجنب تناول السكريات، خاصة السكر الابيض والتركيز على أخذ الفيتامينات والاملاح المعدنية، البروتينات والاحماض الدهنية الاساسية من مصادرها الطبيعية مباشرة. والمداومة على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والنوم لساعات كافية.
كما ينصح الدكتور شعلان بتفادي مشروبات الطاقة من قبل الاشخاص الذين تقل اعمارهم عن 16 سنة، ولمن يعانون من امراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، امراض الكلى، وكذلك الذين يعانون من القلق ونوبات الذعر والنساء الحوامل او المرضعات.
قلة النوم، التوتر النفسي، اضطرابات المعدة وسرعة نبضات القلب من الأعراض الناتجة عن الافراط في مشروبات الطاقة.
رد مع الاستدلال
..
الروابط المفضلة