السلام عليكم اخوتي واخواتي
كنت مستلقية على الأريكة بكسل أمام شاشة التلفاز وكان الوقت ليلا ..
وموعد دورتي الشهرية قد اقترب .. ومعه تصبح شهيتي للطعام شبيهة أو مطابقة لشهية وحش تسمانيا ..
ولمن لايعرف وحش تسمانيا .. هذه صورته :
وهو شخصية كرتونية يحب الطعام ويلتهمه بشكل جنوني
وكنت مع أخواتي نطلق هذا اللقب على اي واحدة فينا نضبطها وهي تلتهم الطعام وحدها .. أو في الليل .. خارج أوقات الوجبات .. كنوع من الدعابه
ولكن الدعابه تحولت إلى حقيقه عندما صرت أضبط نفسي في منتصف الليل أبحث في خزانات المطبخ أو الثلاجة عن أي طعام يرضيني ..
رغم أنني موقنة بعدم جوعي .. !
المهم ..
إنطلقت كعادتي لمطبخي الدافيء ورحت أفتح الخزانات باحثة عن بسكويت أو كيك أو حلاوة طحينية ..
ولم أجد شيئا مما أشتهي ..
فتحت الثلاجة واضطررت لتناول قطعة فاكهة مع قليل من اللبن الرائب ..
واندهشت عندما شعرت بالشبع والرضى ..!
أذكر ذلك اليوم الذي كنت أرافق فيه صديقتي مضيفة الطيران وهي من جنسية عربية ورغم أنني خليجية فأنا وهي منسجمتان تماما في كل شيء إلا في الأوزان ..
فهي كانت في غاية الخفة والرشاقة ..
وأنا كنت أحمل فوق وزني الطبيعي ثمانية كيلو جرامات زائدة ..
لم أكن ممتلئة الجسم ..
ولكنني أيضا لست رشيقة كما أرغب أو كما يجب أن أكون ..
بالإضافة إلى أنني مهددة " وراثيا " بالسمنة في حالة إذا لم أنتبه لوزني
المهم ..
توجهنا انا وهي للسوبرماركت بغرض شراء وجبة خفيفة نأكلها في الحديقة مع العلم أننا لم نتناول غداءنا ذلك اليوم ..
هي اشترت ساندوتش دجاج مشوي مع عصير برتقال وتفاحة وقطعة فاكهة أخرى لا أذكر ماهي بالضبط
أما صديقتكم والتي هي أنا ..
فقد " شطحت " ببصري نحو رف الشوكولاته ورحت أتغزل بجالكسي ..وتويكس ..
واشتريت كرواسون وعصير مانجو وكنت سأشتري جالكسي لولا أنني غيرت رأيي في آخر لحظه عندما رأيت صديقتي تشتري الطعام الصحي
فأخذت لي حبة موزة بدلا من الشوكولا ..
ومنذ ذلك اليوم وأنا ألعب لعبة الإختيارات الصحيحة ..
صديقتي كانت تريد زيادة وزنها فمازحتها قائلة بادليني .. خذي معدتي وآخذ معدتك !!
لكن المشكلة لم تكن في المعدة ..
بل في سوء الإختيار ..!
يعني كان من الممكن أن أحصل على معدة صديقتي ولكن لو بقيت اختياراتي سيئة كما هي فلن يتغير شيء ..
ببساطة ..
تعلمت أن أحترم جوعي وآكل ..
واحترم جسدي وصحتي وآكل الطعام الصحي قدر الإمكان ..
وأحترم رغباتي .. خاصة وأنها مباحه وعاديه .. واتناول بين الحين والآخر قطعة كيك أو شوكولا فقط لكيلا أحرم نفسي من شيء حلال !!
الآن ..
عندما ينتابني الجوع الحقيقي ..
وأجد نفسي خارج المنزل ..
أتوجه لمكان أجد فيه طعاما صحيا ..
لاتتوقع أن تجد طعام صحي في بقالة صغيرة جدا ..
لا بأس أن تتوجه لمكان افضل لتجد إختيارات أفضل وأوسع ..
صرت آخذ موزة او تفاحة مع لبن
او ساندوتش خبز أسمر وجبن ..
وإذا أردت بسكوتا قد أشتري بسكوت المكسرات اللذيذ .. بدلا من الشوكولا
في البيت لم أعد أرغب في إعداد قوالب الكيك الدسم ..
لابأس في سلطة الفاكهة في وقت المغرب ..
وإذا كنت أشتهي السكر ..
أمزج قليلا من اللبن الرائب مع ملعقة عسل وفوقه قطع من الفاكهة الطازجة .. وأستمتع بدون تأنيب ضمير ..!
البيتزا أيضا مرغوبة بالنسبة لي .. إذا لم يتسنى لي الوقت لصنعها بالمنزل ..
فأستطيع شراءها جاهزة ولكني أفضلها بعجينة رقيقة وهشة ..
وأستبعد المكونات الدسمة وأكتفي ببيتزا الخضار
وهل هناك أروع من الخضار ؟
اما السلطة فأنتقي من سلطة البار شرائح الطماطم والخس والفلفل الأخضر
ولابأس ببعض الذرة والبقول والقليل جدا من صوص السلطة ..
حتى ماكدونالد صار يوفر لنا سلطه خضراء مع الصوص الذي ترغبه
وأيضا معلومات عن السعرات الحرارية والدهون في كل وجبه ..
لم يعد هناك مجال للتلاعب بجسدي ..
الجوع ليس مشكلة ..
الاختيارات السيئة والمتخبطه وغير المدروسه هي المشكلة ..!
التغيرات بالوزن بطيئه ولكنها فعالة والأجمل أنني بدأت اشعر بحيوية وانتعاش اكثر من السابق بمراحل ..
والأكثر جمالا بالموضوع عندما صرت أشعر أنني أتحكم في الأمور بعقلانية ونضج .. وصرت مرشدة لنفسي وصديقة لجسدي ..
ووداعا وحش تسمانيا ..
أتمنى أكون قد أفدتكم ..
ولأي استفسارات أخرى أنا متابعه معكم هنااااا .
الروابط المفضلة