العين نافذتنا على العالم وهي حلقة الوصل بيننا وبين العالم الخارجي إلا أنها يمكن أن تتعرض لبعض الاعتلال وخاصة مقدمة العين. ويُعرف الدكتور عبدالرحمن الخلف استشاري الليزك والماء الأبيض وجراحة القرنية يعرف القرنية ومقدمة العين قائلاً: هي النافذة الأمامية للعين والتي يمر من خلالها الضوء إلى الجزء الداخلي للعين مما يسمح لنا بالرؤية بوضوح. وأضاف إن إصابات وأمراض القرنية أو الحالات الوراثية من الأسباب التي تؤدي إلى العتامة في القرنية أو تحدب وضعف في السماكة مما يؤدي إلى ضعف في الرؤية. ويوضح د. الخلف أن عتامة القرنية تشبه إلى حد كبير الرؤية من خلال زجاج مغطى بالبخار (أو الزجاج المثلج)، وبالتالي تمنع وصول الأشعة الضوئية إلى الجزء الداخلي للعين، وهذا بدوره يؤدي إلى ضعف البصر إلى حد قد يصل إلى العمى بالإضافة إلى أن إصابات وبعض أمراض القرنية تسبب آلاماً شديدة جداً.

أسباب إصابة القرنية

وحول أهم الأسباب التي تؤدي إلى إصابة القرنية قال الدكتور عبدالرحمن: إن الأدوات الحادة مثل السكاكين والأقلام وحوادث السيارات وغيرها تسبب إصابات شديدة للقرنية، وكذلك الألعاب النارية (الشروخة) والمواد الكيميائية الحارقة (السامة) وخصوصاً القلويات منها تؤدي إلى حروق شديدة بالقرنية، كما أن التهابات القرنية سواء كانت بكتيرية أو فطرية أو فيروسية من الأسباب المنتشرة التي تؤدي إلى إصابة القرنية وتقرحاتها. والالتهابات المصاحبة للعدسات اللاصقة التحدب غير الطبيعي للقرنية (القرنية المخروطية)، وتحلل القرنية الذي قد يحصل نادراً بعد جراحة الساد الأبيض (انتفاخ القرنية) وبعض التغيرات الناتجة عن الشيخوخة قد تؤثر على شفافية القرنية، كما أن بعض إضرابات القرنية الأخرى قد تكون وراثية وتؤدي إلى عتامة القرنية وفقدان البصر.

زراعة القرنية

وحول ما يعرف بزراعة القرنية يشير الدكتور عبدالرحمن الخلف إلى أنه إذا أصبحت القرنية معتمة تماماً فإن الطريقة الوحيدة لإعادة البصر للمريض تكون باستبدال القرنية أو زراعتها كما أن عمليات زراعة القرنية هي أكثر عمليات زراعة الأنسجة نجاحاً، ففي الولايات المتحدة الأمريكية تتم سنوياً حوالي 20.000 - 15.000 عملية زراعة للقرنية، (أما في المملكة العربية السعودية فتتم زراعة حوالي 1500 عملية زراعة للقرنية سنوياً) ويعتمد تقريباً نجاح العملية على السبب المؤدي إلى عتامة القرنية وعلى سبيل المثال فمعدل نجاح عمليات زراعة القرنية للمرضى الناتج عن تحلل قرنياتهم بعد عمليات الساد (الماء الأبيض) أكثر من معدل نجاحها في المرضى الذين أصيبت قرنياتهم بحروق كيميائية كما أن تقبل الجسم للأنسجة المزروعة وعدم رفضها من أهم العوامل على نجاحها. وأهمها توفر البيئة المناسبة للعين كعدم وجود ارتفاع ضغط العين والتهابات داخل وخارج العين وجفاف الشعيرات الدموية في أنسجة القرنية.

هكذا تزرع

وعن كيفية زراعة القرنية قال د. الخلف: يؤتى بالقرنية المراد زراعتها وذلك بعد وفاة الشخص الكريم الذي قرر التبرع بقرنيته (حسب مطابقة قرنية المتبرع بها للمواصفات العالمية لبنك العيون) وتكون العملية من نقل الجزء الأوسط من قرنية المتبرع إلى عين المريض المصاب بالقرنية المعتمة، وتثبت القرنية المزروعة على سطح العين بواسطة خيوط جراحية دقيقة جداً، تترك في مكانها لمدة تتراوح بين أسابيع وأشهر حسب عمر المريض وسرعة التئام القرنية بما حولها من الأنسجة، وبعد العملية مباشرة يجب تجنب المجهودات الشاقة أو حمل أشياء ثقيلة كما ينصح بعدم تعريض العين للماء وتيارات الهواء لمدة 3-4 أسابيع حتى تلتئم الجروح جيداً.

بعد العملية

وأردف الدكتور الخلف: إن عودة النظر الطبيعي بعد عملية ترقيع القرنية قد يستغرق مدة طويلة ربما تصل إلى أسابيع، وذلك يعتمد على سرعة التئام الجرح وسلامة الأنسجة الأخرى للعين. وكما هو الحال في زراعات الأنسجة فإن احتمالات رفض النسيج المزروع واردة. ولكنها نسبة لا تتعدى 5%، والعلامات المعروفة للرفض هي إحمرار في العين أو تدهور الرؤية أو الشعور بألم حاد في العين، فإذا لوحظت إحدى هذه العلامات ينبغي الرجوع إلى الطبيب بأسرة وقت ممكن حتى لو حدث ذلك بعد سنوات من إجراء العملية وعادة يصف الطبيب للمريض بعض الأدوية التي تحتوي ضمن تركيبها على مادة الكورتيزون.

وهذه المركبات تساعد الجسم على تقبل الأنسجة الغريبة عنه وعدم رفضها، فلذلك يجب استعمالها باستمرار حسب التعليمات الطبية، لمدة تتراوح بين ستة أشهر وسنة كاملة حسبما يرى الطبيب. ويجب الإدراك أن الاستمرار في استخدام هذه الأدوية مهم جداً حيث يؤدي تركها فجأة إلى تعرض القرنية للرفض، كما ينبغي أن يكون المريض المستخدم لتلك المستحضرات تحت إشراف طبي دقيق لما هو معروف عنها من أعراض جانبية. هنا تتضح أهمية المحافظة على المواعيد الطبية في المستشفى للتأكد من سلامة القرنية وعدم وجود أي مضاعفات للأدوية.


الليزك والأمل في الحل

ومن جانبه يؤكد الدكتور محمد المتعب استشاري طب وجراحة العيون تخصص دقيق في الليزك والماء الأبيض وجراحة القرنية أن عملية الليزك لا تؤلم.. مضيفاً «لا يشعر المريض بألم أثناء العملية بسبب استخدام مخدر سطحي عبارة عن قطرة توضع بالعين لتخدير سطح القرنية، كما أن معظم المرضى يستطيعون مشاهدة التلفزيون بعد 4 ساعات من إجراء العملية، أما تحسن قوة الإبصار بصورة كاملة فتحدث خلال اليوم الأول لليزك وعدة أيام للعلاج السطحي P.R.K. وتبلغ نسبة الوصول إلى درجة وضوح وحدة الرؤية إلى درجة عالية تصل إلى 98% وبعض المرضى إلى نسبة أفضل بما يسمى نظر حاد super vision.

بعض من مزاياها


وعن مزايا عملية الليزك على عملية الليزر.. يقول الدكتور محمد المتعب: إن من أهم المميزات التي تتصف بها عملية الليزك على شقيقتها الليزر.. السرعة في فترة النقاهة (استرداد) النظر واستعمال القطرات لمدة أقل من الليزر وسرعة العودة للحياة الطبيعية.


الليزك والجفاف

وحول جفاف العين وهل يؤثر على نتيجة الليزك قال د. المتعب: من واقع الدراسات التي أجريت على المرضى وجد أن جفاف العين يؤثر على قوة الإبصار النهائية بعد عملية الليزك بسبب تأثيره على سطح القرنية، ولذا يجب استعمال القطرات اللازمة لتعويض نقص إفراز الدموع بعد العملية.

عدسة ونظارة

وعما إذا كان من الممكن استعمال عدسة أو نظارة بعد العملية إذا دعت الحاجة لذلك قال د. المتعب: من الممكن استعمال عدسات ملونة للزينة بعد فترة من العملية للسيدات ولمن هم فوق الأربعين يحتاجون نظارة قراءة.


سن الأربعين والليزك

وعن كيفية معالجة من هم في الأربعينات ليستطيعوا القراءة قال د. محمد المتعب: معظم المرضى بعد سن الأربعين يحتاجون نظارة عند القراءة فقط بعد إجراء عملية الليزك والحل الآخر يمكن لعين بتصليح كامل لرؤية البعيدة وإجراء العملية للعين الأخرى بتصحيح أقل للقراءة وقريباً سيرى النور عمليات تصحيح النظر للقراءة.

العملية بعد عقدين

ويجيب د. محمد المتعب عما يمكن أن يحدث للعين بعد عشرين عاماً من إجراء عملية الليزك فقال: لا يتوقع أن يحدث أي تغيير في مقاسات النظر وقوة الإبصار بعد إجراء عملية الليزك الشيء لوحيد هو احتياج الشخص لنظارة قراءة بعد سن الأربعين.


الشخص المناسب

وعمن هو الشخص الذي يصلح لعملية الليزك قال تصلح عملية الليزك للشخص الذي ليس لديه أي أمراض في القرنية وبخاصة القرنية المخروطية وفوق سن 18 وكذلك أهمية استقرار النظر، وفي المقابل لا تصلح عملية الليزك لمن لديهم أمراض في القرنية كالقرنية المخروطية أو ضعف شديد في سماكة القرنية أو قصر النظر الشديد.

وأضاف: متى يستطيع المريض الذي أجريت له عملية الليزك قيادة السيارة والعودة للعمل يستطيع المريض أن يقود سيارته بعد مرور يوم واحد على الأكثر من إجراء العملية معظم المرضى يستطيعون مزاولة أعمالهم وحياتهم الطبيعية بعد مرور يوم أو اثنين على الأكثر من إجراء العملية.

الليزك والحمل

وعن إمكانية إجراء عملية الليزك للسيدة الحامل ولمرضى السكري قال الدكتور محمد المتعب: لا ينصح بإجراء العملية للحامل أو المرضع باستمرار لا يمنع ولكن يجب تنظيم السكر والجلوكوما قبل إجرائها وإخبار الطبيب بذلك لأخذ احتياطات خاصة.

نصائح لهم

وختم الدكتور محمد المتعب حديثه مقدماً مجموعة من النصائح قبل إجراء عملية الليزك فقال: إذا كان المريض يستعمل العدسات اللاصقة فيجب أن يوقف استعمالها لمدة 4 أيام قبل الكشف أو أسبوعين في حالة استعمال العدسات الصلبة ويجب على المريض كذلك الاستعلام عن كل ما يتعلق بالعملية ومدى نجاحها بالنسبة لحالته شخصياً من الطبيب المعالج.

الماء الأبيض

وحول موضوع الماء الأبيض قال الدكتور سعيد القهيدان استشاري الماء الأبيض والليزك وجراحة القرنية والذي عرفنا عن الماء الأبيض قائلاً: «الماء الأبيض: هو إعتام عدسة العين التي عادة تكون شفافة مما يؤثر على مرور الأشعة الضوئية إلى الشبكية وبالتالي يؤثر على النظر».

هذه أسبابه

أما عن أهم مسببات الماء الأبيض فيقول: يمكن حصر أسباب الماء الأبيض في النقاط التالية: التقدم الطبيعي في العمر، والتهابات العين الداخلية، والأشعة فوق البنفسجية، وسوء التغذية، وإصابات العين، ومرض السكري، وبعض الأدوية.

أهم الأعراض

وعن أعراض الإصابة بالماء الأبيض يقول الدكتور القهيدان هناك عدة أعراض منها: عدم وضوح في الرؤية.. قد يشعر المريض بالوهج وعدم القدرة على تحمل الضوء الساطع وبعض المرضى قد يشعر بتحسن مفاجئ في الرؤية القريبة مما قد يجعله يستطيع القراءة بدون نظارات القراءة ولكن هذا التحسن يحصل بصفة مؤقتة في الحالات المتقدمة قد يتغير لون البؤبؤ من الأسود الطبيعي إلى لون رمادي أو ربما يتحول إلى اللون الأصفر أو الأبيض.

أما عن كيف يتم تشخيص الماء الأبيض فيجيب بالقول: أطباء العيون في العادة يكونون مدربين بشكل جيد على تشخيص ومعالجة الساد، ويتم ذلك بالقيام بعمل فحص كامل للعين لمعرفة إذا كان الساد هو السبب في الأعراض التي يعاني منها المريض وهذه الفحوصات تشمل:


إزالة الماء الأبيض

وعن متى يحتاج المريض لإجراء عملية إزالة الماء الأبيض يرد الدكتور سعيد بالقول: عادة ينصح بإجراء عملية إزالة الساد متى ما بدء المريض يشعر أن النقص الحاصل في النظر نتيجة الساد يؤثر على نشاطاته اليومية، كقيادة السيارة، ومشاهدة التلفاز، أو القراءة. وفي أحيان أخرى ينصح الطبيب بإجراء عملية إزالة الساد لأسباب طبية مثل حالات مرض السكر، حيث يحتاج مريض السكر لفحص دوري للشبكية، وقد يسبب الساد صعوبة في رؤية الطبيب للشبكية مما يحمله بالنصح بإزالة الساد.. كما أنه ينصح بإزالة الساد في حالة إذا ما كان الساد متقدماً جداً مما يجعل المريض عرضه للإصابة بالماء الأزرق لارتفاع ضغط العين في السابق، جرت العادة أن ينتظر الطبيب حتى يتجمد الساد ومن ثم تجرى العملية، ولكن في الوقت الحالي ومع التطور الحاصل في الطب لم تعد هناك حاجة للانتظار حتى يجمد الساد ولكن يمكن إجراؤها في وقت مبكر متى ما استدعت حاجة المريض.


طرق حماية

وذكر د. القهيدان طرق الحماية من حدوث الساد فقال: لا توجد أدوية تحمي أو تعالج الساد حالياً ونظراً لأن التعرض لأشعة قد يساعد في حدوث الساد، لذا فإنه من الأفضل الحرص على لبس النظارات الشمسية.


تحضير المريض

وأشار د. القهيدان إلى أهم تحضيرات المريض قبل العملية قائلاً: عندما يقوم الطبيب بتشخيص الساد ويتفق مع المريض على إجراء عملية إزالة الساد، يتم تحويل المريض لرؤية طبيب التخدير حيث تؤخذ معلومات دقيقة عن وضع المريض العام وحالته الصحية ويجرى له فحص شامل بالإضافة إلى بعض التحاليل والأشعة وتخطيط القلب (في بعض الحالات للتأكد من أن المريض قادر على تحمل العملية). وتجري عمليات إزالة الساد حالياً تجري تحت تخدير موضعي والتخدير الموضعي يكون بواسطة قطرات توضع على العين. وبهذه الطريقة لا يشعر المريض بأي ألم ويكون في وعيه وقادر على التخاطب مع طبيبه خلال العملية عندما ينتهي الطبيب من إجراء العملية فإنه يعمد إلى تغطية العين بغطاء شفاف.

ويطلب عادة من المريض البدء في استخدام قطرات بعد العملية بناءً على إرشادات الطبيب. هذه القطرات تتكون في العادة من قطرة مخففة للالتهابات (كورتيزون) وقطرة مضاد حيوي وأحياناً مرهم قبل النوم.

ومن جانبه عرَّف الدكتور عبد الرحمن الشريف استشاري العيون والشبكية في مركز ابن رشد الطبي موقع الشبكية داخل العين متطرقاً لتأثير إصابة الشبكية بالماء الأبيض فقال: تقع الشبكية داخل العين في القسم الخلفي من العين، وهي محاطة بعدة طبقات.. حيث تأتي بعد مقدمة العين والتي تتكون من القرنية والحجرة الأمامية.. وهي القزحية والعدسة وخلفها الجسم الهلامي والجسم الزجاجي والشبكية والعصب البصري.


وأضاف: والعين كبقية أجزاء الجسم تؤثر وتتأثر بكل أجزائها، فإذا أصيبت العين بالتهابات داخلية فإن الأجزاء الأمامية للعين تؤثر على الأجزاء الأمامية.. كما أن مقدمة العين تؤثر على الشبكية والعصب البصري خصوصاً عند ارتفاع ضغط العين في الحجرة الأمامية لتؤثر على العصب البصري، كما أن عملية إزالة الماء الأبيض قد تؤثر على مركز الإبصار في الشبكية في حالات معينة مثل مرضى السكري ويحتاجون لإجراء العملية لإزالة الماء الأبيض، وقد شهدت الأوساط الطبية تطورا جديدا في هذا المجال حيث إن الحالات التي تحتاج لعملية إزالة الماء الأبيض ومنها تغيرات في مركز إبصار الشبكية تُعطى حقنة علاج داخل الجسم الزجاجي أثناء عملية الماء الأبيض مما يساعد على تحسن سماكة الشبكية ويقلل الرشح المصاحب لداء السكري وكذلك توجد أنواع من القطرات التي تستخدم بعد هذا النوع من العمليات لعدة أسابيع لتحسين النتائج.


قسم التثقيف الصحي بمركز ابن رشد التخصصي