بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
**
الحمية المثالية ليست نظاما غذائيا قاسيا يقتصر على صنف واحد من الطعام، و ليست حتى نظاما يحرمك من أحد أصناف الغذاء، كما أنها لا ترتبط بزمن محدد تخسرين فيه الوزن و تعودين للسمنة فترة بعد ذلك.
بل الحمية المثالية هي نظام حياة و طريقة عيش، الحمية المثالية تسمح لك بتناول جميع الأصناف و تترك لك مساحة من وقت لآخر للخضوع لقواعد الاستثناء، كما أن هذه الحمية تجعلك تخسرين الوزن تدريجيا و دون أن تشعري بالتعب و الوهن أو الحرمان، ثم تمكنك من الثبات على الوزن الصحي.
قد تتساءلون عن عناصر هذه الوصفة السحرية التي تسمح لكِ بتخفيف الوزن الذي ترغبين، و بالتالي الوصول إلى الشكل و الحالة الصحية التي تأملين الحصول عليها، و لذا إليكِ دون تأخير عناصر الخطة :
أولا : الدوافع
يجب أن تكون الدوافع التي تجعلك ترغبين في التغيير قوية كفاية لتدفع بكِ إلى الأمام. فالحصول على الجسد المثالي و بلوغ الشكل الجميل و القدرة على ارتداء نوع ما من الملابس ليست دوافع كافية لدعمكِ في رحلتكِ، و لكن الرغبة في صحة جيدة حفاظا على جسدك الذي هو أمانة تركها الله لكِ أو حرصا على تربية أبنائك كما يجب أو حتى سعيا إلى إرضاء زوجك الذي طاعته سبيلك إلى رضا الله، هي دوافع ممتازة.
باختصار، فلتكن نيتك خالصة لله، لا تفقدي الوزن لكي يقولوا فلانة جميلة أو فلانة عزيمتها قوية، بل افقديه من أجل ما يوصلك إلى رضا الله عز و جل، و هكذا تشعرين بمساندته و تزداد قوتك قوة.
ثانيا : الخطوات
1. "نحن لا نعيش لنأكل، بل نأكل لنعيش"، لا تجعلي الأكل محورا في حياتك، بل اعتبريه مجرد أمر ضروري آخر لاستمرار الحياة، أمرا لا يختلف عن استنشاق الهواء.
نحن نأكل امتثالا لأمره عز و جل : وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ
2. قبل أن تسترسلي في تناول أي شيء، إسألي نفسك هذا السؤال : هل أتناول هذا الطعام لأنني جائعة ؟ أم أنني أتناوله لأنه شهي و لذيذ ؟
فإن كنت جائعة تناوليه، و إن لم تكوني كذلك اتركيه.
3. ثم عندما تأكلين توقفي قبل أن تشبعي، إذ أن التخمة تضر بصحتك. و لا تشعري بأنك مجبرة على إنهاء الطبق أو مشاركة الآخرين، فلذة عابرة قد تخلف وراءها الكثير من الدمار
هنالك حديث ضعيف حول هذا الأمر، و لكني أجده لا يخلو من الحكمة رغم ذلك :
(نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع)
4. لا تأكلي أي شيء بين الوجبات، و إذا شعرتِ بالجوع، احتمليه !!
و تذكري إخوانا لكِ في شتى بقاع الأرض يرافقهم الجوع لساعات و ساعات.
( و هذه إضافة لا حاجة لها في الشهر الكريم )
5. عندما يحين وقت الوجبات، و مهما بلغ بك الجوع، ابدأي بالبسملة و كلي بهدوء و تأني. حاولي أن تستمتعي بكل لقمة و أشكري الله عليها و على صحتك، فمن الناس من لا يجد ما يسد به رمقه و من الناس من لا تتجاوز اللقمة حلقه إلا و قد أذاقته شتى أصناف الألم !
6. تجنبي الفراغ قدر ما تستطيعين و لا تتركي قدميك تجرانك إلى المطبخ إلا وقت إعداد الوجبات الأساسية. طالعي أو ادخلي إلى النت أو إقرأي القرآن أو اكتبي مذكراتك أو قومي ببعض أعمال التنظيف و لكن لا تجلسي بلا عمل.
7. لا تنسي شرب الماء و السوائل على مدار اليوم، فللأشربة ثلث المعدة كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : { ما ملأ ابن آدم وعاءً شرّاً من بطن، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنَفَسِه }
8. نوعي الطعام، و اهتمي بالفواكه و الخضروات الطازجة على حساب الأطباق المطبوخة، ابدأي دائما بالسلطات و رجحي كفة الطعام المطهو في الفرن أو المشوي على الطعام المقلي، و إذا قليت لا تكثري من الدهون و الزيوت.
ابتعدي عن الوجبات السريعة و الجاهزة، و إذا أردت تناولها أعدي بنفسك كل مكوناتها في البيت، فالمواد الحافظة و الدهون 'الاصطناعية' هي ما يسيء لهذه الأطعمة.
9. و أخيرا، إن استقرار الوزن متعلق بالأساس بالتوازن بين السعرات الحرارية التي تتناولينها و تلك التي تستهلكينها
و لكن صحتك تتعلق بكل النصائح السابقة، أي بنوعية الطعام و طريقة تناوله و مدى غناه بمختلف المواد.
فأنت تريدين أن يكون الوزن الذي تفقدينه من الدهون، لا من العضل و الأنسجة، لأنك في الحالة الأخيرة تفقدين صحتك.
10. لا تنسي الحركة، فالحركة بركة !
**
و الحمد لله رب العالمين
بقلم : رحيل دامع
الروابط المفضلة