عنوان يبعث الشوق في قراءته لدى الفتيات ، و يوحي للقارئ أن يسأل : ما هو الجمال الحقيقي؟ و كيف يمكن الحصول عليه؟ و هل أنا جميل؟ و قد يبعث هذا العنوان الحزن و الألم تحسر البعض وتفطر القلب حزناً شديداً ، لافتقارهم هذا الجمال ، و لكنني أقول لهم بأنها نعمة ، لأن الله إذا أحب عبداً ابتلاه.
مر رجل ببستان جميل فوجد امرأة جالسة على الأرض واضعة فى حجرها رأس رجل نائم فى سبات عميق وتعجب الرجل المار من شدة جمال المرأة ودمامة الرجل النائم وسألها عمن يكون لها هذا الرجل فقالت له زوجى فازداد تعجبه ولاحظت المرأة دهشته فقالت له يا هذا لعله أصلح بينه وبين الله فكافأه الله بى ولعلىأسأت بينى وبين الله فعاقبنى الله به فعلم أنها من الصالحات. لو أمعنّا التفكير بهذا الموقف البسيط ، لاندعشنا من شدة جمال المرأة ، أعني جمالها الداخلي الذي زانت به نفسها ، فأصبح سراجاً ينير حياتها ، و يبعدها عن السلوكيات اللاأخلاقية ، فالله حباها بجمال خارجي إلى جانب الجمال الداخلي ، و لم تغتر به.
و لكن الجمال المطلوب غير مرغوب عند البعض.
الجمال المطلوب هو الذي ينبع من النفس فى حسن الخلق و التحلي بأفاضل الصفات كالقناعة والرضا. لكنه غير مرغوب ، بل الجمال في نظر الفتيات هو أن يخلو الوجه من حب الشباب ، و لا يكون الشعر مجعد ، و أن لا تكون نحيفة جداً أو بدينة جداً ، و لا يكون لسانها به لدغه لاتنطق كل الحروف سليمة ، و غيرها من صفات ، كأن تكون قد ابتليت في جسدها.
ما رأيك أن تكوني ملكة جمال، جالسة في قصرك ، و لديك كل من يلبي طلباتك و أوامرك ، لا يخطر شيء ما على بالك إلا و قد تنفذ ، تحتارين في اختيار ما
تلبسينه من مجوهراتك العديد للاستعداد لمقابلة حبيبك. إنها أنت ، و ليست الحور العين التي يتزوجها أحد المؤمنين. سؤل رسول الله – صلى الله عليه وسلم- : "نساء الدنيا أفضل أم الحور العين ؟؟ ... قال: بل نساء الدنيا أفضل .. قيل : بما ذلك؟!! ..... قال :" بصلاتهن و صيامهن وعبادتهن لله ألبس الله وجوههن نورًا و أجسادهن الحرير".
إن جمال المرأة في حجابها ، فهو يكسبها العفة و الجمال الداخلي و الخارجي ، لبس الجمال في التبرج و إظهار الزينة. و إن مما يكسب الوجه جمالاً هو الوضوء للصلاة، الذي يكسب الوجه نور رباني يُلئلئ الوجه و يجعله كالبدر في ليلة كماله و تمامه.
إن جمال الوجه في التبسم في وجه الآخرين ، و جمال المال في بذله في وجه البر و الإحسان، و جمال النفس في حسن الخلق و طاعة الله – تعالى - و عبادته.
لنجعل جمال شفاه باجتناب الكذب و قول الزور و النميمة و الغيبة ، و لنكحل أعيننا بقراءة آيات الله - تعالى – و التفكر في مخلوقاته و غض البصر ، و لنزين ألسنتنا بالقول الحسن ، و لنرتدي الحلي في آذاننا بسماع المحاضرات و الابتعاد عن سماع الأغاني ، و لننور عقولنا بطلب العلم و الاستزادة منه. لتكن كل فتاة منا ملكة جمال، و لكن ملكة جمال الجنة فقط لا غير ، لنتحلى جميعاً بالأخلاق التي أمرنا ديننا الحنيف الالتزام بها ، لنحظى بجمال لا يضاي الجمال الصناعي ، الذي يتم الحصول عليه من خلال عمليات التجميل أو المال أو المكانة الاجتماعية.
اللهم انا نسألك بجلال ذاتك أن تمن علينا من جمال صفاتك وتعيذنا برحمتك من جبروتك وغضبك ورمضائك يا الله والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الروابط المفضلة