ترى.. ما هي حقيقة هذه الحالة؟ وما هي الأخطاء التي تحدث عند علاجها؟!.. فالذي يحدث أن لكل مريض حالته الخاصة به.. وهو يحتاج في علاجه إلى أدوية يتم استعمالها عن طريق الفم، بالإضافة إلى العلاج الموضعي..

فإذا تحسنت حالة أحد المرضى باستخدام علاج معين فهذا لا يعني أن نفس هذا العلاج يمكن أن يفيد كل مرضى حب الشباب، بل إن استخدام العلاج غير المناسب يكون له ضرره!

وبالطبع .. فإن الطبيب الأخصائي يستطيع أن يحدد نوع الحالة التي يتعامل معها.. وبالتالي يستطيع أيضاً علاج الحالة بالعلاج المناسب، وأول ما يجب أن نناقشه في هذا الموضوع هو الإجابة عن هذا السؤال:

كيف يحدث حب الشباب

الواقع أن حب الشباب عبارة عن التهاب في الجلد، ويصيب أساساً الغدد التي تفرز الدهون، كذلك فإن نفس هذا الالتهاب يصيب بصيلات الشعر الملتصقة بهذه الغدد.

ويظهر حب الشباب على الوجه.. الظهر.. والصدر، والسبب في ذلك أن الغدد الدهنية في هذه المناطق، تكون: أكثر.. وأكبر.

وهو يظهر على هيئة بثرات لها رأس سوداء، هذه الرؤوس تكون سوداء بسبب وجود مادة الميلانيب ومواد أخرى، أو تكون على هيئة دمامل حمراء، وتنتج هذه البثرات بسبب حدوث انسداد في فتحة الغدد الدهنية.. ويزداد كبر هذه البثرات أو تكون صغيرة حسب مستوى انسداد قناة إفراز الدهن من الغدة.. وكذلك على مدى تلوث هذا الانسداد بأنواع معينة من البكتيريا.

لماذا يحدث حب الشباب

الواقع أن هناك عدة عوامل تلعب دوراً أساسياً في حدوث هذا المرض:

أولاً .. الوراثــة

لوحظ أن الشاب الذي أصيب أحد والديه في الصغر بحب الشباب يكون أكثر تعرضاً لهذا المرض من الشاب الذي لم يصب أبواه به، وقد لوحظ أيضاً أن حب الشباب يظهر بدرجة متساوية في التوأمين المتماثلين.

ثانياً .. البشرة الدهنية

هناك من يقول إن حب الشباب يظهر في الأماكن التي تكثر بها كمية الدهون في البشرة.. وعلى هذا ليس غريباً أن تكون كثرة الدهون في البشرة هي العامل المؤثر في حدوث حب الشباب.

ولكن هذا التفسير غير كاف: فقد اتضح أن هناك الشاب الذي يعاني من وجود بشرة دهنية بشكل واضح، وفي نفس الوقت لا يعاني من حب الشباب، وعلى العكس أيضاً فقد يظهر حب الشباب عند شاب يعاني من جفاف البشرة!

ثالثاً .. الهـرمـونـات

إن الهرمونات التي تفرز في الذكر بواسطة الخصية وعند الأنثى بواسطة المبيضين وفي الجنسين بواسطة الغدة فوق الكلوية.. كل هذه الهرمونات تؤثر في حجم وكمية إفراز الغدد الدهنية للبشرة.
وفي فترة البلوغ.. تحدث زيادة كبيرة في كمية الهرمون الذكري الذي يتم إفرازه، مما يؤدي إلى زيادة في حجم الغدد الدهنية للبشرة وكذلك زيادة كبيرة في إفرازاتها.

رابعاً .. الالتهابات

هناك نظرية تقول إن البكتيريا الموجودة في الغدد الدهنية تقوم بإحداث تغير كيميائي في تركيب الدهون بحيث تحولها إلى مواد مهيجة للجلد، ومسئولة جزئياً عن بثرات حب الشباب.

خامساً .. العوامل النفسية

هناك سؤال يتردد أحياناً: هل يمكن أن يكون حب الشباب مرضاً نفسياً؟!

لقد لوحظ أن مرض حب الشباب يمر بفترات تكثر فيها البثرات.. ثم يلي ذلك فترة تنحسر فيها هذه البثرات..ويؤكد مرضى حب الشباب أن هذه الفترات التي تكثر فيها البثرات ترتبط مع هذه الفترات التي يعاني فيها الشاب من متاعب نفسية، وضغوط في العمل أو الدراسة أو حتى الحب!!

ولكن الذي يجب أن نذكره هنا، أن الحالة النفسية ليس لها هذا التأثير الواضح دائماً ومع كل الأفراد، فهناك من يتأثر بوضوح بالحالة النفسية.. وفي نفس الوقت هناك أيضاً من لا يرتبط عنده حدوث الضغوط النفسية وظهور حب الشباب.

علاج حب الشباب

قبل أن نتحدث عن علاج حب الشباب يجب أن نقرر هذه الحقيقة الواضحة والمؤكدة:
لا يوجد دواء يشفي حب الشباب تماماً، ولكن هناك أكثر من دواء وأكثر من وسيلة تستطيع أن تقلل من الأعراض المصاحبة لحب الشباب.. وعلى المريض أن ينتظر حتى تتدخل الطبيعة الرحيمة ويشفى الجلد تماماً وتلقائياً!

الدهانات الموضعية

على الرغم من أن القذارة لا تسبب حب الشباب إلا أن معاودة غسل الوجه بالماء والصابون مرات متعددة يومياً يؤدي إلى إزالة الدهون وتجفيف الجلد، وهذا الغسيل المتكرر يعتبر عند كثير من الأطباء الخطوة الأساسية في علاج حب الشباب.. ونفس نتيجة الغسيل المتكرر للوجه يمكن الحصول عليها أيضاً باستعمال دهانات موضعية، تؤدي إلى إنقاص كمية الدهون وجفاف الجلد.. ولكن من الضروري أن نؤكد نجاح هذه الدهانات في الحالات البسيطة.

وفي الفترة الأخيرة تم استخدام نوعين من الأدوية التي تستعمل كغسول أو دهان.. وهي تؤدي إلى تجفيف الجلد، وتنفذ إلى داخل قناة غدة الدهن، لتقتل البكتيريا الموجودة بداخلها، والتي تسبب بثرات حب الشباب.

ولكن عند استعمال أحد أنواع هذه الدهانات (دهان فيتامين "أ") يجب تجنب التعرض لضوء الشمس المباشر.. كذلك عند استعمال هذا الدهان الذي يحتوي على فيتامين "أ" نلاحظ أن حب الشباب قد زاد جداً مع الاستعمال.. ولكنه يزول بعد ذلك.

ملحوظة أخـرى

عند استعمال الدهانات قد يؤدي ذلك إلى حدوث إحمرار الجلد مع ظهور قشور خفيفة عليه.. هنا قد يخطئ المريض ويبدأ في استعمال الدهانات التي يمكن أن تجعل الدهن ناعماً.. هذه الدهانات بدورها قد تزيد من انسداد قنوات الغدد الدهنية ليعود حب الشباب بصورة أكثر خطورة.

وهناك نصيحة مهمة للفتاة "المصابة" بحب الشباب وتحرص على استعمال مواد التجميل.. إنها يجب أن تتجنب استخدام المواد ذات القاعدة الدهنية، لأن استخدام مثل هذه المواد يسبب زيادة في حب الشباب.

الأشعة البنفسجية وأشعة إكس والتبريد السريع

ويمكن الاستفادة من الأشعة البنفسجية الموجودة في أشعة الشمس.. أو صناعياً باستعمال ما يعرف بـ"لمبات الشمس"، والشمس هنا تقوم بوظيفتين:

أولاً: تجفيف الجلد.

ثانياً: تكوينه بلون يخفي بقايا حب الشباب.

وعلى هذا فإن تمضية عدة أيام خلال فصل الصيف على شاطئ البحر، يمكن أن تكون مفيدة جداً لحالات حب الشباب.

أما التبريد السريع فإنه يعطي نتائج سريعة نسبياً. وفي هذه الطريقة يتم تبريد الجلد باستعمال خليط من الثلج الجاف والأسيتون..

بقى الآن أن نتحدث عن أشعة إكس:

لقد توقف الآن استخدام أشعة إكس سطحياً على الجلد.. إذ أن لهذه الطريقة مضارها الشديدة على الجلد.
وفكرة استخدام الأشعة أنها تؤدي إلى حدوث ضمور في الغدد الدهنية الموجودة في الجلد.. ويؤدي ذلك إلى نتائج ملموسة.. ولكنها في نفس الوقت نتائج مؤقتة.. خصوصاً إذا كانت الإصابة بحب الشباب شديدة.

المضادات الحيوية

لوحظ منذ سنوات أن مركبات التتراسيكلين تؤدي إلى هبوط أعراض حب الشباب، وفي أول الأمر.. كان الطبيب يصف الكميات المألوفة من هذه المضادات.. ولكن مع استمرار الأبحاث أصبح من المعروف أن الكمية الكافية لعلاج حب الشباب أقل بكثير من الكميات التي تستعمل في علاج الحالات المرضية الأخرى.

والمضادات الحيوية تؤدي إلى قتل البكتيريا الموجودة داخل الغدد الدهنية..

وهناك معلومة مهمة يجب أن يعرفها مريض حب الشباب:

قد يستعمل الطبيب التتراسيكلين.. وفي أول الأمر قد يؤدي إلى نتيجة جيدة جداً، ولكن مع مضي الوقت يفقد التتراسيكلين مفعوله على حب الشباب، هنا ينتقل الطبيب إلى استعمال نوع آخر من المضادات الحيوية، وقد تكون هذه المضادات على هيئة دهانات أو غسول، وليس بالضرورة هيئة أدوية يتم ابتلاعها.

العلاج بالهرمونات

يتم استعمال الهرمونات في الحالات الشديدة وبعد أن تفشل المضادات الحيوية في العلاج، وعند استخدام الهرمونات يكون الاستعانة بهرمون الكورتيزون وهو يستعمل إما عن طريق الفم أو موضعياً، حيث يتم حقنه بكميات ضئيلة في هذه البثرات التي استعصى علاجها.

محاذير وإرشادات

لا يجب استعمال الكورتيزون في علاج حب الشباب إلا تحت إشراف الطبيب المتخصص..

هناك أيضاً هرمون الأنوثة أو الإستروجين.. إن استعماله يؤدي إلى معادلة تأثير هرمونات الذكورة، التي تلعب دوراً أساسياً في إحداث حب الشباب.

وأحدث ما استخدم في هذا المجال هذه الأقراص التي تؤدي إلى علاج حب الشباب بما تحتويه من هرمون.. وفي نفس الوقت تؤدي إلى منع حدوث الحمل! ولعل أحدث هذه الأنواع ما اكتشفه علماء ألمانيا الغربية، وأطلقوا عليه اسم "ديانا"!




عصفورة مصر

جزاك الله خير.. ع الموضوع المتكامل