منذ أقدم العصور والمرأة تبحث عن أساليب وطرق لإزالة الشعر غير المرغوب فيه في الجسم، وقد كرست الجهود لاكتشاف أفضل السبل لمساعدة المرأة في الحصول على جلد أملس ناعم رغم أن نظرة الشعوب تختلف من بلد إلى آخر حول وجود الشعر في جسم المرأة. فبينما نجد أن معظم البلدان الأوربية لا تستنكر وجود الشعر في ساقي أو يدي المرأة، نجد أن جميع الدول العربية تستنكر ذلك، بل تعتبره شيئاً منافياً للأنوثة. بعكس النمص (تحديد الحواجب بنزع الشعر)الذي تعتبره بعض الحضارات سمة جمالية بينما إبقاء الحاجبين دون نمص عند المسلمين هو الأصل.
يتفق الجميع في أنحاء المعمورة على أن وجود الشعر في وجه المرأة أمراً غير مستحب، لا بل يجعل المرأة في وضع حرج أمام الآخرين، لذا ابتدع الإنسان طرقاً متعددة ومختلفة (مؤقتة ودائمة) لإزالة الشعر نورد أكثرها تداولاً فيما يلي:
- إزالة مؤقتة : كالحلق، والنزع، والصنفرة، وكذلك الكريمات الكيماوية، ولعل الحلق بواسطة موس الحلاقة هو أكثر الأساليب شيوعاً للطرق المؤقتة لإزالة الشعر بين نساء العالم لسهولة وسرعة استخدامه وتكلفته البسيطة ، وعدم الحاجة إلى تحضير مسبق لاستخدامه، إضافة إلى كونه غير مؤلم. أما سلبية هذه الطريقة فتكمن في أن الشعر ينبت خلال أسبوع ويكون قاسياً وحاد الملمس، كذلك ظهور الحبوب عند بعض النساء بسبب نمو الشعر تحت الجلد.
أما إزالة الشعر عن طريق الصنفرة وهي طريقة نادرة الانتشار، يستعمل فيها ورق صنفرة خاص كورق الخشب، يحك به الجلد إلى أن يتفتت الشعر.
ونتائج هذه الطريقة مشابهة للحلق من حيث النتائج، فالشعر لا يقتلع من الجذور، لذا يعاود الظهور بعد أيام قليلة.
وأخيراً نتف الشعر بواسطة الحلاوة أو الشمع أو أية طريقة مشابهة يتم بواسطتها نزع الشعرة من تحت سطح الجلد، وهي الطرق الأكثر شيوعاً في الوطن العربي باعتبارها تعطي نتائج مجدية أكثر من سابقتها. فهي تجعل الجلد ناعماً بسبب إزالة الشعرة من تحت السطح كما ذكرنا إضافة إلى أن نموها يكون أبطأ حيث يستغرق ظهورها ما يتراوح بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع أن سلبيتها كما هو الحال في الطرق السابقة يكمن في ظهور الحبوب عند منابت الشعر لدى البعض لأنه ينمو مغيراً تجاهه وبشكل لولبي تحت الجلد وبذلك لا تخرج الشعرة من مسارها الطبيعي.
- محاولة الإزالة الدائمة : بإبر الكهرباء والليزر : إن إزالة الشعر بالكهرباء تتم عن طريق غرس إبرة متصلة بتيار كهربائي في بصيلة الشعر وعندما يصل التيار إلى البصيلة فإنه يضعفها.
ومع تكرار العملية مرة بعد مرة تضعف البصيلة لدرجة لا تستطيع معها أن تنمو من جديد. إلا أن النتائج الجيدة لهذا الطريقة تطلب وقتاً طويلاً وصبراً حيث أن كل بصيلة تعالج بشكل منفرد وتحتاج إلى أكثر من جلسة ولا يمكن تحديد عدد الجلسات التي تتطلبها الشعرة كي تتوقف عن النمو بشكل دائم، وذلك بسبب اختلاف طبيعة الشعر من موقع إلى آخر، وفيزيولوجية جسم المرأة (اضطرابات هرمونية)، إضافة إلى أنها تتطلب مهارة عالية من الفنية التي تعمل على الجهاز الذي يتطلب التأكد من وصول الإبرة إلى البصيلة. ففي الولايات المتحدة يتوجب على الفتيات اللواتي يردن الحصول على ترخيص لاستخدام مثل هذه الأجهزة الالتحاق بمعاهد متخصصة لا تقل عن سنتين.
وتعتبر إبر الكهرباء الطريقة الوحيدة التي تؤدي إلى إزالة الشعر بشكل دائم. ولكن سلبيتها تكمن كما ذكرنا سابقاً بطول المدة العلاجية والتكرار، والتكلفة الباهظة، وعدم إمكانية استخدامها لإزالة مساحات كبيرة كاليدين والرجلين لذا فهي غالباً تقتصر على إزالة شعر الوجه ومناطق محددة من الجسم. كما أنها تتطلب المهارة العالية.
أما الليزر الذي يعتبر ثورة في عالم الجمال فقد انتشر بشكل سريع في جميع أنحاء العالم حتى قبل أن تثبت فعاليته، وهو عبارة عن حزم ضوئية مكثفة ذات قوة عالية جداً تنبعث من بؤرة صغيرة جداً، وهذه الحزم تختلف من جهاز إلى آخر.
يستخدم الليزر لعلاج حالات مرضية مختلفة ولا يوجد جهاز ليزر واحد لعلاج جميع الحالات. يستخدم الليزر في إزالة بعض الوحمات، والنمش، والوشم وبعض النديات وكذلك الشعر غير المرغوب فيه بتسليط ضوء الليزر على المنطقة التي يراد إزالة الشعر منها حيث يتم امتصاص الضوء وما يحتويه من طاقة عالية من خلال المادة الصبغية المجودة بالشعرة والبصيلة والتي تسمى الميلانين بدليل أن النتائج لا تكون مجدية أو فعالة عندما تكون الشعرة شقراء أو بيضاء، ونجاح الإزالة يعتمد على عدة عوامل منها سماكة الشعرة، ومرحلة نموها، لونها، مكان نموها، ونوع جهاز الليزر وقوة طاقته.
وآلية عمل الليزر في إزالة الشعر تكمن في إصابة البصيلة (بشلل) تتفاوت مدته حسب المعطيات التي ذكرناها آنفاً، والحقيقة تحتاج المنطقة التي يراد علاجها إلى عدة جلسات وتنوع الأجهزة إلا أنه يعطي (إجازة) من الشعر غير المرغوب فيه لفترات متفاوتة.
أما آثاره الجانبية فتتمحور حول تغيير لون الجلد (تصبغ) زيادةً أو نقصاناً إلا أن هذا التصبغ غالباً ما يكون مؤقتاً ولمدة تقل عن 6 أشهر، وهذه الآثار تختلف حسب نوع الجهاز المستخدم وكذلك لون البشرة حيث أن البشرة أكثر تعرضاً للإصابة بالتصبغات.
وهنا ُأحب أن أنوه إلى نقطة مهمة كثيراً ما تسأل عنها السيدات وهي علاقة الليزر بالسرطان فأنا حقيقة لا أدري من أين أتى الناس بهذا الاعتقاد الذي يبدو أنه شائع في المملكة رغم أنه لا توجد علاقة تربط الليزر بالسرطان ولعل اللبس جاء من استخدام كلمة أشعة فارتبط ذلك بالأشعة السينية وغيرها التي قد يسبب التعرض لها أكثر من حد معين إلى الإصابة ببعض أنواع السرطان لذلك أرى أنه من الأفضل استخدام مصطلح ضوء الليزر بدلاً من أِشعة الليزر.
وقد رخصت إدارة الأغذية والأدوية الأميركية لنوعين من أجهزة الليزر منذ بضعة أشهر على أساس أنهما يمكن أن ينقصا من عدد الشعرات بعد كل جلسة علاجية.
أما باقي أجهزة الليزر فإن ترخيصها لإزالة الشعر ولكن ليس بصورة دائمة.
والآن وبعد مرور 4 سنوات على استخدام الليزر لإزالة الشعر هل لنا أن نعتبره أفضل وسيلة لإزالة الشعر.
شكرا على المرور وانتظروا الجزء التانى
Donna
ياريت اشوف ردودكم
الروابط المفضلة