المشاركة السابعة عشر مقدمة من الغالية blueyamama


أعينوا أبناءكم على بركم

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « رحم الله والدين أعانا ولدهما على برهما »


إن الأبناء زينة الحياة الدنيا وهم أمنية كل أب وأم في هذه الحياة، وقد ألزمنا الله تعالى بتربيتهم التربية الحسنة وجعل نبيه صلى الله عليه وسلم قدوتنا في ذلك ، وجعلهم وسيلة لدخول الجنة ، غير أن كثيرا من الآباء والأمهات يرون أن إنجاب الأبناء غاية لحصول السعادة في الدنيا حيث يتباهى كل منهم بأبنائه خاصة إذا كان عدد الذكور يفوق عدد الإناث. ونتيجة لهذا الاعتقاد الخاطيء ظهر آباء وأمهات كانوا سببا في تعاسة وضياع أبنائهم، حيث أهملوا تربيتهم وانشغلوا بأمور أخرى تضر أكثر مما تنفع، ووضعوا على عاتق أبنائهم مسؤولية رفع شأن الأسرة.


إننا اليوم على أعتاب هذا القرن الذي أصبحت فيه المظاهر أهم من الجواهر اهتم الآباء والأمهات بظواهر الأمور فقط لأنهم يريدون أن يفخروا بهم أمام الناس غير عابئين بمشاعر أبنائهم ومصيرهم في المستقبل، فترى الأب يريد من ابنه أن يكون أفضل من أبناء أخوانه أو أصدقائه، فيريده أن يحصل على العلامة الكاملة في مدرسته وأن يشترك في أندية كثيرة وأن يتحدث بعدة لغات وأن يعمل مع والده في مكان عمله والقائمة تطول دون أن يعبأ هل هذا كله في حدود طاقته أم لا؟
والأم تريد أن تكون ابنتها أفضل من غيرها بأن تكون إجتماعية مع الناس دوماً وأن تعمل في المنزل طوال الوقت وأن تهتم بلباسها دائماً وأن تكون على علم بكل شيء صغيرها وكبيرها وأن تتقن فن طهي كل شيء حتى لا تحرجها أمام صديقاتها وبالطبع عندما يأتي من يخطبها لابد أن يدفع دم قلبه عليها لأنها ليست رخيصة.
وأيضا عندما يكبرون ويتزوجون فنرى مثلا الأم تقول لابنها لابد أن تأتي لزيارتي كل يوم بعد أن تنتهي من عملك وتبقى معي طوال اليوم مع علمها أن بيتها بعيد عنه كما أن له زوجة وأبناء قد يتضررون من ذلك. والأب يريد راتبا شهريا وقدره ... مما لا طاقة لابنه به.


إننا حينما نرى الأب أو الأم يطلبون من أبنائهم مالا يطيقونه فهم بذلك يكونون سببا في عصيان أبنائهم لهم ،الأمر الذي يؤدي إلى شقائهم في الدنيا وهلاكهم في الآخرة، ومما يزيد في عصيان الأبناء انهم لم يروا من والديهم الحب والحنان الذي يحتاجونه بدعوى أنها تفسدهم وتدللهم.

بعض الآباء يقولون لقد تربينا على شظف العيش وكان والدنا يأمرنا بأعمال كثيرة وكان يضربنا دوما عندما نخطي، نقول له هذا صحيح ولكن سؤالي هل تحب أباك كما ينبغي؟ هل تطيعه الآن وقد أصبحت رجلا حبا وبرا له أم لأن هذا من الواجبات الاجتماعية ؟ إن النفس تكره الشدة وعندما تحصل على حريتها تتمرد على من كان سببا في تعاستها.


الأبناء أمانة في أعناق الأب والأم سيستوفيها الله منهم يوم القيامة وسيسألهم عنها.ولذلك أود أن أسرد بعض النصائح في كيفية معاملة الأبناء حتى نعينهم على البر بوالديهم وعليهم التوكل على الله والدعاء دوماً لهم :

1) أن يمدح آباء الأبناء على كل فعل محمود وأن يتم مجازاتهم عليها ولو بالكلمة الطيبة، وإن خالفوا المحمود في بعض الأحيان ينبغي التغافل مالم يكن فيه مفسدة.
2) إذا أخطأوا أمام الناس لا ينبغي معاقبتهم أمامهم بل ينتظر حتى يذهبوا لأن ذلك قد يسبب في إحراجهم ولا يجدي نفعا نصحهم بل قد يكون سببا في زيادة المشكلة.
3)لا تكثروا العتاب عليهم فإنه يهون عليهم كثرة سماع الملامة.
4) أن يحترموهم وأن يستأذنوا منهم عند أخذ شيء منهم حتى يتعود الأبناء على الاحترام.
5) أن يؤمروا بما في طاقتهم حتى لا يعصونهم ثم يعتادون على ذلك.
6) أن يعرفوهم ويشعروهم بمدى حبهم لهم وأن كل ما يطلبوه منهم لأجل مصلحتهم.
7) عدم سلك أسلوب الأمر والنهي دائما معهم، وكذلك أسلوب التهديد.
8) الإهتمام بالجانب الترفيهي الذي يقربهم من الأبوين.
9) الصبر والتحمل في مواجهة أخطاء الأبناء لإصلاحها بطريقة سليمة.
10) وهو الأهم تقوى الله في كل التصرفات والأوامر.


وأخيرا أقول إن الإسلام اليوم بحاجة إلى أبناء أقوياء أسوياء ولا يكون ذلك إلا باتباع منهج رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في تربية الأبناء فهو المعلم والمرشد الذي كان سببا في تزكيتنا وتطهير نفوسنا، ولأن الله قد اختاره رحمة للعالمين. وصلي اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.