السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قبل أن أبدأ بتجربتي في الرضاعة أحب أن أوجه جزيل و عميق الشكر للأخوات اللاتي دعون لي بدعواتهن الطيبة قبل دخولي للمستشفى
جعل الله دعواتكن في ميزان حسناتكن و لكن بالمثل إن شاء الله
و أوجه شكري أيضا للدكتورة شروق على تشجيعها لي لكتابة تجربتي في الرضاعة لتعم الفائدة على الجميع بإذن الله لأنها حقا تجربة مثيرة في الرضاعة
نبدأ على بركة الله بقصتي مع الرضاعة
طبعا بعدما أفقت من البنج و استعدت صفاء ذهني أول شيء طلبته هو رؤية السيد محمود 
"ابني ههههههههه" وبمجرد رؤيته بكامل صحته و بهذا الجمال الرباني و الهدوء و بهذه الرقة حمدت الله من كل قلبي و دعوت الله من أعماق قلبي ألا يحرم مخلوق واحد على وجه هذه البسيطة من نعمة الأولاد و فرحتهم و تربيتهم التربية الصالحة
اللهم ارزق أخواتنا منتظرات الحمل بالحمل السليم عاجلا غير آجل ياااااااا رب العالمين
حملته بمساعدة الممرضة و وضعته قريبا على صدري و لكنه كان في سبات عميق كالملاك
حاولنا إيقاظه بشتى الطرق المعروفة لديكن كدعك ما خلف أذنيه و التربيت على خديه و فتح فمه و حتى محاولة إدخال الحلمات في فمه و اعتصار الحليب لكن أبدا
الأخ كان في نوم عميق ربما من أثر التخدير 
اكتفيت بحمله على صدري و جعله يتنفس قريبا من الحلمات و هذا على رأي جداتنا و أمهاتنا ضروري في استجلاب الحليب
أحسست بمغصات حادة في بطني كمغص الدورة و هذا يدل على قرب نزول الحليب و هي مؤشر جيد حيث تساعد في تقلص الرحم و رجوعه لوضعه الطبيعية و تزداد مع الرضاعة
و هي أكثر شيء مزعج بعد الولادة
طلبت من الممرضة أن تعيده للحضانة و أن تحضره عندما يفيق من نومه و يشعر بالجوع و ألا يعطوه أي شيء حتى أرضعه من صدري " مع العلم أنهم أعطوه حليب رضع فترة ما كنت نائمة لأنه كان جوعان"
عندما أحضرته الممرضة المرة الثانية كان يبكي من جوعه >>>>>>>> بشرة خير
فتشجعت لأرضعه و حملته قريبا من صدري لكن ما إن ألقمته صدري حتى سكت و عاد لنومه و ترك صدري 
حاولنا إيقاظه و عندما يستيقظ أعطيه صدري بعد مساعدته بحشر الحلمة داخل فمه هههههههه فيمصها مرتين ثلاث بالضبط و يبدأ بالبكاء لأنه لم يجد شيئا 
بالأحرى هو لم يكن يُحكم فكيه جيدا على الحلمات فلا يمصها جيدا و بالتالي لا يجد الحليب فيعود للبكاء ثانية كأنه يعترض على أن الحليب لا ينزل لوحده هههههههههههههه >>>>>>>> كسوووووووول جدااااااا لا يريد بذل أي مجهود في الرضاعة و هكذا استمرينا على هذا النحو بكاء ثلاث مصات قصيرة يليها بكاء ثم نوم و هكذا دواليك دون قطرة حليب تنزل فاه
فاكتفي بجعله ينام و أنفه قريب من صدري
بصراحة و بصدق تفاجأت جدااااااا لم يكن يخطر ببالي أن هناك أطفال لا يعرفون كيف يرضعون من أمهاتهم
ربما سبب تفاجئي هو تجربتي السابقة مع ابنتي
فوالله منذ اللحظة الأولى لحملها طبعا حملتها بطريقة مضحكة جدا فأنا أم لأول مرة حملتها بشكل أفقي تماما بحيث رأسها للأعلى والله إنها لوحدها قامت بلف وجهها ناحية صدري و لوحدها تماما أمسكت الحلمة و بدأت ترضع لوحدها و تمصه بقوة لاستجلاب الحليب الذي بدأ ينزل لها
والله لقد ذهلت من هذا الموقف الذي لا أنساه ما حييت و جلست حوالي الساعة أردد سبحان الله سبحان الله كيف عرفت طريقه و هي مجرد وليدة حديثة و هذا أول لقاء بيني و بينها
فلم أتغلب من الرضاعة معها و منذ الوهلة الأولى أيقنت أن هذا إلهام رب العالمين سبحان الله و هذا سبب لي مفاجأة عندما لم يتمكن ابني من الرضاعة كنت أعتقد أن الأطفال يلهمون لوحدهم طريقة الرضاعة و لا يحتاجون لتعليم هههههههههههههههه فعلا كان محمود لا يتمكن من صدري بالشكل الصحيح كنت أحمله و أحشر الحلمة في فمه ههههههههههههه و أحاول أعتصر له الحليب ليتذوقه لكنه كان لا يعرف كيف يرضع صدري بالشكل الصحيح >>>>>>>>>>> المضحك المبكي
عندما كانوا يسألوني كيف رضاعة محمود أضحك و أحكي إنه لا يعرف كيف يمص هههههههههههههههه لكنها كانت مزحة ثقيلة فصدري بدأ يتحجر خصوصا أنني شفطت له الحليب في المستشفى بشفاطتهم المجرمة التي لا ترحم و عندما بدأ إدرار الحليب الفعلي في اليوم الثالث أو الرابع تضاعف التحجر و كلما ازداد التحجر زاد معه تسطح الحلمات بحيث يصعب على ابني الكسول إمساكهن أكثر و أكثر
و بدأ ينتشر حول رقبتي ما يشبه الطفح هو عبارة عن حبوب صغيرة جدا برؤوس بيضاء و لم أعرها اهتماما ظننتها بسبب التعرق الزائد الذي يصيب النفاس نتيجة لتخلص الجسم من الماء المحتبس فترة الحمل و لم أخبر طبيبتي عنها رغم كوني لازلت بالمشفى لأني لاحظتها يوم خروجي و كنت منشغلة بتحضير شنطتي و الاستعداد للخروج و كانت هذه أولى أخطائي
في المستشفى كان اعتماد محمود على حليب الرضع و على ما أشفطه له من صدري الذي لم يتجاوز رضعة واحدة بسبب تلك الشفاطة المجرمة فلم أستطع استخدامها إلا مرة واحدة و دموعي تغرق عيني سواء من ألمها أو من ألم المغص أو حتى من سوء حالتي النفسية بأن فرحتي لن تكتمل إلا عندما يرضع مني ابني بشكل كامل و دون وسائل مساعدة
عندما عدت للبيت أعطوني من المستشفى حوالي 10 زجاجات من حليب الرضع الجاهز لمساعدتي عندما يجوع محمود و لا يتمكن من الرضاعة مني
طبعا زاد التحجر بشكل فظيع جدا و مؤلم والله أصبحت لا أقوى على رفع يدي أو حتى النوم كنت أحس ثديي كالصخر فوق صدري من شدة ثقلهما و قساوتها
في البداية لم تكن لدي شفاطة حليب لم أتخيل يوما أنني سأحتاجها لكن سبحان الله فأنا في موقف لا أحسد عليه من الآلام التي تجمعت علي و أهمها غربتي و عدم وجود من يساعدني إلا الله عزوجل و من ثم زوجي الذي لم يتمكن من أخذ إجازة من عمله
و ازداد الطفح بشكل كبير و امتد إلى وجهي و و حول صدري و إبطي و كانت تصيبني حرارة و قشعريرة أيضا لم أعرها اهتمام ظننتها فقط من الحليب و كان هذا خطئي الثاني
طبعا مع تحجر صدري تسطحت الحلمات تماما فبات عسيرا على محمود التمكن منها مطلقا حتى أنا لم أستطع اعتصار صدري و إفراغ الحليب لأن مجرد لمسه كان جد مؤلم
فقط الماء الساخن كنت أستخدمه لتطريته ليتمكن منه محمود و أيضا عبثا ليس لأكثر من ثلاث محاولات ثم يبكي محتجا على عدم تمكنه من اعتصار الحليب
استعنت بالحلمات الاصطناعية و لكنها كانت أيضا مؤلمة و لم أتمكن من الاستمرار عليها رغم إنها ساعدت بالتخفيف قليلا من تحجر صدري
كان أكثر ما يؤلمني و يعتصر قلبي هو محمود الذي يقضي أغلب نهاره نائما و لا يرضع سوى زجاجتين فقط من الحليب لم أرده أن يتعود على الحليب الصناعي و أكثر ما يغيظني أنه كان يرضع الزجاجة بنهم بالغ و بسرعة و دون أي مشاكل فهو يعرف تماما كيف يمصها لكنه لا يحاول بذل أي عناء في مص حلمة صدري ههههههههههههههههههه بعد ذلك أحضر لي زوجي شفاطة كهربائية أسميها الشفاطة الحنونة لا أذكر ماركتها الآن لكن لمن تريد أعطيها اسمها كلمة روعة قليلة في حقها فهي سهلة الاستخدام و بها عدة درجات من التحكم
و فعلا أراحتني بشكل كبير و خف التحجر جدا
و استمريت على هذا النحو أشفط له وجبتين من صدري و وجبتين من الحليب الصناعي
ثم انعكس الحال قل الحليب على نحو مفاجئ بسبب طبعا قلة الطلب عليه فالشفط ليس كما الرضاعة الطبيعية التي تستحث الحليب في كل مرة يرضع فيها الطفل
فلم أتمكن سوى من شفط وجبة واحدة و أحس بعدها صدري أصبح كالشريطة ههههههههههههههه سبحان الله
و بدأ يرسخ في نفسي اعتقاد بأن محمود لن يرضع مني طبيعيا أبدا و كلما جاءني هذا الاعتقاد زاد بكائي و ألمي و زادت معه دعواتي بأن يفرج الله همي و يتمكن محمود من صدري و يرضع دون وسائل مساعدة
فأنا لا خبرة لدي بالحليب الصناعي خصوصا بعد انتهاء زجاجات المستشفى الجاهزة
لم أعرف ماذا أختار له نوع الحليب و كم يحتاج و هل أعطيه زيادة أم أقل مما يحتاجه و وسواس التعقيم هل الزجاجات معقمة هل حرارة الحليب مناسبة هذا ناهيك عن الاستيقاظ ليلا لتحضير الحليب الصناعي و غلي الماء و تبريده وووووووووو
سبحان الله ما أروع الرضاعة الطبيعية
لم أتخيل أن هناك أمهات قادرات على الرضاعة الطبيعية و أولادهن لا مشاكل لديهم في الرضاعة و لديهن الحليب الكافي ثم يحرمن أولادهن من الرضاعة بحجة ضعف الثقة بالنفس أو المحافظة على قوام ثدييها أو................ فعلا إنها أم جاحدة و ناكرة لنعمة الله عليها إلا من رحم ربي
استمريت على هذا الحال حوالي 10 أيام كأنها الدهر بالنسبة لي والله دموعي ما جفت يوما و لساني لم يكف عن ترديد الدعاء في ظلمة الليل و قبل الفجر بأن يتمكن من صدري ابني و يرضع مني مباشرة
في اليوم العاشر جاء الفرج من الله رب العالمين دخلت منتدانا الحبيب و تذكرت مواضيع الدكتورة شروق و بدأت أقرأ بموضوع هو عبارة عن استفسارات الأخوات لها و ردودها عليهن بارك الله فيها
و ما لفت انتباهي هو حديثها عن تقنية ملامسة جلد الطفل لأمه دون فواصل و ما لها من أهمية في الرضاعة
لمن ترغب بالاطلاع عليه يمكنها البحث عنه و قراءته
فقلت قد جربت معه كل الطرق فلم لا أجرب هذه الطريقة عله يكون النفع فيها بعدما وصلت لقمة اليأس و كنت قبلها أقول لزوجي لم أعذب نفسي؟؟ سأذهب لطبيبتي لتعطيني حبوب تنشيف الصدر و تنتهي مأساتي و إن كان الله قد كتب عليه ألا يرضع حليبي فهذا نصيبه
حتى زوجي لان لموقفي لشدة ما عانيت في هذا الموضوع
صراحة كرهت الحليب الصناعي بشكل فظيع
حتى إخراج الطفل أكرمكن الله يختلف فمع الحليب الصناعي الرائحة تكون نفاذة و يبلل نفسه بشكل متكرر
عكس الحال مع الرضاعة الطبيعية يكون لإخراجه رائحة لكن ليست بشعة بهذا الشكل و لا يبلل نفسه بشكل متكرر و مع توالي الأيام تنتظم حتى أوقات تغيير حفاظه
المهم نرجع مرجوعنا
قررت أن أجرب هذه الطريقة و أرضعت محمود الحليب الصناعي و عزمت في قرارة نفسي أن تكون هذه آخر وجبة له
و كانت بي حماسة و طاقة خفية تقودني و بعدما نام محمود عملت ساندويتش حلاوة كبيييييير و شربت خلطة أعشاب من شمر و ينسون و حلبة محلاة جيدا و كلها مدرات للحليب و هذا استعدادا لمعركة الرضاعة الطبيعية
قبل أن ينام محمود قمت بتجريده من ملابسه عدا البامبرز أكرمكن الله و وضعت وسائد خلف ظهري و تركته ينام على صدري و يلامس جلدي جلده دون أي فواصل و تغطينا أنا و هو خوفا عليه من البرد و كنت أتحسس بشرته الجميلة الناعمة و الله لقد كان أجمل شعور في الدنيا و أنا أحس بقربه الشديد مني
استمرينا على هذا النحو حوالي الساعة ثم ألبسته ملابسه و وضعته في سريره لينام
استيقظت اليوم التالي مبكرة و كلي نشاط و أمل و تسلحت بعدة الرضاعة "الحلاوة و مشروب الأعشاب الدافئ" و الحمد لله ما شاء الله كان صدري ممتلئ بالحليب
وعندما استيقظ محمود وضعته على صدري فإذا به يمسك الحلمات و يرضع لوحده كان إمساكه هذه المرة محكما يختلف عن كل مرة فهو يمسكه بإحكام و يرضع منه بنهم و جوع
و كان قلبي ينتفض خوفا أن يتركه مرة أخرى لكنه لم يتركه إلا عندما شبع تماما
ياااااااااااااه يالله كم كانت فرحتي لا توصف تلك اللحظات و كأني وجدت كنز كبير أو ربحت جائزة كبيرة
نفسيتي تغيرت 180 درجة شعرت بسعادة بالغة لم أشعر بمثلها أبدا في حياتي
أخيرا سأرمي علب الحليب الصناعي لن أحتاجها بعد اليوم
و فرح كل من حولي و أهلي و أهل زوجي بهذا الخبر السعيد فكلهم كانوا قلقين و يسألونني باستمرار كيف رضاعته؟ و الحمد لله الذي أكرمني و أنعم علي حمدا كثيرا لا انقطاع له
و لكنني استمريت أعطيه وجبه واحدة في الليل من الحليب الصناعي فقط لمساعدته قليلا لأنني عندما ذهبت به في اليوم الـ 12 للمراجعة و عرضه على الطبيب كان وزنه لا يزال كما هو من يوم ما ولد لم يزد شيئا و لم يعجب ذلك الطبيب و ذكرت له أنني لم أعطيه سوى مرتين في اليوم حليب صناعي و أردته ألا يتعود عليه و أنه فقط من يومين قد تمكن من الرضاعة مني
و قال لي لا بد من مساعدته بحليب إضافي فقط في الفترة الأولى ليشتد عوده و أعطاني من عنده حليب صناعي
و الحمد لله لم أستمر على الحليب الصناعي أكثر من أسبوعين
ففي اليوم الـ 14 دخلت مستشفى دبي الحكومي كحالة طارئة لإصابتي بانتكاسة ما بعد العملية و لهذه الحادثة قصة مختلفة و أخذت معي زجاجة حليب لأنني لم أستطع إرضاعه و كانت تلك آخر زجاجة يرضعها محمود سبحان الله رب ضارة نافعة و لله الحمد و هو الآن يرضع طبيعي بشكل كامل ما شاء الله و لله الحمد و المنة
و لنا لقاء آخر بإذن الله
أستودعكن الله
النجم الفضي
معاناتي مع الرضاعة
كتبت بواسطة ام سهيل
أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة