الحمل خارج الرحم

هو انغراس البويضة المخصبة خارج تجويف الرحم. وأشهر مكان يحدث به الحمل (خارج الرحم) هو فى قناتى فالوب، ولكن هناك أماكن أخرى قد يحدث بها الحمل( تعتبر نادرة الحدوث) منها حدوث الحمل فى المبيض أو قرن ضامر للرحم ذو القرنين ( Rudimentory Horn of Biconuate Uterus )، وهناك حالات عالية الندرة منها زراعة البويضة المخصبة فى التجويف البريتونى للبطن أو فى عنق الرحم.

أعراض الحمل فى قناة فالوب (خارج الرحم):

حـالــة بسيطة:
وفى مثل هذه الحالات قد لا تشكو المريضة من شئ سوى من علامات الحمل (مثل تأخر الدورة مع بعض الآلام الخفيفة أسفل البطن)، ويعتمد فى تشخيص هذه الحالات على الفحص السريرى والفحوصات المخبرية والأشعة فوق الصوتية.

حـالة حادة:
نتيجة لضغط الحمل على قناة فالوب محدثاً نزيف أو محدثاً انفجاراً فى القناة. تشكو المريضة من تأخر الدورة الشهرية لفترة قصيرة ( وقد لا تلاحظ هذا فى بعض الأحيان) ثم تعانى من آلام مفاجئة حادة أسفل البطن، هبوط وإغماء مع وجود بعض النزيف المهبلى.

حـالة مزمـنــة:
حيث يحدث الحمل فى الأنبوب مع نزيف بطئ داخل الأنبوب أو خارجها (فى الحوض). وفى هذه الحالات يكون النزيف بطئ وقد تلاحظ المريضة خلل فى الدورة الشهرية مع الام أسفل البطن نتيجة لتجمع الدم فى الحوض، مع وجود أعراض مثل التعنية وصعوبة التبرز وحرقان عند التبول. وفى هذه الحالات قد يحدث تلوث بالدم المتجمع خارج الرحم ينتج عنه خراج أو صديد بالحوض.

الأعراض التقليدية للحمل خارج الرحم:

تتنوع الحالة المرضية التى يشكو منها المريض تبعاً لشدة الحالة وفيما يلى الصورة المرضية التى قد تأتى عليها المريضة:

* انقطاع الدورة الشهرية لمدة بسيطة وقد تعلم المريضة بوجود الحمل (عن طريق فحص الحمل بالبول أو الدم) او قد لا تعلم، وفى بعض الحالات القليلة قد لا تلاحظ المريضة تأخر فى الدورة الشهرية.
* الام أسفل البطن وتختلف حدة وطبيعة الآلام بإختلاف شدة الحالة.
* نزيف مهبلى (عادة ما يكون بسيطاً) يتبع عادة ألم أسفل البطن.
* حدوث إغماء وقئ وغثيان نتيجة لتهيج الغشاء البريتونى.

الفحص الطبى العام:
يلاحظ علامات النزيف الداخلى وتختلف حدتها على حسب كمية وسرعة حدوث النزيف مثل: الهبوط – زيادة فى النبض– انخفاض فى ضغط الدم.

فحص البطن والفحص الداخلى:
وجود آلام وتصلب أسفل البطن (مع وجود علامات النزيف الداخلى)، وفى بعض الحالات تضخم بالرحم مع وجود علامات للحمل – وأحياناً يمكن تشخيص وجود تجمع دموى خارج الرحم.

أسباب حدوث حمل خارج الرحم:

أسباب تتعلق بقناة فالوب:
نتيجة لالتهابات بالحوض أو بقناتى فالوب، أو نتيجة لإصابة مباشرة للقناة عند القيام بأى عملية جراحية، أو عيوب خلقية بقناة فالوب تجعلها ضيقة أو معُّوجة فتؤدى إلى حدوث حمل بها نتيجة لبطء وصول البويضة المخصبة للرحم.

أسباب تتعلق بالبويضة المخصبة:
مثل حدوث نمو سريع وغير طبيعى للأنسجة التى تقوم بعمل المشيمة فتلتصق البويضة المخصبة قبل الأوان ببطانة قناة فالوب (قبل وصولها إلى الرحم).

استعمال اللولب لمنع الحمل:
أثبتت الأبحاث أن فرصة حدوث حمل خارج الرحم تزداد فى السيدات اللاتى يستخدمن اللولب لمنع الحمل.

الفحوصات اللازمة لتشخيص الحمل خارج الرحم:

اختبار الحمل:
وهذا يساعد على تشخيص الحالات فى مراحلها الأولى.

أشعة فوق صوتية (عن طريق المهبل):
وهى تكشف زيادة فى حجم بطانة الرحم، كما يحدث عادة فى الحمل ولكن دون لأن يكون هناك كيس للحمل داخل تجويف الرحم، يمكن كذلك فى بعض الأحيان رؤية الحمل والجنين المتكون فى جدار قناة فالوب.

منظار عن طريق البطن:
ويتم إجراءه ليساعد فى التشخيص لبعض الحالات فى مراحلها الأولى كما يتم به أيضاً علاج بعض الحالات قبل حدوث النزيف الداخلى الشديد بالتجويف البطنى.

علاج حالات الحمل خارج الرحم:

يعتمد العلاج فى مثل هذه الحالات على شدة الحالة المرضية ووجود نزيف داخلى أم لا. ولا يمكن بأى حال من الأحوال الانتظار لإكتمال نمو هذا الجنين لأن قناة فالوب غير معدة لتحمل حجم الجنين وبالتالى هى عرضة للانفجار فى أى وقت، ولذلك يتوجب العلاج للتخلص من هذا الحمل بأقل ضرر ممكن على قناة فالوب وعلى صحة المريضة.

علاج طبى بدون تدخل جراحى:

ويستخدم فى بعض الحالات المتوسطة الشدة، والعقار الأكثر استخداماً فى مثل هذه الحالات هو عقار الميثوتركســات (Methotrexate) ولكن هناك عقارات أخرى تستخدم مثل كلوريد البوتاسيوم (Potassium Chloride) أو البروستاجلاندين (Prostglandins) أو (RU-486) وهذه العقارات إما تستخدم عن طريق الحقن بالوريد أو العضل أو التعاطى بالفم أو موضعياً فى قناة فالوب بمساعدة المنظار أو الأشعة الموجات فوق الصوتية.

الميثوتركســات (Methotrexate):
تستعمل هذه الطريقة فى العلاج لبعض الحالات التى يكون بها نسبة هرمون الحمل بالدم أقل من 2000 وحدة، وأن يكون كيس الحمل الخارجى أقل من 3.5سم3 وذلك لتجنب التدخل الجراحى. وينجح هذا العلاج فى نسبة تصل إلى 90% فى الحالات المختارة بعناية.

يستخدم هذا العقار بالتبادل مع عقار آخر (Cirtrovarum Factor ) عن طريق الحقن بالعضل فى العيادة الخارجية.
ويتطلب العلاج فى بعض الحالات جرعة مرة واحدة فى معظم الأحيان، وقد نحتاج إلى تكرار العلاج حتى يحدث انخفاض فى مستوى هرمون الحمل داخل الجسم.

الـعـلاج الجـراحـى:

وهذا الإجراء هو الأكثر شيوعاً فى مثل هذه الحالات ويستخدم فى حالات إنفجار الأنبوبة وحدوث نزيف داخلى فى البطن. ويتم فيه استخراج الحمل عن طريق فتح فى قناة فالوب أو استئصال قناة فالوب.

فى حالة وجود حمل داخل قناة فالوب (بدون إنفجارها)، فيتم إحداث فتحة واستخراج الحمل من قناة فالوب هو الأكثر شيوعاً للمحافظة على قناة فالوب، وإن كان بعض المعارضين لهذا الأسلوب يؤكدون أن هذه الوسيلة العلاجية تزيد من نسبة تكرار حدوث حمل خارج الرحم فى نفس القناة مرة أخرى.

أما استئصال قناة فالوب وبداخلها الحمل فهذا يكون فى حالات إنفجار الأنبوبة أو تأثرها بشكل كبير بالحمل بها وبالتالى لا نفع منها إذا تركت كما هى.

التدخل الجراحى عن طريق فتحة بالبطن أو عن طريق المنظار

يعتمد هذا القرار على الحالة العامة للمريضة وعلى حجم ووضع الحمل بالأنبوب وعلى توفر خبرة طبية وإمكانيات عمل المنظار. ويمتاز استخدام المنظار عن استخدام الفتح الجرحى (إحداث فتحة بالبطن) بقلة مضاعفات العملية (من حدوث التصاقات أو غيره)، كما أن فترة بقاء المريضة.