1 ـ هل هناك نوعية أفضل أم كل ما يعرض في السوق متشابه؟
سؤال كثيراً ما يسأل، منذ وجدت صناعة حليب الأطفال. وباختصار نقول أن أنواع الحليب المعدل الحديثة متقاربة في طرق تحضيرها وفي تركيبها، والفروقات فيما بينها طفيفة لا تجعل التفضيل فيما بينها وارداً، وقد نجد اسماً مشهوراً في بلد وغير مشهور في أخرى.

وليست الشهرة أصلاً دليل الأفضلية، فقد يكون الحليب الجديد الطرح في السوق أحسن قليلاً من سابقيه، إن لم يكن جيداً على نوع من فليس معنى ذلك أن العلة في الحليب، كما تظن بعض الأمهات، بل العلة غالباً في شيء آخر ـ طريقة التحضير أو اضطراب في الطفل مثلاً ـ . فكل الأنواع تعطي بعد حلها مقادير متقاربة جداً من المغذيات. فليس هناك نوع يُسَمِّن أكثر من غيره. وليس بصحيح: إن أولادي لا يصحون إلا على النوع الفلاني.

2 ـ هل من الضروري الالتزام بنوع واحد بحجة أن الطفل تعود عليه أو أنه ناسبه؟

والجواب أن هذا ليس ضرورياً. فإذا ما سافرت الأم مثلاً فليس من الضروري أن تحرص على أخذ الكمية الكافية من علب الحليب مخافة أن لا تجد نفس النوع في البلد الذي ستسافر إليه. فكل أنواع الحليب المعدلة ستناسب الطفل إن شاء الله.

فتركيبها متقارب جداً كما قدمنا. وهب أن هناك اختلاف فما الضرر في ذلك فإن معدة الطفل لا تعرف الأسماء بل تعرف التركيب وما يحويه من دسم وبروتين وسكر فإن زاد أحدها قليلاً أو نقص فإن هذا لا يعني شيئاً يذكر.

وكدليل عملي ليطمئن قلب الأمهات نقول إن الكثيرات يرضعن ويعطين حليب العلب في نفس الوقت. وفي الشهر الرابع بل قبل ذلك أحياناً الكثيرات يرضعن ويطعمن أطفالهن. وحليب الأم وحليب العلب والأطعمة الإضافية تختلف اختلافاً كبيراً فيما بينها بالمقارنة مع أنواع الحليب المعدل. فاختلاف التركيب الطفيف لا أهمية له.
وفوق ذلك نقول إن طعم أنواع الحليب المعدل متقارب أيضاً ولا فرق يذكر بينها.

3 ـ هل تغيير النوع يؤدي إلى الإسهال؟ أو أن هناك نوعاً معيناً قد لا يناسب الرضيع فيحدث الإسهال؟

طبعاً لا، فالإسهال مرض إنتاني ناجم عن الإصابة بالجراثيم أو الحماة الراشحة أو الطفيليات الممرضة. وإذا حدث الإسهال من الحليب المعلب بالذات. وهذا أمر نادر وشاذ والحمد لله فإن ذلك يشير في الأغلب إلى ضعف في جهاز هضم الطفل لا إلى علة في الحليب.
ولكن الأمر يكون على الأغلب بسبب إنتان طارئ كما يحدث لبقية الأطفال.

4 ـ هل يستعمل الحليب المعدل في إعداد الوجبات الطعامية بديلاً لحليب البقر العادي؟

يفضل استعمال حليب البقر العادي، وذلك لأن الأطعمة الإضافية لا تُعطى إلا بعد انقضاء الفترة الحرجة أي ابتداءً من الشهر الرابع. ولأننا نستعمل الحليب مع المواد الطحينية ـ وأحياناً مع الخضار ـ لِغِناه بالبروتين مادة النمو الأساسية، وبروتين الحليب المعدل مُخَفَّض إلى النصف تقريباً. لذا فإن مصانع أغذية الأطفال لا تستعمل في الأطعمة الجاهزة إلا حليب البقر العادي.فالحليب المعدل طعام متوازن يعطى كما هو لوحده.

5 ـ هل يحسن حل الحليب المعدل بماء الرز أو ماء النشا للوقاية من الإسهال؟
هناك رأي متداول مفاده أن استعمال ماء الأرز أو ماء النشاء بديلاً للماء العادي يقي من الإسهال. وهذا الرأي لا أساس له من الصحة. والنشا وماء الأرز، وإن كانا يوصفان في تدبير الإسهال إلى الآن من قبل البعض، لكن ليس لهما أية علاقة بالوقاية من الإسهال فهما لا يمنعان تكاثر الجراثيم المرضية في الأمعاء. ولا يخفى ما في استعمالهما من مشقة.

6 ـ هل يحسن إضافة مسحوق الأرز العادي أو بعض مستحضراته أو أطعمة أخرى جاهزة إلى الحليب المعدل؟

لا أرى أن ذلك مستحسناً.
لأن إضافة الأرز أو غيره ـ وكذلك استعمال النشا أو ماء الأرز ـ يخل بتوازن تركيبة الحليب المعدل، وخاصة إن أضيف السكر لجعل الطعم مقبولاً لأننا نكون بذلك أكثرنا من مآت الفحم على حساب البروتين والدسم.

ولأنه يحسن تعويد الطفل على تناول الأطعمة الإضافية حسب الأصول الطبيعية، بأن نصنع الوجبة المتوازنة حسبما سنذكر وأن نعطيها بالملعقة لا بالزجاجة. فتعويد الطفل باللطف والتدرج حسب استعداده ورغبته هو الأمر الطبيعي المستحب.

7 ـ ما مقدار الحليب الواجب إعطاؤه؟ وكم مرة نعطيه؟
بكلمة واحدة: ما يُشبع. فيجب علينا إشباع الطفل الرضيع، فهو بفطرته يرضع من أمه حتى يشبع، وإذا ما شبع لا يطلب الرضاعة ثانية حتى يهضم ما تناوله وتخلو معدته وتتقلص تقلصات الجوع. فهو ينظم نفسه بنفسه ونحن علينا أن نقلد الطبيعة، نرضعه كلما جاع ـ لا كلما بكى ـ وحتى يشبع. فالطفل هو صاحب الحق في التوقيت وفي تحديد الكمية التي تشبعه.

وقد وجد الأطباء أن الرضيع في أشهره الأولى يأخذ في اليوم وسطياً 170غ من الحليب (أي ما يعادل 120 حرّة وقودية) لكل 1كغ من وزنه وهذه الكمية تقسم على عدد وجباته اليومية.

وينتظم معظم الأطفال ابتداء من الشهر الثاني بالتدرج على خمسة وجبات يومياً بفاصلة أربع ساعات مع حذف رضعة الليل. وبالحساب نجد أنهم بحاجة إلى 35غ حليب لكل 1كغ من وزنهم في كل رضعة. فإن كان وزن الطفل 5كغ مثلاً رضع كل مرة 175سم من الحليب تقريباً خمس مرات يومياً. وهذا ما يمده بـ120 حرة لكل 1كغ من وزنه يومياً.
وليس بالضرورة أن يرضع الطفل هذه الكمية بالذات في كل رضعة.

فقد تزيد شهية الطفل أو تنقص في بعض الرضعات أو بعض الأيام. ولكن من الضروري أن نتبع نظاماً ثابتاً في الإرضاع الاصطناعي يتماشى مع طبيعة الطفل. وأن ننهي الرضعة عند التأكد من شبعه. وأن لا نُرِيَهُ الزجاجة ثانية إلا في وقت الرضعة التالية ولمدة أقصاها ربع ساعة. فيتعود الطفل هذا النظام الطبيعي تقريباً وينتظر وقت رضاعته بلهفة ويرضع بقوة وبسرعة.

8 ـ كيف نعرف أن الطفل يأخذ كفايته؟

بطريقتين مجتمعين الأولى بأن نرى الطفل يتمتع بالصحة والنضارة والنشاط والسعادة والنوم الهانئ، والتبول والتبرز الطبيعيين. ثم زيادة وزنه وطوله حسب معدله أو مستواه، فنمو الطفل الطبيعي هو أ؛سن دليل على أخذه كفاية من المواد الغذائية كما أنه أحسن دليل على تمتعه بالصحة أيضاً.

9 ـ ما هي أهداف تصنيع الحليب المعدل؟

إن الهدف الأساسي بالطبع هو تلبية حاجات الطفل الغذائية بأسلم طريقة. وذلك بمقاربة تركيب حليب الأم الكيماوي قدر الإمكان.
ويتحقق بهذا الهدف هدف آخر أقل أهمية وهو صيرورة الحليب سهل الهضم على الوليد في أسابيعه الأولى.

فليست سهولة الهضم هي الهدف كما كان الأمر في الماضي ـ حين كان ينزع شيء من دسم حليب البقر أو يحمض أو يعامل معاملات خاصة لجعله سهل الهضم ـ بل الهدف هو ما يَحسُنُ تقديمه للطفل حتى يتغذى أحسن تغذية. وحتى لا يتأذى بما نغذيه، ولو على المدى البعيد في السنين القادمة من عمره...



منقول للافاده تحياتي لكم