بصراحة يا بنات بلاقى مواضيع كتير هنا فى الركن بيسألوا عن الموضوع ده ف حبيت افيدهم
يوافق الأسبوع الأول من شهر اغسطس من كل عام احتفال صندوق الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية الذي يهدف إلي ابراز فوائدها علي الاطفال لتشجيع الامهات علي ارضاع اطفالهن طوال الأشهر الستة الأولي من أعمارهم رضاعة طبيعية حصرية لضمان حصول الرضيع علي كل العناصر الغذائية التي يحتاجها من لبن معقم وغير مكلف ومتوافر في كل الاوقات ويقوي ايضا جهازه المناعي ليستطيع مقاومة أي أمراض أو ميكروبات يتعرض لها..
فإذا كانت هذه كل مميزات اللبن الطبيعي فلماذا تحجم بعض الأمهات عن تقديمه لاطفالهن؟! ربما يرجع السبب إلي بعض المعتقدات الشعبية الخاطئة والشائعة بين الناس, من بينها: أهمية مساعدة الطفل بلبن خارجي حتي لا يتمسك بثدي الأم.. فما هو رأي المتخصص في هذا المعتقد؟..
يقول الدكتورأحمد السعيد يونس, استشاري طب الاطفال ورئيس الجمعية المصرية لأصدقاء لبن الأم المصرية: إن هذه خرافة يسمعها كثيرا ويضطر للتصدي لها بعنف وبشدة لخطورتها علي صحة الطفل, مشيرا إلي أهمية تفهم القضية بوضوح لأنها مثارة دائما من الأم التي انجبت للمرة الأولي ولديها خوف من أن طفلها لن يجد كفايته من ثدييها, كما أنها معتقد موروث من الجدة لرغبتها في اراحة ابنتها الوالدة وأخذ المولود منها ليلا وتركها لتنام, ويتطلب ذلك اللجوء إلي لبن خارجي تعطيه للرضيع لينام في أثناء الليل
لكن ولأن لبن الأم بتركيبته الالهية خلق من أجل حماية الطفل فهو يتكون في الأيام الأولي من اجسام مضادة للميكروبات وخلايا تلتهم أي ميكروبات أو اجسام غريبة يحتوي عليها الجهاز الهضمي للرضيع مع احماض أمينية وسكريات لبنية لاكتوز سهلة الهضم وسريعة الامتصاص, وبذلك فإن لبن الأم في الأيام الثلاثة الأولي بعد الولادة, والذي يطلق عليه لبن المسمار, يعطي الرضيع حماية ضد الجو العام الذي خرج إليه من بطن الأم, بالاضافة إلي أنه يعطي الطفل الطاقة المطلوبة..
وهذه الحماية لازمة للرضيع في تلك الأيام الأولي المهمة حتي يأخذ فرصة لالتقاط انفاسه لكي يبدأ جهازه المناعي الخاص في العمل علي توفير الحماية لجسمه, بالاضافة إلي هذا فإن لبن الأم يتكيف مع كل اوقات النهار ليلبي كل احتياجات الرضيع, فرضعة الصباح مثلا بها كمية من السكريات الاضافية لتزوده بطاقة عالية يحتاجها خلال يومه, ورضعات المساء بها كمية عالية من الدهون لتمنحه احساسا بالشبع وتساعده علي النوم بل إن الرضعة تتغير تركيبتها في فترة الرضاعة نفسها
ففي بداية الرضعة تتكون كمية كبيرة من الماء لإطفاء الظمأ ثم تكون سكرية في منتصف الرضعة لتزوده بالطاقة ثم دهنية في آخرها لتمنحه الاحساس بالشبع, ومثل هذه التركيبة هل يمكن أن تقلدها أي شركة؟ بالطبع لا.. إذن لا جدال في أن لبن الأم أفضل كثيرا من أي لبن صناعي أوسوائل اخري مثل الينسون والكراوية والشيح.. الخ, بل إن هذه المجموعة لاتحقق أي فائدة للطفل حيث لاتحتوي علي أية سعرات حرارية.. ولكن تشترك الرضعات الصناعية سواء اللبن أو السوائل الاخري في آنها ذات مذاق أحلي بكثير من لبن الأم لاحتوائها علي السكر العادي وليس اللاكتوز..
كما أنها تقدم للطفل بواسطة زجاجة ارضاع بيبرونة لها حلمة كبيرة وبذلك تكون رضعة سهلة حلوة المذاق.. ولأن الطفل كأي كائن يفضل الاسهل والأحلي فإنه بعد عدة رضعات صناعية يهجر صدر أمه ويرفضه ويبكي إذا أعطي له ويستسهل ويستطعم البيبرونة, ولأن د.أحمد يونس يعلم هذه الحقيقة فإن الأم التي تطلب منه أن يوافق علي اعطاء طفلها رضعة واحدة مساعدة بالليل أو عند الخروج لمشوار تفاجأ بانفعاله وحدته في رفض الطلب.. وهذه الحدة مقصودة لقطع الطريق علي أي مساومة أو مناقشة.. فالموضوع محسوم بالنسبة له ويجب عدم اعطاء الطفل أي سائل بالبيبرونة وعدم تعويده إلا علي حجم حلمة ثدي الأم ومذاق لبنها.
منقول من جريدة الاهرام المصرية
كتبت - إيناس عبدالغني
الروابط المفضلة