موضوع غريب قريته اذهلنى
معرفة نوع الجنين قبل الولادة حدث علمي مهم أدخل البهجة في حياة البعض وحول حياة البعض الآخر إلى جحيم، فالرغبة في معرفة نوع الجنين تختلف من أسرة لأخرى وتختلف معها النتائج التي تترتب على ذلك بعضها مفرح وبعضها محزن وبعضها قاتل، وصارت عبارة “ولد أم بنت؟” فرحة تختلط برغبة في المعرفة قد تكون نقمة على كثيرين ممن يصرون على نوع معين من الأطفال ولا يتنازلون عن هذا الإصرار نهائياً.
وتقول أم محمود (مصرية وربة بيت) اعتدنا منذ الصغر وقبل استحداث الأجهزة التي تحدد نوع الجنين على سماع العديد من الأقاويل التي تخص المرأة الحامل والتي يثبت صحتها أو خطأها طبقا لعاملي الصدفة أو الخبرة وللأمهات والجدات اجتهادات في هذا المجال، فمثلا إذا بدت الحامل أكثر جمالاً وإشراقاً من ذي قبل، فهذا يعني أنها تحمل بنتاً، أما إذا أصبحت قبيحة بعض الشيء فإنها حامل بصبي، إذا وقعت الحامل أرضاً فإنها على الأغلب ستلد صبياً أو سيحمل الطفل وحمة ما في جسده، كذلك إذا طلبت أكلات معينة ولم يتم الاستجابة لها فيعتقد أن الطفل سيحمل شامة في جسده تحمل نفس شكل الأكل الذي لم تأكله، وإذا كانت بطن الحامل عالية فسوف ترزق بفتاة، وإن كان منخفضة سترزق بولد، وإذا كبر بطن الحامل عند الحمل نحو الأمام فسوف ترزق بصبي، وإن كبر بالعرض فالجنين فتاة وبالنسبة للأعراض التي يشكو منها المرضى فقد لاقت الكثير من التفسيرات عند أمهاتنا.
وتشير أم محمود إلى أن الحرقة في المعدة أو الحكاك الداخلي يعنيان حسب المعتقدات المتوارثة أن الطفل ذكر سوف يتمتع بشعر كثيف على رأسه، وتناول الحامض يعني أن الطفل ذكر وفي أقاويل أخرى يعني أنه سيكون مشاكساً.
وتضيف من المعتقدات الغريبة لمعرفة نوع الجنين أن تحمل المرأة الحامل سلسلة ذهبية فوق بطنها، فإن تأرجحت السلسلة نحو اليمين سترزق بصبي، وإن تأرجحت نحو اليسار سترزق بفتاة.
وتشاركها الآراء والمعتقدات أم نورا التي قالت يوجد اعتقاد أن الأمهات الحوامل اللاتي يتجهن إلى تناول طعام ما سيلدن طفلاً يحب هذا الطعام كثيراً، وهناك مقولة أخرى تقول إنه لو حملت المرأة الحامل إبرة بواسطة خيط رقيق من القطن فوق بطنها، فإذا ثبتت الإبرة في مكانها فسوف ترزق صبياً، وإن تحركت في شكل دائري فإنها ترزق فتاة، وتشير أم نورا إلى أن النساء أكثر فضولا من الرجال لمعرفة نوع الجنين لأكثر من سبب أولها إخبار الناس لأن السؤال التقليدي الملح الذي يوجه للمرأة الحامل هو “ولد أم بنت” وكأنها هي من تحدد نوع الجنين، كذلك يهتم الزوج بمعرفة جنس المولود ليحضر نفسه لاستقباله، وتنوه أم نورا إلى أن هناك بعض السيدات اللاتي يخفن من إجراء أشعة “السونار” تحسبا لان يكون جنس المولود غير مرغوب فيه للأب أو لأهله وهو ما يؤدي إلى قلق نفسي يستمر لتسعة اشهر مع الحامل لحين ولادتها.
منال سليمان (موظفة) تشير إلى أن الله أكرمها بالحمل خاصة بعد ثلاث عمليات إجهاض لذلك فهي فرحة جدا به وكذلك زوجها الذي منذ أن عرف بحملها لم يفكر في جنس المولود.
وتضيف زوجي شديد الإيمان بحكمة الله تعالى وكان يتمنى أن يرزقنا الله طفلاً بغض النظر عن نوعه ولد أم بنت فكلاهما نعمة من الله نتمنى الحصول عليها خاصة وان هناك الكثير من المشكلات التي واجهتنا بسبب عدم الإنجاب.
وعن سبب اهتمامها بمعرفة نوع المولود تؤكد ان الاطمئنان على الجنين كان الهاجس الاكبر لها، كذلك تجهيز الملابس والاغراض المناسبة عامل آخر بمثابة فرحة كبيرة لكل الامهات إذ يتم تخيل الطفل بملابسه وشراء الاكسسورات اللازمة وهي فرحة لا تقدر بثمن.
أما أ. علي (مدرس) فيعاني، على حد قوله، من إنجاب زوجته ست بنات ففي كل حمل كان ينتابه الهلع والخوف قبل إجراء أشعة “السونار” على زوجته لمعرفة نوع الجنين، ويقول باعتباري الابن الوحيد لوالدي على ثلاث بنات بات الجميع ينتظر مني عزوة من الرجال ولكن القدر شاء أن تنجب زوجتي ست بنات وبعد البنت الثالثة كنت أحاول إقناع نفسي أن هذا “السونار” قد يكون كاذبا وان زوجتي قد تنجب صبيا إلا أن أملي يزداد خيبة بعد وضعها للمولود البنت، ولا أنكر فرحتي بها، إلا أن هذه الفرحة غير مكتملة خاصة عندما تناديني أمي بأبو البنات وكأنه عار أو شيء مشين رغم قلة حيلتي أنا وزوجتي نحو هذا الأمر، وها هي زوجتي حامل في الشهر التاسع، وأتمنى أن يكون “السونار” كاذباً هذه المرة وإلا سأضطر للزواج عليها لإنجاب صبي، إلى جانب أنني العن هذا “السونار” الذي حول أيام الحمل من انتظار مفاجأة في النهاية إلى ضيق وضجر وأحيانا عدم رغبة في المولود بسبب معرفة نوعه.
نوع الجنين: د. اشرف معوض استشاري أمراض النساء والولادة في جامعة الأزهر يقول من المعروف علمياً أن الأب هو المسؤول عن تحديد نوع الجنين وليس الأم، وهذا الأمر مؤكد علمياً قبل سنتين من الآن ولكن ثبت أيضاً أن للزوجة دوراً في تحديد نوع الجنين عن طريق البويضة التي تحملها.
ونفى د. اشرف ما أشيع مؤخرا حول إمكانية التحكم في نوع الجنين عن طريق أكلات أو وصفات معينة، مؤكدا انه أسلوب تجاري بحت ولا يمت للعلم بصلة. وعن رغبة الوالدين في معرفة نوع الجنين يؤكد د. معوض انه الفضول الإنساني الطبيعي إلا أن هذا الفضول قد يترتب عليه قرارات معينة ويذكر حالة حدثت أمامه لزوج طلق زوجته عندما اكتشف أنها حامل ببنت لأنه كان يتمنى إنجاب ولد خاصة وان لديه خمس بنات، ويوضح أن قيام المرأة الحامل بعمل “سونار” بشكل دائم للتأكد من نوع الجنين وحالته لا تشكل خطورة عليها.
وتتفق معه د. سامية خضر استشاري النساء والولادة التي قالت المجتمع العربي يظلم المرأة كثيرا عندما يحملها مسؤولية نوع الجنين دون أن يكون لها يد في ذلك، مشيرة إلى أن عادة الاهتمام بمعرفة نوع المولود نوع من الطقوس في بداية معرفة نبأ الحمل فالكل يسارع إلى السؤال المعتاد لمعرفة نوع الجنين، وكما توجد قناعة لدى بعض الأشخاص ورضا بالواقع فهناك من يعطيه اهتماما كبيرا ويحدد على أساسه الأمور المستقبلية.
وعن الأشياء التي تحرص على معرفتها الطبيبة من المرأة الحامل تؤكد أن لكل مراجعة ملفاً خاصاً بها يتضمن المعلومات الخاصة بها والتي يمكن من خلالها اتخاذ القرار بالتصريح بنوع المولود أم لا، وهناك أطباء يفضلون عدم التصريح إذا كان الأمر سيكون غير مرغوب فيه ولكن مع إلحاح المراجعة يتم الانصياع لرغبتها وإخبارها بنوع المولود.
الداعية الإسلامي د. عبد المجيد الشافعي يقول إن معرفة الأطباء لنوع الجنين ذكرا كان أم أنثى لا يتناقض مع معرفة علم الله تعالى للغيب، فإن كان الأطباء بعد التخلق عرفوا نوع الجنين، فإنهم قبل التخلق لم يكونوا يعرفون نوعه، كما أنهم لا يعرفون مدة بقائه جنينا على وجه اليقين، في بطن أمه، ولا يعرفون ما سيكون عمله، ولا يعرفون رزقه، ولا يعرفون أيكون شقيا أم سعيدا، كما أن القرآن لم يصرح بعدم معرفة نوع الجنين، وإنما قالت الآية الكريمة: “ويعلم ما في الأرحام” بصيغة العموم لا بالخصوص، أما قضية الاعتراض على جنس الجنين ذكراً كان أم أنثى فلا بد من معرفة أمرين الأول: إن علم ما في الأرحام للخالق سبحانه، لا للخلق. فكيف يحكم على المرأة ظلما وتضر بسبب ما تحمله في بطنها وهو نوع من التطاول على مشيئة الله تعالى، التي وزعت الجنسين بحكمة ومقدار، وحفظت التوازن بينهما على تطاول الدهور، واعتبر ذلك دليلاً من أدلة وجود الله تعالى وعنايته بخلقه وحسن تدبيره لملكه، ويقول تعالى: “لله ملك السماوات والأرض، يخلق ما يشاء، يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيما، إنه عليم قدير”. ويضيف يجب أن يكون الإنسان مؤمناً بقضاء الله وألا يعترض عليه أو ينفر منه فالأطفال رزق ونعمة من الله يجب عدم رفضها ويكفي أن هناك من يتمنى طفلاً من أي نوع ولا يستطيع الحصول عليه ليكون عبرة لمن يعترض على جنس مولوده.
في وقت يتغنى فيه العالم بإقرار دساتير ومواثيق تحفظ للمرأة حقوقها، مازال هناك من يرفض وجودها من الأساس، إذ تنتشر جرائم الإجهاض الانتقائي لإناث الأجنة في بعض الدول.مطاردة أجنة الإناث
وكشفت دراسة نُشرت في مجلة “لانسيت” البريطانية الطبية المتخصصة حول معدلات المواليد في الهند على مدار ال 20 عاما الماضية أن عمليات الإجهاض الانتقائي للأجنة الإناث تسببت في فقدان البلاد عشرة ملايين مولودة وانخفاض نسبة الفتيات في المرحلة العمرية، التي تقل عن ستة أعوام من 962 في الألف عام 1981 إلى 954 في الألف عام ،1991 ثم إلى 927 في الألف عام 2001.
وحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة تجرى 40 مليون عملية إجهاض في العالم سنويا، النصيب الأوفر فيها للإناث، كما أن 90% من عمليات الإجهاض التي أجريت في الهند أجريت بعد التأكد من أن الجنين أنثى، وتقول البيانات إن حوالي 50 مليون أنثى اختفين من الهند خلال القرن العشرين نتيجة عمليات الإجهاض للجنين أو قتل الأنثى بعد ساعات من وضعها باستخدام عصارة نبات الدفلي ذي الزهرة الجميلة وهي العصارة التي تشبه الحليب، ولكنها سامة وقاتلة، للاعتقاد لدى البعض في إقليم سالم الهندي أن عملية قتل الأنثى هذه تضمن ذكورة المولود القادم.
رد مع الاستدلال
كتبت بواسطة فرشى التراب
.. ولو عانى هؤلاء الناس من شعور الحرمان لكانوا تمنوا انجاب 10 بنات... الحمد لله الذي هدانا لشكره وحمده ويا رب يمن علينا بالذرية الصالحة..
الروابط المفضلة