تؤمّن احتياجات الجنين من الغذاء والأوكسجين المشيمة: رابط بين الأم والجنين ومؤشّر لحياته
تؤدي المشيمة أو «الخلاص» دوراً محورياً في حياة الجنين إذ تؤمن احتياجه من الغذاء والأوكسجين والهورمونات. كما أنها تعمل كمصفاة تساعد على خروج فضلات الجنين وثاني أوكسيد الكربون.وفي الوقت عينه، تحمي الجنين من الأمراض التي يمكن أن تصاب بها الأم كالبرد.
«سيدتي» حاورت استشاري أمراض النساء والتوليد الدكتور عمر خليل عن المشيمة ودورها وكيفية حمايتها.
الرياض ـ فاتن محجوب
< متى تتكوّن المشيمة؟
ـ يبدأ نمو المشيمة منذ لحظة حصول الحمل عن طريق الحبل السري الموجود داخل الرحم، وتعتبر المشيمة الرابط بين الأم والجنين. كما أنها داعم لحياة الطفل، كما يطلق عليه الأطباء.
هورمون خاص
< ما هي مواصفات المشيمة؟
ـ تبلغ سماكة جدران المشيمة حوالي 3 سنتيمترات، وقطرها نحو 25 سنتيمتراً، ووزنها يتراوح بين 500 إلى 800 غرام، علماً انها تصبح كاملة النمو خلال الأسبوع الرابع عشر من الحمل، ويكون مكانها في الجزء الأعلى من الرحم. وتكون المشيمة في ذروة نشاطها خلال الأسبوع الرابع والثلاثين من الحمل، علماً انه خلال الأسابيع الستة الأخيرة من الحمل تضعف وظيفتها وتبدأ تدريجياً بفقدان قوتها ومزاياها الخاصة. كما تقل سماكة جدارها خلال الأسبوع الثالث من الحمل حتى تسمح بدخول مزيد من الجزيئات من العالم الخارجي. لذا، يقال إن الجنين يستطيع أن يتذوّق الطعام في تلك المرحلة، كما يعتقد العلماء أنه قادر على شم الروائح أيضاً. ونجد أنه في الأسبوعين الأخيرين من الحمل، تنتج المشيمة هورموناً خاصاً لإدرار الحليب، وتستمر في أداء وظيفتها حتى الأسبوع 40 و42 من الحمل. ثم، يبدأ نموها في التوقف وتتكلّس، ويقلّ عملها في تنقية الدم من المواد الضارة وتوزيع الغذاء المناسب ما
يعرّض حياة الجنين، وأحياناً الأم، إلى الخطر.
احتياجات الجنين
< ما هي أهمية المشيمة؟
ـ يأخذ الجنين احتياجه من الغذاء والأوكسجين والهورمونات من خلالها. كما أنها تعمل كمصفاة تساعد على خروج فضلات الجنين وثاني أوكسيد الكربون. وفي الوقت عينه، تحمي الجنين من الأمراض التي يمكن أن تصاب بها الأم كالبرد ، كما أنها
تدعم حمل الأم من خلال إنتاج الهورمونات الضرورية التي ستساعد الأم في المخاض لاحقاً وإدرار الحليب.وقد اكتشف العلماء أن مستوى الهورمونات في الدم التي تفرزها المشيمة تحدّد درجة الإجهاض التي يمكن أن تتعرض لها الأم أثناء الحمل.
< ما هي المخاطر التي تتعرّض لها المشيمة؟
ـ نادراً ما تتعرّض المشيمة لمشاكل بسبب متانة أغشيتها وقوتها. ولكن ثمة 3 مشاكل يمكن أن تصاب بها، وهي:
1 قصور فى وظيفة المشيمة: من الطبيعي أن تؤمن المشيمة الدعم اللازم للجنين حتى في أواخر فترة الحمل، لكن أحياناً تواجه مشكلة تحدّ من أدائها الوظيفي في وقت مبكر.لذا، يحرص الأطباء على مراقبة حركة الجنين ويطلبون من الأم عدّ تلك الحركات خصوصاً في نهاية فترة الحمل.
2 مشيمة متقدّمة: تنغرز المشيمة في الجزء العلوي من الرحم بعيداً عن فتحة عنقه التي من خلالها يخرج الجنين إلى العالم. ويقصد بـ «المشيمة المتقدّمة» أنها انغرست في أسفل الرحم بالقرب من فتحة عنقه ما يعوق عملية الولادة لأنها تسد المنفذ الوحيد لها. لكن، حدوث هذه الحالة يعتبر نادراً، إذ أشارت الإحصائيات إلى أن نسبتها بين الحوامل تصل إلى واحدة بين كل مئتي سيدة، وغالباً ما يتم الكشف عنها من خلال الموجات فوق الصوتية. ففي حال عدم ارتفاع المشيمة إلى أعلى مع نمو الرحم واتساعه، فإن الطبيب يطلب إجراء مزيد من «الموجات فوق الصوتية «للحامل، وربما تضطره ظروف الحالة إلى اللجوء إلى إجراء ولادة قيصرية.
3 انفصال المشيمة: قد يحدث أحياناً انفصال للمشيمة عن الرحم محدثاً نزفاً دموياً ومسبباً آلاماً في البطن. ويعجز الطبيب في غالبية هذه الحالات عن تحديد سبب لذلك. لكن، هناك اعتقاداً بأن هذه الحالة تنتج من النقص في البروتين وحامض الفوليك في غذاء الحامل، إضافة إلى أصابتها بارتفاع في ضغط الدم. وتعتبر هذه الحالة نادرة جداً ، لكنها تحدث أكثر عند النساء اللواتي أنجبن أكثر من مرتين أو ثلاث مرات، وهنا يتم إجراء ولادة قيصرية.
طريقتان
< متى ينتهى دور المشيمة؟
ـ ينتهي دورها لحظة ولادة الطفل إذ يستعد الجسم للفظها إلى الخارج بشكل طبيعي. وهذه العملية هي المرحلة الثالثة من المخاض على حدّ وصف الأطباء.فهناك طريقتان لسحب المشيمة:
1 الإنجاب الصناعي: يتم من خلال حقن المرأة بحقنة «السينتوسينون» وهو دواء يساعد الرحم على التقلص ويحد من احتمال حدوث نزف. بعد ذلك، يتم سحب الحبل السري بهدوء لتسهيل خروج المشيمة، وذلك بالضغط على البطن من الخارج لتحفيز الرحم على التقلص، وتستغرق هذه العملية حوالي عشر دقائق.
2 الإنجاب الطبيعي: هناك سيدات يفضّلن الانتظار حتى تخرج المشيمة طبيعياً بدون أي حقن بعد حوالي 10 إلى 20 دقيقة. ولا بدّ من تأكّد الطبيب من خروجها كاملة من الرحم لأن بقاء جزء منها في داخله قد يعرّض المرأة إلى حدوث نزيف، وهنا ستضطر للخضوع إلى عملية تنظيف للرحم.
< ما هي العوامل التي لا تستطيع المشيمة حماية الطفل منها؟
ـ لا تستطيع المشيمة حماية الجنين من المواد السامة والقاتلة كتلك الموجودة في المخدرات أو السجائر، لأن هذه الكيمياويات قادرة على عبور المشيمة والوصول إلى الجنين و الاضرار به.
منقوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووول
الروابط المفضلة