تغذية الطفل الرضيع
(منقول)
يقول تعالى : ( وحمله وفصاله في عامين)
ويقول أيضا- وقوله الحق- : { والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين }
ويقول: { وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى }
وفي هذه الآيات الكريمة إضاءة واضحة لعناية الخالق سبحانه بالكائن البشري الجديد من جهة ، كما وفيها توجيه وترشيد خاصين بفترة الرضاعة وطبيعيتها.
وعليه سنقوم في هذه الصفحة بدراسة تغذية الطفل الرضيع ، كما وسنمر لماما بميزات الرضاعة الطبيعية كما و بمشاكلها.
* الرضعة الأولى:-تكون حالة الولادة مصحوبة بالمعاناة والألم ، ويتلوها فترة أخرى من الإرهاق والتعب ، كما أن الجنين يمر بإجراءات عدة كقطع الحبل الصري ، وتلقي بعض اللقاحات وفيتامين كاف منذ لحظة الولادة تليها تنظيفه من السائل الأمنيوسي ، وإلباسه. لذا فسيكون من العسير على الأم أن تقوم بإرضاع طفلها فورا بعد الولادة. وعليه يستعاض عن ذلك بإعطاء الطفل ملعقة من الماء المحلى المكون من الماء المغلي المعقم والمبرَّد لاحقا مضافاً إليه السكر. ويفضل أن يتم ذلك للمرة الأولى بعد ساعات ثمان من الولادة. ويكرر ذلك بإعطائه ملعقة كل 3-4 ساعات.
يلي ذلك وضع الطفل على صدر الأم ، وفي ذلك فوائد عدة لا أقلها إحساس الطفل بالأمان والراحة ، إضافة لتغذيته عبر رضعته الأولى .
أما عن الوقت الأنسب لذلك فيفض أن يتم بعد أن تأخذ الأم راحتها في نهاية اليوم الأول ، أو اليوم الثاني بعد الولادة الطبيعية أو ربما اليوم الثالث إذا تمت الولادة بعملية قيصرية. والوقت المذكور ليس ملزما: فالرضعة الأولى تبدأ بعد أن تأخذ الأم راحتها الجسدية والنفسية بعد الولادة. ولكن لا ينبغي أن تتأخر الرضعات لأكثر من ذلك كي لا نفوت على الرضيع الفائدة الموجودة في حليب اللباء(كلستر) الذي يتوفر في ثدي الأم خلال اليومين الأولين قبل أن يبدأ الثدي بإفراز الحليب الطبيعي.
الجدير بالذكر أن حليب اللباء غني بالبروتينات ، ناهيك عن احتوائه على الكثير من الأجسم المضادة التي تدعم الجهاز المناعي للطفل خلال الشهور الأولى من حياته ، وتقيه الكثير من الأمراض الناجمة عن التلوث بالكائنات الدقيقة.
من ناحية أخرى فإن الإسراع في وضع الطفل على صدر الأم له فوائد أخرى منها تعود المولود على الرضاعة الطبيعية إضافة إلى أن مص الرضيع لحلمة ثدي الأم يعمل على زيادة إفراز هرمون الأوكسيتوسين من الفص الخلفي للغدة النخامية للأم ، الأمر الذي من شأنه المساعدة في إخراج الحليب من الثدي إلى فم الرضيع.
*ميزات الحليب الطبيعي والرضاعة الطبيعية:-للرضاعة الطبيعية من المزايا الكثير الكثير منها ما ينعكس إيجابا على الطفل ، ومنها ما ينعكس إيجابيا على الأم كذ لك، وعليه سنتناول بعض الخواص للحليب والرضاعة الطبيعيين أولا:-
1- حليب مجاني لا يكلف الأم اقتصاديا بعكس الكلفة الباهظة للرضاعة الإصطناعية.
2- حليب جاهز للإستخدام لا يكلف الأم جهد التحضير
3- حليب معقم ذاتيا.
أما عن مزاياه الغذائية فهي كما يلي:
1- حليب متوازن غذائيا بين البروتينات والفيتامينات والكربوهيدرات والدهون بما يناسب احتياجات الطفل ويتماشى مع نموه المضطرد خلال العام الأول. كما ويحتوي على الأحماض الأمينية الطبيعية التي يحتاجها الجسم لبناء البروتينات بنسب مثالية.
2- يحتوي على الكثير من الأجسام المضادة ( ايمونوغلوبينات) التي تدعم وتقوي جهازه المناعي ، وتقيه من الأمراض الشائعة في تلك المرحلة كالتهاب الأذن الوسطى ، والتهاب الشعيبات الهوائية ، والسحايا، وذات الرئة والحمى الشوكية .والملاريا والأميبا
3- غني بالعديد من الإنزيمات والمعادن التي تسهل عملية الهضم ، وتجنبه التحسس الذي قد ينجم عن الحليب الإصطناعي.
4- يقلل نسبة الإصابة بالربو وامراض التحسس ، وأمراض المناعة الذاتية
* إنعكاسات إيجابية على الأم:-
1- تعتبر الرضاعة الطبيعية بما لها من تأثيرات هرمونية من الوسائل الطبيعية لمنع الحمل في الأشهر الأولى.
2- تساعد الرضاعة الطبيعية في استعادة الرحم لحجمه الطبيعي .
3- أثبتت الدراسات والإحصائيات الطبية أن هنالك علاقة بين الرضاعة الطبيعية والتقليل من الإصابة بسرطانات الثدي والمبايض.
4- الوقاية من كسور الحوض في مراحل عمرية متقدمة.
5- حرق المزيد من السعرات الحرارية والتي قد تصل الى 500 سعر حراري يوميا.
6- تحفيز الكوامن الوجدانية عبر تغذية مشاعر إيجابية كحنان الأمومة.
7- تحفيز إفراز بعض الهرمونات كالاستروجين والأوكسيتوسين والبرولاكتين. مما يدعم الصحة الهرمونية للأم.
8- يقلص احتمالية حدوث نزف ما بعد الولادة
9- يقلل احتياج الأمهات اللواتي يعانين من مرض السكر إلى الإنسولين.
الروابط المفضلة