أشياء تؤثر في الجنين

الأشياء التي تؤثر بالجنين يجب علينا أن نعد منها : أولاً الضغط الدائم الذي تضغط به بعض الملابس على معدة الحامل، والتي تضايق نمو أي طرف كان من أطراف الجنين ـ وكذلك الضرب على المعدن، لأنه فضلاً عن الماء الرهلي الذي يحويه الغشاء الامنيوسي قد يجوز أن يجرح الضرب الجنين من الجهة المقابلة له ـ وبالمثل سقطات الأم التي تضر دائماً ضرراً بليغاً بثمرها.
أما المخاوف الفجائية والانفعالات الشديدة والتشجنات وهلم جرا... فهي أسباب فعالة قد تحدث توقفاً في نمو الجنين وبقعاً مختلفة اللون وغدداً وتشوهات وكسوراً... بدون أن يحتاج الأمر لتوسيط ما تدعوه العامة بالوحمات.
وكذلك بقع الأديم والأنسجة الناتئة المخالفة للمألوف، والغدد ذات العنق أو ذات القاعدة العريضة التي بالنظر إلى شكلها ولونها قد شبهوها بأثمار وخضر مختلفة. وهي نظير الكرز والفرصاد (فراولة) وعنب الثعلب(كشمش) والمشمش والبرقوق (قراصية) والتين واللوبياء والفطر وهلم جرا... أو التي شبهوها بالدود والعناكب والسرطانات والأسماك... أو بفنطيسة الخنزير وفم الأرنب وغب القط والثور. أو أن تكون بعض الأعضاء مقطوعة. إلى غير ذلك من التشوهات المتعددة التي تنسبها العامة إلى وحمات الأم وما هي بالحقيقة إلا نتائج مرضية ناشئة عن أدواء داخلية أو نكبات مختلفة عاكست العمل الرحمي.
وإذا اكتسب أديم الجنين لداعي صدمة أو حركة غير منتظرة في بقعة منهُ نمواً في حجمه وتضخم على شكل ثمرة حمراء اللون لداعي احتقان الدم فيها فيكفي ذلك لأن تشبهها العامة بكمثراة أوتينة أو فرصادة... وإذا اكتسب الزغب تغذية زائدة ونما الشعر وتضاعف، فالنساء الجاهلات يلاحظن في ذلك أديم دب أو بعض شبه بحيوان آخر.
وما خلا هذا أن جميع الشوائب والتشوهات تتولد فعلاً إما عن تهيج مركزي أو سيلان اخلاط غزيرة جداً، وإما عن إفراط حيوي أو ضعف أحد الأنسجة... فبقعة الخمر مثلاً هي نتيجة مرضية لتهيج أو رشح دموي في نقطة من نقط الرحم. وانه بانتشارها في نقطة الجنين المقابلة لها تحدث فيها تمدداً في الشبكة الشرايانية أو الوريدية. وتنشأ بقع القهوة أو الشكولاتا عن فساد في الخضاب الأديمي المسمى بيغمانتوم وسببه فساد مرضي أيضاً. وكذلك ينمي التهيج الموضعي الأورام الليفية والغدد ذات الأشكال المختلفة التي يجيء بها الطفل. وهذا هو الشرح الفيسيولوجي الأوفق الذي يمكن تعليله وبيانه فيما يختص بالوحمات.
ومما ذكره فينيت من هذا القبيل قوله: لم يستطع أحد إلى تاريخ أن ينقض ما للتصور من التأثير على الحمل حتى إن الحيوانات التي تصورها هكذا ضئيل يفعل على قلة مفعولة في نسلها. بحيث انه لو لفوا عنق الطاووسة الحاضنة بمنديل أبيض أو دهنوا بجملة ألوان بيض دجاجة حاضنة، فيأتي جميع فراخ الطاووسة بيض اللون وفراريج الدجاجة مرقشة. ولما كان تصور المرأة أشد جداً من تصور الحيوانات فهي توصل تصورها إلى نسلها. حتى انها لو فكرت بمحبوبها أو بخالها أو بجدها بشدة عند حصول التلقيح، فالمولود الذي تلده يأتي مشابهاً لأحد هؤلاء الأشخاص. ومما زاد عليه بقوله: انه كم من الفراريج المرقشة تنقف كل يوم في أفران مصر ولم تكن بيوضها مدهونة من قبل فلا بد من أن تصور الدجاجات هو سبب اختلاف ألوان ريش فراريجها.
ولا أحد يجهل القصة الواردة في سفر التكوين (ص 30) وهي أن يعقوب أخذ قضباناً خضراً من لبني ولوز ودلب وقشر فيها خطوطاً بيضاً كاشطاً عن اليباض الذي على القضبان، وأوقف القضبان التي قشرها في الاجران في مساقي الماء، حيث كانت الغنم تجيء لتشرب تجاه الغنم لتتوحم عند مجيئها للشرب. فتوحمت الغنم ند القضبان وولدت الغنم مخططات ورقطاً وبلقاء...
يزعم العلامة بارداخ بأن بين أعضاء الأم وأعضاء حملها المقابلة لها شركة هكذا متفقة حتى انه متى شعرت أعضاء الأم بثلمة أو أذى فيجوز أن تتحمل أعضاء الحمل تغييراً مشابهاً في ذات الشكل والتركيب. وقد أورد جملة شواهد على ذلك مؤيداً بها زعمه ومن جملتها ما يأتي:
أصيبت بقرة بضربة دبوس في جبهتها فولدت عجلاً في جبهته ذات الشائبة ـ وأصيبت أربية بطلق ناري في جهة رأسها اليمني فجاء ظبيها وفيه ذات العلامة في الجهة عينها ـ انهرس ذنب هرة في أوايل مدة نتاجها فولدت خمسة صغار أربعة منها مهروسة الذنب ـ عض كلب امرأة من أعضائها التناسلية فولدت ابناً في حشفته علامة عضة ـ ولما كانت أخت برداخ الفيسيولوجي حاملة هالها جداً حريق عمار كبيرة وكان يخال لها متواصلاً انها تنظر لهيباً أمام عينيها. ثم إن المولود الذي ولدته فضلاً عن كون تركيبه جيداً فقد جاء مع ذلك مدموغاً في جبهته ببقعة أشبه باللهيب.
تبرهن أمثال هذه الحوادث على أن بين الأم وجنينها علائق باطنة وأن جميع الأدواء التي تصيبها يبتلي بها الجنين في الغالب. غير انه لا يحتمل ان امرأة إذا اشتهت في مدة حملها أكل راس عجل فمن الضرورة أن تلد مولوداً له أذان وبوز العجل. أو أن التي تشاهد رجلاً كسيحاً يجب أن تضع مولوداً أشل أو أعرج. أو اللوايت فزعن من وعل أو بقرة وحشية يجب أن يضعن أولاداً يشبهون هذه الحيوانات.
فلو كان الأمر كذلك وفعل وحم النساء الحوامل في مواليدهن هذا الاختباط الذي يتغلب على الاشكال التي قررتها الطبيعة. فماذا يا ترى يحصل في الجنس البشري؟ لا شك بأنه لا تمضي بضعة أجيال حتى لم يعد أحد يشاهد إلا مناظراً قبيحة ومضحكة وأشكالاً غريبة ومشوهة. ذلك لأنه قل من النساء الحوامل اللواتي لا يصادفن مخاوف وشهوات. وندر من لا يوجهن فكرهن إلى شيء من الأشياء. وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا يشوه جميع النساء اللواتي يشتهين مدة الحمل أجسام أبنائهن؟ وفي التالي إذا كان لتصور الأم هذه المقدرة العظيمة فتعود مسألة الإذكار والإيناث أو التحكم في جنس المولود سهلة الحل جداً. ولم يعد يلزم لذلك سوى أن تشتهي الحامل بحرقة ابناً أو بنتاً لتحصل على مرغوبها. مع إننا لم نشاه حصول شي من هذا القبيل.
يستنتج من كل ما تقدم أن اختباط التصور وتعيين الفكر في شيء ما والمحركات الفعالة والاضطرابات والمخاوف الفجائية وجميع العواطف المحزنة والشديدة والتهيج العصبي والإفراط بالمأكولات وسوء السلوك والإفراط بالعمل أو الراحة والهواء المفسود والضرب والسقطة...وجميع الأسباب التي هي مخالفة لقانون الصحة وكذلك الحالة المرضية التي قد يجوز أن تكون الحامل فيها. فهذه جميعها تسبب شوائب البنية أو الأدواء التي يصاب بها الجنين في أحشاء أمه والتي يصحبها معه عند مولده. وقد أشار بلوندل إلى ذلك بقوله: انه ليس في إمكاننا أن نشك بعدم تعرض الجنين إلى التأثيرات المرضية التي تتسلط على الوالدة. أليس من الغرابة وعدم الإمكان أن جسماً هكذا غض نظير جسم الجنين ومستعد لقبول أقل تأثير يصادفه. يأتي إلى هذا العالم بدون أن يجلب معه المفاعيل الرديئة لعدد كبير من الانحرافات أو الأدواء أو الأهواء التي أصابت الأم في مدة حملها.

منقووووووووووووووول

مشكووووووووره

جزاكى الله كل خير بس واللهى يا اختى انتى قلقتينى لانى كثيره الانفعال وربنا يستر

مشكوووووووووورة حبيبتي

يسلمو على النصائح المفيدة

جزاكى الله خيرا ن شاء الله

مشكورة عالموضوع

جزاك الله خيرا

تسلمي يارب والله يعطيكي كل العافية يارب