بسم الله الرحمن الرحيم
ما هو حب الله؟
هو أن يكون الله تعالى أحب إلى الإنسان من نفسه ، ووالديه ، وكل
مايملك.
لماذا نعلم اطفالنا حب الله؟
*لانهم إذا أحبوا الله عز وجل وعلموا أن القرآن كلامه أحبوا القرآن ،
وإذا علموا أن الصلاة لقاء مع الله فرحوا بسماع الأذان ، و حرصوا
على الصلاة وخشعوا فيها ، وإذا علموا أن الله جميل يحب الجمال
فعلوا كل ما هو جميل وتركوا كل ما هو قبيح ، وإذا علموا أن الله
يحب التوابين والمتطهرين ، والمحسنين ، والمتصدقين ، والصابرين
، والمقسطين ، والمتوكلين ، وأن الله مع الصابرين ، وأن الله ولي
المتقين ، وأنه وليُّ الذين آمنوا وأن اللهَ يدافع عن الذين آمنوا
...اجتهدوا ليتصفوا بكل هذه الصفات ، ابتغاء مرضاته ، وحبه ،
وولايته لهم ، ودفاعه عنهم.
أما إذا علموا أن الله لا يحب الخائنين ، ولا الكافرين ، ولا المتكبرين ،
ولا المعتدين ، ولا الظالمين ، ولا المفسدين ، وأنه لا يحب كل خَوَّان
كفور ، أو من كان مختالاً فخورا ... لابتعدوا قدر استطاعتهم عن كل
هذه الصفات حباً في الله ورغبة في إرضاءه.
*- لأنهم إذا أحبوا الله جل وعلا أطاعوا أوامره واجتنبوا نواهيه
بطيب نفس ورحابة صدر ؛ وشبُّوا على تفضيل مراده على مرادهم ،
* تقديم كل غال وثمين من أجله ، والتضحية من أجل إرضاءه ،
وضبط الشهوات من أجل نيل محبته ، فالمُحب لمن يحب مطيع...أما
إذا لم يحبوه شَبُّوا على التفنن في البحث عن الفتاوى الضعيفة من أجل
التَفَلُّت من أمره ونهيه"
* لأن حب الله يعني استشعار أنه عز وجل يرعانا ويحفظنا في كل
وقت ومكان ، مما يترتب عليه الشعور بالراحة والاطمئنان والثبات ،
وعدم القلق أو الحزن... ومن ثم سلامة النفس والجسد من الأمراض
النفسية والعضوية… بل والأهم من ذلك السلامة من المعاصي والآثام
، فعلينا أن نفهمهم أن " مَن كان الله معه ، فمَن عليه؟!!! ومَن كان الله
عليه فمَن معه؟!!!
اذن علينا أن نبدأ بأجنّتنا اولا وهي في احشائنا---
كيف؟
على كل أم مسلمة تنتظر طفلاً أن تبدأ منذ علمها بأن هناك رزق من
الله في أحشائها ؛ فتزيد من تقربها إلى الله شكراً له على نعمته ،
واستعداداً لاستقبال هذه النعمة ، فتنبعث السكينة في قلبها ، والراحة
في نفسها ، مما يؤثر بالإيجاب في الراحة النفسية للجنين ؛ كما يجب
أن تُكثر من الاستماع إلى القرآن الكريم ، الذي يصل أيضاً إلى الجنين
، ويعتاد سماعه ، فيظل مرتبطاً به في حياته المستقبلة إن شاء الله .
ولنا في امرأة عمران- والدة السيدة مريم- الأسوة الحسنة حين قالت: {
ربِّ إني نَذَرتُ لك ما في بطني مُحرَّراً ، فتقبل مني إنك أنت السميع
العليم } ، فكانت النتيجة: { فتقبَّلها ربُّها بقَبول حَسَن }.
ولقد أثبتت التجربة أن أفضل الطعام عند الطفل هو ما كانت تُكثر الأم
من تناوله أثناء حملها بهذا الطفل ، كما أن الجنين يكون أكثر حركة إذا
كان حول الأم صخباً أو ضجة ، وهذا يعني تأثر الجنين بما هو حول
الأم من مؤثرات.
( وهاهي الهندسة الوراثية تؤكد وجود الكثير من التأثيرات التي
تنطبع عليها حالة الجنين ، سواء أكانت هذه التأثيرات بيولوجية ،
أوسيكولوجية ، أو روحية ، أوعاطفية.
ونحن نطالع باستمرار مدى تأثر الجنين بإدمان الأم على التدخين ،
فإذا كان التدخين يؤثر تأثيراً بليغاً على صحة الجنين البدنية ، فَتُرى
ما مدى تأثره الأخلاقي والروحي بسماع الأم للغيبة أو أكلها للحم
الخنزير ، أو خوضها في المحرمات وهي تحمله في أحشائها؟! )
ويؤكد الدكتور "علاء الدين القبانجي" هذا بقوله: " هناك خطأ
كبير في نفي التأثير البيئي على النطفة ، في نفس الوقت الذي نلاحظ
فيه التأثير ا لبيئي على الفرد ذاته سواء بسواء ، ولن تتوقف النطفة
عن التأثر بالمنبهات الكيماوية - بما فيها المواد الغذائية والعقاقير- أو
بالظروف البيئية ، بل ستظل تتأثر بقوة التوجه إلى الله أيضا ، فروح
الاطمئنان والتوجه إلى الله تعالى تخفف من التوترات والتفاعلات
النفسية المضطربة .
ويضيف فضيلة الشيخ "علي القرني" :" أثبت العلم الحديث أن
للجنين نفسية لا تنفصل عن نفسية أمه ، فيفرح أحياناً ، ويحزن أحياناً
، وينزعج أحياناً لما ترتكبه أمه من مخالفات كالتدخين مثلاً ، فقد
أجرى أحد الأطباء تجربة على سيدة حامل في شهرها السادس وهي
مدمنة للتدخين ، حيث طلب منها الامتناع عن التدخين لمدة أربع
وعشرين ساعة ، بينما كان يتابع الجنين بالتصوير الضوئي ، فإذا به
ساكن هادئ ، حتى أعطى الطبيب الأم لفافة تبغ ، فما إن بدأت
بإشعالها ووضعها في فمها حتى بدأ الجنين في الاضطراب ، تبعاً
لاضطراب قلب أمه.
كما أثبت العلم أيضاً أن مشاعر الأم تنتقل لجنينها ، فيتحرك بحركات
امتنان حين يشعر أن أمه ترغب فيه ومستعدة للقائه ، بينما يضطرب
وينكمش ، ويركل بقدميه معلناً عن احتجاجه حين يشعر بعدم رغبة
أمه فيه... حتى أن طفلة كانت أمها قد حملتها كُرهاً ، وحاولت إسقاطها
، دون جدوى ، فلما وضعتها رفضت الطفلة الرضاعة من أمها ، فلما
أرضعتها مرضعة أخرى قبلت!!! ولكنها عادت لرفض الرضاعة مرة
أخرى حين عصبوا عيني الطفلة ، ثم أعطوها لأمها كي ترضعها !!!
"
بينما نرى أماً أخرى حرصت- منذ بداية الحمل- على تلاوة القرآن
والاستماع له في كل أحوالها ... قائمة ، وقاعدة ، ومضطجعة ، فكانت
النتيجة أن وضعت طفلاً تمكن بفضل الله تعالى من ختم القرآن الكريم
حفظاً ، وتجويداً ، وهو في الخامسة من عمره!!! فتبارك الله أحسن
الخالقين"
مما تقدم نخلص إلى أن تربية الطفل على حب الله عز وجل تبدأ من مرحلة الأجنة ، " فإذا
نشأ الجنين في بطن أمه في جو من الهدوء والسكينة - وخير ما
يمنحهما هو القرب من الله سبحانه- فإنه يستجيب بإذن ربه ، ويعترف
بفضل أمه عليه ، ويتمتع بشخصية سوية ونفسية هادئة ، يقول لسان
حاله : { هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!!! } )
وأخيرآ ماعلينا سوى
الدعاء بأن يهبنا الله الذرية الصالحة ، كما قال سيدنا زكريا عليه
السلام مبتهلاً: { رب هَب لي ِمن لَدُنكَ ذُرِّيَةً طيبةً إنك سميعُ الدعاء }
، وكما دعا الصالحون: { ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين
واجعلنا للمتقين إماما }.
للامانه منقول
الروابط المفضلة