بارك الله فيك غاليتي
موضوع رائع ومتميز
قال ابن مفلح الحنبلي :
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : إنما يعرف الحلم ساعة الغضب
وكان يقول : أول الغضب جنون ، وآخره ندم
ولا يقوم الغضب بذلِّ الاعتذار ، وربما كان العطب ( أي الهلاك ) في الغضب
وقيل للشعبي : لأي شيء يكون السريع الغضب سريع الفيئة
ويكون بطيء الغضب بطيء الفيئة ؟
قال : لأن الغضب كالنار فأسرعها وقوداً أسرعها خموداً .
فإذا حدث للمسلم ما يغضبه فينبغي عليه أن يتذكر وصية النبي صلى الله عليه وسلم
( لا تغضب )
وكأنه يوجه الحديث له مباشرة
أن لتسكين الغضب أسبابا يستعان بها على الحلم منها :
1. أن يذكر الله عز وجل فيدعوه ذلك إلى الخوف منه
ويبعثه الخوف منه على الطاعة له , فيرجع إلى أدبه ويأخذ بندبه
فعند ذلك يزول الغضب .
قال الله تعالى : ( واذكر ربك إذا نسيت )
2. أن ينتقل عن الحالة التي هو فيها إلى حالة غيرها
فيزول عنه الغضب بتغير الأحوال والتنقل من حال إلى حال .
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَنَا :
( إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلا فَلْيَضْطَجِعْ )
رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
3. أن يتذكر ما يؤول إليه الغضب من الندم والحاجة إلى الاعتذار .
قال بعض الأدباء : إياك وعزة الغضب فإنها تفضي إلى ذل العذر .
4. أن يذكر ثواب العفو , وجزاء الصفح
فيقهر نفسه على الغضب رغبة في الجزاء والثواب
وحذرا من استحقاق الذم والعقاب
قال رجاء بن حيوة لعبد الملك بن مروان لما تمكن من بعض أعدائه وأسرهم :
إن الله قد أعطاك ما تحب من الظفر فأعط الله ما يحب من العفو
وأسمع رجلٌ عمرَ بن عبد العزيز كلاماً يكرهه
فقال عمر : أردت أن يستفزني الشيطان لعزة السلطان
فأنال منك اليوم ما تناله مني غدا ( يعني : يوم القيامة ) انصرف رحمك الله .
5. أن يذكر انعطاف القلوب عليه , وميل النفوس إليه
فلا يضيّع ذلك بالغضب فيتغيّر الناس عنه وليعلم أنه لن يزداد بالعفو إلا عزاً
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلا عِزًّا )
رواه مسلم
وقال بعض البلغاء :
ليس من عادة الكرام سرعة الانتقام , ولا من شروط الكرم إزالة النعم .
الروابط المفضلة