لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{88} أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{89}
شرح الآيات
إنْ تخلَّف المنافقون عن الغزو مع رسول الله , فقد جاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون معه بأموالهم وأنفسهم, وأولئك لهم النصر والغنيمة في الدنيا, والجنة والكرامة في الآخرة, وأولئك هم الفائزون.
أعدَّ الله لهم يوم القيامة جنات تجري مِن تحت أشجارها الأنهار ماكثين فيها أبدًا. وذلك هو الفلاح العظيم.
تعليق
والله إنها لتجارة رابحة ، ولم لا ؟! وقد علق الله عليها مغفرة الذنوب ، والنصر في الدنيا والنجاة من النار والفوز بالجنة في الآخرة .
أما السلعة فهي الجهاد في سبيل الله ، بالأنفس والأموال .
والثمن إما الشهادة أو النصر
إن شرف الجهاد عظيم وإن فضل الجهاد كبير .
ولما علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بذلوا أرواحهم لله جل وعلا
ولكن انتبهوا أمر الله قبل الجهاد بالإيمان – يأمر الله أهل الإيمان – لأنه خاطبهم ( الرسول والذين آمنوا ) ...
فلا يتم معنى الجهاد بدون الإيمان الحق بالله وبذل الدم والروح والمال في سبيله وحده لاعلاء كلمة الاسلام وصون أعراض المسلمين وحماية بلاد الاسلام
وفى الحديث الذي رواه البخاري من حديث سهل بن سعد الساعدى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( رباط يوم في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما عليها ))
وقد كانت لصحابة رسول المآثر والسير العظيمة في الجهاد
فهذا البطل – عمير بن الحمام – يقف النبي صلى الله عليه وسلم على أرض المعركة في بدر ليرفع النبي عليه الصلاة والسلام هذا التقرير الكبير :
(( أيها الناس قوموا لجنة عرضها السموات والأرض ))
الله أكبر .. فسمع البطل عمير بن الحمام هذا الشاب العملاق سمع هذا النداء النبوي من القائد الأعلى بأبي هو وأمي : (( أيها الناس قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض )) فقال عمير : يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض ، قال : نعم ، قال عمير بخ بخ ..
يا رسول الله ، قال : يا عمير مل يحملك على قولك بخ بخ .. قال : لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها .
فقال المصطفى عليه الصلاة والسلام : (( أنت من أهلها ))
قال : فأخرج تمرات من قرنه ( أي من جعبة النشاب ) فجعل يأكل منهن ، ثم قال : لئن حييت حتى آكل تمراتي هذه ، إنها لحياةٌ طويلةٌ ، فرمى بما كان معه من التمر ، ثم قاتل حتى قتل فكان أول شهيد
وهذا شاب آخر في أحضان عروسه . في ليلة أنس وعُرْس يسمع النداء : يا خيل الله اركبي .. حي على الجهاد .. حي على الجهاد .. فينتزع نفسه من بين أحضان عروسه .. أو إن شئت فقل : ينتزعه الإيمان من بين أحضان عروسه وينطلق مسرعاً على الفور لينال شرف الصف الأول خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وتنتهي المعركة ، ويرفع هذا التقرير الطبي للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ، يا رسول الله إننا نرى أثر ماء على حنظلة فقال صلى الله عليه وسلم ( سَلُوا أهله ؟ ما شأنُهُ ؟ فسألوا امرأته فأخبرتهم الخبر قالت : إن حنظلة لما سمع المنادى يقول : يا خيل الله اركبي .. حي على الجهاد وكان حنظلة جُنُباً فلم يمهله الوقت ليرفع عن نفسه الجنابة ، وشعر أن لو انتظر حتى يغتسل ربما لم يدرك ، فانطلق لينال شرف الصف الأول خلف الحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم ذلك قال : إن الله جل وعلا قد أرسل ملائكة من السماء بماء من الجنة لتغسل حنظلة .. لترفع عنه الجنابة ليلقى الله جل وعلا وهو طاهر ..
إنهم الأبطال .. إنهم الرجال الذين عرفوا حقيقة الدنيا ..
اللهم إنا نشهدك .. اللهم إنّا نشهدك أننا نحب الجهاد في سبيلك .. اللهم إنّا نشهدك أننا نتمني الجهاد في سبيلك ..
الروابط المفضلة