الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

يسأل بعض الناس عن حكم استخدام الصعق الكهربائي في علاج الصرع الشيطاني ( الاقتران الشيطاني ) وبخاصة استخدام التيار المتردد ( 110 - 220 ) ، ولا بد أن أشير تحت هذا العنوان إلى خطورة استخدام هذا النوع من أنواع الكهرباء ، حيث تكمن خطورة هذا الاستخدام في إحداث سريان للتيار الكهربائي في الدورة الدموية لجسم الإنسان ، وقد يؤدي سوء الاستخدام لمضاعفات خطيرة خاصة لمن يشكو من أعراض أمراض أو هبوط القلب أو يعاني من اضطرابات في الدورة الدموية ، وقد يترتب عن استخدام هذا الأسلوب بشكل خاطئ وفاة المريض 0

سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – عن استخدام الكهرباء في علاج المس فقال : ( لا أعلم له أصلاً ) ( من تعليقات سماحته على محاضرة " الرقى وأحكامها " لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ – حفظه الله - / نقلاً عن كتاب " مهلاً أيها الرقاة " – ص 79 ) 0

يقول الأستاذ علي بن محمد ياسين : ( الكهرباء خطرها عظيم ، فإن أثرها وضررها قد يعم البدن جميعه أو معظمه ، ولا تقاس على الضرب المحدود الأثر والأذى ، واستخدام الكهرباء ضرره متحقق الوقوع أكثر من ضرر وجود الجن ، ولو ثبت أن هناك جناً في جسد المريض ، فلا يدفع الضرر الأعظم المتحقق الوقوع ، بالضرر الأقل الذي في وقوعه نظر ) ( مهلاً أيها الرقاة – باختصار – ص 78 ، 79 ) 0

يقول الدكتور حلمي عبدالحافظ داود استشاري الأمراض العصبية في مجمع الرياض الطبي : ( التيار الكهربائي عند مروره في جسم الإنسان يمكن أن يؤدي إلى نوبات صرع متكررة ، وأيضاً إلى توقف عمل القلب وضخ الدم إلى الجسم ، وبعد انتهاء التيار قد يحدث موتٌ مفاجئ ناتج عن عدم انتظام ضربات القلب ، ويمكن حدوث شلل في الأعصاب الخارجية في الأطراف العلوية والسفلية ) ( مهلاً أيها الرقاة – ص 79 ) 0

مع أنه قد ثبت بالخبرة والتجربة والممارسة العملية بأن أسلوب استخدام الصعق الكهربائي يؤثر تأثيرا إيجابيا على الأرواح الخبيثة ، فيضعفها ويؤدي إلى إيذائها إيذاء شديدا ، ومن هنا كان لا بد من تكاتف جهود الأطباء النفسيين والمعالِجين بالكتاب والسنة ، بحيث يتم تحويل بعض الحالات المرضية التي تعاني من صرع الأرواح الخبيثة للطبيب النفسي المسلم الحاذق الذي يقوم بدوره بتعريضها لصدمات كهربائية تحت إشرافه ومسؤوليته وبحضور المعالِج المتمرس ، واستخدام هذا الأسلوب بالكيفية السابقة يضمن السلامة الطبية للحالة المرضية ، بسبب الإجراءات الوقائية المتبعة تحت الإشراف الطبي ومسؤولية الطبيب النفسي ، وبذلك نجمع ما بين اتخاذ الأسباب المباحة والنافعة بإذن الله تعالى وبين توفر القدر الكافي من إجراءات السلامة للمريض 0

يقول الدكتور عبدالرزاق نوفل : ( يرى بعض الأطباء كالدكتور : ( كارل ويكلاند ) : ( أن الجنون قد ينشأ من استحواذ روح خبيث على الشخص المريض ، فيحدث اضطرابا واختلالا في اهتزازاته ، وأنه بالكهربائية الاستاتيكية تنظم الاهتزازات وتطرد الشخصية المستحوذة ، ويعود العقل إلى حالته الطبيعية دون تأثير شخصية ماسة له ) ( عالم الجن والملائكة – ص 84 ) 0

وهناك فئة من المعالِجين قد يستخدمون بعض الأجهزة الكهربائية الصغيرة التي تؤثر تأثيرا موضعيا دون إحداث تردد وسريان للتيار الكهربائي في جسد المريض ، وقد ثبت فاعلية في استخدام هذا الأسلوب لطرد الأرواح الخبيثة ، ولا يمنع استخدامه شريطة توفر إجراءات السلامة الكافية للحالة المرضية 0

قصة واقعية : وأذكر هنا قصة واقعية عشت أحداثها واعتصر قلبي أسى وحرقة لما آلت إليه نتيجتها ، تلك قصة فتاة في عقدها الثاني ، دخلت تصرخ بأعلى صوتها ( لا أريد الكهرباء ) ، فذكرتها بالله سبحانه وتعالى وهدأت من روعها ، وقبل معاينة الحالة لاحظت وجود لفاف أبيض على إبهامي أصابع قدميها ، فعجبت لذلك الأمر ، وأمرتها بإزالة اللفافة فتبين أنها تعاني من حرق شديد أدى إلى تفحم في تلك المنطقة ، فنصحت والد الفتاة بمراجعة المستشفى فورا لإجراء المعاينة والفحص الطبي اللازم ، وبعد الاستفسار عن سبب ذلك أخبرني والدها بذهابها لمعالِج بالرقية الشرعية ، وقام من فوره بصعقها بتيار متردد قوته ( 220 ) فولت ، لطرد جني متمرد من جسدها – مع أن الفتاة أصلا لا تعاني من صرع الأرواح الخبيثة – وبعد ذلك علمت بأن الأطباء قرروا إجراء عملية جراحية لبتر الاصبعين نتيجة حصول تسمم ( غرغرينا ) لتلك الفتاة المسكينة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله

ومن هنا يلاحظ عدم جواز استخدام هذا الأسلوب في العلاج والاستشفاء ، ويكفي القاعدة الفقهية ( المصالح والمفاسد ) في تحريم استخدام هذا الأسلوب ، حيث أن المفسدة المترتبة على ذلك عظيمة جداً ، والله تعالى أعلم 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصجبه وسلم 0

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0