انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 4 من 4

الموضوع: ( && لقاء جريدة عكاظ المطول حول موضوعات هامة متعلقة بالرقية والعلاج - 1 && ) !!!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    الردود
    484
    الجنس

    Thumbs up ( && لقاء جريدة عكاظ المطول حول موضوعات هامة متعلقة بالرقية والعلاج - 1 && ) !!!

    القراء الأعزاء ،،،

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

    نظراً لأهمية اللقاء الذي أجرته معي جريدة عكاظ عبر الفاكس وبخاصة نوعية الأسئلة المطروحة فقد أحببت أن تعم الفائدة لشمول الأسئلة واحتوائها على جوانب كثيرة نحن بحاجة لها ولمعرفتها ، وأترككم مع تفصيلات هذا اللقاء المطول الذي اختصرته الجريدة حسب ما رأته مناسباً :

    التاريخ : 28 رجب 1422 هـ
    الموافق : 15 اكتوبر 2001 م 0

    الأخت المكرمة / منى عبدالرحيم حفظها الله ورعاها

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

    أشكر لكم هذه الثقة التي أوليتموني إياها في طرح هذا الموضوع الهام والذي يحتاج إلى كثير من الوعي الشرعي ، خاصة ما يطرح على الساحة اليوم من تساؤلات تحتاج إلى الإيضاح والتبصير ، وبإلقاء نظرة متفحصة نجد أن كثير من الناس يعاني من محدودية الوعي بمسببات حدوث الأمراض الروحية وكيفية الوقاية منها ، فضلاً عن انتشار كثير من البدع والخرافات المتعلقة بمواضيع الرقية الشرعية ، ومن هنا فإني أقدم إجابة التساؤلات المطروحة سائلاً المولى عز وجل التوفيق والسداد :

    * السؤال الأول : ما هو مفهوم الرقية الشرعية ، وما شروطها ؟

    الجواب : مفهوم الرقية الشرعية : الرقية الشرعية : هي التعويذ والاسترقاء بما كان من الأدعية المشروعة أو الآيات القرآنية 0

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( الرقى بمعنى التعويذ ، والاسترقاء طلب الرقية ، وهو من أنواع الدعاء ) ( مجموع الفتاوى - 1 / 182 ، 328 - 10 / 195 ) 0

    شروط الرقية الشرعية : قد أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط :
    1)- أن يكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته 0
    2)- أن يكون باللسان العربي وبما يعرف معناه 0
    3)- أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بتقدير الله تعالى 0

    * السؤال الثاني : ما هي حقيقة العين وما مدى تأثيرها على النفس الإنسانية ؟ مع إيراد الأدلة النقلية من الكتاب والسنة ؟

    الجواب : حقيقة العين : العين : نظر باستحسان مشوب بحسد من خبيث الطبع تحصل للمنظور منه ضررا ، قال ابن منظور : العين أن تصيب الإنسان بعين 0 وعان الرجل بعينه عينا 0 فهو عائن والمصاب معين على النقص ومعيون على التمام ، أصابه بالعين 0

    مدى تأثير العين : يتضح جلياً أن للعين حقيقة وأثراً بيناً ، والعين قد تمرض وقد تقتل وقد تؤدي إلى ما تؤدي إليه من عوارض أخرى ، وبهذا تضافرت النصوص النقلية الصحيحة من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم 0

    الأدلة النقلية من الكتاب والسنة : الأدلة كثيرة وكثيرة جداً سواء في كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، إنما اقتصر على دليل واحد من الكتاب والسنة :

    الدليل من كتاب الله : قال تعالى في محكم كتابه : ( وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ 00 الآية ) ( سورة القلم – الآية 51 ) 0

    * قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره : ( قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما ( ليزلقونك ) لينفذونك ( بأبصارهم ) أي يعينونك بأبصارهم بمعنى يحسدونك لبغضهم إياك لولا وقاية الله لك وحمايته إياك منهم ، وفي هذه الآية دليل على أن العين إصابتها وتأثيرها حق بأمر الله عز وجل ، كما وردت بذلك الأحاديث المروية من طرق متعددة كثيرة ) ( تفسير القرآن العظيم – 4 / 409 )

    الدليل من السنة المطهرة : عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف – رضي الله عنه – قال : مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف وهو يغتسل ، فقال : لم أر كاليوم ، ولا جلد مخبأة 0 فما لبث أن لبط به0 فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له : أدرك سهلا صريعا قال : ( من تتهمون به ؟ ) قالوا عامر ابن ربيعة 0 قال : ( علام يقتل أحدكم أخاه ؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه ، فليدع له بالبركة ) ثم دعا بماء 0 فأمر عامرا أن يتوضأ 0 فغسل وجهه ويديه إلى المرفقين 0 وركبتيه وداخله ازاره0 وأمره أن يصب عليه ) ( أنظر صحيح الجامع 556 ، أنظر صحيح ابن ماجة 2828 ) 0

    * عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( العين حق ) ( متفق عليه ) 0

    * السؤال الثالث : ما هي علامات الإصابة بالعين ؟ وكيف يمكن للإنسان أن يعرف أنه معيون ؟

    الجواب : علامات وأعراض الإصابة بالعين : لا شك أن النصوص الحديثية بينت بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك أعراض خاصة بالعين قد تظهر على ذات المعين ، وأهم هذه الصفات الحرارة والبرودة والنصب والتعب ، وتتجلى تلك الآثار من حديث عبدالله بن عامر قال : انطلق عامر بن ربيعة وسهل بن حنيف يريدان الغسل ، قال : فانطلقا يلتمسان الخَمَر ( الخَمَر : كل ما يستر من شجر أو جبل أو غيره ) ، قال : فوضع عامر جبة كانت عليه من صوف ، فنظرت إليه – أي إلى سهل – فأصبته بعيني فنزل الماء يغتسل، قال : فسمعت له في الماء قرقعة فأتيته فناديته ثلاثاً فلم يجبني فأتيت النبي فأخبرته، قال : فجاء يمشي فخاض الماء حتى كأنّي أنظر إلى بياض ساقيه ، قال : فضرب صدره بيده ثم قال : ( اللّهمّ أذهب عنه حرّها وبردها ووصبها – الوصب : التعب - ) قال : فقام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا رأى أحدكم من أخيه أو من نفسه أو ماله ما يعجبه ، فليبركه ، فإن العين حق ) ( صحيح الجامع – 556 ) 0 وقد تظهر تلك الأعراض على أحوال المعين العامة وعلاقته بمن حوله ، فتؤثر عليها وتغيرها من حال إلى حال آخر 0

    ونستطيع أن نقسم الأعراض الخاصة بالعين إلى الآتي :

    1)- الأعراض الجسمية : عادة ما تظهر بعض تلك الأعراض قبل القراءة أو أثناء الرقية الشرعية ، وهي على النحو التالي : صفار الوجه وشحوبه ، شعور المصاب بضيقة شديدة في منطقة الصدر ، صداع متنقل مع الشعور بزيادة الصداع أثناء الرقية الشرعية ، الشعور بالحرارة الشديدة ، تصبب العرق ، خاصة في منطقة الظهر ، ويتبع ذلك عادة قوة العين ، ألم شديد في الأطراف ، التثاؤب المستمر بشكل غير طبيعي وملفت للنظر ، البكاء أو تساقط الدموع دون سبب واضح ، ارتجاف الأطراف وتحركها حركات لا إرادية وذلك بحسب قوة العين وشدتها ، خفقان القلب ، تمغض العضلات، ويطلق عليه عند العامة ( التمطي ) ، الشعور بالخمول بشكل عام وعدم القدرة على القيام بالعمل ، الشعور ببرودة في الأطراف أحيانا ، ظهور كدمات مائلة إلى الزرقة أو الخضرة دون تحديد أسباب طبية 0

    2)- الأعراض الاجتماعية : وتؤثر العين من الناحية الاجتماعية على المصاب من خلال علاقاته بالآخرين ، ومن بعض تلك المظاهر : فقدان التجارة والمال ، الكره والبغض من الأهل والأصدقاء والمعارف ، فقدان المنصب والوظيفة والعمل 0

    أما كيف يمكن للإنسان أن يعرف أنه معيون : لا بد للمسلم أن يتأنى في إصدار الحكم ، حيث أن المشكلة التي يواجهها كثير من الناس اليوم إعادة كافة الأمور المتعلقة بالمشاكل الصحية والاجتماعية والاقتصادية إلى مسائل الصرع والسحر والعين ، وهذا لا يجوز مطلقاً حيث أن الشعور بأية أعراض مرضية يستلزم مراجعة الطبيب المتخصص ، أو البحث عن أساس المشكلة الحقيقي ، وهذا الكلام لا يعني مطلقاً نفي أعراض وتأثيرات الأمراض الروحية من صرع وسحر وعين ، إنما يتطلب الأمر التريث والبحث عن الأسباب الحقيقية للمشكلة ، وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن أثبتت كافة الفحوصات الطبية والتحاليل سلامة الناحية العضوية من كافة الأمراض ، عند ذلك يلجأ الإنسان إلى رقية نفسه بالرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، وإن احتاج الأمر لمراجعة الإخوة المتخصصين في الرقية أصحاب العلم الشرعي الحاذقين المتمرسين فلا بأس بذلك ، ومن هنا أقول : إن الشعور بأية أعراض قد تم ذكرها آنفاً ، يتطلب البحث الجدي عن أسباب المعاناة والألم ، ولا يجوز الحكم في المسألة من قبل المريض أو ذويه ، إنما يترك الأمر لأهل الاختصاص 0

    * السؤال الرابع : لقد عالج الإسلام قضية العين والحسد من كافة جوانبها ، فما هيّ الأساليب العلاجية والوقائية لحالات الإصابة بالعين ؟

    الجواب : الأساليب العلاجية والوقائية لحالات الإصابة بالعين :

    أولا : الغسل للعائن :- وقد ذكرت آنفاً حديث أمامة بن سهل بن حنيف - رضي الله عنه – بخصوص ذلك ، أما كيفية وأماكن الغسل ، فقد ذكرها العلماء على النحو التالي : غسل وجه العائن ، وغسل يديه إلى المرفقين ، وغسل ركبتيه ، وغسل داخل إزاره ، وأن يكفأ المصاب بالعين الإناء من خلفه بغتة ويغتسل به 0

    ثانيا : الرقية الشرعية :- ومن الأمور الهامة والنافعة في علاج العين اللجوء الى الله سبحانه وتعالى والمداومة على الرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، كما ثبت في أحاديث كثيرة ، فقد ثبت من حديث عائشة – رضي الله عنها - قالت : ( أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أوامر - أن يسترقى من العين ) ( متفق عليه ) ، كما ثبت من جابر بن عبدالله – رضي الله عنه – قال : رخص النبي صلى الله عليه وسلم لآل حزم في رقية الحية ، وقال لأسماء بنت عميس : ( مالي أرى أجسام بني أخي ضارعة تصيبهم الحاجة ) قالت : لا ، ولكن العين تسرع اليهم ، قال : ( ارقيهم ) قالت : فعرضت عليه فقال : " ارقيهم " ) ( اخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب السلام ( 60 ) – برقم 2198 ) 0
    وعن أم سلمة – رضي الله عنها – زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى سفعة في وجه جارية في بيت أم سلمة فقال : ( استرقوا لها فإن بها النظرة ) ( متفق عليه ) ، والرقية تكون :

    * الرقية بكتاب الله : ولا بد للمسلم أن يتيقن أن كتاب الله سبحانه وتعالى كله خير وشفاء ، وقد ثبتت الرقية ببعض آيات وسور القرآن العظيم بنصوص نقلية عن الرسول صلى الله عليه وسلم كالرقية بفاتحة الكتاب وسورة البقرة ، وآية الكرسي ، وأواخر سورة آل عمران ، والمعوذتين والإخلاص 0

    * الرقية بالسنة المطهرة : ثبت من حديث عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - أنه اشتكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ثلاثا ، وقل سبع مرات : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب السلام ( 67 ) باب استحباب وضع يده على موضع الألم مع الدعاء - برقم 2202 ) ، وكما ثبت من حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى مريض أو أتي به قال : أذهب البأس رب الناس ، اشف وأنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقما ) ( متفق عليه ) ، وكما ثبت من حديث ابن عباس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يعود مريضا لم يحضر أجله فيقول سبع مرات : أسأل الله العظيم ، رب العرش العظيم ، أن يشفيك ، إلا عوفي ) ( صحيح الجامع - 5766 ) ، وقد ثبت من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه – : ( أن جبريل - عليه السلام - أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ! اشتكيت ؟ فقال : ( نعم ) ، فقال جبريل – عليه السلام - : ( باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شركل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب السلام ( 40 ) - برقم 2186 ) ، وثبت من ابن عباس - رضي الله عنه - قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول : إن أباكما كان يعوّذ بها إسماعيل وإسحاق أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب الأنبياء ( 10 ) - برقم 3371 ) 0

    ثالثا : الوضوء : ويسن لعلاج العين أن يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغتسل منه المعين ، لما ثبت من حديث عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت : ( كان يؤمر العائن ، فيتوضأ ، ثم يغتسل منه المعين ) ( صحيح أبي داوود 3286 ) ، وروى مالك - رحمه الله - أيضا عن محمد بن أبي أمامة بن سهل ، عن أبيه حديث الغسل ، وقال فيه : ( إن العين حق ، توضأ له ، فتوضأ له ) ( صحيح ابن ماجة – 2828 ) 0

    رابعا : الدعاء بالبركة : يسن إذا رأى أحد من أخيه ما يعجبه أن يدع له بالبركة ، كما ثبت من حديث إمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه 0

    خامسا : التكبير ثلاثا : ومما ينفع في علاج العين قيام المعين بالتكبير ثلاثا فإن ذلك يرد العين بإذن الله سبحانه وتعالى ، كما ذكره الشيخ محمد الأمين المختار الشنقيطي في " أضواء البيان " ( 9 / 650 ) 0

    سادسا : قول (ما شاء الله لا قوة إلا بالله) : ويستحب كذلك لمن رأى شيئا من نفسه أو ماله أو ولده أو أي شيء فأعجبه أن يقول : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، يقول تعالى في محكم كتابه : ( وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ إِنْ تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالا وَوَلَدًا ) ( سورة الكهف – الآية 39 ) 0

    سابعا : الاستعاذة بالله من العين : ويسن كذلك الاستعاذة بالله من العين كما ثبت من حديث عائشة - رضي الله عنها - حيث قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( استعيذوا بالله من العين فإن العين حق ) ( صحيح الجامع – 938 ) 0

    ثامنا : المحافظة على الذكر والدعاء : ومن أنجع الوسائل للوقاية من العين قبل وقوعها وبعده التحصن بالأذكار والأدعية 0

    قال ابن القيم : ( ومن جرب الدعوات والعوذ ، عرف مقدار منفعتها ، وشدة الحاجة إليها، وهي تمنع وصول أثر العائن ، وتدفعه بعد وصوله بحسب قوة إيمان قائلها ، وقوة نفسه ، واستعداده ، وقوة توكله وثبات قلبه ، فإنها سلاح ، والسلاح بضاربة ) ( زاد المعاد – 4 / 170 ) 0

    تاسعا : استخدام المداد المباح : ومن الأمور المجربة والنافعة لعلاج العين استخدام المداد المباح بالزعفران ونحوه ، كما أشار لذلك جماعة من السلف ، وقد نقل ذلك عن مجاهد ، كما نقله ابن القيم – رحمه الله - 0

    عاشرا : الاحتراز بستر محاسن من يخاف عليه من العين : قال ابن القيم -رحمه الله- : ( ومن علاج ذلك أيضا والاحتراز منه ستر محاسن من يخاف عليه العين بما يردها عنه، كما ذكر البغوي في كتاب " شرح السنة " : أن عثمان – رضي الله عنه – رأى صبيا مليحا ، فقال : دسموا نونته ، لئلا تصيبه العين ، ثم قال في تفسيره : ومعنى : دسموا نونته : أي : سودوا نونته ، والنونة : النقرة التي تكون في ذقن الصبي الصغير ) ( الطب النبوي – ص 173 ) 0

    حادي عشر : الإحسان إلى من عرف الإصابة بالعين : وهذا مما يطفئ نار الحسد في قلب الحاسد ، فالإحسان إلى من عرفت أصابته بالعين كإحسان الغني إلى الفقير المستشرف لما في يد الغني 0

    ثاني عشر: الصبر على العائن وعدم التعرض له : فالصبر على العائن وعدم التعرض له أو إيذائه لقوله تعالى : ( وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِىَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ ) ( سورة الحج – جزء من الآية 60 ) 0

    ثالث عشر : المحافظة على قضاء الحوائج بالسر والكتمان : ويستحب كذلك اتقاء شر العين والحسد بالمحافظة على السر في قضاء الحوائج ، لما ثبت من حديث معاذ بن جبل - رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان ، فإن كل ذي نعمة محسود ) ( صحيح الجامع – 943 ) 0

    رابع عشر : الاحتراز من العائن واجتنابه والبعد عنه وحبسه من قبل الإمام : ومن الأمور الهامة والنافعة لاتقاء شر العائن أو الحاسد اجتنابه والبعد عنه ، وحبسه من قبل ولاة الأمر ، كما أشار إلى ذلك ابن القيم - رحمه الله – في زاد المعاد ( 4 / 173 ) 0

    خامس عشر : الأمور الحسية الثابتة بالتجربة : يعمد البعض بالسؤال عن بعض الأمور المتعارف عليها والمتداول استخدامها بين الناس في علاج العين والحسد ، وقد تكون تلك الأمور من الأساليب والعادات المتوارثة عن الآباء والأجداد ، ويفضي استخدام بعضها في علاج العين إلى محاذير شرعية ، والوقوع في المحرم ، وهناك بعض الاستخدامات التي أجاز فعلها أهل العلم أذكر منها :

    1)- استخدام آثار المريض الداخلية أو الخارجية ووضعها بالماء ورشه بعد ذلك على المعين : وقد أفتى بجواز ذلك فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله في كتابه " القول المفيد على كتاب التوحيد " ( 1 / 94 ) 0

    2)- استخدام أثر العائن على أي صفة كانت كالماء والقهوة والنوى : وقد أجاز بعض العلماء حفظهم الله استخدام هذه الطريقة دون الاعتقاد بها ، واعتبار ذلك من قبيل الأسباب الحسية الداعية للشفاء بإذن الله تعالى ، وقد أثبتت التجربة والخبرة نفعه وفائدته ، وممن أجاز ذلك الفعل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين في ( مخطوطة عندي بخط يده – ص 234 ) 0

    3)- استخدام آثار عتبات الأبواب أو أقفالها ونحوه ووضعها بالماء والاستحمام بها لإزالة أثر العين : وقد ثبت نفع استخدام هذه الطريقة في علاج العين ، وقد جربتها قبل سؤال أهل العلم فنفعت أيما نفع ، وقد سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن جواز استخدام آثار عتبات الأبواب والأقفال وذلك عن طريق مسح المكان ووضع ذلك في الماء واغتسال المعين منه ، علما أنه قد ثبت نفع ذلك مع كثير من الحالات ، واعتبار مثل ذلك الاستخدام سببا حسيا للشفاء بإذن الله تعالى ، فأجاز ذلك بفتوى مكتوبة بتاريخ 24 شعبان سنة 1418 هـ 0

    * قصة واقعية : وأذكر في ذلك قصة واقعية حصلت معي شخصياً حيث اتصل أحد الزملاء يشكو لي معاناة زوجته ، حيث قال : قبل أيام رزقنا الله سبحانه وتعالى بمولودة موفورة الصحة والعافية ، وقد سعدنا كثيرا بها ولله الحمد والمنة ، وبعد أيام حضر بعض النسوة لتهنئة زوجتي بالمولودة الجديدة ، وبعد خروجهن ، أخذت الطفلة بالبكاء الشديد ولم تعد تتقبل الرضاعة من الأم ، وكذلك أحست زوجتي بإرهاق وتعب شديد وأخذت تبكي وتصيح على نحو غير مألوف ، وفور سماعي بذلك عرضتها والطفلة على طبيبة متخصصة ولكن دون جدوى ، وتم رقيتها بالرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، وقد تبين إصابتها بالعين من خلال الأعراض التي اتضحت بعد القراءة والله تعالى أعلم ، وقد أشرت على هذا الأخ الفاضل القيام بمسح العتبة والأقفال الخاصة ببوابة مدخل النساء بقطعة من القماش ووضعها في ماء ، ومن ثم قيام الزوجة بمسح كافة أنحاء الجسم من هذا الماء ، وكان المفترض أن تقوم المرأة بالاغتسال من هذا الماء ، واستعيض عن ذلك بالأسلوب آنف الذكر نتيجة الولادة القيصرية ، حيث أن الاغتسال قد يؤدي لتعرض الجرح لمضاعفات خطيرة ، بعد ذلك من الله سبحانه وتعالى على هذه الأخت الفاضلة بالشفاء ، وعادت الأمور إلى سابق عهدها ، والله تعالى أعلم 0
    وهذه بعض الطرق الشرعية الفعالة والأكيدة في علاج هذا الداء أسأل الله سبحانه وتعالى العفو والعافية والسلامة لي ولسائر المسلمين ، إنه على كل شيء قدير 0

    * السؤال الخامس : تتعرض كثير من الفتيات والسيدات إلى الإصابة بالعين في حفلات الزواج ومناسبات الأفراح ، هل ترون أن المبالغة في التزين والتجمل يعد من الأسباب المؤدية للإصابة بالعين ، وما توجيهكم بخصوص ذلك الأمر ، وهل صادفتكم حالات كثيرة في الإطار ذاته ؟

    الجواب : أما من ناحية المبالغة في التزين والتجمل في حفلات الزواج ومناسبات الأفراح فهذا مما لا شك فيه ، ولا غرابة البتة في تعرض الأخوات الكريمات لبعض آثار الأمراض الروحية كالصرع والعين والحسد ، ، فتلك الأماكن مرتعا خصبا للجن والشياطين ، وحضور هذه المجالس من بعض الأخوات المسلمات خاصة أنهن يحرصن على إبداء زينة مبالغ فيها ، إضافة إلى بعدهن عن منهج الكتاب والسنة ، كل ذلك يجعلهن دون وقاية أو حصانة تذكر ، فيسهل على شياطين الإنس والجن النفاذ إليهن وصرعهن أو إصابتهن بالعين والحسد 0
    وحريٌ بالأخوات المسلمات عدم التعرض لمثل تلك المواقف ، ويجب على كل مسلم أن يتخذ الأسباب الشرعية والحسية للوقاية من أمراض النفس البشرية كالصرع والسحر والحسد والعين ونحوه ، والذي ينصح به كافة المسلمين قبل التواجد في مثل تلك الأماكن والمجالس تحصين النفس البشرية بالذكر والدعاء الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمحافظة على أذكار الصباح والمساء والنوم ، والخروج من المنزل ، والدخول إليه ونحوه ، وكذلك ينصح المسلم قبل التوجه إلى المجالس العامة والخاصة وإلى الأفراح والمناسبات من تعويذ النفس والأهل اتقاء للحسد والعين ، وما قد يقع للإنسان من أحوال العالم الغيبي ، والواجب يحتم على من حصل له إطراء أو إعجاب من قبل الغير دعوة هؤلاء للتبريك والدعاء ، كقولهم ( ما شاء الله تبارك الله ) ، كما أخبر الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه : ( وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ إِنْ تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالا وَوَلَدًا ) ( سورة الكهف – الآية 39 ) ، وكما ثبت من حديث أمامة بن سهل بن حنيف - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( علام يقتل أحدكم أخاه ، إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ) ( صحيح الجامع – 4020 ) ، وكما أفاد بذلك أهل العلم الأجلاء 0
    والعين قد تقع في مثل تلك المواقف وتصيب الإنسان إن كان مكشوفا خالي القلب من الذكر والدعاء والتحصين ، وقد ذكرت آنفاً كلاما مطولا في الحديث عن الأساليب العلاجية والوقائية لحالات الإصابة بالعين 0
    ولا بد تحت هذا العنوان من إيضاح مسألة هامة وقع فيها كثير من المسلمات اليوم ، وهو الوقوع في المخالفات الشرعية من حيث كشف بعض أجزاء الجسد التي لا يحل كشفها والاطلاع عليها 0
    ودون الحد الذي بينه الشرع فلا يجوز للمرأة المسلمة أن تكشف شيئا من ذلك سواء كان الأمر متعلقا بالمسلمات أو الكافرات كما تم ايضاح الحد الأدنى لذلك ، ودون ذلك يعتبر عورة لا يجوز للمرأة كشفها بأي حال من الأحوال ، إلا ما كان للضرورة، وفي حدود القاعدة الفقهية أن الضرورة تقدر بقدرها والخروج عن ذلك يعرضها لسخط الله سبحانه وعقوبته 0
    ولا أخفي أنني قد واجهت الكثير من الأخوات سواء كن ملتزمات أو غير ملتزمات تعرضهن للإصابة بالعين والحسد ، مع أن وهذا في حقيقة الأمر يحتم على الأخوات المسلمات العودة المطردة إلى الله سبحانه وتعالى واللجوء إليه ، وكذلك اللجوء للرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، ولا بد من تقوى الله سبحانه ، وعدم استخدام تلك الأساليب والممارسات البعيدة كل البعد عن المنهج الإسلامي القويم لمخالفة ذلك هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ولما قد يترتب على ذلك الفعل من عواقب قد تعرض أصحابها للأمراض الروحية كالإصابة بالصرع والسحر والحسد والعين ونحوه ، والله تعالى أعلم 0

    * السؤال السادس : بم تعلل انتشار حالات الإصابة بالعين والسحر والمس في السنوات الأخيرة ؟ وهل صحيح أن الغفلة عن ذكر الله والانكباب على المعاصي والشهوات يجعل الإنسان أكثر عرضة لتسلط الجن والشياطين ؟ وهل صادفتكم حالات من هذا النوع ؟

    الجواب : لا أشك مطلقاً أن من أهم الأسباب وراء انتشار ظاهرة الإصابة بالأمراض الروحية كالصرع والسحر والعين هو البعد عن منهج الكتاب والسنة ، وتكالب الناس على الدنيا وشهواتها وملذاتها ، فقل الإيمان في القلوب ، ورانت القلوب بالمعاصي ، واستغل الشيطان ذلك لينفث سمومه ، فدخل على الناس من أبواب كثيرة ، فتارة يدخل من باب الإخلال بالعقيدة ، وتارة أخرى بالبدعة ، وتارة ثالثة بإلقاء الشبهات وهكذا ، وكل ذلك أدى إلى انسلاخ المجتمعات الإسلامية عن قيمها ومبادئها وبخاصة المحافظة على قراءة كتاب الله ، وأن هناك سور وآيات تحفظ وتقي من الإصابة بالأمراض الروحية كقراءة الفاتحة وسورة البقرة ، وأواخر سورة آل عمران ، والمعوذتين وسورة الإخلاص ، وكذلك المحافظة على الأدعية والأذكار الثابتة في النصوص النقلية الصريحة ، ومن ذلك أذكار دخول المنزل والخروج منه ، وأذكار الطعام ، وأذكار الصباح والمساء ، وأذكار دخول الخلاء ، ونزول المكان ، وأذكار اتيان الرجل أهله ونحو ذلك من أذكار أخرى مخصوصة وغير مخصوصة ، وإذا تمعنّا في كثير من تلك الأذكار نجد أن فيها وقاية وحفظ من الشيطان بإذن الله تعالى 0

    * السؤال السابع : ما المقصود بالمس الشيطاني ؟ وما هي الأسباب التي تدفع الجن إلى التسلط على الإنس ومحاولة إيذاءهم ؟ وما هيّ أبرز مظاهر وأشكال الأذى الشيطاني ؟

    الجواب : أما المقصود بالمس الشيطاني : لغةً : مس الجن للإنسان 0
    وبالعموم فلا يرى فرق بين الصرع والمس ، وبعض الإخوة المعالجين قد يشير إلى المس على أنه الإيذاء الخارجي للإنسان من قبل الجن والشياطين ، أما من ناحية الاصطلاح فقد قدمت تعريفاً عاماً للصرع حيث قلت : الصرع : ( هو تعرض الجن للإنس بإيذاء الجسد خارجيا أو داخليا أو كليهما معا ، بحيث يؤدي ذلك لتخبط في الأفعال مما يفقد المريض النظام والدقة والأتاة والروية في أفعاله ، وكذلك يؤدي للتخبط في الأحوال فلا يستقر المريض على حالة واحدة )0
    وقد أوضح ذلك المعنى الإمام الطبري – رحمه الله - في تفسير قوله تعالى : ( الَّذِينَ يَأكلونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ 000 ) ( سورة البقرة – جزء من الآية 275 ) 0
    حيث قال : " يتخبله الشيطان في الدنيا فيصرعه من المس ، أي من الجنون " أي من الجان " ) ( جامع البيان في تأويا القرآن – 3 / 102 ) 0

    أما الأسباب التي تدفع الجن إلى التسلط على الإنس ومحاولة إيذاءهم وأبرز مظاهر وأشكال الأذى الشيطاني ، فأوضحها في الأمور التالية :

    الأول : أسباب من جهة الإنسان نفسه : وهذه الأسباب تتأتى إما نتيجة الابتلاء أو العقوبة وإما بسبب تقصير الإنسان وبعده عن الله سبحانه وتعالى ، وفراغ القلوب من الذكر والدعاء وعدم اللجوء إليه سبحانه ، وألخص هذه الأسباب بالآتي :-

    1 ) - أسباب تتعلق بحكمة الله ومشيئته :-

    أ )- الابتلاء : أن يكون صرع الجن للإنس نوع ابتلاء من الله - جل وعلا - فالله سبحانه وتعالى بحكمته بتلي الخلق بأنواع المصائب والصرع من جملتها ، قال تعالى : ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) ( سورة الأنبياء – الآية 35 ) وعلى من ابتلي بذلك أن يصبر ويحتسب الأجر والمثوبة من الله مع بذل الأسباب المشروعة للعلاج 0

    ب )- العقوبة الإلهية : أن يكون ذلك عقوبة من الله بسبب اقتراف العبد الذنوب والآثام ، قال تعالى : ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) ( سورة الشورى – الآية 30 ) 0
    فكلما ابتعد الإنسان عن ربه وخالقه استحوذت عليه الشياطين وتسلطت عليه وأصبحت حياته تعيسة ، قال تعالى : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) ( سورة طه – الآية 124 ) 0

    2) - أسباب تتعلق بالإنسان نفسه :-
    أ ) - ضعف حظ المبتلى عن الدين والتوكل والتوحيد 0
    ب )- خراب القلوب والألسنة من الذكر والدعاء0
    ج )- عدم قيام المبتلى بالتعاويذ والتحصينات النبوية 0
    د )- يقين الجن والشياطين بعزلة الإنسان من السلاح الذي يستطيع مواجهتهم به والنيل منهم ومن أذاهم وبطشهم 0

    ثانياً : أسباب من جهة الجن أنفسهم : وهذه الأسباب تعزى للجن أنفسهم ، وقد تكون أسباب ذاتية نتيجة الإيذاء والظلم ونحوه ، وقد تكون بدوافع أخرى كالسحر والتسليط ونحوه ، ونستطيع أن نحدد تلك الأسباب بالأمور التالية :-

    1)- إن صرعهم للإنس قد يكون عن شهوة وهوى وعشق ، كما يتفق للإنس مع الإنس 0
    2)- وقد يكون - وهو الأكثر - عن بغض ومجازاة 0
    3)- وقد يكون عن عبث منهم وشر 0
    4)- وقد يكون ناتجا عن تسلطهم بواسطة السحرة والمشعوذين والكهنة والعرافين 0
    5)- وقد يكون ناتجا عن الإصابة بالعين ، فيصرعون الإنس نتيجة لذلك ، وهذا أمر مشاهد محسوس ، وقد وقفت على حديث ضعيف يدور حول هذا المعنى ، إلا أن معناه صحيح ، والحديث رواه أبو هريرة - رضي الله عنه – عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( العين حق يحضرها الشيطان وحسد ابن آدم ) ( ضعيف الجامع – 3902 ) 0

    * السؤال الثامن : هل هناك أمكانية لدخول الجني في بدن الإنسي ؟ وكيف يحصل ذلك ؟ وكيف يستطيع المعالج إخراج الجن من بدن الإنسان ؟ وهل يشرع الضرب في علاج تلك الحالات ؟ وما هي أعراض ذلك التلبس ؟

    الجواب : لا شك أن مسألة دخول الجني في بدن الإنسي من المسائل المقررة عند علماء أهل السنة والجماعة ، فقد جاءت الأدلة متظافرة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تؤكد ذلك ، قال تعالى في محكم كتابه : ( الَّذِينَ يَأكلونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ) ( سورة البقرة – جزء من الآية 275 ) 0

    قال ابن كثير : ( أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له ، وذلك أنه يقوم قياما منكرا ) ( تفسير القرآن العظيم - 1 / 334 ) 0

    وقد ثبت من حديث عثمان بن العاص - رضي الله عنه - قال : ( لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف ، جعل يعرض لي شيء في صلاتي ، حتى ما أدري ما أصلي 0 فلما رأيت ذلك ، رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ابن أبي العاص ؟ ) قلت : نعم ! يا رسول الله ! قال : ( ما جاء بك ؟ ) قلت : يا رسول الله ! عرض لي شيء في صلواتي ، حتى ما أدري ما أصلي 0 قال : ( ذاك الشيطان 0 ادنه ) فدنوت منه 0 فجلست على صدور قدمي0 قال ، فضرب صدري بيده ، وتفل في فمي، وقال : ( أخرج عدو الله ! ) ففعل ذلك ثلاث مرات 0 ثم قال : ( الحق بعملك ) ( صحيح ابن ماجة – 2858 ) 0

    قال عبدالله بن أحمد بن حنبل : ( قلت لأبي : إن قوما يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنس 00 فقال : يا بني يكذبون هوذا يتكلم على لسانه ) ( غرائب وعجائب الجن للشبلي – ص 134 مختصر آكام المرجان في أحكام الجان-ص 37 – مجموع الفتاوى – 24 / 277 ) 0

    أما كيفية حصول الصرع : فهذا يبقى ضمن نطاق الغيب الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال إدراكه أو معرفة كنهه ، ولا يجوز بأي حال من الأحوال تحكيم العقل في الحكم على المسألة وإعطاء تأويلات أو تعليلات حول ذلك ، خاصة أن النصوص القرآنية والحديثية قد أثبتت ذلك الأمر ببيان واضح وبرهان قاطع ، وكذلك إجماع أهل العلم على إثبات ذلك ، فنحن مطالبون بقبوله بنفس راضية مطمئنه دون البحث في كيفيته أو الحديث في تفصيلاته دون الدليل النقلي والله تعالى أعلم 0

    أما كيف يستطيع المعالج إخراج الجن من بدن الإنسان : فلا بد للمسلم من اليقين التام بأن المعالج لا يملك أن يقدم أو يؤخر في هذا الأمر بصفة خاصة ، أو فيما يتعلق بالأمراض الروحية كالسحر والعين والحسد بصفة عامة ، والأمر يبقى تحت قدرة الله ومشيئته ، إنما لا بد أن يُعلم جيداً أن الرقية والاستشفاء والعلاج من الأمراض الروحية تحتاج إلى المعالج الذي يملك علماً شرعياً وخبرة وممارسة في هذا الأمر كي يقف على كافة جزئيات وتفصيلات هذا العلم ، وكيفية التعامل مع الحالات المرضية ، فيعلم ويفرق بين ما يجوز وما لا يجوز ، ويتبع الطرق الشرعية في العلاج والاستشفاء ويبتعد عن كل ما يحتوي على الكفر والشرك والبدعة ، وبالتالي يتخذ طريقاً واضحاً ومنهجاً شرعياً في طريقة علاجه 0

    أما مسألة الضرب في علاج حالات الصرع : الواجب على المعالج يحتم تحري الأساليب والوسائل الحسية غير المخطرة على حياة المريض ، وبالتالي لا يمنع مطلقاً من استخدام بعض الأساليب والوسائل الحسية المنضبطة في علاج حالات المرض الروحي ، لكن لا بد من تحري الانضباط في الاستخدام كي لا يكون هناك أدنى خطر على حياة المريض ، مع توفر الضوابط الشرعية والضوابط الطبية التي تؤكد في المحافظة على سلامة الناحية الطبية للمرضى ، فلا يجوز مطلقا اللجوء إلى ما يؤدي لأضرار أو مضاعفات نسبية للمرضى ، وقد ثبت من حديث ابن عباس وعبادة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا ضرر ولا ضرار ) ( صحيح الجامع 7517 ) 0
    وقد ذكر ذلك جمع من أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ، وابن القيم وغيرهم 0
    وقد سئل فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - عن جواز الضرب والخنق والتحدث مع الجن لمن يعالج المرضى بقراءة القرآن ؟
    فأجاب : ( هذا قد وقع شيء منه من بعض العلماء السابقين مثل شيخ الإسلام ابن تيمية – يرحمه الله تعالى – فقد كان يخاطب الجني ويخنقه ويضربه حتى يخرج وأما المبالغة في هذه الأمور مما نسمعه عن بعض القراء فلا وجه لها ) ( الدعوة – العدد 1456- فتاوى العلاج بالقرآن والسنة - ص 69 ) 0

    ومن خلال تتبع النصوص الحديثية وأقوال علماء الأمة الأجلاء يتضح جواز استخدام أسلوب الضرب المنضبط كسبب حسي من أسباب الشفاء أما ما نراه اليوم ونسمعه من بعض الممارسات التي اتسع فيها الخرق على الراقع مما يندا له الجبين فهذا جهل وأي جهل ، ولا بد من توخي سلامة الناحية الطبية للمرضى 0
    وكافة النقولات التي تم ذكرها آنفاً تحتم أن يكون المعالِج على دراية كافية في استخدام أسلوب الضرب ونحوه ، وعليه أن يهتم في هذا الجانب بالأمور التالية :

    أ- الوقت : لا بد للمعالِج من توخي الحرص الشديد في المحافظة على سلامة المريض ، والتأكد التام عند استخدام هذا الأسلوب من وقوع الضرب على بدن الجني الصارع دون وقوعه على جسد الإنسي 0

    ب- الكيفية : تحديد المناطق التي يستطيع من خلالها التأثير على جسد الجني الصارع ، دون أن يترك أدنى أثر أو خطر أو أن يتسبب في أي إيذاء جسدي أو نفسي للحالة المرضية ، وتعتبر الأكتاف والأرداف والأطراف ، مناطق آمنة لاستخدام أسلوب الضرب إن أحسن المعالِج استغلالها على الوجه المطلوب 0
    وأذكر تحت هذا العنوان قصة حصلت منذ أمد بعيد مع إحدى الأخوات ممن ابتليت بـ ( صرع الأرواح الخبيثة ) ، حيث تسلط عليها شيطان بادعاء المحبة والعشق ، وبدأت مرحلة العلاج مع هذه الأخت ورقيت بالرقية الشرعية واستمر الأمر واستخدم مع هذا الشيطان أسلوب الضرب المنضبط على أسفل القدمين مع التزام الضوابط الشرعية في التعامل مع النساء ، وبفضل الله سبحانه وتعالى ومنة وكرمه خرج هذا الجني من هذه الأخت وكتب الله لها الشفاء بإذنه وحده ، وفي إحدى زياراتي لهذه الأخت دخل هذا الخبيث إلى غرفة النوم وكسر الزجاج الخاص بالدولاب ، وسمعنا جميعاً الصوت وعند دخولنا إلى غرفة النوم وجدنا تناثر الزجاج على أرضية الغرفة ، والله تعالى أعلم 0
    وهذا يدل على أن استخدام أسلوب الضرب المنضبط يفيد أيما فائدة إن أحسن المعالِج استغلاله على الوجه الذي يجب أن يكون عليه ، والله تعالى أعلم 0

    يتبع / 000

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    الردود
    484
    الجنس
    تابع / 000

    أما أعراض ذلك التلبس ( الصرع ) : يمكن أن تقسم الأعراض المتعلقة بالصرع إلى قسمين رئيسيين :

    1)- أعراض الصرع الكلي : ولذلك النوع حالات أذكرها على النحو التالي :

    * أولا : الأعراض حال الرقية الشرعية : فقد يظهر على المصاب بعض الأعراض التالية : الإغماء وتشنج الأعصاب ، الصراخ الشديد والبكاء ، شخوص البصر ، طرف العينان يمنة أو يسرة ، وهذا ما يسمى بالرأرأة ، انتفاخ الأوداج والصدر ، احمرار العينين بشكل غير طبيعي ، القوة والقدرة غير الطبيعية ، حركة غير طبيعية وغالبا ما تكون في منطقة البطن ، انتفاخ غير طبيعي في منطقة البطن ، ضيقة شديدة في منطقة الصدر ، القيء والاستفراغ ، الاهتزاز والرجفة الشديدتان ، تغير الصوت كليا في بعض الحالات ، إصدار أصوات غريبة 0

    * ثانيا : الأعراض في حالة اليقظة : وقد يظهر على المصاب بعض الأعراض التالية : الحزن والاكتئاب مع الإحساس بالاختناق وضيق في التنفس ، الانطواء والانعزال مع كراهية وبغض أخلص وأحب وأقرب الناس إليه ، الصدود عن المذاكرة أو الدراسة أو العمل أو البيت أو الزوجة ، الصدود عن العبادات وعلى الأخص الصلاة وتلاوة القرآن أو الاستماع إليه ، الارتياح والتلذذ بقذارة الثوب والبدن والمكان ، الشرود والذهول والنسيان واليأس وسرعة الغضب وسرعة الخطأ والقنوط والإحباط ، والتلفظ بألفاظ نابية ، الضحك والبكاء لغير سبب أو لسبب تافه ، الصرع والتشنج خاصة في حالة الغضب أو الحزن الشديد ، الصداع الدائم دون تحديد سبب طبي لذلك ، الكسل والخمول ، وعدم الرغبة والدافع لأي عمل ، الهلع والفزع والخوف الشديد ، الوسوسة والشك والريبة ، النزيف المستمر عند النساء دون تحديد أسباب طبية ، الإمساك المزمن دون تحديد أسباب طبية ، آلام متنقلة في أعضاء الجسم دون تحديد أسباب طبية ، الإيحاءات الكفرية والشركية وزرع الشك في العقيدة والمنهج ، الانكباب على المعاصي بشتى السبل والوسائل ، الشراهة في الأكل والطعام والشراب ، الكراهية الشديدة للمعالِجين وسماع أخبارهم أو ارتياد أماكنهم ، ألم في الظهر والركبتين وملاحظة كدمات بلون أسود مائل للزرقة أو الخضرة ، خاصة في الذراعين والفخذين ؛ دون تحديد أسباب طبية ، الإحساس بالمتابعة والملاحقة من قبل أشخاص ، أو الشعور بوجود نفس بمحاذاة الشخص وهو على فراشه استعدادا للنوم ، الإحساس بمن يقوم بسحب أو جذب غطاء النوم دون رؤية أحد ، سماع أصوات أو رؤية أشباح ، تلمح من أمام الشخص بسرعة فائقة ، أو رؤية أنوار وخيالات ونحوه ، الأرق والقلق والتوتر ، ولا يدل ذلك على أن كل مصاب بالأرق يعاني من صرع الأرواح الخبيثة ، ويصاحب الأرق عادة الأعراض الآتية :-
    أ - حدوث تقطع للنوم وعدم انتظامه أثناء الليل 0
    ب- عدم القدرة على النوم أساسا 0
    ج - عدم النوم للفترة التي يحتاجها الجسم للراحة 0
    وقد تكون الأسباب المباشرة للأرق غير الأسباب المتعلقة باقتران الأرواح الخبيثة ، وهذا النوع من الأرق قد ينجم عن أسباب معروفة أوجزها بالآتي :-
    أ )- الأمراض البدنية 0
    ب )- الضغوط النفسية 0
    ج )- الضجيج وتأثيره على نفسية المريض 0
    د )- كثرة المشروبات المنبهة 0
    هـ)- الاضطرابات في أوقات العمل ، خاصة الذين يعملون ضمن نظام الورديات 0
    وعلاج ذلك النوع يكون بالابتعاد عن كافة المؤثرات التي تم ذكرها سابقا 0

    * ثالثا : الأعراض في حالة النوم : وقد يظهر على المصاب بعض الأعراض التالية : الأحلام المزعجة والمتكررة ورؤية القطط والكلاب خاصة ذات اللون الأسود ، والاعتداءات المتكررة من قبل بعض الرجال والنساء ونحوه ، المشي أثناء النوم ، الحركات اللاإرادية لأعضاء الجسم أثناء النوم ، كحركة القدم واليد ونحوه ، الفزع الشديد بطريقة ملفتة للنظر ، الكلام والضحك والبكاء أثناء النوم ، رؤية أشخاص في النوم من الرجال أو النساء ، وذهابهم بالمريض إلى أماكن نائية وبعيدة كالبراري والفلوات ونحوه ، الاعتداء الجنسي لدى بعض الحالات النادرة ، الشعور دوما أثناء النوم بشيء يجثم على الصدر، وهذا ما يطلق عليه العامة الكوابيس أو ( الجاثوم ) 0

    2)- أعراض الاقتران الخارجي : وقد يظهر على المصاب بعض الأعراض التالية : الإيذاء المستمر بكافة الأشكال والوسائل والسبل ، كالضرب أو الحرق أو السرقة ونحوه ، محاولة التفريق بين المريض ومحبيه وأصدقائه بشتى الوسائل والطرق ، التشكل بطرق متنوعة ومختلفة كالقطط والكلاب والحيات ونحوه ، لترويع المريض وإيذائه على هذا النحو 0 مع الأخذ بعين الاعتبار أنه لا يجوز الحكم من قبل العامة بناء على كافة الأعراض آنفة الذكر ، إنما يترك الأمر للمتخصصين في هذا العلم ، وبخاصة أن هناك تشابه إلى حد كبير بين الأمراض الروحية والأمراض النفسية ، فلينتبه 0

    * السؤال التاسع : نسمع كثيراً عن وجود ما يسمى بالعشق بين جني وإنسية مثلاً أو العكس ، فما حقيقة العشق بين الجن والإنس ، وما هي الأسباب التي قد تدفع الجن إلى الإعجاب بالإنس والاقتتان بهم ؟ وكيف يمكن التوقي من ذلك الأمر تحديداً ؟

    الجواب : أما حقيقة العشق بين الجن والإنس : فإن عالم الجن يختلف بطبعه وخصائصه عن عالم الإنس ، ومن ثم كان لكل منهما عالمه الخاص به وقوانينه التي يعيش فيها 0
    وظاهر الأمر أن التجانس بينهما أمر مستبعد ، لكنه ليس بمستحيل عقلا أو واقعا 0 أما شرعا فإنني لم أجد نصا قاطعا في المسألة يجيز العشق أو التناكح بين الإنس والجن أو يمنعه 0
    والظاهر أن ذلك الأمر بين الجن والإنس بالرغم مما بينهما من الاختلاف، أمر ممكن عقلا، بل هو الواقع ، وقد اختلف العلماء في هذه المسألة ، فمنهم من رأى إمكانية ذلك ، ومنهم من رأى المنع ، والراجح إمكانية حدوث ذلك في نطاق محدود ، بل هو نادر الحدوث والله أعلم 0
    وقد قال بهذا الرأي جماعة من العلماء منهم : مجاهد والأعمش ، وهو أحد الروايتين عن الحسن وقتادة ، وبه قال جماعة من الحنابلة والحنفية ، والإمام مالك وغيرهم ( مجموع الفتاوى - 19 / 39 ) 0

    ويرى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله - أن هذه المسألة نادرة الوقوع إن لم تكن ممتنعة ، ويقول : " هذا هو الصواب ولا يجوز لأسباب كثيرة " ( فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين - ص 29 ) 0

    وما ذكره أهل العلم الأجلاء في هذه المسألة هو الصواب ، حيث أن المفاسد التي قد تترتب عن العشق أو المناكحة أو التزاوج أو نشر ذلك بين الناس مفاسد عظيمة لا يعلم مداها وضررها إلا الله ، وكذلك وقوع بعض الأمور المشكلة من جراء حصول ذلك الأمر ، والله تعالى أعلم 0

    أما الأسباب التي تدفع الجن إلى الإعجاب بالإنس والافتتان بهم : فقد بحثت في هذه المسألة بحثاً مطولاً ، ووجدت أن الأسباب الرئيسية لحدوث ذلك الأمر يتلخص بالأمور التالية :
    1)- رؤية الجن للإنس والاعجاب بهم ، ثم تحول الأمر إلى عشق شديد ، وخاصة بالنسبة للنساء ، حيث أنهن تركن أمر الله عز وجل في التزام الحجاب الشرعي الإسلامي والتبرج المبتذل والتزين والتعطر وكل ذلك أدى إلى افتتان بعض الجن بهن وصرعهن ، بقدر الله الكوني لا الشرعي 0
    2)- عدم المحافظة على البيوت المسلمة من عبث الجن والشياطين ، من خلال أمور كثيرة جداًَ ، حيث تفشي المنكرات ، كالتصاوير ، والأغاني ، والموسيقى ، والاختلاط ، وكل ذلك أدى إلى تواجد الجن والشياطين في تلك الأماكن، ورؤية أصحاب البيوت دون وقاية تذكر ، فيقع الأمر ، وقد يعشق الجن الإنس 0
    3)- بعد الناس في العصر الحاضر عن تلاوة القرآن ، وكذلك عدم المحافظة على الذكر والدعاء ، وكما هو معلوم بأن كثير من الأوراد المأثورة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها وقاية وحصانة للمسلم وبيته ، ومن ذلك أذكار الصباح والمساء ودخول المنزل والخروج منه ، وأذكار الطعام ودخول الخلاء ونحو ذلك من أذكار نبيوية مأثورة 0
    4)- وقد يقع الأمر من بعض الجن والشياطين كعبث وسفه وشطط ، وقد ذكر ذلك بعض جهابذة أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - 0
    5)- وقد يقع الأمر منهم عن بغض ومجازة ، فيعتدوا على حرمات وأعراض بعض المسلمين لما قد يبدر منهم من إيذاء غير متعمد ، كصب ماء حار ، أو الإيذاء البدني غير المستقصد ، ونحو ذلك من أنواع الإيذاء الأخرى 0
    6)- وكثير من الحالات التي تعاني من ذلك الأمر يكون بسبب تعرضها للسحر ، وتوكيل حارس من الجن ( الرصد ) على المريض ، فيلازمه وقد يتحول الأمر في كثير من الأحيان إلى عشق ذلك الجني أو الجنية للإنسي 0
    وتلك هي أبرز المظاهر التي تدفع الجن لمثل ذلك الأمر ، والله تعالى أعلم 0

    أما كيفية توقي ذلك : فيكون بالتمسك بمنهج الكتاب والسنة والمحافظة على الأذكار والأدعية بشكل عام ، خاصة تلك التي تقي البيوت المسلمة من عبث الجن والشياطين ، وكذلك رعاية البيوت الإسلامية وصونها من كافة المنكرات التي تجعل لتلك الأرواح الخبيثة سبيلاً للعبث والنيل منها ، والله تعالى أعلم 0

    * السؤال العاشر : يخلط كثيرٌ من الناس بين الحالات النفسية التي قد تنتابهم كالقلق والاكتئاب والوسواس ، وبين الإصابة بالعين والسحر ، وربما يكون ذلك الخلط ناتجاً عن التشابه الكبير بين أعراض القلق والاكتئاب وبين أعراض العين والسحر والمس 0 كيف يمكن للإنسان والمعالج التفريق بين الحالين ؟

    الجواب : لا بد قبل الإجابة على هذا السؤال من إيضاح مسألة في غاية الإهمية ، حيث أنه لا بد لكثير من الناس الاعتقاد الجازم بأن هناك أمراض نفسية ، والأمراض النفسية بشكل عام تنقسم إلى قسمين : القسم الأول : يعرف باسم ( الأمراض العصابية ) كالقلق ، والخوف المرضي ، والوساوس القهرية ، والهستيريا ، والاكتئاب ، والقسم الثاني : يعرف باسم ( الأمراض الذهانية ) كالفصام ، وذهان الهوس والاكتئاب ، واضطرابات الخلق ، وقد تعتري الإنسان تلك الأمراض لأسباب كثيرة منها : الظروف الاقتصادية والاجتماعية ونحو ذلك من أمور أخرى ، ولا بد أن يتبلور للقارئ الكريم أن تلك الأمراض لها أخصائيوها ممن درس هذا العلم وتمرس فيه ، ومن هنا لا يمكن مطلقاً إنكار حقيقة هذه الأمراض وأثرها وتأثيراتها ، والأمر الذي لا بد من الانتباه إليه أن هناك تشابه بين الأمراض النفسية والأمراض الروحية ( الصرع والسحر والعين ) ، وفي ذلك يقول الدكتور ياسر عبد القوي في كتابه الموسوم " الأمراض النفسية " : ( للمس أعراضه وآثاره التي تميزه وإن كانت تتشابه مع بعض الأعراض النفسية ، وأحياناً يكون التشابه شديداً وأهل الخبرة والدراية فقط هم الذين يستطيعون التفريق بينهما ، ولهذا يجب الحيطة والحذر الشديدين في التعامل مع الأعراض لإعطاء التشخيص الصحيح، وهذه الأعراض كثيرة، فمنها النفسية والجسمانية والروحية ) ( مجلة الفرحة – العدد 42 – مارس سنة 2000 م ) 0
    والذي أراه بصفتي متخصص في الرقية الشرعية أن الحالات المرضية التي تعاني من اضطرابات نفسية الأولى عرضها أولاً على المعالجين المتخصصين أصحاب العلم الشرعي ، الحاذقين المتمرسين في الرقية الشرعية ودروبها ومسالكها ، فإن تبين لهؤلاء بأن المرض ناتج بسبب الإصابة بمرض روحي فتوجه الحالة المرضية بناء على مرئيات وتعليمات المعالج ، وإن لم يكن الأمر كذلك ، فتوجه الحالة المرضية للعلاج لدى الأطباء النفسيين المتخصصين في هذا العلم 0
    وتحت هذا العنوان لا بد أن نعلم أن البحث في هذه الجزئية يعتبر في غاية الأهمية لما يترتب عليه من فهم صحيح للأمراض النفسية أو الروحية ، وبالتالي فهي تؤثر بشكل كبير على الحالة المرضية ومتابعتها ومعرفة أصل المعاناة والألم ، ولا شك أن الوقوف عند هذا الموضوع ودراسته وفهمه الفهم الصحيح يؤدي لتحديد الوجهة الصحيحة للاستشفاء والعلاج ويوفر الوقت والجهد ، وكذلك يوفر الراحة النفسية للمرضى ، ويعتبر هذا العامل من أهم مقومات العلاج الناجح الذي يحقق المصلحة الشرعية للجميع بإذن الله تعالى 0

    أما أبرز وأهم الفروقات بين الأمراض النفسية وصرع الأرواح الخبيثة ، فأحددها بالأمور الهامة التالية :

    1)- الأمراض النفسية تصيب الإنسان أحيانا نتيجة ظروف وعوامل اجتماعية وأمور متنوعة أخرى ، بينما صرع الأرواح الخبيثة يكون نتيجة أسباب معينة كالإيذاء والسحر والعين والعشق ونحوه 0
    2)- حالات المرض النفسي يكون لها نمط معين في السلوك والتصرف ، بينما صرع الأرواح الخبيثة ليس لها نمط أو سلوك محدد 0
    3)- حالات المرض النفسي غالبا ما تكون الأعراض مستمرة ومتناسبة مع نوعية المرض الذي تعاني منه الحالة المرضية ، بينما مرضى صرع الأرواح الخبيثة تختلف تلك الأعراض وتتذبذب من فترة لأخرى 0
    4)- حالات المرض النفسي لا يظهر عليها أية أعراض أثناء الرقية الشرعية ، وقد يشعرون براحة وسكينة ، بينما مرضى صرع الأرواح الخبيثة تظهر عليهم تأثيرات وأعراض نتيجة الرقية الشرعية 0
    5)- يتم تشخيص الأمراض النفسية بواسطة الأطباء النفسيين المتخصصين ، وأما صرع الأرواح الخبيثة فيتم تشخيصها من قبل المعالج الحاذق المتمرس 0
    6)- يتم علاج الأمراض النفسية لدى الأطباء النفسيين وكذلك الاستشفاء بالرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، وأما صرع الأرواح الخبيثة فيتم علاجه بالرقية الشرعية ووسائل العلاج المتاحة والمباحة المتعلقة بها 0
    7)- كثير من الأمراض النفسية لا يتم أحيانا تحديد الأسباب الداعية لها كما مر معنا آنفا ، بينما مرضى صرع الأرواح الخبيثة تكون معلومة الأسباب في أغلب الحالات 0
    8)- النوبات التي تحصل لمرضى الأمراض النفسية طبيعتها تختلف كلية عن طبيعة مرضى صرع الأرواح الخبيثة 0

    * السؤال الحادي عشر : من خلال تجربتكم العملية الطويلة في مجال المعالجة بالرقية الشرعية ، ما هي أبرز الأسباب المؤدية إلى الإصابة بالسحر ؟ وما أكثر أنواعها انتشاراً ؟ وما هي علامات الإصابة بالسحر ؟ وما هي الخطوات العملية التي يمكن من خلالها معالجة الإنسان المصاب بالسحر ؟ وكيف يمكن للشيخ المعالج معرفة مكان السحر وإبطاله ؟ وهل يمكن للإنسان العادي علاج نفسه ، أم أن علاج السحر يحتاج إلى شيخ متخصص في مجال الرقية الشرعية ؟

    الجواب : إن من أبرز الأسباب الداعية للذهاب إلى السحرة والمشعوذين والعرافين الأمور التالية :

    1)- الاعتقاد الجازم بقدرة السحرة والمشعوذين والعرافين والكهنة على إبطال السحر ، وإنهاء المعاناة والألم 0
    2)- الاعتقاد بأن هذه الوسيلة تعتبر من أسرع الوسائل وأنفعها في تحقيق المراد والمطلوب ، ومن ذلك التكالب على القوة وحب السلطان والمال والجشع والطمع وحب الشهوة والانتقام والمكائد والدسائس وغيرها ، ولذلك لجأ البعض للسحرة والمشعوذين لتحقيق أغراضهم ، سواء كان ذلك باستخدام سحر العطف أو سحر الصرف أو أي نوع من الأنواع المختلفة الأخرى 0
    3)- اضمحلال العقيدة في كثير من نفوس الناس ، فأصبح ارتياد الساحر أمراً طبيعيا ، بل أصبح هذا الأمر محببا لبعض النفوس بسبب انتكاس الفطر والبعد عن منهج الكتاب والسنة ، وما علم أولئك أن اقتراف هذا الأمر يخرج صاحبه من ملة الإسلام بالكلية 0
    4)- الحقد والحسد والتنافس والضغينة والكره 0
    5)- حب الدنيا وشهوتها كالمال والرئاسة والمنصب والجاه والتملك ونحوه 0
    6)- شفاء الأمراض المتنوعة ، وفي مقدمتها أمراض العيون ، والصداع ، والصرع ، وتسهيل الولادة ، وإيقاف النزيف ، وكذلك علاج أمراض الأطفال كالبكاء ، وعدم الرضاع والقرينة ، ومن بعض الأمراض النفسية كضيق الصدر ، والأحلام المخيفة ، والوسواس ، وسرعة الغضب ، وقلة النوم 0
    7)- كشف الغيب أو توقع المستقبل ، كمعرفة مكان المسروق أو الضائع 0
    8)- مسائل الحب والزواج ، حيث تذهب أيضا المرأة العاقر لتتمكن من الحمل ، وبعضهم يرغب في إيقاع امرأة في غرامه أو بالعكس ، وكذلك عمل الربط للرجل ، أو طلب تقوية الجنس عند بعض الرجال ليتمكن من أداء واجباته ، كما تشمل طلب الحقيقة فيما لو شك الرجل في عفة زوجته أو غيرها من أفراد أسرته 0
    9)- الحفظ من الآثار الضارة للسحر ، وإبطال مفعول أي عمل سحري ضدهم 0
    10)- الانتقام من الظالم ، فقد يلجأ الضعيف المظلوم إلى الساحر أو المشعوذ ليسخر له الجان في الانتقام من الظالم ، أو من أولاده ، أو تسليط الهموم والأحزان عليه وإخراجه من داره أو بلده 0

    أما أكثر أنواع السحر انتشاراً من حيث التأثير فهما :
    * سحر الصرف : يقول تعالى في محكم كتابه : ( 000 فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِه 000 ) ( سورة البقرة – الآية 102 ) 0
    ويسمى كذلك " سحر التفريق " وهو عمل وتأثير يسعى الساحر من خلاله للتفريق بين المتحابين أو المتآلفين ، أو التفريق بين الأشخاص عامة لأسباب معينة بناء على توصية من قام بعمل السحر 0
    إن غاية الشيطان ومقصده التفريق بين الزوج وزوجه ، بسبب أن الأسرة هي اللبنة الأساسية في المجتمع المسلم ، وبهذا الفعل الدنيء يتحقق مراد الشيطان في تدمير المجتمعات الإسلامية وتقويضها ، ومن هنا كانت الغاية الأساسية للشيطان وأتباعه التفريق بين الزوجين، وهو أقدر على التفريق بين المتحابين إذا توفرت له الأرضية التي يستطيع من خلالها الوصول لأهدافه وغاياته وقد اتضح هذا المفهوم من خلال أقوال أهل العلم كما مر معنا سابقا ، والسحر من الأساليب التي يستأنس لها الشيطان لتحقيق تلك الأهداف ، لما فيها من كفر صريح بالله عز وجل وهدم للأسر وتقويض للمجتمعات 0

    * سحر العطف : عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الرقى و والتولة شرك ) ( السلسلة الصحيحة - 331 ) 0

    والتِوَلة : ما يحبب المرأة إلى زوجها من السحر وغيره ، وجعله من الشرك لاعتقادهم أن ذلك يؤثر ويفعل خلاف ما قدره الله تعالى كما قاله ابن الأثير – رحمه الله - ) ( النهاية في غريب الحديث – 1 / 200 ) 0

    ويسمى كذلك " سحر المحبة " وهو عمل وتأثير يسعى الساحر من خلاله للجمع بين المتباغضين والمتنافرين ، أو الجمع بين الأشخاص عامة لأسباب معينة بناء على توصية من قام بعمل السحر 0

    أما علامات الإصابة بالسحر : فأذكرها على النحو التالي :

    1)- قد تظهر على المصاب بالسحر كافة الأعراض التي تم ذكرها في إجابة السؤال الثامن تحت عنوان ( أعراض الإصابة بالصرع ) ، خاصة إذا كان تأثير السحر بسبب تسلط الأرواح الخبيثة على الحالة المرضية وملازمتها واقترانها بها 0
    2)- الأعراض المضادة للواقع ، ومثال ذلك كره الزوج لزوجه أو العكس من ذلك بعد الشعور بالألفة والمحبة والمودة ، أو كره العمل بعد النشاط والاجتهاد ، أو كره الأقارب بعد الود والصفاء ونحو ذلك من مظاهر أخرى ، ولا بد قبل ذلك التأكد من كافة الجوانب الأخرى المتعلقة بالحالة المرضية كالنواحي الاجتماعية والأسرية والاقتصادية ونحوه ، لأن الأسباب قد تتعدد ، وقد يكون الأمر ناتجا عن الظروف والأسباب المذكورة آنفا ، أو أن يعزى الأمر للحسد والعين ونحوه 0
    3)- التأثر الشديد والانفعال والاضطراب ، خاصة عند قراءة الآيات المتعلقة بالسحر 0
    4)- البكاء والصراخ الشديدين 0
    5)- الاستفراغ أثناء الرقية الشرعية أو بعد استخدام العلاج اللازم ، ويلاحظ ذلك الأمر مع بعض الحالات المرضية التي أعطيت مادة السحر عن طريق الفم ، وقد تكون المواد المستفرغة غريبة اللون والشكل ، وقد يحصل مع الاستفراغ خروج قطع من الدم القاني أو شعر أو خيوط معقدة ونحو ذلك من أشياء غريبة 0
    6)- يلاحظ غالبا أن إيذاء الصرع والاقتران المصاحب لحالات السحر يكون أشد بكثير منه في الحالات المرضية الأخرى التي تعاني من صرع الأرواح الخبيثة ، كالحسد والعشق ونحوه 0

    أما الخطوات العملية التي يمكن من خلالها معالجة الإنسان المصاب بالسحر : فأستعرض الطرق الشرعية لإبطال السحر بإذن الله تعالى وهي على النحو التالي :-

    1- الرقى والتعاويذ : الرقية بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وليعلم المسلم إن الرقى والتعاويذ من أعظم ما يزيل السحر بعد وقوعه بإذن الله تعالى ، وهناك بعض الآيات أو السور التي ثبت نفعها في الرقية بشكل عام كالفاتحة وسورة وآية الكرسي وأواخر سورة والمعوذتين وسورة الإخلاص ، وكذلك فقد ثبت بالنصوص النقلية فائدة كثير من الأذكار والأدعية ، وقد ذكرت بعضاً منها في إجابة ( السؤال الرابع ) 0

    2– قيام الليل : ومن أنفع وأنجع الوسائل لإزالة السحر هو قيام الليل واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بالتضرع والإنابة لرفع المعاناة والألم ، خاصة في الثلث الأخير من الليل ، كما ثبت من أحاديث النزول الصحيحة التي تؤكد ذلك 0

    قال الشبلي : ( الوضوء والصلاة وهما من أعظم ما يتحرز به من الجن ويستدفع شرهم ) ( أحكام الجان – ص 131 ) 0

    3- معرفة مكان السحر واستخراجه : وهذه أفضل وأنجع وأسرع وسيلة لفك السحر ، كما ثبت من حديث عائشة – رضي الله عنها – في سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم 0

    يتبع / 000

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    الردود
    484
    الجنس
    يتبع / 000

    4 - الاستخدامات المباحة :

    أ )- الاستحمام بالماء : جاء في علاج السحر ما ذكره ابن كثير في تفسيره عن ابن أبي حاتم عن ليث وهو ابن أبي سليم قال : بلغني أن هذه الآيات –وذكر بعض الآيات– ثم قال : شفاء من السحر بإذن الله تقرأ في إناء فيه ماء ثم يصب على رأس المسحور ) ( تفسير القرآن العظيم – 2 / 428 ) 0

    ب )- تمر عجوة المدينة : للوقاية من السحر يستخدم سبع عجوات أو تمرات من تمر المدينة ، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة ، فعن عامر بن سعد عن أبيه – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر ) وقال غيره " سبع تمرات " ) ( متفق عليه ) ، وفي رواية لمسلم : ( من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح لم يضره سم حتى يمسي ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الأشربة ( 154 ) - برقم 2047 ) 0

    ج )- استخدام السدر : قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( وذكر ابن بطال أن في كتب وهب بن منبه أن يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر ، فيدقه بين حجرين ، ثم يضربه بالماء ، ويقرأ آية الكرسي والقواقل ، ثم يحسو منه ثلاث حسيات ، ثم يغتسل به ، فإنه يذهب عنه كل ما به ، وهو جيد للرجل إذا حبس عن أهله ) ( فتح الباري - 10 / 233 ) 0

    وقد أكد على مثل هذا الاستخدام سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله تعالى ( مجموع فتاوى الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - 3 / 279 - 280 ) 0

    د )- الحجامة : قال ابن القيم – رحمه الله - في سياق ذكر طرق علاج السحر : ( واستعمال الحجامة في ذلك المكان الذي تضررت أفعاله بالسحر من أنفع المعالجة إذا استعملت على القانون الذي ينبغي ) ( زاد المعاد – 4 / 125 ، 126 ) 0

    هـ )- الاستفراغ : قال ابن القيم - رحمه الله - : ( الاستفراغ في المحل الذي يصل إليه أذى السحر ، فإن للسحر تأثيرا في الطبيعة ، وهيجان أخلاطها ، وتشويش مزاجها ، فإذا ظهر أثره في عضو ، وأمكن استفراغ المادة الرديئة من ذلك العضو ، نفع جدا 0 انتهى ) ( زاد المعاد – 4 / 125 ) 0

    أما كيف يمكن للمعالج معرفة مكان السحر وإبطاله : فهناك طرق مشروعة لمعرفة مكان السحر وإبطاله ، وهي على النحو التالي :

    1)- التوجه الخالص لله سبحانه وتعالى ودعائه لتفريج الكربة وإزالة الغمة : إن من أنجع وأنفع الوسائل التي قد يسلكها المريض بالسحر هو التوجه إلى الله سبحانه وتعالى ودعائه والتضرع إليه ، وهذا ما حصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت في صحيح الإمام مسلم من حديث عائشة - رضي الله عنها - حيث قالت : ( فدعا 000 ثم دعا 000 ثم دعا ) ويقول الحق جل وعلا في محكم كتابه : ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ 000) ( سورة النمل – جزء من الآية 62 ) 0
    ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبر بوحي السماء عن ذلك الأمر ، فعلم بالساحر ومكان السحر المعقود كما ثبت في الصحيح ، أما بالنسبة لنا فقد يحصل ذلك الأمر بإحدى طريقين :

    * الأول : الدعاء : أن يدعو المصاب ربه ويجتهد قدر طاقته في البحث والتحري عن مكان السحر حتى يوفق لرؤيته والعثور عليه ومن ثم إبطاله 0

    * الثاني : الرؤى والمنامات : كثيرا ما توجه بعض المرضى بالدعاء والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى ، وفرج الله كربتهم عن طريق رؤى رأوها في منامهم تبين لهم من خلالها مكان السحر ، ويتطابق ذلك مع الواقع في بعض الأحيان فيزيلون مادة السحر ويتلفونها ويحمدون الله سبحانه وتعالى على ما أنعم به عليهم من نِعمه التي لا تعد ولا تحصى 0

    قصة واقعية : أذكر قصة واقعية حدثني بها أخي الفاضل الشيخ ( صالح بن حمود التويجري ) نقلا عن والده العلامة ( حمود بن عبدالله التويجري ) عن امرأة كانت بارة بجدها ، وكتب الله سبحانه وتعالى لها أن تزوجت بأحد علماء القصيم ، وبعد الزواج شعرت هذه المرأة الصالحة بكراهية شديدة للزوج ، ولكنها لم تفاتحه بالأمر ، وما توانت ولو للحظة واحدة عن أداء حقوقها الزوجية ، وصبرت وتحملت إلى أن ضاق بها الأمر وأخبرت الزوج عن حالها فذكرها بالله وبالصبر والاحتساب ، وذات يوم رأت في نومها جدها وهو يبين لها الداء الذي تعاني منه ، حيث أخبرها بأنها تعرضت لسحر ، وأنه معقود لها وموجود في مكان معين ، وفي الصباح لم تعر تلك الرؤيا أي اهتمام ، حتى جاء اليوم الثاني ، فرأت ما رأته في اليوم الأول ، ونامت وفي اليوم الثالث رأت مثل سابقيه ، عند ذلك أخبرت الزوج بالأمر ، فما كان من الزوج إلا أن ذهب إلى حيث أشارت الرؤيا ، وفعلا وجد السحر في ذلك المكان فقرأ عليه وأحرقه ، وعادت الألفة والمحبة بين الزوج وزوجه ، ولله الحمد والمنة والفضل والله تعالى أعلم 0

    2)- معرفة مكان السحر عن طريق الجن والشياطين: وهنا لا بد من الإشارة لنقطة هامة جدا وهي أن يكون المعالِج على قدر كافي من العلم الشرعي والخبرة والتجربة والفراسة التي تؤهله لمعرفة صدق أو كذب الجني الصارع ، وأن يكون السؤال بقصد الاختبار والامتحان لا أن يكون بقصد التصديق والإقرار دون الدخول في أية مناقشات لا فائدة منها البتة ولا يتحقق من ورائها أي مصلحة شرعية 0

    أما هل يمكن للإنسان العادي علاج نفسه أم أن علاج السحر يحتاج إلى معالج متخصص في مجال الرقية الشرعية : أولاً لا بد من التأكيد على أن الأساس في الرقية الشرعية أن يقرأ الإنسان على نفسه وأهل بيته يمسح رأسه وما يلي جسده ، كما ثبت من فعله صلى الله عليه وسلم ، وكما ثبت من فعل عائشة رضي الله عنها في مرض موته عليه الصلاة والسلام ، أما بالنسبة لكثير من الحالات التي تعاني من السحر ولصعوبة ذلك الأمر ، فالأولى أن يكون ذلك تحت إشراف معالج متخصص في الرقية الشرعية صاحب علم شرعي وورع وتقوى ، بسبب أن الرقية الشرعية أصبحت علماً قائماً تحتاج إلى الخبرة والممارسة ، وأهمية اتباع مثل ذلك المنهج يؤدي إلى إن يفهم المرضى وذويهم كثير من المسائل المتعلقة بالرقية الشرعية والأمراض الروحية بشكل عام ، كما يتم إعطاء التوجيهات والإرشادات التوعوية بخصوص كثير من الأمور المتعلقة بالرقية وما يتصل بها من قضايا العقيدة ، وكذلك تنبيه الناس إلى الأمور التي تحتوي على الكفر ، والشرك ، والبدعة ، والمعصية ، والله تعالى أعلم 0

    * السؤال الثاني عشر : هل صحيح أن مشاهدة منامات مفزعة أو حيوانات ووحوش مخيفة في المنام دليل على إصابة الإنسان بالسحر ؟

    الجواب : ليس صحيحاً أن كل من يرى مثل تلك المشاهدات أو الأحلام أو ما شابهها أنه مصاب بمرض روحي ، ولا بد تحت هذا العنوان من إيضاح مسألة في غاية الأهمية تتعلق بالحكم على معاناة الحالة المرضية ، حيث أن مثل ذلك الحكم يستلزم الدراسة الموضوعية المتأنية ابتداء من ظهور الأعراض على الحالة المرضية وتطور الحالة لحين عرضها على المعالج المتمرس ، ومن ثم معاينة الحالة ورقيتها بالرقية الشرعية ومتابعة ذلك ، ووصف بعض الاستخدامات الوارد نفعها في الكتاب والسنة كزيت الزيتون وماء زمزم والعسل والحبة السوداء بعد القراءة عليها ، وبعد كل ذلك يستطيع المعالج أن يكون قريباً من مسألة تشخيص الحالة ، وهذا ما يعرف عند المعالجين ( بالدراسة التاريخية للحالة المرضية ) ، أما أن نحكم على الحالة بمجرد ملاحظة جزئية معينة فهذا عين الخطأ ، وللأسف الشديد فقد وقع بعض الإخوة المعالجين في مثل ذلك الخطأ ، وإني أوجه النصح لكافة الإخوة المعالجين بالتريث والتأني قبل إصدار الأحكام ودراسة الحالة المرضية دراسة علمية موضوعية للوصول إلى الأسباب الرئيسية للمعاناة والألم ، والله تعالى أعلم 0
    وبالعموم فإن المنامات المفزعة والكوابيس تنقسم إلى قسمين بشكل عام :

    1)- الكوابيس العارضة : وقد ذكر الدكتور حسان شمسي باشا في كتابه ( النوم والأرق والأحلام ) عن أسباب الكوابيس العارضة فقال : تحدث لسببين :-

    أ- تحيز بخارات في مجرى النفس تتراقى إلى الدماغ أو تنصب منه دفعة حين الدخول في النوم ؛ فيشعر المصاب بثقل في الحركة والكلام أو شعور بالفزع ، وهو مقدمة الصرع العضوي ، ويحدث أيضا عند التعرض للضغوط النفسية 0

    ب- تعاطي أدوية يمكن أن تسبب الكوابيس ، منها : الرزربين، وحصرات بيتا، وليفودبا ، مضادات الهمود ، وكذلك بعد التوقف عن استعمال الأدوية المهدئة كالفاليوم ) ( كتاب النوم والأرق والأحلام ) 0

    2)- الكوابيس المتكررة : وهذا النوع من الكوابيس هو غالباً ما يدل على تسلط وإيذاء الأرواح الخبيثة للإنسان 0

    * السؤال الثالث عشر : هل يمكن للشخص العادي القيام باتلاف السحر في حال العثور عليه ودون اللجوء إلى المعالجين المختصين ؟

    الجواب : الأولى والأفضل في حالة وجود مادة السحر والعثور عليها عرضها على ذوي الاختصاص المتمرسين في هذا المجال لفكها وإبطال تأثيرها ومفعولها بإذن الله تعالى ، ويجب الحذر من التصرف بها بطريقة أو بأخرى ، خاصة ممن كان بعيدا عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم غارقا في أهوائه وشهواته وملذاته ، فقد تتسلط عليه الجن والشياطين وتنال منه ، أما من صح اعتقاده وقويت عزيمته ورسخ إيمانه فلن يضره ذلك شيئا بإذن الله تعالى 0
    وتجدر الإشارة إلى عدم الاعتقاد بالمعالِج وقدرته على إبطال مادة السحر دون غيره ، ولا يعدو الأمر أكثر من امتلاكه الخبرة والدراية والمعرفة التي تؤهله لمعالجة ذلك ، وهذا بطبيعة الحال ينقص الإنسان العادي 0
    خاصة أن بعض الأسحار التي يعقدها السحرة تكون (مرصودة برصد ) ، ويعني هذا توكيل حارس من الجن والشياطين لحراستها والدفاع عنها ، وبالتالي فإن العبث بها من قبل أناس خاوية قلوبهم من خشية الله وذكره ، بعيدين عن منهجه غارقين في المعاصي والملذات والشهوات ، يؤدي بلا شك إلى إيذائهم وتضررهم نتيجة لذلك الفعل ، وشاهد التجربة الحسية دليل قوي على ما أقول ، فالأولى ترك علاج ذلك للعارف به الحاذق بصنعته 0

    قصة واقعية : ومن القصص الشاهدة على ذلك ، قصة واقعية لرجل وجد سحرا في بيته، فأخذه وأحرقه ، وحال انتهائه من هذا الفعل لاحظ أن يده تتوجه لا إراديا لمصدر النار ، وأصيب بحرق من الدرجة الأولى في يده، مما اضطره إلى إجراء عملية جراحية تجميلية في اليد0

    * السؤال الرابع عشر : كيف يمكن للإنسان وقاية نفسه من السحر ، وكيف يتم ذلك ؟

    الجواب : إن من أهم الوسائل والأساليب الوقائية للإصابة بالسحر الأمور الهامة التالية :

    أولاً : الرقية الشرعية :- إن من أهم الأمور النافعة للوقاية من السحر اللجوء الى الله سبحانه وتعالى والمداومة على الرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، والرقية إما أن تكون بالقرآن الكريم مع اليقين التام بأن كتاب الله كله خير وشفاء ، وقد ثبتت الرقية ببعض آيات وسور القرآن العظيم بنصوص نقلية صريحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كالرقية بفاتحة الكتاب ، وسورة ، وآية الكرسي ، وأواخر سورة ، والمعوذتين والإخلاص ، كما ثبتت الرقية بالسنة المطهرة لما ثبت في أحاديث كثيرة ، سبق ذكرها في الإجابة على ( السؤال الرابع ) ، وبخاصة المحافظة على قراءة سورة لما ثبت من حديث أبي أمامة – رضي الله عنه – قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( 00000 اقرأوا سورة ، فإن أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولا تستطيعها البطلة - " البطلة : أي السحرة " ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب المسافرين ( 252 ) - برقم 804 ) 0

    ثانياً : المحافظة على الأذكار والأدعية 0

    ثالثاً : استخدام تمر عجوة المدينة : فقد ثبت من حديث عامر بن سعد عن أبيه – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا حر ) وقال غيره " سبع تمرات " ) ( متفق عليه ) 0

    رابعاً : الاحتراز ممن يتعاطى السحر أو يتعامل مع السحرة والمشعوذين : وبخاصة إذا توفرت هناك بعض الأدلة والقرائن التي تؤكد مثل هذا الأمر ، مع الحرص الشديد على عدم التعامل مع هؤلاء إلا بالقدر الذي تسمع به الضرورة دون أن يؤدي ذلك إلى مضرة تذكر 0

    خامساً : إلتزام منهج الكتاب والسنة 0

    * السؤال الخامس عشر : يتردد على ألسنة الكثير من الناس تلك العبارة " داومت على الرقية عند الشيخ الفلاني ولكني لم أستفد " " لم أشعر بتحسن من القراءة " وأقوال أخرى من هذا القبيل 0 هل هناك أسباب يمكن أن تحول دون الاستفادة من الرقية ؟ فهل من الممكن أن تفيد الرقية مع شخص ولا تفيد مع آخر ، وهل هناك شروط معينة للإستفادة من الرقية الشرعية ؟ وما هي تلك الشروط ؟ وهل يعتمد الاستفادة على قوة إيمان المعالج ومهارته في العلاج ؟

    الجواب : أما ترديد مثل تلك الألفاظ فلا يجوز ، خاصة إذا اعتقد الإنسان جازماً أن الشفاء والعافية بيد الله سبحانه وتعالى وحده ، ومن اعتقد بالمعالج وأنه يملك ضراً أو نفعاً فقد أشرك بالله سبحانه وتعالى 0

    أما السؤال عن الأسباب التي يمكن أن تحول دون الاستفادة من الرقية ، وهل من الممكن الاستفادة من رقية شخص دون آخر ، وهل هناك شروط معينة للإستفادة من الرقية ، وما هي تلك الشروط ، وهل يعتمد الاستفادة من الرقية على قوة إيمان المعالج ومهاته في العلاج : فلا بد أن يُعلم أن هناك أسباب كثيرة قد تحول دون الاستفادة من الرقية الشرعية على الوجه المطلوب ، وكذلك الاستفادة من شخص دون آخر ، وأن هناك شروط للإستفادة من الرقية الشرعية ، وكذلك لا بد من توفر الخبرة والممارسة لدى المعالج والتي تنعكس على الرقية الشرعية بشكل عام ، بحيث يقدم هذا العلم بما يتماشى مع الأصول والأحكام والقواعد المقررة ، وبالعموم فإن ذكر بعض الأسباب الحقيقية التي تحول دون الاستفادة من الرقية يعطي إجابة على كافة التساؤلات المطروحة ، وأهم تلك الأسباب :

    1)- إرادة الله عز وجل ، وقد يكون في ذلك خير عظيم للمبتلى ، حيث أن الله سبحانه وتعالى يذخر صبر عبده واحتسابه إن كان صابراً محتسباً لليوم الآخر ذلك الموقف العظيم 0
    2)- عدم اعتقاد المريض بالرقية الشرعية ، ومما يجب التنبه إليه أنه لا بد للمبتلى أن يكون متيقناً تيقناً تاماً أن الرقية الشرعية بما تحتويه من آيات محكمات وأدعية مأثورات هي الشفاء التام لكافة الأمراض، وبعض المصابين يلجأون إلى الرقية من باب التجربة لا من باب اليقين 0
    3)- قوة إيمان ويقين المعالِج بربه ، فكلما كان إيمان ويقين المعالِج أقوى ، كلما كانت رقيته أقوى وأنفع بإذن الله تعالى ، والسلاح بضاربه ، وكل إناء بمنا فيه ينضحُ 0
    4)- قوة إيمان ويقين المعالًج وتوجهه إلى الله سبحانه وتعالى ، فإن لم يكن الأمر كذلك فإن الرقية لن تعطي النتائج المطلوبة 0
    5)- إخلاص القول والعمل بالنسبة للمعالِج ، ويعتبر هذا البند من أهم الأسباب التي تؤدي إلى تحقيق الرقية الشرعية الغاية والهدف في الاستشفاء والعلاج 0
    6)- محافظة المعالَج على الذكر والدعاء ، وكلما كان قريباً من الله سبحانه وتعالى ، يذكره في كل أحواله ، ويتوجه له بالدعاء في كرباته ، كلما كان نفع الرقية أعم وأشمل ، والعكس بالعكس 0
    7)- الإغراق في شهوات الدنيا وملذاتها ، وهذا غالباً من أهم الأسباب التي تمنع حصول الإستشفاء والعلاج بالرقية الشرعية 0
    8)- دراسة هذا العلم من منابعة الرئيسة واكتساب الممارسة والخبرة التي تؤهل المعالِج لنفع إخوانه المسلمين ، دون التخبط والضياع أو الوقوع في الكفر أو الشرك أو البدعة أو المعصية من حيث لا يدري ، ومما لا شك فيه أن الخبرة والممارسة تعطي فن المهارة في التعامل مع الحالات المرضية ، ومعرفة ما يجوز استخدامه وما لا يجوز ، وقياس كل ما يندرج تحت هذا العلم بالضوابط الشرعية والطبية التي تحافظ بإذن الله تعالى على الرقية الشرعية وكينونتها وتنقيتها من الشوائب والرواسب التي لحقت بها نتيجة الجهل والاستخفاف بعقول عامة الناس 0

    * السؤال السادس عشر : مجال المعالجة الشرعية من المجالات التي تتطلب من صاحبها العديد من المزايا والقدرات ، فما هي أهم الشروط التي يجب توفرها في المعالجين بالرقية الشرعية ؟

    الجواب : الشروط الذاتية التي يجب توفرها في المعالِج :

    أولاً : العلم الشرعي : ويعتبر هذا الشرط من الشروط الأساسية التي لا بد أن يتحلى بها المعالِج، فيسير في طريقته ومنهجه وفق القواعد والأصول الشرعية المقررة والمتعلقة بهذا العلم ، وتكمن أهمية تقديم العلم الشرعي على ما سواه من أمور أخرى النقاط الهامة التالية :-
    أ- يؤصل في نفسية المعالِج أمرا في غاية الأهمية ، وهو تقوى الله سبحانه وتعالى في كثير من المسائل التي قد تُعرض له في ممارسته العملية 0
    ب- توقي الابتداع في قضايا الرقية الشرعية ، فيتقيد بقواعدها وينضبط بضوابطها 0
    ج- يرسخ الأسس العقائدية الصحيحة التي ينتهجها في طريقة علاجه 0
    د- يرسخ القواعد التي يستند إليها في استدلالاته واستشهاداته في القول والفعل ، معتمدا على الحق تبارك وتعالى ، ثم الكتاب والسنة والإجماع وأقوال العلماء الأجلاء 0
    هـ- يتيح التراجع عن الخطأ ، والإنابة إلى الحق والاستغفار من الذنب ، ولا يمكن تدارك ذلك إلا بالعلم الشرعي الذي يجعل من الرقية الشرعية وأحكامها وقواعدها أمانة ومسؤولية في عنق المعالِج 0
    ويتلخص المقصود من العلم الشرعي على القدر الذي يحتاجه المعالِج فيما يلي :-

    1- العقيدة الإسلامية : إن الواجب الذي يتحتم على كل مسلم عاقل أن يتعلم العقيدة السلفية الخالصة لينجو بنفسه يوم القيامة 0

    2- إخلاص العبودية لله وحده : وذلك بتمام الخضوع لله - جل وعلا - حتى يتم له الوصول إلى درجة العبودية التي قال عنها المولى عز وجل : ( إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ) ( سورة الحجر – الآية 42 ) ولا يصل المرء إلى هذه المنزلة إلا إذا قام على منهج الله قولا وعملا 0

    3- القرآن الكريم : فيجب على المعالِج أن يعطي القرآن حقه من حسن التلاوة وإجادة الحفظ حتى يستظهر ما يريد ، مع فهم عميق لمعاني القرآن الكريم 0

    4- المعرفة بالسنة النبوية المطهرة : فأصحاب السنن وأهل الذكر هم أبعد الناس عن الشيطان ، وأشدهم عليه ، وأكثرهم حفظا منه ، ولذلك فإن العارف بالسنة النبوية من استيقاظه حتى نومه ، هو في ذكر دائم ، والسنة النبوية المطهرة تحتوي على أكثر هذا العلم من إرشادات نبوية تتعلق بالعلاج بالطب القرآني ، والذكر والدعاء ونحوه 0

    ثانيا : العلم الخاص بالمعالجة ( الجانب العملي ) : ويندرج تحت ذلك تحصيل العلم الشرعي المتعلق بالعلاج بكتاب الله والسنة المطهرة ، وكذلك الإلمام بالخبرة الكافية في الممارسة الفعلية التطبيقية لهذا العلم الخطير المحفوف بالمخاطر على المسلمين وعلى النفس والأهل والولد ، ويفضل أن يؤخذ هذا العلم عن ذوي العلم الشرعي المتمرسين الحاذقين في هذا المجال بكل أبعاده وتصوراته 0
    ولا بد من اليقين أن المصلحة الشرعية للتخصص في هذا العلم الشرعي ووضع الدراسات والأبحاث ، سوف يكون لها أثر عظيم ونفع جليل ، سواء ما كان يتعلق بالأمور العامة ، أو الجانب النظري أو العملي الخاص بالمعالِجين ، حيث أوجز بعض تلك الفوائد الكثيرة الجمة بالنقاط الهامة التالية :-

    أ)- تعلم الرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة، دون تحريف أو ابتداع أو زيغ وضلال0
    ب)- توفير الوقت والجهد في البحث والاستقصاء عن كثير من المسائل السابقة أو المحدثة المتعلقة بالرقية الشرعية والعلاج 0
    ج)- تعلم أفضل السبل والوسائل المتعلقة بالعلاج والمحافظة على سلامة المرضى من خلال ذلك 0
    د)- الاستشارة فيما يتعلق ببعض الأمور والمسائل المستجدة الخاصة بالرقية الشرعية والعلاج 0

    وسوف نتابع الموضوع في حلقة أخرى 0

    وتقبلوا تحيات أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    الردود
    484
    الجنس
    للرفع مع التحية والتقدير / 000

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 12
    اخر موضوع: 18-02-2010, 03:55 PM
  2. خبر من جريدة عكاظ اليوم---اليابان ترسل 200الف سيارة نسائية الى السعودية
    بواسطة الحب المجهول في ركن الصور والتصوير الفوتوغرافي
    الردود: 4
    اخر موضوع: 05-01-2010, 08:30 PM
  3. اول لقاء صحفي لـ (جود الحزن ) في جريدة المدينة ..!!
    بواسطة ][جود الحزن][ في ركن الكروشيه والتريكو
    الردود: 34
    اخر موضوع: 05-05-2009, 01:44 PM
  4. ( && لقاء جريدة عكاظ المطول حول موضوعات هامة متعلقة بالرقية والعلاج - 2 && ) !!!
    بواسطة الشيخ أسامة المعاني في الرقيه الشرعيه مع الشيخ أسامة المعاني (مغلق)
    الردود: 2
    اخر موضوع: 30-05-2006, 10:47 AM
  5. الردود: 7
    اخر موضوع: 15-08-2003, 02:23 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ