السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالى : (( هَلْ جَزَاءُ الْأِحْسَانِ إِلَّا الْأِحْسَانُ)) (الرحمن:60)


رسالة الدين دائما السمو بأخلاق الناس ..


فهذه آية قرآنية كريمة تقرر قاعدة جليلة .. إلا أن القواعد والموازين تنقلب لدى أصحاب الفطرة غير السوية ..


قد تجمع الورد لتهديه لأحدهم لتعطر حياته ولكن يبلغ جحوده ونكرانه أن يهديك
باقة أشواك ..

حينها تقف حائرا مذهولا وأنت ترى تلك الأشواك التي تنثر في دربك وتلك السهام المصوّبة نحوك ..


وقد تسوّل لك نفسك رد الإساءة بمثلها ويزيّن لك الشيطان حب الإنتقام .. فتشتعل في قلبك نار حقد متأججة, لا همّ لك سوى أن تتربص لهم وتحصي زلاتهم حتى تسنح لك فرصة الإنتقام
..

هذا بلا شك يجرنا إلى الدخول في دوائر لا تنتهي من الحقد والكره فإذا بنا في سلسلة عداوات لا أول لها ولا آخر .. بل تشبّ نار تحرق وتقضي على أواصر وعلاقات حميمة .. نار شرارتها إساءة قوبلت بإساءة ..
أخي الكريم .. أختي الكريمة :

قد يساء
إليك .. حينها لا تجازي الإساءة بالإساءة بل بالعفو والحلم والصفح ..

لا تلحقنّ إلى الإساءة أختها .*.*.*.*. شر الإساءة أن تسيء معاودا


يقول الدكتور مصطفى السباعي :


(( لا تندم على حسن الخلق ولو أساء الناس إليك, فلأن تحسن ويسيئون خير من أن تسيء ويسيئون )) ..


واعلم أن العفو من خلق المتقين ..
قال تعالى :

(( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )) (آل عمران: 133-134)

ولا تكثر التفكير في تلك الإساءة كي لا تتراكم في نفسك رواسب يصعب انتشالها وإزالتها .. بل حاول أن تطهر قلبك من رواسب إساءة الآخرين لك وذلك بالنسيان .. وقد صدق القائل حين قال :


(( من تذكر إساءة إخوانه إليه لم تصف له مودتهم, ومن تذكر إساءة الناس إليه لم يطب له العيش معهم, فانس ما استطعت النسيان )) ..


وأخيرا .. إن عفوك وصفحك ونسيانك للإساءة دليل طهارة قلبك ونقاء سريرتك وهي السبيل لوأد الخلافات وميلاد المحبة من جديد ..