رسالة أمي الأخيرة ( مؤثره جداً )
====================
على الثلاجة في فترة المراهقة كنت أبتعد كثيرا عن البيت و أتأخر في العودة ،
و كان ذلك يغضب أمي كثيرا ؛ لأنني لا آكل في البيت ، و لأنني كنت أقضي معظم النهار نائما و لا أعود ليلا إلا متأخرا بعدما تنام أمي ، فما كان منها إلا أن بدأت تترك لي قبل أن تنام رسالة على باب الثلاجة ، وهي عبارة عن إرشادات لمكان الطعام و نوعه و كيفية تجهيزه ، وبمرور الأيام...
تطورت الرسالة فأصبحت طلبات لوضع الملابس المتسخة في الغسيل وتذكير بالمواعيد المهمة ، وهكذا مرت فترة طويلة من مراهقتي على هذا الحال ، وذات ليلة
عدت إلي البيت ، فوجدت الرسالة المعتادة على الثلاجة ، فتكاسلت عن قراءتها ، وخلدت للنوم ، وفي الصباح فوجئت بأبي يوقظني والدموع في عينيه ، لقد ماتت أمي ، كم آلمني الخبر وتماسكت حتى دفناها وتقبلنا العزاء في المساء عدت لبيت وفي صدري بقايا قلب من كثرة الأحزان ،وتمددت على سريري وفجأة قمت منتفضا ، لقد تذكرت رسالة أمي التي على الثلاجة ، فأسرعت نحو المطبخ
وخطفت الورقة ، وقرأتها ، فأصابني حزن شديد هذه المرة لم يكن بالرسالة أوامر ولا تعليمات ولا نصائح ، فقط كان مكتوبا فيها
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::
ابنـــــــــــــــــــي الحبيـــــــــــــــب
وحشتني كثيرا ، وأتمنى أن نجلس معا فأنا أمك ،
أمك هل نسيت أن لك أما وأنا متأكده أن في داخلك
خير كثير سيظهر يوما ما ، على العموم أسامحك وأحبك .
أمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـك
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::
ومن يومها تغير حالي ، وهدأت روحي وانتهت مراهقتي ، وبدأ عهد الرجولة ،
وعملا بوصية أمي التي كانت تريد الجلوس معي فقد أصبحت أزورها في قبرها كثيرا ، وآنس بها وأدعو لها بالرحمة والمغفرة