{وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}..
إن الأم ـ خصوصاً خلال أول حمل لها ـ تنتظر الولادة.. إنها تفكر في الطفل القادم.. وتتصوره كما يبدو في صور المجلات.. طفلاً جميلاً ضحوكاً بدون بكاء ولا مشاكل. ولكنها تصدم بعد الولادة ببكاء طفلها المستمر، خصوصاً في الأيام الأولى من الولادة، ولا تستطيع تحديد ولا معرفة سبب البكاء؛ بسبب خبرتها القليلة في تربية الأطفال وما يتعرضون له في تلك الفترة.
وهذا ما حدث لكثير من الأخوات..
تذكر "أم محمد" المأساة التي عانت منها مع رضيعها بعد ولادتها فتقول: "أنجبت طفلي بعد إجراء عملية قيصرية؛ فتعرضت لإجراء جراحة، وعانيت بعدها كثيراً من الآلام التي تنتج عن الجراحة، ولم أعاني من تعب أو إرهاق مع طفلي مدة وجودي بالمستشفى، وبعد أن تركت المستشفى كنت أعتقد أن مطالب طفلي معدودة، أي أنها تنحصر في البكاء عند الجوع، أو الاحتياج إلى تغيير الحفاظ، ولكني صدمت، وفوجئت بالبكاء الشديد والمستمر لرضيعي مع عدم معرفتي لأسباب البكاء المستمر والمتواصل؟"
وتذكر "أم عمار" ما عانت منه عندما منحها الله ابنها "عمار": "لقد عانيت معه كثيراً خصوصاً في الأشهر الأولى له، فكان يتنفس بطريقة غير منتظمة.. ويستيقظ مرات عديدة من النوم حتى إني كنت أشعر أني لم أنم.. والأصعب هو النوم طوال النهار والسهر طوال الليل.. وهذا في الحقيقة ما كان يزعجني جداً؛ لأنه مهما كثرت ساعات النوم بالنهار فإنها لا تغني عن ساعات النوم بالليل".
واتفقت معها في هذا الكلام الأستاذة "نهى البدري" في أنه من أصعب الفترات التي يمكن أن تمر على الأم هي الأشهر الأولى لطفلها؛ لعدم تأقلم الطفل مع من حوله من متغيرات وأصوات ودنيا أخرى غريبة عليه؛ فهي فترة صعبة على الأم وصعبة على الطفل أيضاً.. فالطفل يسمع أصواتاً غير التي اعتاد عليها جديدة بالنسبة له.. ويتلمس أشياء أيضاً جديدة.. ويحاول أن يدرك الأشياء ويميزها في أول أيامه عن طريق الشم.. والطريقة الوحيدة التي يعبر بها عن ما يريد هي البكاء.. في الوقت الذي تكون فيه الأم متعبة ومنهكة؛ بسبب ما تعرضت له عند الوضع.
ولأن هذا الموضوع يمس ويخص كثيراً من الأخوات.. أجرينا هذه المقابلة الشخصية مع المختصين الذين يستطيعون إفادتنا في هذا الموضوع.. فكان لنا لقاء مع الدكتورة "سحر مصباح" (اختصاصية الأطفال) لتجيب لنا عن جميع الاستفسارات التي تصطدم بها كل أم بعد الولادة مع طفلها، خصوصاً لو كانت أماً لأول مرة..
طفلي يبكي لا أدرى لماذا؟!
بكاء الطفل هو الطريقة الوحيدة للتعبير عن حاجة الطفل وشكواه، ويكون عادة له تأثير بالغ على الآباء الذين يحاولون التفاعل بسرعة لمعرفة سبب هذا البكاء.. وبكاء الطفل لأحد الأسباب الآتية:
1ـ الجوع من الأسباب الأولى لبكاء الطفل ولا ينتهي إلا عند إعطائه الحليب.
2ـ بكاء الطفل بعد الرضاعة عادة ما يكون بسبب تقلصات البطن.
3ـ قد يكون بكاء الطفل بسبب اتساخ الحفاظ حيث يتوقف البكاء بعد تبديل الحفاظ.
4ـ حرارة الجو الشديدة أو البرودة الشديدة هي أحد أسباب بكاء الطفل.
5ـ عندما يكون الطفل متعباً ويريد أن يُترك لينام.
6ـ وجود مشكلة صحية، مثل أوجاع البطن "المغص".
ما هي أسباب المغص؟
المغص في الطفل إشارة إلى ألم في البطن؛ فالطفل يبكي ويرفع ركبتيه بتألم وكأنه يستغيث. والمغص سببه الأول الريح وعدم التخلص منه بعد وجبة الإرضاع. وعند بلوغ الطفل الشهر الثالث من عمره يكون للمغص أسباب عدة؛ كالإسراع في إرضاعه، وريح البطن، والسأم، والتبديل الطارئ على غذائه، بعد إضافة بعض المواد الصلبة. وقد يسكن لفترة، كما تستطيع الأم أن تخفف منه بإعطائه دواءً خاصاً يصفه لها الطبيب.
إلا أن المغص قد يكون ناجماً عن مشاكل خطيرة وخطرة كالفتق، أو التواء في أحد الأمعاء، أو الانغماد المعوي، وهذا يجعل الطفل يواصل البكاء؛ مما يدل على تزايد الشعور بالألم. ولا غنى عن الطبيب في هذه الحالة. أما في الطفل الأكبر سناً فالمغص يكون سببه على الأرجح طعام لا يناسبه، أو مرض في الأمعاء، أو التهاب الزائدة الدودية.
هل يبكي الطفل بدون سبب؟
نعم قد يبكي الطفل وتحاول الأم معرفه السبب.. وبعد إرضاعه وتغير اللفافات وهدهدته وهز سريره؛ فإنه يظل يبكي برغم كل هذه المحاولات. والسبب هنا أن الطفل يحاول إخراج الطاقة الزائدة عنده حتى يستطيع أن يهدأ أو ينام.
الروابط المفضلة