انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 2 من 2

الموضوع: قلب العالم العربى ( قبلة المسلمين) القدس والمسجد الأقصي المبارك

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الردود
    73
    الجنس

    قلب العالم العربى ( قبلة المسلمين) القدس والمسجد الأقصي المبارك

    القدس سيرة مدينة

    مدينة القدس هي زهرة المدائن.. مدينة الرسالات والأنبياء حملت على كاهلها تاريخًا طويلاً يضرب بجذوره عبر العصور والقرون الممتدة.. وفي هذه الأيام تبرز حاجتنا الماسة – نحن العرب والمسلمين- لقراءة صحيحة لتاريخ القدس، كي نتعامل مع ملف هذه القضية، وذلك في وقت نشهد فيه قيام الحركة الصهيونية بهجمة قوية لتعميم قراءة خاطئة لتاريخ القدس على العالم أجمع، وبلغت هذه الهجمة أوجها في الاحتفال الذي أقامته الحكومة الإسرائيلية بمناسبة "مضي ثلاثة آلاف سنة على دخول الملك داود القدس" والهدف الصهيوني هو استكمال تهويد المدينة بعد احتلالها واغتصابها، وتعميم الزعم الإسرائيلي بأنها عاصمة أبدية لإسرائيل التي لها السيادة على المدينة، وحصر قضية القدس في كونها خلافًا بين مسلمين ومسيحيين حول أماكنهم المقدسة فيها، وكيف تتم إدارتها.
    تسمية المدينة في التاريخ
    مرت مدينة القدس بعدة عصور اختلفت خلالها تسميتها، فقد وردت في سجلات الفراعنة تحت اسم "يبوس" ، وهي "أورو سالم" كما كان اسمها عند الكنعانيين وهي "أورشاليم" كما سماها العبرانيون، وهي "بروساليم" عند اليونانيين، وهي "هيروسلما" أو "سموليموس" أو "إيليا" عند الرومان، وهي "القرية" أو "بيت المقدس" أو "بيت المقدس" أو "القدس" كما سماها العرب المسلمون.
    ومدينة القدس مدينة قديمة يرجع تاريخها لأكثر من ثلاثين قرنًا قبل الميلاد، وتذكر المصادر التاريخية أنها كانت في ابتداء الزمان صحراء خالية من أودية وجبال، وكان أول من اختطها سام بن نوح عليه السلام، حيث يذكره البعض باسم "ملكي صادق" ومعناها بالعبرية "ملك الصدق" إلا أن "ملكي صادق" متأخر في الزمن عن الجيل الأول الذي عاش في هذه البقعة المباركة، في أول الأمر، وكان ذلك قبل أن يفكر "ملكي صادق" في تخطيط مدينته على أي شكل من الأشكال.
    إذ إن أول من أقام بها هي بطن من بطون العرب الأوائل التي عاشت في فجر التاريخ في الجزيرة العربية.
    ويذكر المؤخرون أنهم كانوا يسمون "اليبوسيين" تسمية أطلقها عليهم الفراعنة، كما يظهر في آثارهم. ولقد رحل هؤلاء اليبوسيون إلى أرض مدينة القدس، حوالي 3000 سنة قبل الميلاد، واستوطنوا بها، وارتبطوا بترابها حتى أنهم كانوا بعد ذلك أصحابها الشرعيين، وصدوا عنها غارات المصريين، كما صدوا عنها أيضا قبائل العبرانيين التائهة في صحراء سيناء. وكما نجحوا في صد الغزاة عنها أزمانًا طوالاً، نجحوا أيضًا في بناء مدينتهم وعمارتها؛ إذ كانوا متحدين فلما تفرقت كلمتهم اشتد طمع العبرانيين فيهم، مما اضطرهم إلى التحالف مع المصريين، وطلبوا عون "تحتمس الأول" عام 1550 ق.م فلبى رغبتهم وساعدهم في صد غارات القبائل العبرانية وأدت بهم هذه الاستعانة إلى نوع من الخضوع لسلسلة من فراعنة مصر: تحتمس الثالث 1479ق.م، أمنحتب الثالث 1413ق.م، إخناتون 1375ق.م، وتوت عنخ آمون 1351 ق.م، سيتي الأول 1314 ق.م، ورمسيس الثاني 1292ق.م.. وجدير بالذكر أن هذه الاستعانة أو هذا الخضوع لم يفقدهم كيانهم كشعب واحد متماسك يمارس حياة قومية خاصة، ويحتفظ بحقه في حكم نفسه، إذ كان المصريون يكتفون بتحصيل الضرائب من أهلها.
    غربة اليهود عن القدس
    ولما كان العبرانيون يبحثون لهم عن مستقر يقيهم تيه الصحراء فقد استمروا في محاولتهم دخول "يبوس" حتى استطاعوا ذلك بعد جهد شديد، في عهد داود عليه السلام حوالي 1049 ق.م.
    وتؤكد لنا التوراة غربة اليهود عن القدس.. ففي سفر القضاة 19 ، 11 ، 13 نجد قصة رجل غريب وفد مع جماعة له إلى مشارف يبوس.. وفيما هم عند يبوس والنهار قد انحدر جدًّا قال الغلام لسيده: تعالَ نميل إلى مدينة اليبوسيين هذه ونبيت فيها، فقال سيده: لا نميل إلى مدينة غريبة حيث لا أحد من بني إسرائيل هنا.. إذن فقد دخل اليهود يبوس في عصر جد متأخر على يد داود عليه السلام واضطر أهل البلاد الأصليون إلى التعايش مع الغزاة مرغمين.
    يؤكد التاريخ أنه حتى في الفترة التي كان لبني إسرائيل فيها كيان ونفوذ في يبوس، وفي عصرهم الذهبي من داود إلى سليمان عليهما السلام، كان ملك إسرائيل آنذاك بمثابة والٍ على فلسطين تحت السيطرة المصرية.
    الكيان السياسي لليهود
    ومما سبق يتضح لنا أن داود وسليمان عليهما السلام لم يكونا مؤسسي مدينة القدس وإنما أتيا إليها بعد ألفي سنة من وجودها، وكانت عمارتهما لها بعد ذلك كما يقول المؤرخون بمثابة "تجديد البناء القديم".
    وبعد موت سليمان عليه السلام حوالي 975 ق.م انقسمت المملكة اليهودية إلى شطرين: إسرائيل في الشمال وعاصمتها نابلس ودامت نحو 250 عامًا وانتهت عام 71 ق.م، وقضى عليها ملك آشور ولم تقم لها قائمة بعد ذلك، وأورشليم مملكة يهوذا في الجنوب، وعاشت أكثر من أختها، وفي عام 599 ق.م دمرها "بُخْتَ نَصَّرَ" وسبى جميع أهلها وأرسلهم إلى بابل وهو ما يعرف في التاريخ بالشتات البابلي الأول. وراح اليهود يعيشون بعد مملكتهم هذه كطائفة دينية يرأسها كاهن، حتى ظهر المكابيون وقاموا بثورتهم واستولوا على أورشليم عام 167ق.م، وظهر منهم الرؤساء والملوك. وبعد فترة وجيزة كانوا خاضعين للحكم اليوناني مرة، والحكم الروماني مرة أخرى.. رازحين تحت عبء التنازع السياسي والفساد الداخلي، وذاقوا الدمار ثلاث مرات متوالية على أيدي الأباطرة "بومبي" ، وتيطس"، و "أدريانوس"، وكان قد قضي على دولتهم الهزيلة ولم تقم لهم دولة أو كيان بعد ذلك، وهو ما يعرف في التاريخ أيضا بالشتات الروماني الثاني، أو ما يطلق عليه "الدياسبورا".
    حقائق لا يمكن إخفائها
    ومما تقدم يتبين لنا عدة حقائق هي:
    أولاً: أن وجود اليهود بمدينة القدس لم يكن إلا بعد وجودها بعشرين قرنًا، وبعد أن تحضرت على يد أصحابها الفلسطينيين الذي نشئوا في صميم الجزيرة العربية.
    ثانيًا: أن وجودهم بها حدث واستمر كغزاة، تقوم العلاقة بينهم وبين أصحاب الأرض الأصليين على هذا الأساس.
    ثالثًا: أن كيانهم السياسي لم يقم بهذه الأرض إلا في فترة متأخرة جدًّا ولبضع سنوات لا تكاد تتجاوز خمسة وسبعين عامًا من بين خمسين قرنًا على هذه الأرض وهي مأهولة متحضرة.
    ضعف الارتباط بفلسطين
    وليس أدل على ضعف ارتباط اليهود بالقدس وأرض فلسطين من أن زعماء الصهيونية في العصر الحديث عندما بدءوا يفكرون في بناء وطن قومي لهم ساغ لبعضهم أن يتجهوا بتفكيرهم إلى بلاد أخرى غير فلسطين.. فهذا البارون هيرشي اليهودي الألماني الثري يرى أن الأرجنتين هي أصلح مكان يمكن أن تقام عليه دولة اليهود. بل أن هرتزل نفسه كان على استعداد لقبوله في سوريا أو البرتغال أو سيناء أو قبرص أو العربية أو موزمبيق أو طرابلس أو أوغندا أو الكنغو.. لولا أن بادرت المصالح الاستعمارية إلى ربط عجلتها بالمطامع الصهيونية فتكاتفا على إحداث المأساة.
    فلسطين الإسلامية والقدس
    ونظرًا لمكانة القدس لدى المسلمين فإنهم لم يقصروا منذ أن اندفعوا خارج الجزيرة العربية بعد وفاة الرسول الكريم سنة (10هـ) أي (632م) في محاولة فتح فلسطين، وربط المسجد الأقصى بالمسجد الحرام عمليًّا بعد أن ربط الإسلام بينهما في عقيدة المسلم ووعيه الديني، وتم ذلك فعليًّا في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ثم جاءت الدولة الأموية بعد الخلفاء الراشدين وفي عهدها بنى عبد الملك بن مروان مسجد قبة الصخرة، وبنى ابنه الوليد المسجد الأقصى الذي اتخذ اسمه من القرآن الكريم، وفي عام 754م أعاد الخليفة العباسي "المنصور" بناء المسجد الأقصى بعد أن تأثر البناء السابق بالزلزال.. وفي خلال العهد الطولوني بمصر، وكذلك العهد الإخشيدي والفاطمي أصبحت القدس وفلسطين تابعة لمصر.
    ثم دخل الصليبيون مدينة القدس سنة 1099 وقتلوا المسلمين واليهود والمسيحيين الأرثوذكس، وعاجلوا الجميع بكل القوة والتجبر.
    وفي سنة 1187م استرد صلاح الدين الأيوبي مدينة القدس بعد انتصاره في موقعة حطين، وعامل المنهزمين بما عليه أخلاق الإسلام من سماحة ورأفة. ثم اتجه صلاح الدين لتقديم أعظم هدية للمسجد، وكانت تلك الهدية هي المنبر الذي كان "نور الدين زنكي" قد بدأ في إعداده وكان هذا المنبر آية في الفن والروعة، ويعده الباحثون تحفة أثرية رائعة وأعظم مبنى في العالم الإسلامي.
    وبعد طرد الصليبيين من فلسطين عادت القدس تتبع مصر في عهد الأيوبيين والمماليك، ثم أصبحت فلسطين تابعة للأتراك العثمانيين منذ عام 1516م وظلت في أيديهم أربعة قرون تقريبًا.
    الاحتلال البريطاني والقدس
    وعقب هزيمة الأتراك في الحرب العالمية الأولى دخل الإنجليز القدس في 9 ديسمبر 1917 بقيادة "أدمون اللبني" وبقيت فلسطين تحت الانتداب البريطاني ثلاثين عامًا أصدروا خلالها وعد بلفور، وأخذوا يهيئون البلاد لاحتلال الصهاينة.. إلى أن صدر قرار تقسيم فلسطين من الأمم المتحدة التي كانت ولا تزال خاضعة للغرب، وذلك في 29/11/1947.
    وتم إعلان قيام إسرائيل في 15 رهر 1948، وفي يونيو الأسود سنة 1967 احتلت إسرائيل القدس القديمة وضمتها للقدس الجديدة التي أنشأتها عقب سنة 1948.
    اعتداءات يهودية على الأقصى
    واليهود كما يكرهون الإسلام والمسلمين يكرهون كذلك كل ما يتصل بهم، والحرب دائرة بينهم وبين الإنسان، كما هي دائرة بينهم وبين المقدسات التي تهم ذلك الإنسان؛ ولذلك سجل التاريخ صورًا من عدوان الصهاينة على المسجد الأقصى منذ سيطر هؤلاء الطغاة على مناطق فلسطين سنة 1967. ومن هذه الاعتداءات قيام المجرم الأسترالي اليهودي (مايكل رومان) في أغسطس 1969 بإشعال النيران في المسجد الأقصى، حيث التهمت النيران 1500 متر مربع من مساحة المسجد، فأتت على بعض المعالم الأثرية، منها: منبر صلاح الدين، قبة المسجد الخشبية المزخرفة بالزخارف الإسلامية المميزة، ومسجد عمر في الداخل، كذلك محراب زكريا وبعض الأقواس والأعمدة.
    - وفي نفس العام ديسمبر 1969 اقتحمت مجموعة من اليهود حرم المسجد الأقصى وقامت بالصلاة فيه وتكرر ذلك في مارس سنة 1971م، ولما اعترض المسلمون على ذلك أصدرت "روث أور" قاضية محكمة الصلح في القدس قرارًا بأحقية اليهود في أداء طقوسهم الدينية في المسجد الأقصى، ولم يحل دون تنفيذ ذلك إلا ثورات عارمة قام بها المسلمون.
    - وفي إبريل 1982م قام اليهودي الأمريكي "هاري جودمان" باقتحام المسجد وإطلاق النار على المسلمين داخله.
    - وفي يونيو 1982 حاول "بول ليزنز" أحد أعضاء حركة كاخ أن يقوم بتفجير بعض المتفجرات في الحرم.
    وبالإضافة إلى ذلك يعلن الكثير من اليهود أن مجرد وجود مسجد على هضبة المعبد هو تدنيس لها، ولهذا لا بد من تدمير المسجد الأقصى وقبة الصخرة وأي موقع إسلامي آخر في هذه المنطقة.
    القدس تستغيث
    وتبذل السلطات اليهودية أقصى الجهد لطمس المعالم الإسلامية بالقدس رغبة في تهويدها، فهي تعزلها عن باقي المناطق المحتلة، وتمنع الفلسطينيين من دخولها، وتدفع لها بعض اليهود، وتقيم بها أبنية على نسق مغاير للملامح العربية والإسلامية، وتحدث بالمدينة بعض الأعمال التي من شأنها تغيير مكانة القدس سياسيًّا وديموجرافيًّا، كزرع المستوطنات والتضييق على سكان المدينة من العرب حتى يلجئوا للهجرة.. إلخ.
    وستظل المعارك دائرة بين المسلمين واليهود إلى أن يتم تحرير الأقصى.
    وإذا كانت ذاكرة الأمة قد ظلت داعية بمكانة القدس في هذا الصراع التاريخي المتعدد المراحل والحلقات.. فإن مهمة ثقافتنا الإسلامية المعاصرة هي الإبقاء على ذاكرة الأمة على وعيها الكامل بمكانة القدس الشريف، حتى يطلع الفجر الجديد: بالناصر صلاح الدين.
    مكانة القدس في الإسلام

    م
    مسجد قبة الصخرة
    لقد سجل القرآن الكريم مكانة القدس حين وضح أن الله سبحانه تعالى أسرى بعبده وحبيبه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، حيث قال جل شأنه: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير".
    وسُمِّي بالمسجد الأقصى لبعد ما بينه وبين المسجد الحرام، وكان أبعد مسجد عن أهل مكة في الأرض يعظم بالزيارة والمراد بالبركة المذكورة في الآية الكريمة في قوله تعالى "الذي باركنا حوله" البركة الحسية والمعنوية، فأما الحسية فهي ما أنعم الله تعالى به على تلك البقاع من الثمار والزروع والأنهار، وأما المعنوية فهي ما اشتملت عليه من جوانب روحية ودينية، حيث كانت مهبط الصالحين والأنبياء والمرسلين ومسرى خاتم النبيين، وقد دفن حول المسجد الأقصى كثير من الأنبياء والصالحين.
    والمسجد الأقصى: هو أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى".
    ومعنى هذا الحديث أنه لا يسافر أحد لمسجد للصلاة فيه إلا لهذه المساجد الثلاثة لا أنه لا يسافر أصلاً إلا لها، وقد بني المسجد الأقصى بعد المسجد الحرام بأربعين سنة كما جاء في الحديث الصحيح عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أولاً؟ قال: "المسجد الحرام"، قلت: ثم أي؟ قال: "المسجد الأقصى"، قلت: كم كان بينهما؟ قال: "أربعون سنة، وأينما أدركت الصلاة فصل فهو مسجد".
    وللمسجد الأقصى مكانته الجليلة في الإسلام فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
    روى الطبري في تاريخه عن قتادة قال: كانوا يصلون نحو بيت المقدس ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة، وبعدما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرًا.
    بيت المقدس قطعة من الجنة
    ومما يدل على فضل بيت المقدس ومكانته أنه أرض المحشر والمنشر، وعن ميمونة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت قلت: يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس؟ قال: "أرض المحشر والمنشر ائتوه فصلوا فيه فإن الصلاة فيه كألف صلاة في غيره"، وعن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أراد أن ينظر إلى بقعة من الجنة فلينظر إلى بيت المقدس".
    وفي مدينة القدس دفن عدد كبير من الصحابة والتابعين منهم الصحابي الجليل عبادة بن الصامت وشداد بن أوس -رضي الله عنهما- فهو مهد النبوات والشرائع والرسل الذين وجدوا هناك في هذا العصر، ولقد كان المسجد الأقصى قبلة لهم، وهذا كله يمثل البركة الدينية التي أحاطت به، وأما البركة الدنيوية فكثرة الأشجار والأنهار وطيب الأرض، وهذا ما يراد بقوله تعالى "الذي بركنا حوله"، وروي أن الذي أسس المسجد الأقصى هو يعقوب بن إسحاق عليهما السلام بعد بناء إبراهيم الكعبة، وقد قام سليمان عليه السلام بتجديده، وقد أشكل ذلك؛ لأن باني البيت الحرام إبراهيم عليه السلام وباني المسجد الأقصى داود وابنه سليمان بعده وبينهما مدة طويلة تزيد على الأربعين التي ذكرت في الحديث المروي في الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول مسجد وضع على الأرض فقال: "المسجد الحرام"، قلت: ثم أي، قال: "المسجد الأقصى" قلت: وكم بينهما؟ قال: "أربعون عامًا، ثم الأرض لك مسجد فحيثما أدركت الصلاة فصل فيه فإن الفضل فيه". وأجاب عن هذا الإشكال أبو جعفر الطحاوي في شرح معاني الآثار بأن الوضع غير البناء، والسؤال في الحديث السابق عن مدة ما بين وضعهما لا عن مدة ما بين بنائهما، فيحتمل أن يكون واضع الأقصى بعض الأنبياء قبل داود وسليمان، ثم بنياه بعد ذلك، وللمسجد الأقصى ارتباط وثيق بعقيدتنا وله ذكريات عزيزة وغالية على الإسلام والمسلمين، فهو مقر للعبادة ومهبط للوحي، ومنتهى رحلة الإسراء وبداية رحلة المعراج، وقد مرّ الرسول صلى الله عليه وسلم في رحلته إلى المسجد الأقصى بالبقعة المباركة التي كلّم الله فيها موسى عليه السلام وهي طور سيناء فصلى بها ركعتين، ومرّ بالبقعة المباركة التي وُلِد فيها عيسى عليه السلام وهي بيت لحم، فصلى بها ركعتين، ثم وصل إلى بيت المقدس فوجد فيه إبراهيم وموسى وعيسى في جمع من الأنبياء والرسل، فصلى بهم جميعًا، ثم عرج به إلى السماء، فرأى من آيات ربه الكبرى، ولما عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الرحلة المباركة وأخبر قومه كان منهم من صدق ومنهم من كذب، وذهب بعضهم إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأخبروه، فما كان جوابه إلا أن قال لهم والله لئن كان قاله لقد صدق قالوا: تصدقه على ذلك، قال: إني أصدقه على أبعد من ذلك أصدقه على خبر السماء.
    وقد تمادى القوم في لجاجهم وحوارهم يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم في تعنت عن بيت المقدس، ومنه من كان قد رآه وظنوا أنهم بهذه الأسئلة سيوقعون الرسول صلى الله عليه وسلم في حرج، ولكنه وهو المؤيد من قبل ربه وصف لهم بيت المقدس وصفًا كاملاً في غاية الدقة، وأخبرهم عن آياته يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فجعلت أخبرهم عن آياته، فالتبس عليّ بعض الشيء، فجلى الله لي بيت المقدس، ثم جعلت أنظر إليه دون دار عقيل وأنعته لهم، فقالوا: أما النعت فقد أصاب وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه كلما وصف لهم الرسول صلى الله وعليه وسلم وصفًا يقول صدقت أشهد أنك رسول الله، ثم أخبرهم عن عيرهم وعن أحمالها وعن دقائق الملابسات ووصفها أكمل وصف، وقال لهم تقدم يوم كذا مع طلوع الشمس وفيها فلان وفلان يقدمها جمل أورق عليه غرارتان محيطتان، ومع وضوح الأدلة فقد لجّ القوم في عنادهم ولم يصدقوا تلك المعجزة الواضحة فقد طمس الله على أبصارهم وبصائرهم "ومن لم يجعل الله له نورًا فما له من نور"، وفي رحلة الإسراء والمعراج فرض الله سبحانه وتعالى الصلاة وهي الصلة القوية بين العبد وربه، وكانت القبلة آنذاك هي صخرة بيت المقدس، حيث أمر الرسول صلى الله عليه وسلم باستقبالها، وكان بمكة يصلي بين الركنين، فتكون بين يديه الكعبة وهو مستقبل صخرة بيت المقدس، فلما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة تعذر عليه أن يجمع بينهما، عندئذ أمره الله تعالى أن يتوجه إلى بيت المقدس، واستمر على ذلك نحو ستة عشر شهرًا، وكان يدعو ربه ويبتهل إليه أن تكون وجهته إلى الكعبة قبلة إبراهيم عليه السلام، فأجيب إلى ذلك، وأمر بالتوجه إلى البيت الحرام فخطب الناس وأعلمهم بذلك، وكانت أول صلاة صلاة العصر، وفي هذا يقول الله تعالى: "قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ".
    وعن البراء رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنه صلى أول صلاة صلاها العصر وصلى معه قوم فخرج رجل ممن كان صلى معه فمر على أهل المسجد وهم راكعون فقال: أشهد بالله لقد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل مكة فداروا كما هم قبل البيت، وكان قد مات على القبلة قبل أن تحول رجال قتلوا لم ندر ما تقول فيهم فأنزل الله تعالى: "وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم"، ومما يؤكد عاطفة المسلمين نحو القدس الشريف كواحد من أهم معالم الإسلام أنه قد أسرى الله برسوله صلى الله عليه وسلم إليه، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام دخل المسجد الأقصى وصلى فيه، ففي رواية أنس رضى الله عنه:
    ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن فقال جبريل: أخذت الفطرة".
    وقال الإمام النووي رحمه الله: المراد بالفطرة هنا الإسلام والاستقامة، وفي رواية ابن مسعود رضي الله عنه ثم دخلت المسجد فعرفت النبيين ما بين قائم وراكع وساجد، ثم أذن مؤذن فأقيمت الصلاة فقمنا صفوفًا تنتظر من يؤمنا، فأخذ بيدي جبريل فقدمني فصليت بهم.
    وفي رواية أبي إمامة عند الطبراني، ثم أقيمت الصلاة فتدافعوا حتى قدموا محمد صلى الله عليه وسلم فصلى إمامًا بالأنبياء جميعًا في المسجد الأقصى، ولقد أطلع الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم في هذه الرحلة المباركة على نماذج لثواب الطائعين وعقاب العاصين، ومن هذه النماذج ما رآه من ثواب المجاهدين في سبيل الله: مر على قوم يزرعون ويحصدون في يوم كلما حصدوا عاد كما كان فقال لجبريل عليه السلام: ما هذا؟
    قال: هؤلاء المجاهدون في سبيل الله تضاعف الحسنة إلى سبعمائة ضعف "وَمَا أَنْفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ".
    وفي هذا المشهد توضيح لمكانة الجهاد والمجاهدين، وفي هذا النموذج المحسوس لمثوبة الجهاد تجيش في نفوسنا عواطف الإيمان لتدفعنا لتطهير القدس الشريف واسترداده وتطهير كل بقعة في الوطن الإسلامي، ونجاهد من أجل إعادة الحق إلى أصحابه "الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله"، وكما قال سبحانه وتعالى: "وأخرجوهم من حيث أخرجوكم"، وقد اختارت الإرادة الإلهية أن يكون الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى وصلاً للحاضر بالماضي وتقديرًا لمنزلة هذه البقعة المباركة التي عاشت عمرًا كبيرًا تنتشر على ظهرها الهداية، وتستقبل في رحابها النبوات، وظل بيت المقدس مهبط الوحي الإلهي سنين عديدة، فلما عصى اليهود أمر ربهم وتنكروا لوحي السماء تحولت النبوة عنهم، وانتقلت إلى ذرية إسماعيل، وتحولت بالتالي القيادة الروحية إلى خاتم الأنبياء والمرسلين، فانتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى هذه البقعة المباركة تقديرًا لإخوانه السابقين من الأنبياء والمرسلين، وإعلانًا عن إكباره لهم وللدين الذي انتشر نوره وسناه في هذه البقاع المباركة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله، كما قال سبحانه "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ".
    وقد جمع الله تعالى له الرسل السابقين فاستقبلوه وصلى بهم إمامًا وطبق الله في ليله الإسراء والمعراج وفي رحاب المسجد الأقصى ذلك العهد والميثاق الذي أبرمه منذ القدم مع الأنبياء أن يصدق بعضهم بعضًا ويمهد بعضهم لبعض، وأن يؤمنوا بمن سيرسله، وأن ينصروه كما قال سبحانه وتعالى: "وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ".
    وهكذا كانت إمامة الرسول صلى الله عليه وسلم للأنبياء والمرسلين في هذا المكان المقدس إعلانًا لختم رسالات السماء، وأن رسالته خاتمة الرسالات ودستوره السماوي وهو القرآن كلمة السماء الأخيرة، وأنه صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين.
    وصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأنبياء لا ينافيها كون الأنبياء كانوا قد ماتوا من قبل لأن الذي أسرى هو الله الخالق القادر على كل شيء فهو القادر على تغيير بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم ليصلي بالأنبياء وهو القادر على تغيير قانون برزخية الأنبياء السابقين ليصلي بهم فما أراده الله تعالى حدث، وبالكيفية التي أرادها رب العزة سبحانه وتعالى، وفي هذا إعلان لعالمية الإسلام، وإعلان بأنه التشريع الخاتم والرسول الذي ختم الله به الأنبياء والمرسلين، وأن حادث الإسراء والمعراج ليضع في أعناق المسلمين في كل الأرض أمانة القدس الشريف، وأن التفريط فيه تفريط في دين الله، وسيسأل الله تعالى المسلمين عن هذه الأمانة إن فرطوا في حقها أو تقاعسوا عن نصرتها وإعادتها، فعلينا أن نوحد جهودنا، وألا نتفرق لنكون بوحدتنا قوة إسلامية لا يستهان بها، ولا تضعف في المطالبة بحقوقها فطريق الوحدة مناشدة القوة هو طرق الحفاظ على مقدساتنا التي هي جزء من عقيدتنا وديننا.
    ترسيم جغرافية القدس كيف ولماذا ؟!!

    ترجع أهمية الموقع الجغرافي إلى كونه نقطة مرور لكثير من الطرق التجارية، ومركزيته بالنسبة لفلسطين والعالم الخارجي معًا، حيث يجمع بين الانغلاق وما يعطيه من حماية طبيعية للمدينة، والانفتاح وما يعطيه من إمكان الاتصال بالمناطق والأقطار المجاورة الأمر الذي كان يقود إلى احتلال سائر فلسطين والمناطق المجاورة في حال سقوط القدس، إضافة إلى تشكيله مركزًا إشعاعيًّا روحانيًّا باجتماع الديانات الثلاث، وهذا كله يؤكد الأهمية الدينية والعسكرية والتجارية والسياسية أيضًا؛ لأنها بموقعها المركزي الذي يسيطر على كثير من الطرق التجارية، ولأنها كذلك محكومة بالاتصال بالمناطق المجاورة.
    وفي أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، لم تَعُد مساحتها تستوعب الزيادة السكانية، فبدأ الامتداد العمراني خارج السور، وفي جميع الجهات ظهرت الأحياء الجديدة التي عرفت فيما بعد بالقدس الجديدة، إضافة إلى الضواحي المرتبطة بالمدينة التي كانت، وما زالت قرى تابعة لها، وقد اتخذ الامتداد العمراني اتجاهين: أحدهما شمالي غربي والآخر جنوبي.
    ونتيجة لنشوء الضواحي الاستيطانية في المنطقة العربية، فقد جرى العمل على رسم الحدود البلدية بطريقة ترتبط بالوجود اليهودي؛ إذ امتد الخط من الجهة الغربية عدة كيلومترات، بينما اقتصر الامتداد من الجهتين الجنوبية والشرقية على بضع مئات من الأمتار، فتوقف خط الحدود أمام مداخل القرى العربية المجاورة للمدينة، ومنها قرى عربية كبيرة خارج حدود البلدية (الطور، شعفاط، دير ياسين، لفتا، سلوان، العيسوية، عين كارم المالحة، بيت صفافا)، مع أن هذه القرى تتاخم المدينة حتى تكاد تكون ضواحي من ضواحيها، ثم جرى ترسيم الحدود البلدية في عام 1921.
    ترسيم الحدود عام 1921
    حيث ضمت حدود البلدية القديمة قطاعًا عرضيًّا بعرض 400م على طول الجانب الشرقي لسور المدينة، بالإضافة إلى أحياء (باب الساهرة، ووادي الجوز والشيخ جراح) من الناحية الشمالية، ومن الناحية الجنوبية انتهى خط الحدود إلى سور المدينة فقط، أما الناحية الغربية والتي تعادل مساحتها أضعاف القسم الشرقي، فقد شملتها الحدود لاحتوائها تجمعات يهودية كبيرة، بالإضافة إلى بعض التجمعات العربية (القطمون، البقعة الفوقا والتحتا، الطالبية، الوعرية، الشيخ بدر، مأمن الله).
    حدود عام 1946 - 1948
    أما المخطط الثاني لحدود البلدية فقد وضع عام 1946، وجرى بموجبه توسيع القسم الغربي عام 1931، وفي الجزء الشرقي أضيفت قرية سلوان من الناحية الجنوبية ووادي الجوز، وبلغت مساحة المخطط 20.199 دونمًا، كان توزيعها على النحو التالي:
    - أملاك عربية 40%
    - أملاك يهودية 26.12%
    - أملاك مسيحية 13.86%
    - أملاك حكومية وبلدية 2.9%
    - طرق سكك حديدية 17.12% المجموع 100%

    وتوسعت المساحة المبنية من 4130 دونمًا عام 1918 إلى 7230 دونمًا عام 1948، وبين عامي (1947، 1949) جاءت فكرة التقسيم والتدويل؛ لأن فكرة تقسيم فلسطين وتدويل القدس لم تكن جديدة فقد طرحتها اللجنة الملكية بخصوص فلسطين (لجنة بيل)، حيث اقترحت اللجنة إبقاء القدس وبيت لحم إضافة إلى اللد والرملة ويافا خارج حدود الدولتين (العربية واليهودية) مع وجود معابر حرة وآمنة، وجاء قرار التقسيم ليوصي مرة أخرى بتدويل القدس. وقد نص القرار على أن تكون القدس (منطقة منفصلة) تقع بين الدولتين (العربية واليهودية) وتخضع لنظام دولي خاص، وتدار من قبل الأمم المتحدة بواسطة مجلس وصاية يقام لهذا الخصوص وحدد القرار حدود القدس الخاضعة للتدويل بحيث شملت (عين كارم وموتا في الغرب وشعفاط في الشمال، وأبو ديس في الشرق، وبيت لحم في الجنوب)، لكن حرب عام 1948 وتصاعد المعارك الحربية التي أعقبت التقسيم أدت إلى تقسيم المدينة إلى قسمين.
    وبتاريخ 30-11-1948 وقعت السلطات الإسرائيلية والأردنية على اتفاق وقف إطلاق النار بعد أن تم تعيين خط تقسيم القدس بين القسمين الشرقي والغربي للمدينة في 22-7-1948، وهكذا ومع نهاية عام 1948 كانت القدس قد تقسمت إلى قسمين وتوزعت حدودها نتيجة لخط وقف إطلاق النار إلى:
    - مناطق فلسطينية تحت السيطرة الأردنية 2.220 دونمًا 11.48%
    - مناطق فلسطينية محتلة (الغربية) 16.261 دونمًا 84.13%
    - مناطق حرام ومناطق للأمم المتحدة 850 دونمًا 4.40%
    المجموع 19.331 دونمًا 100%

    وهكذا، وبعد اتفاق الهدنة تأكدت حقيقة اقتسام القدس بينهما انسجامًا مع موقفها السياسي المعارض لتدويل المدينة.
    وبتاريخ 13-7-1951 جرت أول انتخابات لبلدية القدس العربية، وقد أولت البلدية اهتمامًا خاصًّا بتعيين وتوسيع حدودها البلدية؛ وذلك لاستيعاب الزيادة السكانية واستفحال الضائقة السكانية وصودق على أول مخطط يبين حدود بلدية القدس (الشرقية) بتاريخ 1-4-1952، وقد ضمت المناطق التالية إلى مناطق نفوذ البلدية (قرية سلوان، ورأس العامود، والصوانة وأرض السمار والجزء الجنوبي من قرية شعفاط)، وأصبحت المساحة الواقعة تحت نفوذ البلدية 4.5كم2 في حين لم تزد مساحة الجزء المبني منها عن 3 كم. وفي 12-2-1957 قرر مجلس البلدية توسيع حدود البلدية، نتيجة للقيود التي وضعها (كاندل) في منع البناء في سفوح جبل الزيتون، والسفوح الغربية والجنوبية لجبل المشارف (ماونت سكويس)، بالإضافة إلى وجود مساحات كبيرة تعود للأديرة والكنائس، ووجود مشاكل أخرى مثل كون أغلبية الأرض مشاعًا ولم تجر عليها التسوية (الشيخ جراح وشعفاط)، وهكذا وفي جلسة لبلدية القدس بتاريخ 22-6-1958 ناقش المجلس مشروع توسيع حدود البلدية شمالاً، حيث تشمل منطقة بعرض 500م من كلا جانبي الشارع الرئيسي المؤدي إلى رام الله ويمتد شمالاً حتى مطار قلنديا.
    واستمرت مناقشة موضوع توسيع حدود البلدية بما في ذلك وضع مخطط هيكل رئيسي للبلدية حتى عام 1959 دون نتيجة.
    حدود عام 1967
    وفي عام 1964، وبعد انتخابات عام 1963، كانت هناك توصية بتوسيع حدود بلدية القدس لتصبح مساحتها 75كم، ولكن نشوب حرب عام 1967 أوقف المشروع، وبقيت حدودها كما كانت عليه في الخمسينيات. أما القدس الغربية فقد توسعت باتجاه الغرب والجنوب الغربي وضمت إليها أحياء جديدة منها (كريات يوفيل، وكريات مناحيم، وعير نحانيم، وقرى عين كارم، وبيت صفافا، ودير ياسين، ولفتا، والمالحة) لتبلغ مساحتها 38 كم2.
    أثر حرب حزيران على الحدود
    بعد اندلاع حرب 1967 قامت إسرائيل باحتلال شرقي القدس، وبتاريخ 28-6-1967 تم الإعلان عن توسيع حدود بلدية القدس وتوحيدها، وطبقًا للسياسة الإسرائيلية الهادفة إلى السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأرض مع أقل عدد ممكن من السكان العرب.
    لقد تم رسم حدود البلدية لتضم أراضي 28 قرية ومدينة عربية، وإخراج جميع التجمعات السكانية العربية؛ لتأخذ هذه الحدود وضعًا غريبًا، فمرة مع خطوط التسوية (الطبوغرافية) ومرة أخرى مع الشوارع، وهكذا بدأت حقبة أخرى من رسم حدود البلدية، لتتسع مساحة بلدية القدس من 6.5كم2 إلى 70.5 كم2 وتصبح مساحتها مجتمعة (الشرقية والغربية 108.5 كم2) وفي عام 1995 توسعت مساحة القدس مرة أخرى باتجاه الغرب لتصبح مساحتها الآن 123كم2.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    الموقع
    في الغربة
    الردود
    3,309
    الجنس
    تسلم الايادي اللي خطت هالمعلومات التاريخية القيمة

مواضيع مشابهه

  1. القدس .. المسجد الأقصى .. ؟؟؟
    بواسطة مريم 74 في الملتقى الحواري
    الردود: 7
    اخر موضوع: 18-08-2010, 05:14 AM
  2. اعتداءات يتعرض المسجد الأقصى المبارك
    بواسطة rady في الملتقى الحواري
    الردود: 3
    اخر موضوع: 27-01-2007, 08:09 AM
  3. الردود: 7
    اخر موضوع: 11-01-2007, 09:15 PM
  4. الردود: 19
    اخر موضوع: 14-04-2005, 07:54 PM
  5. الردود: 4
    اخر موضوع: 19-07-2003, 10:03 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ