قال صلى الله عليه وسلم :

( ما من داع يدعو الله تعالى ، إلا أتاه بها إحدى ثلاث : إما تعجيل حاجته

وإما أن يعطيه من الخير مثلها ، وإما أن يصرف عنه من الشر مثلها )

فاعلم أنه ليس الخير دائما كما تظن أنت ، في إجابة سؤلك ، وتحقيق طلبك ..

فإنه إن لم يجبك الدعاء ، رد عنك البلاء .. لقد تصارعا

- البلاء النازل مع الدعاء الصاعد -

وانتهى الأمر بنجاتك ، ودفع السوء عنك .. فاحمد الله على سلامتك ..

ربما لم يجبك لأنه سبق في علمه سبحانه أن كفة حسناتك لن ترجح

يوم القيامة إلا أن يوزن فيها أجر دعائك المؤجل إلى الآخرة

فإذا رأيت يوم القيامة أن ما أُجبت فيه قد ذهب ، وما لم تُجب فيه

قد بقي ثوابه ، قلت في نفسك نادما : ليتك يا رب لم تُجب لي دعوة

في الدنيا قط !!

وربما لم يجبك لسابق علمه أن الخير في صرف هذا المطلوب عنك

فهو وحده المطلع على الغيب .. لأجل ذلك فهو الأدرى بما ينفعك ويصلحك

فإن كان المطلوب مالا فلربما أفسدك وأطغاك ..

وإن كان ولدا فلربما عند كبره يصير عاقا فيجهدك ويشقيك ..

وإن كان عملا أو وظيفة فلربما فتحت لك بابا من أبواب الحرام

كأخذ الرشوة مثلا .. ونحو ذلك ..

فكم من محبوب في مكروه ، ومكروه في محبوب .. ولا يعلم ذلك إلا الله ..

وربما كان العيب عندك ، فقد تكون آكلا للحرام أو مافيه شبهة ..

إن ذنوب العبد تعتبر سدا منيعا يقف حائلا دون أن ينفذ سهم دعائه

فكيف تستبطئ الإجابة وقد سددت طرقها بالذنوب والآثام ؟!

فتكون عدم الإجابة بمثابة لفت نظر لتصحح مسيرتك .. ولتستدرك ما فاتك ..

حينئذ ينهدم السد ، ويسقط الحائل ، فتصل رسائلك مباشرة

يتبعها الرد والإجابة ..

وربما لم يجبك لأنه يريد أن يصل لك حبالا قطعتها – بينك وبينه -

فألجأك إليه حتى يسمع همسك في الأسحار ، ويرى دمعك فيغسل عنك ذنوبا

لا يغسلها إلا دموع الندم ، والحزن على مافات ..

وقد لخص ابن عطاء الله السكندري هذا كله في كلمات .. فقال :

( لا يكن تأخر أمد العطاء مع الإلحاح في الدعاء موجبا ليأسك ، فهو وحده

قد ضمن لك الإجابة فيما يختاره لك ، لا فيما تختاره لنفسك ..

وفي الوقت الذي يريد ، لا الوقت الذي تريد )


منقول

كلام ثمين..

لاحرمت أجر نقله أختي أم مهند..

وعودا حميدا..