قرأت قصة عن صحابية جليلة واعجبتني القصة وسألت نفسي اين نسائنا اليوم من هؤلاء الصحابيات
شتان بينهما . همم عالية لاتخضع الى دنيا فانية وتنجرف وراء شهواتها . واحببت ان تستمتعوا معي بهذه القصة التي نقلتها من كتاب أسعد امرأة في العالم ((للشيخ عائض القرني))
كوني أرق من النسيم إذا جرى وأعز في الدنيا من الجوزاء
تقدم أبو طلحة للزواج من أم سليم بنت ملحان, وعرض عليها مهراً غالياً, إلا أن المفاجأة أذهلته وعقلت لسانه
عندما رفضت أم سليم كل ذلك بعزة وكبرياء وهي تقول:إنه لاينبغي أن أتزوج مشركاً,أما تعلم ياأبا طلحةأن آلهتكم
ينحتها عبد آل فلان,وأنكم لو أشعلتم فيها ناراً لاحترقت !
فأحس أبو طلحة بضيق شديد فانصرفت وهو لا يكاد يصدق مايرى ويسمع, ولكن حبة الصادق جعله يعود في اليوم
التالي يُمنيها بمهر أكبروعيشة رغيدة عساها تلين وتقبل ,فقالت بأدب جم
مامثلك يُرد ياأبا طلحة , ولكنك امرؤ
كافر, وأنا امرأة مسلمة لا تصلح لي أن أتزوجك فقال:ماذاك دهرك :قالت:ومادهري؟قال: الصفراء والبيضاء.
قالت:فإني لا أريد صفراء ولا بيضاء, أريد منك الاسلام, قال: فمن لي بذلك؟ قالت: لك بذلك رسول الله صلى الله عليه
فانطلق يريد النبي وهو جالس في أصحابه, فلما رآه قال
( جاءكم أبو طلحة غرة الإسلام في عينيه))
فجاء فأخبرالنبي بما قالت أم سليم فتزوجها على ذلك .
إن هذه المرأة مثلٌ عال لكل من تنشد المجد وتسعى للفضيلة ,فانظر كيف سطرت بحسن سيرتها آيات من النبل
والايمان , وانظر مقدار ثوابها عند الواحدالديان , كيف تركت ثناء جميلاً عاطراً , وكسبت أجراً كبيراً مباركاً
فيه ,ذلك لانها كانت صادقة مع ربها , صادقة مع نفسها, صادقة مع الناس. وهذا يوم ينفع الصادقين صدقهم
فطوبى لها الجنة , وهنيئاً لها الخلد , وقرة عين لها الفوز.
الروابط المفضلة