نشرت جريدة الرياض يوم الأربعاء 16/7/1422 هـ مقالاً بعنوان :
برلسكوني.. ماهي آخر أخبار المافيا!؟
كتبه د . عبد الواحد الحميد
قال حفظه الله :

ارتبطت إيطاليا في أذهان الكثير من الناس في أنحاء العالم بمنظمات المافيا الإجرامية.. فإيطاليا هي مهد مافيات الجريمة المنظمة التي امتهنت أحط وأفظع الجرائم داخل ايطاليا وخارجها.. وقد راج اسم منظمة "أونوراتا سوسيتا" ـ أي الجمعية المحترمة حسب الترجمة عن اللغة الايطالية ـ كواحدة من منظمات عديدة للمافيا مثل منظمة كامورا وغيرهما من المنظمات الإرهابية الإيطالية التي شاعت في ايطاليا ثم انتشرت في الولايات المتحدة وفي العديد من دول العالم!! ويقال ان في الولايات المتحدة وحدها ما يزيد على ثمانية آلاف مجرم أمريكي ينحدرون من أصل ايطالي يعملون في منظمات المافيا التي تدير محلات القمار والدعارة ومختلف أنواع النشاطات القذرة مما يندى له جبين أي أمة ينتمي إليها مثل هؤلاء الوحوش الذين تدر عليهم أنشطتهم القذرة أكثر من ستة وستين مليار دولار سنوياً في أمريكا وحدها!!
ولا أدري هل نسي رئيس وزراء إيطاليا "المحترم" ـ أقول المحترم باللغة العربية وليس الايطالية حتى لا يخلط أحد بين كلمة "المحترم" العربية وكلمة "أوناراتا" الإيطالية ـ .. لا أدري هل نسي رئيس الوزراء برلسكوني هذا السجل غير المشرّف للمبتكرات الايطالية في دنيا الإرهاب الدولي عندما قال ان حضارته الغربية أفضل من الحضارة الإسلامية رابطاً بين الإرهاب والإسلام!؟ هل المسلمون هم الذين اخترعوا المافيا أم الإيطاليون وحضارة الغرب!؟ هل أن موسوليني عربي أم إيطالي!؟ بل هل أن "ال كوبون" عربي أم ايطالي!؟
وعندما نتحدث عن ايطاليا بالذات ـ في سياق التصريحات الهابطة لبرلسكوني ـ فإن صوراً كثيرة تتداعى إلى أذهاننا لعل أبرزها ما فعله الإيطاليون بالمناضلين الليبيين، وبالتحديد ما فعلوه بالمجاهد العظيم عمر المختار.. لم يترك الايطاليون وسيلة بربرية واحدة لم يستخدموها لقهر الشعب الليبي حتى إنهم كانوا يسقطون المناضلين الليبيين من الطائرات المحلقة في الجو تنكيلاً وتعذيباً!!
أهذه هي الحضارة التي يتحدث عنها برلسكوني ويتباهى بها على الحضارة الإسلامية!؟ أهي الحضارة التي سحبت المدعوة "تشوتشو لينا" من فاترينات عروض الدعارة وأدخلتها إلى البرلمان الايطالي نائبة تتحدث ـ حسب زعمها ـ باسم الشعب بعد أن هددت بأن تدخل البرلمان عارية كما ولدتها أمها إخلاصاً منها لمهنتها الأصلية قبل أن تدخل معترك السياسة.. ربما لأنها تطمح أن تصبح ذات يوم رئىسة وزراء "محترمة"!!
لقد اضطر برلسكوني أن "يبتلع لسانه" ويعلن عن أسفه لما بدر منه من إهانات للإسلام، لكنه لم يعتذر للمسلمين ـ على الأقل حتى لحظة كتابة هذا المقال ـ عن الكلام الهابط الذي قاله بحق الحضارة الإسلامية.
نقول لبرلسكوني المتهالك من أجل إعلان ولائه لأمريكا بطريقة صبيانية.. ان الرئىس الأمريكي نفسه زار الجمعيات الإسلامية وحذر من الخلط بين الإسلام وبين أي عمل قد يقوم به إنسان مسلم.. أما أنت يا برلسكوني فليتك تلزم بيتك الايطالي وتنظفه من عصابات المافيا لكي تريح العالم من الجرائم الفظيعة التي يرتكبها هؤلاء القوم.. قومك!!
انتهى ما كتبه الدكتور .

أما عن الحضارة الإسلامية فهي أصل الحضارات ومهد التقدم
وإليكم هذا النقل عن أحد المنتديات :
=====
من موضوع حوار الحضارات .

إن الحضارة الإنسانية الوحيدة التي تستحق أن نطلق عليها اسم حضارة وبمعناها الشمولي ، هي ( الحضارة الإسلامية ) ، لأن الإسلام يهدف إلى تحقيق وتوفير الأمن " الفكري " - وهو الأهم - للجنس البشري ، والذي يأتي وراءه تلقائياً الأمن " الروحي والنفسي والمادي " ، وكذلك يهدف إلى تحقيق وتأمين " الارتقاء والبقاء للجنس البشري " ، وتلك من أهم النقاط التي يجب أن تُـقَيم بها النشاطات البشرية ، أي تحقيق الأمن " الفكري والروحي والنفسي والمادي " وتحقيق " الارتقاء والبقاء " للجنس البشري ، وهذه المنجزات مجتمعة هي حصيلة ونتاج تحقيق مقاصد " الشريعة " التي تسعى إلى حفظ ( النفس والدين والعقل والعرض والمال ) ، وعلى هذا الأساس يمكننا التفريق بين " الحضارة " بمعناها الشمولي ، وبين " المدنية البدائية في الفكر والتصور " .

ففي الوقت الحاضر نجد أن المدنية الغربية البدائية في الفكر والتصور تحقق للإنسان وفي أحسن الأحوال " الأمن المادي " فقط ، والتطور والرقي المادي فقط لا يحقق للإنسان أمنه العام ، وعادة ما يكون هذا الأمن المادي ، أمن غير مستقر ، فالغني في مثل تلك الدول البدائية لن يشعر بالأمن التام ، فالخطر يهدد أمواله و مكتسباته ، بل يهدد حتى حياته ، فما بالك بالطبقة المتوسطة والفقراء والمعدمين والمسحوقين والمستضعفين ، فإن مثل تلك الطبقات الكادحة كذلك تعيش بحالة عدم الاستقرار " المادي " ، وكل الطبقات والمستويات التي ذكرناها تعيش محرومة من الأمن " الفكري والروحي والنفسي " ، و الأمن الفكري نعني به ( تأمين المعلومة الصحيحة الحقيقية الكاملة من خلال توضيح البيان القرآني والسنة النبوية ) .

وتلك المدنيات البدائية في الفكر والتصور ، عملت ولا زالت تعمل على ( انحدار وفناء ) الجنس البشري من خلال سلب قيمه الإنسانية الأصيلة التي تنبع من المنهج الرباني المعطل عن إرواء الحياة ، ومن خلال سفك الدماء دون وجه حق وبصورة وحشية همجية بدائية .

وبناءً على ما ذكرنا يمكننا تصور طبيعة الصراع بين أصحاب وورثة الحضارة الإنسانية الإسلامية التي تنوي النهوض لتحيي ولتفعل فكرتها ومنهجها وقيمها ، وأصحاب المدنية البدائية الذين أفسدوا الحياة بنظمهم وبآلياتهم وبمناهجهم وبقيمهم وبأفكارهم الدخيلة والمضرة بالجنس البشري برمته .

لذلك سيكون صراعنا صراع بين حضارة وجاهلية .
.........................
انتهى .